مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ
المسرح التّونسي، تونس1972، ص17، بوذينة، مشاهير التونسيين، 468. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن. · بن حمودة، آمنة
.../1939؟ هي آمنة بنت أحمد بن حمودة، المعروفة بلَلاّ منَا بن حمودة. وتعرف بأنها من أولياء الله الصالحين. ذكرها تلاميذ المدرسة العسكرية بباردو في سجلهم الذي دونوه سنة 1856 وقالو إن بالبلدة "مقاما للفقيرة آمنة". عاشت في مطلع القرن العشرين واشتهرت بالصّلاح، وكان الناس يزورونها ويتبركون بها ويستفسرونها في قضاء شؤونهم كالزواج أو السّفر أو عند الرّغبة في التّداوي ويقدّمون إليها بعض المبالغ الزّهيدة التي لا تتسلمها مباشرة وإنّما توضع تحت الحصير الموجود في غرفتها. وكانت أجوبتها تأوّل إما خيرا أو شرّا. وقيل إنّها كانت من التّقاة كثيرة الصّلاة والصّوم. توفيت على الأرجح سنة1939 ودفنت في منزلها الموجود في منطقة التّوارة بمساكن، وبقي الناس يزورونها مدّة من الزّمن. ومقامها في الوقت الحاضر بسيط جدا ولم ألحظ تواصل تردد الناس على زيارتها.
المرجع: دفتر تلاميذ المدرسة العسكرية بباردو لسنة1856. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· بن خُليفة، علي
1669/1758 هو علي بن خُليفة الشريف الحُسيني. فقيه مربي ومؤسس مدرسة. ولد سنة 1080هـ/1669م بمساكن. وعاش في آخر عهد البايات المراديين وبداية عهد خلفهم البايات الحسينيّين. حفظ علي بن خُليفة القرآن الكريم وتلقّى مبادئ العربيّة والفقه بمسقط رأسه. وأقد أظهر من النّبوغ والاستعداد لطلب العلم ما حمل والده على التّفكير في إرساله إلى مدينة صفاقس ليواصل تعلّمه هناك على الشيخ علي النّوري الصفاقسي (ت.1107هـ/1706م). ورحل إلى صفاقس سنة خمس وتسعين وألف من الهجرة (1095هـ/1684م) وأقام عند شيخه أبي الحسن النّوري خمس سنوات أخذ عنه فيها جملة من العلوم منها النحو والفقه وأصول الدّين وأصول الفقه والحديث. فقد قرأ عليه من كتب النحو: الأجرومية والقطر والألفية. ومن كتب التّوحيد: كتب الشّيخ السّنوسي وجمع الجوامع لابن السّبكي. وأجازه بكتب كثيرة بعد أن وثق من فهمه لها وقدرته على إفهامها. ومن هذه الكتب صحيح البخاري وصحيح مسلم وصحيح الموطأ وكتاب الشفاء للقاضي عياض وكتاب الشمائل للترمذي وكتاب الأربعين النووية وتفسير البيضاوي وتفسير الجلالين المحلّي والسيوطي. وكتاب معالم التّنزيل للبغوي وكتاب ألفيّة السّيرة العراقية وكتاب تذكرة القرطبي. وكان الشّيخ علي بن خليفة معجبا أشدّ الإعجاب بأستاذه علي النّوري مخلصا له وقال عنه إنه: "أوّل مشايخي الشّيخ الفاضل المربّي النّاصح الجامع بين الشّريعة والحقيقة سيدي علي النّوري الصّفاقسي" (مقديش، نزهة الأنظار، 2/363). ولم يكتف علي بن خليفة بما تحصّل عليه من علوم في صفاقس بل ارتحل إلى مصر على رأس القرن الثاني عشر من الهجرة واجتمع في القاهرة بعلمائها وأخذ عنهم العلوم. فقد قرأ على الشيخ محمد بن عبد الله بن علي الخرشي البحيري ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني وإبراهيم الفيومي و إبراهيم الشبرخيتي الذي أجازه بخطه لصحيح البخاري ومسلم والمختصر. وجمع الشيخ علي بن خليفة بين الصّلاح ومعرفة علوم عصره وقال في شأنه المؤرّخ محمود مقديش بأنّه: "كان رجلا صالحا تقيّا عفيفا فقيها متكلّما محدّثا مفسّرا واعظا عارفا بعلوم العربيّة بأسرها". وعاد الشيخ علي بن خليفة من مصر إلى مسقط رأسه مساكن واقتدى بشيخه علي النّوري وأسس مدرسة عام أربع ومائة وألف هجريّة (1104هـ/1693م). وأصبحت المدرسة قبلة لطلبة العلم من مساكن ومن غيرها من المدن التونسية. ومن تلاميذ الشيخ علي بن خليفة ابنه الشيخ أحمد الذي تولّى الإشراف على مدرسته بعد وفاته وابن عمّه الشيخ أحمد الصغيّر رزق الله والمفتي محمد الهدّة السّوسي ومفتي تونس قاسم المحجوب (ت1776م)، وعبد الرّحمان بن علي الغنّوشي السّوسي، وشيخ زاوية أبي إسحاق الجبنياني حسين الحلواني، والقاضي أحمد بن اللطيف من القلعة الصّغرى، وعبد الرحمان الجبنياني الذي ولّي وزارة القلم في عهد حمودة باشا وإبراهيم البقلوطي وغيرهم. ولم يقتصر نشاط الشيخ على الإشراف على المدرسة بل أسهم إلى جانب ذلك في ميدان التّأليف فوضع قصائد طويلة حملت أفكاره وهي:
· الرّياض الخليفيّة أو النّونيّة، وموضوعها التّوحيد على مذهب أهل السنّة يقارب عدد أبياتها الخمسمائة. وقد فرغ من تأليفها في آخر جمادى الثانية 1131هـ/1719م. ووقع تداولها بالبلاد التونسيّة وخارجها. وتوجد منها نسخ بدار الكتب الوطنية بتونس رقم1/2996،4706 وفي المكتبة الأزهرية ضمن مجموع (3/222)، وبدار الكتب المصريّة.
وبلغت هذه النّونية من الذّيوع حدّا بعيدا ذلك أنّ الشيخ علي الدمنهوري المنصوري (ت.1192هـ/1778م) شرحها شرحا وافيا. ويسمّى الشرح المنح الوفيّة على الرّياض الخليفيّة. وتوجد منه نسخ بدار الكتب الوطنية بتونس رقم 4713، 7896 (عبدلية2199) ونسخة بدار الكتب المصريّة، رقم159 ،229 توحيد. واختصر الشيخ محمد بن الحاج حسين منصور الورداني هذا الشّرح بتاريخ 14 جمادى الثانية سنة 1360هـ/1941م.
· قضاء الحاجة، وهي منظومة لاميّة في آداب قضاء الحاجة. وتوجد منها نسختان بدار الكتب الوطنية بتونس مكتبة حسن حسني عبد الوهاب رقم3855 ورقم18838.
· التّوسّل بسور القرآن: وهي منظومة أخرى تضمّ أربعة وخمسين بيتا شعريّا كلّها أدعية يقرأها التلاميذ طالبين من الله أن يسهّل عليهم حفظ القرآن. وتوالى ذكر كل سور القرآن مرتّبة عبر كامل القصيدة مع اقتران ذكرها بالدّعاء.
ونظرا لارتفاع مكانته الدينية فقد عيّنه الباي شيخ (أي أمير) الرّكب إلى الحج بمقتضى أمر عليّ بتاريخ سنة ستّ وأربعين ومائة وألف 1146هـ/1733م. إلا أن امتناعه عن المشاركة في الفتنة الحسينية الباشية جعلت حسين باي يأمر بسجنه مدة من الزمن بالقيروان ثم أطلق سراحه. وبقي وجيها لدى السلطات واستطاع أن ينقذ أهالي بلدته من بطش يونس باي الذي بعثه أبوه علي باشا -المنتصر في الحرب الأهليّة- للتنكيل بمساكن التي لم تناصره في نزاعه مع حسين بن علي. وتوفّي الشيخ علي بن خليفة ليلة الأربعاء في 25جمادى الأولى سنة 1172هـ/1758م عن سنّ عالية وعمره أربعة وتسعون عاما ودفن بمدرسته في غرفة مجاورة للمسجد وقبره من المزارات المشهورة في بلده مساكن.
المراجع: محمد محفوظ، فهرسة الشيخ علي بن خليفة المساكني، دار الغرب الإسلامي، 1992. وحسين خوجة، ذيل بشائر أهل الإيمان بفتوحات آل عثمان، تحقيق وتقديم الطاهر المعموري، الدار العربية للكتاب، ليبيا تونس1975، ص140-141. ومخلوف،شجرة النّور الزكية، التّرجمة رقم1372، 1/347. ومحفوظ تراجم المؤلفين التّونسيين، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1982، الترجمة رقم164، 2/233-235. ومحمود مقديش نزهة الأنظار في عجائب التّواريخ والأمصار، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1988، 2/363 و374-376.وبوذينة مشاهير التّونسيين، الطبعة الثالثة (2001)، ص377. والبغدادي، هديّة العارفين، 1/765. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· بن خليفة، محي الدّين
1938/1984 هو محي الدين بن محمد بن خليفة. الأديب القصّاص. ولد بمساكن يوم 6جوان 1938. أبوه عدل إشهاد عرف بحيازته لمكتبته ضخمة. وتعلم محي الدين بمساكن وحاز ثقافة مزدوجة عربية وفرنسية بعدما دخل المدرسة العربية الفرنسية. ثم التحق بالمعهد الصادقي بتونس بين 1953 و1954 لكنه انقطع عن الدراسة بعد وفاة والده ولظروفه الصحية الوعرة.
استفاد من شغله كحافظ مكتبة بمساكن (1963-1978) فاطلع على الكتب ومحتوياتها، كما استفاد من بقائه بالمهجر مدة سنوات فنمى معارفه الثقافية. كانت له مشاركة بارزة في جميع الأنشطة على الصعيدين المحلي والجهوي خاصة الاجتماعية منها والثقافية والسياسية وواكب أهم التيارات وعرف مختلف الأوضاع. يُعد محي الدين بن خليفة من أبرز الأدباء المعاصرين التونسيين بما خلفه من قصص منها التي نُشر ومنها التي ما زالت مخطوطة. وأهم قصصه المنشورة هي الشجرة (1972) والرماد (1975)، وسوق الكلاب (1976) وأشباح السوق (جزآن 1979). أما أعماله غير المنشورة فمنها القيد، التابوت، الملاّح، الشجرة 2-3-4-5، المرمرية، الكنز المسحور... وتصور هذه الكتب الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية لمساكن أثناء فترة الستينات مما يجعل كتاباته تمثل مصدرا تاريخيا لقرية من قرى الساحل التونسي عاشت تحولات عقب حصول البلاد على الاستقلال. والمعتقد أن قصص محي الدين بن خليفة توفر مادة مميزة صالحة للانتاج المسرحي والسنمائي. توفي محي الدّين بن خليفة في شهر فيفري 1984 ودفن بمقبرة بمساكن.
المراجع: جان فونتان، فهرس تاريخي للمؤلفات التونسية، تعريب حمادي صمود. جريدة الصباح 14 نوفمبر1983. جريدة الصدى، 22 فيفري 1984. م.بوذينة، مشاهير التونسيين، 622. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· البوجي،الدهماني
.../1864 هو الدهماني بن محمد البوجي، القائد العسكري الثائر وأبرز زعماء 1864.ولد بمساكن وتربى بها والتحق بالجندية واستفاد من تكوين المدرسة العسكرية بباردو التي كونها أحمد باي. كانت رتبة مترجمنا رتبة شاوش أي أنه لم يرتق في سلم الرتب العسكرية، وقد يكون ذلك لدخوله الجندية بصفة متأخرة. ساهم بشكل بارز في حوادث 1864 ضد حكم البايات. وتزعم ما عرف بـ"كتلة مساكن" التي ساهمت بدور فعال في الأحداث، وضمت الكتلة مجموعة من القرى الساحلية تساندها القبائل المجاورة وقامت بعمليات كبيرة مناهضة للبايات كمحاصرة مدينة سوسة لمنع وصول الإمدادات إليها من الباي ومفاوضة القناصل الأجانب لسحب سفنهم الحربية من السواحل التونسية. وكان الدهماني يلقب بـ"رئيس الخيالة" ويعمل مع شخص ثائر آخر أصيل بنبلة هو أحمد بن الماشطة المشهور بولد الماشطة والذي يلقب نفسه في رسائله بـ"كبير المحلة". وانهزمت "كتلة مساكن" أمام المحلّة العسكرية التي كان يقودها أمير الأمراء أحمد زروق. وأعلن زروق بداية ضدّ أهل الساحل جميعا. وتعقب زعماء الحركة فاستسلم له زعماء مساكن يتقدمهم الدهماني البوجي كما تعقب باقي الزعماء مثل أحمد ولد الماشطة الذي اعتبر قائد الحركة بالساحل وتم إلقاء القبض عليه بسلقطة. وتمت إحالة الموقوفين على المحاكمة العسكرية السريعة. ووجهت لزعماء الحركة تهم الفساد والعصيان والحرابة وكله تؤدي إلى الحكم بالقتل. وصدرت أحكام سريعة بالإعدام فأعدم يوم 16 أكتوبر 1864 -على الأرجح- رميا بالرصاص كل من ولد الماشطة ومحمد بن حفصية من مساكن بينما شنق الدهماني البوجي على مدفع معلق بباب البحر حسب مذكرات أحد الضباط العسكريين الفرنسيين وهو الكومندان هانيزو(الذي وضع تاريخ إعدامه يوم 7أكتوبر). المصادر والمراجع: أحمد ابن أبي الضياف، إتحاف أهل الزمان، ووثائق الأرشيف الوطني بتونس، وكتاب ب.سلامة، ثورة بن غذاهم، تونس 1967، ومقال منصف التايب، النّخب والحرب، 83-113وقد ذكر فيها عددا كبيرا من الكتب والمقالات التي درست ثورة 1864 كما أحال إلى كم مهم من الوثائق الموجودة بالأرشيف الوطني وأحال إلى أرقام تسجيلها وإلى نتف مما جاء فيها. ومذكرات الكومندان هانيزو بـالكراسات التونسية رقم137 و138 لسنة 1986. و م.بوذينة، مشاهير التونسيين، 219، رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· حشيشة، عبد العزيز
1929/1996 هو عبد العزيز بن يوسف بن عمر حشيشة. معلّم بالمدارس الإبتدائية، وشاعر. أصل جدّه الأوّل من حاضرة مدينة صفاقس. قدِم بلدة مساكن وبها استقرّ فتعدّد أولاده وأحفاده. وُلد في 23جوان1929 بمساكن وبها تعلّم حيث تحصّل على الشهادة الإبتدائية في سبتمبر1945 من مدرسة بطحاء السوق. وانتقل إلى العاصمة تونس وهناك انضم إلى طلبة جامع الزيتونة المعمور فتحصّل على شهادة الأهليّة في ذي الحجة1367هـ/ أكتوبر 1948م. ثم على شهادة التحصيل في العلوم في شوال1371هـ/جويلية 1952م. انتسب إثر ذلك إلى مدرسة الحقوق التونسية بالجامع الأعظم لكنه انقطع وعاد إلى بلده فانخرط في سلك التعليم حيث باشر مهنة التّدريس بالتعليم الابتدائي منذ سنة1956 إلى سنة1987 بمدرسة 18جانفي1952 بمدينة سوسة. وكانت له دراية بالأدب وبفنّ الشعر وعُرف عنه نظمه للشعر العمودي منذ الخمسينات عهد دراسته بالجامع الأعظم وقد تنوّعت الأغراض التي عرض لها في شعره بتنوّع المناسبات التي شهدها. فتناول مواضيع تخص الوطنية ومسألة فلسطين والمرأة وتاريخ بلدة مساكن وغيرها. توفي الشاعر عبد العزيز حشيشة يوم 19ماي 1996 بسوسة ودفن بمسقط رأسه مساكن.
المراجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· حفصية، جليلة
1927- هي جليلة بنت حمدة حفصية. كاتبة صحفية وأديبة تكتب باللغة الفرنسية. أصيلة مساكن ولدت يوم 17 أكتوبر 1927 وأقامت بمدينة تونس طوال حياتها. لها مستوى التعليم الثانوي واشتغلت في عدة وظائف إدارية وثقافية منها توليها خطة مديرة ناديين ثقافيين بتونس يستقطبان المثقفين من كل الفئات وخاصة منهم الطلبة. وهما نادي الطاهر الحداد بوسط مدينة تونس و نادي سوفونسيبة بضاحية المرسى بتونس. تعتبر جليلة حفصية من رائدات الكتابة الصحفية النسائية. وقد نشرت مقالات باللغة الفرنسية في الجرائد التونسية ومنها خاصة جريدة لابراس La Presse.. وكانت من جيل مجموعة من النسوة المثقفات اللاتي كتبن في الصحافة التونسية مثل توحيدة بالشيخ وبشيرة بن مراد وفاطمة بن علي ودرة بوزيد ووحيدة بلحاج ونفيسة بن رجب. اعتبرت جليلة حفصية أول أديبة تونسية تنشر قصة باللغة الفرنسية وعنوانها (رماد في الفجر) ونذكرها لاحقا. وأهم إصدراتها الأدبية هي: Cendres a laube, 1975.- Visages et rencontres, Tunis1981. - -Soudain la vie, Tunis, Chama,1992.
المرجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· خماجة، الشاذلي أنور
1925-1995 هو الشاذلي بن محمد خماجة. معروف بالشاذلي أنور. موسيقي وملحن. ولد بمساكن يوم5أفريل1925 وأخذه والده معه إلى تونس العاصمة التي يشتغل فيها ببيع الزهور فاستقر بتونس إلى آخر حياته. ترجم له الباحث محمد بوذينة صاحب كتاب مشاهير التونسييين قائلا: " الشاذلي أنور الموسيقي والملحن من رموز الأغنية التونسية. كان الشاذلي أنور قد ملأ الدنيا إبداعا وشغل الناس إمتاعا على مدى ثلاثين عاما من العطاء بكل سخاء من أجل دعم الموسيقى التونسية أصالة وإشعاعا. برز الشاذلي أنور في أول حياته الفنية كمطرب اكتشفه البشير الرصايصي صاحب أول استوديو تونسي لصناعة الاسطوانات وأطلق عليه لقب "أنور" [عوضا عن خماجة] بحكم تعاطيه مهنة آبائه في بيع الزهور إلى الجالية الأجنبية المقيمة بتونس. ثم دخل الرشيدية ليتخلى نهائيا عن مرحلة التقليد حيث كان يسجل بصوته أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش ثم يتولى البشير الرصايصي بيع هذه الاسطوانات. وبدأ الشاذلي أنور يبرز لا كمطرب بل كملحن مبدع مارس التلحين وخاض غمار إبداعه بالوصل بين المدرستين المشرقية والمغاربية. وفي الخمسينات أجرى الشاذلي أنور امتحان الدخول إلى الإذاعة وفاز في هذا الاختيار وألحق كمنشد في صلب المجموعة الصوتية لفرقة الإذاعة فملأ الوطاب بما لذ وطاب من المالوف الذي كان يلقنه الشيخ خميس الترنان، والموشحات الشرقية التي كان يلقنها عازف القانون المصري فهمي عوض. لكن الشاذلي أنور لمع نجمه كملحن مبدع وعازف بارع على العود فتعامل مع معظم الأصوات التونسية. وبرز أيضا في مجال الأغنية الوطنية حيث ستخلده تلك الملحمة الوطنية الرائعة "بني وطني" التي أبدع في تلحينها وهي من كلمات الشاعر عبد المجيد بن جدو [وغنتها الفنانة عُلية].". وخصص الباحث محمد بوذينة كتيبا للتعريف بالشاذلي أنور وجعله من مشاهير التونسيين والكتيب رقم 180 من السلسلة المخصصة لأعلام تونس. ومن خلال هذا الكتيب نعرف أن مترجمنا لحن ما لا يقل عن140 أغنية. توفي الشاذلي أنور يوم 27 مارس1995 ونعته وسائل الإعلام التونسية من صحافة وإذاعة وتلفزة. وتكريما له ولعطائه الفني الغزير رأت اللجنة الثقافية بمساكن أن تخصص له مهرجانا يحمل اسمه يتبارى فيه الفنانون من كامل البلاد التونسية ويفوز كل من يبدع في أداء أغنية من تلحينه بجائزة قيمة. وتم المهرجان الأول في أفريل 2002 وتتالت المهرجانات من بعده وحضرها كبار الفنانين بتونس.
المراجع: محمد بوذينة، مشاهير التونسيين، 251 وسلسلة مشاهير: الشاذلي أنور، رقم180. وعبد المجيد الساحلي، جريدة الصحافة، 30مارس1995. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· رزق الله، عبد المجيد
1923 / 2004 هو عبد المجيد بن العروسي رزق الله. الطبيب والمفكر ورجل السياسة. ولد بمساكن يوم 28 جانفي 1923 في عائلة ثرية ووجيهة حيث كان جدّه للأب الحاج أحمد رزق الله الصغير كاهية مساكن وهي نفس الخطة التي تولاها جده الأسبق الحاج أحمد الكبير. زاول تعليمه الابتدائي بالمدرسة "العربية الفرنسية" بمسقط رأسه، والثانوي بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة حيث كان من جملة أساتذته المرحوم علي البلهوان. وواصل تعليمه العالي بالجزائر العاصمة، ثم بباريس حيث التحق بكلية الطب إلى أن نال شهادة الدكتوراه في سنة 1951، وتخصص بعد ذلك في طب الأطفال. كان في العاصمة الفرنسية يحضر بكلية السربون بعض دروس التاريخ ويتتبع نشاط الأحزاب السياسية وخاصة منها نشاط الحزب الاشتراكي. وكان يحضر أيضا المؤتمرات السياسية الدولية وخاصة منها المؤتمرات المناوئة للاستعمار. التحق بالحزب الحر الدستوري التونسي منذ 1938 وساهم في جميع أطوار الحركة التحريرية السرية منها والعلنية. وواصل نشاطه السياسي بعد الإستقلال. كُلّف بمسؤوليات محلية ووطنية خلال فترة التعاضد بتونس التي تواصلت إلى أعقاب الستينات. وشغل في الستينات خطة مندوب الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري التونسي وكان نائب "مجلس الأمة" (أو مجلس النواب) عن مساكن في أربع دورات انتخابية. كما شارك في عدة مؤتمرات وطنية ودولية طبية وسياسية. ترأّس بلدية مساكن في دورات متعددة وكان وراء إنجاز تغييرات عمرانية كبيرة فيها. مارس مهنة طب الأطفال بسوسة وترأّس قسم الأطفال بمستشفى فرحات حشاد بسوسة مدة خمس وثلاثين سنة وكان يلقي بعض الدروس بكلية الطب خلال هذه الفترة، وساهم في تكوين العديد من الأطباء. وقد تميز عن غيره من الأطباء بكتابة الوصفة الطبية باللغة العربية مع الالتجاء أحيانا إلى وضع رسوم تبين طريقة استعمال الدواء. وكان يشجع على التداوي الطبيعي وخاصة منه الرضاع الطبيعي ويرفض مطلقا فكرة الرضاع الاصطناعي. إلى جانب نشاطه السياسي والمهني اختص الدكتور عبد المجيد رزق الله بإنتاجه الفكري الوفير. نشر عدة بحوث في في الجرائد والمجلات وشارك في الندوات الطبية والعلمية وأصدر عدة كتب في الطب والسياسة والحضارة باللغتين العربية والفرنسية. وتضمنت مؤلفاته أربعة كتب في الطب، وباقيها احتوت على أفكاره ورؤاه في الاشتراكية وفي كيفية رقي المجتمع وتنظيمه بالإضافة إلى إطلالة على قضية فلسطين... أولا: مؤلفاته الطبية:
Santé et médecine, problèmes actuels(1 Tunis 1994, 119p. « Essai » Eléments de sémiologie pédiatrique, Initiation à la pédiatrie, Sfax, (2Tunisie, s.d. , 136p.
( وهو موجه إلى الطلبة حيث كان المؤلف رئيس قسم الأطفال بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة) 3) تنظيم النسل، الشركة القومية للنشر والتوزيع، تونس 1963. 160 صفحة. 4) طفلك في سنواته الأولى. ثانيا: مؤلفاته غير الطبية: 5) عشرة أيام بين موسكو وطشقند، مكتبة النجاح للطباعة والنشر والتوزيع، تونس، د.ت.، 120صفحة. (وهي تقييدات رحلة قام بها المؤلف سنة 1963 إلى الاتحاد السوفياتي ضمن الوفد البرلماني التونسي). 6) نظرات في اشتراكيتنا، الشركة القومية للنشر والتوزيع، تونس 1963. 218 صفحة. 7) في سبيل مجتمع جديد ومستقبل أفضل، مطابع دار المعارف، سوسة، تونس، مارس 1987. 185 صفحة. ( جمّع فيه المقالات الصحفية التي نشرها بمجلة "الفكر" وجريدة "العمل" في الستينات والثمانينات).
8) أيّ ديموقراطية، أيّ مجتمع، مؤسسة سعيدان، سوسة، مارس 1990. 102 صفحة. 9) طريق العودة أو قضية فلسطين بين الأمس واليوم، منشورات الطيب قاسم، سوسة 1964، والطبعة الثانية في التسعينات دون تاريخ محدّد. آثر الدّكتور عبد المجيد رزق الله السّكنى والاستقرار بمدينة سوسة في آخر حياته إلى أن توفي في 8أوت2004 ودفن في مساكن. وحضر جمع غفير جنازته يتقدمهم رجال السياسة بتونس وجمع من الأقارب والجيران والأصحاب من بلدته ومن خارجها. المرجع: رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· رُوِيس، محمد الطاهر
1928 /2005 حياته: هو محمد الطاهر بن بلقاسم بن محمد رُوِيس. الأستاذ والإمام الخطيب و والمؤرخ. ولد في غرّة محرّم 1347هـ/20جوان1928م ببلدة مساكن من منطقة الساحل بالبلاد التونسية. نشأ في أسرة محافظة محبة للعلم. توفي والده وهو في سن الثامنة فكفلته أمه وأشرفت على تعليمه حتى أتمه. وكان والده عدل إشهاد امتلك مكتبة متميزة في وقته. بدأ التعليم بمسقط رأسه ودخل الكتاب وتعلم القرآن الكريم ومبادئ اللغة العربية ثم دخل المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية وأحرز الشهادة الابتدائية. ثم انتقل إلى الفرع الزيتوني بسوسة وتحصل على شهادة الأهلية بملاحظة حسن سنة1947. وواصل دراسته بجامع الزيتونة بتونس إلى أن تحصل على شهادة التحصيل في العلوم بملاحظة حسن سنة1950. ومن الأساتذة الذين تتلمذ عليهم في جامع الزيتونة الشيوخ محمد الفاضل بن عاشور ومحمد بوشربية والطاهر القصار وأحمد بن ميلاد ومحمد الحبيب بلخوجة والطيب التليلي ومحمد لخوة وعلي بن مراد ومصطفى المؤدب ومصطفى بن جعفر ومحمد العروسي المطوي وعبد الوهاب الكرارطي ومحمد التارزي ومحمد مطيبع ومحمد النابلي ومحمد السويسي ومحمد الشاذلي النّيفر ومحمد النيفر. وكان شديد الإعجاب برجل العلم والإصلاح الشيخ محمد الفاضل بن عاشور(1909-1970) الذي أشرف بوصفه رئيس الجمعية الخلدونية على تنظيم محاضرات بصفة منتظمة في قاعة مكتبة الجمعية. وكان مترجمنا يحضر هذه المحاضرات باستمرار طوال أربع سنوات قضاها بالعاصمة. وتناول المحاضرون موضوعات تتعلق بالتاريخ الإسلامي وبالحضارة العربية الإسلامية وعرضوا أفكارا إصلاحية منها تجديد التعليم الزيتوني وتغيير طرق التدريس وأساليب تأليف الكتب. وهي الأفكار التي وجدت صدى في فكر صاحب هذه الترجمة. ومن الأساتذة المحاضرين في الخلدونية رئيس الجمعية المذكور والشيوخ محمد الحبيب بلخوجة ومحمد العروسي المطوي ومحمد الصالح المهيدي ومحي الدين القليبي. اشتغل بالتعليم منذ 24سبتمبر1951 لما نجح بتفوّق في مناظرة المعلّمين، وباشر مهنة التدريس بالمدارس الابتدائية بصفة معلّم عربية. ثم تحوّل بداية من السنة الدراسية1967-1968 إلى المعاهد الثانوية لتدريس اللغة العربية وارتقى إلى رتبة أستاذ تعليم ثانوي وبقي في عمله إلى سنة1982. وجمع خلال هذه المدة بين عمله في التعليم وعدة نشاطات اجتماعية. فتولى الخطابة والإمامة بجامع ببلده مدة طويلة من فيفري1961 إلى أفريل1989. وزاد نشاطه في الميدان الديني لما عينته إدارة الشؤون الدينية بالوزارة الأولى أستاذا متفرغا للشؤون الدينية ببلده من سنة 1982 إلى سنة1987. و كان خلال هذه الفترة يلقي الخطب والدروس والمحاضرات بفصاحة واقتدار. كما كان يعتني بدراسة كتب التفسير والسيرة النبوية والفقه مما كون لديه زادا معرفيا متميزا أهله للتأليف فيما بعد. هذا وقد حمل الشيخ محمد الطاهر رويس حسا وطنيا متميزا وواكب نضال تونس من أجل الاستقلال ثم ساهم في بناء البلاد بعد استقلالها وانخرط في العمل الجمعياتي ووظف طاقاته للصالح العام. فكان ضمن المجالس البلدية لبلدته في عدة دورات ونشط ضمن اللجنة الثقافية المحلية. وأسس وترأس محليا جمعية المحافظة على القرآن الكريم وترأس جمعية التضامن الاجتماعي. ولما أحيل على التقاعد المبكّر ابتداء من غرّة أكتوبر 1987 انصرف إلى التّأليف، وقام بتجميع الجذاذات التي كان يكتبها أثناء نشاطاته الفكرية وأثراها بالرجوع إلى المصادر والمراجع وصارت أعماله مؤلفات. مؤلّفاته: ألف الشيخ محمد الطاهر رويس في الدين فكتب في الفقه والدعاء والمواعظ، كما ألف في التاريخ فدون سيرة لنفسه ولتاريخ التعليم الزيتوني في وقته وأرّخ لبلدته ولرجالها. ويمكن تقسيم إنتاجه إلى قسمين أولهما مطبوع ومنشور وثانيهما مخطوط وهو إما في شكل مقالات أو في شكل كتب.
· الأعمال المطبوعة:
- «تعليم الجغرافيا بالمدرسة الابتدائية»، مقال نشرته مجلة النشرة التربوية، العدد18، مارس1962، تونس، من صفحة 53إلى57. وهو أوّل عمل مطبوع ومنشور أبدى فيه رأيه في تطور التعليم عامة وتعليم الجغرافيا خاصة. - «الدّعوة إلى الخير»، مقال في كتاب على منابر الجمعة في الدّين والمجتمع، نشر مجلّة الهداية، وإشراف الإدارة العامة للشؤون الدّينية بتونس سنة1985، من صفحة 74إلى81. - «الشّورى» مقال بنفس الكتاب المذكور على منابر الجمعة، من صفحة157إلى 163. - الفقه الواضح في أحكام الطهارة والصلاة، طبع دار المعارف للطباعة والنّشر، سوسة، تونس1990. (256صفحة). وطبع ثانية بنفس الدار سنة2005. - الفقه الواضح في مناسك الحج والعمرة وآداب الزّيارة، ومعه في الكتاب نفسه الأدعية المختارة في الحج والعمرة والزّيارة، دار المعارف للطباعة والنّشر، سوسة، تونس2001. (223صفحة). · الأعمال المخطوطة:
- الفقه الواضح في أحكام الزّكاة. (تحت الطبع). - الفقه الواضح في أحكام الصيام. - خطب منبريّة مختارة: وعددها أربعون ومائتا خطبة منظمة حسب مناسبات إلقائها وكلها نصوص من القرآن والحديث واجتهادات العلماء وأقوالهم. وقد تمّ انتقاؤها من جملة ستّمائة خطبة كتبها بخطه أثناء قيامه بالخطابة والإمامة بالجامع. - الفتاوى المختارة: وهو كتاب يتضمن أجوبة عن تساؤلات الناس في إشكاليات اعترضتهم في دينهم ودنياهم. وتناولت مواضيع الصلاة والزكاة والحج ومواضيع الطلاق والميراث والرضاعة وغيرها. وكان يُنهي كل فتوى بذكر أسماء المراجع التي اعتمدها و يضع أحيانا جواب مفتي الديار التونسية في المسألة إذا وقع اللجوء إليه عند صعوبة الوصول إلى الحكم الشرعي المناسب. -محبّة رسول الله. وهي مقال مطول في دواعي حب الرسول صلى الله عليه وسلم وفي علامات حبه، وفي تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بتونس وفي طرق الاحتفال به. - المختار الميسّر من الدعاء والذكر. وهو كتاب يتكون من أدعية وأذكار جمعها مؤلّفها من القرآن الكريم والسّنة النبوية ومن أقوال عدد من العلماء. ورتّبها حسب المناسبات التي تُقال فيها. ودوّن تاريخ الانتهاء من كتابتها بالتاسع من شهر ذي الحجة1425/19جانفي2005 أي شهر واحد قبيل وفاته. - ذكريات حياتي: وهو كتاب مطول دون فيه ذكرياته التي بدأ كتابتها في تاريخ 5شوال1415هـ/7مارس1995 وانتهى من كتابتها في تاريخ 10محرّم الحرام 1417هـ/28ماي 1996م. وتطرّق فيها بالأساس إلى ظروف نشأته ومراحل تعليمه في المدرسة الابتدائية وفي الفرع الزيتوني وفي جامع الزّيتونة المعمور. وترجم لأبرز معلّميه وأساتذته الذين أخذ عنهم العلوم في كلّ مراحل حياته، فذكر أصولهم ومعارفهم ووصف لباسهم وأخلاقهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض. كما تطرّق إلى برامج التعليم وكيفيّة تقويم نتائج التّلاميذ وتدرُّج نجاحهم. وضمّن مذكراته البحث الذي قدمه في آخر مدة التربص بمدارس الترشيح سنة 1952 وعنوانه التعليم الزيتوني والتربية العقلية بإشراف الأستاذ أحمد بن ميلاد واقترح فيه مزيد العناية بالعلوم العقلية إلى جانب العلوم النقلية. وتعتبر ذكرياته مرجعا مهما حول التعليم الزيتوني في تونس في وقته وقد استخرج منه نجله المختص في التاريخ الدكتور منير رويس كتاب ذكريات طالب زيتوني وقدم له ونسخه وهي في طريق النشر. - نُبذة من تاريخ "مساكن". وهو كتيّب في التاريخ المحلي لخص فيها تاريخ البلدة التي نشأ فيها طول حياته كما ترجم لأعلامها بإيجاز. اشتهر الشيخ محمد الطاهر رويس بالاستقامة والصلاح وحب العلم وخدمة الغير وبقي كذلك طوال حياته إلى أن لقي الله في يوم الاثنين 12محرم1426/21فيفري2005 ودفن بمسقط رأسه وشيّعه جمع غفير من الناس ووقع تأبينه ورثاه الشعراء.
المراجع: رويس، محمد الطاهر، ذكريات من حياتي، (مخطوط). والتّرجمة الذاتية التي أوردها بكتاب الفقه الواضح في أحكام الحج، ص223. ومجلة الآداب العربية، تونس2/2003، عدد192.البدوي، محمد، تراجم المؤلفين والمبدعين في ولاية سوسة، 1/271-273. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
· الشطي، الحبيب
1916 / 1991 هو الحبيب بن الحاج خليفة الشطي. مناضل ورجل سياسة. ولد بمساكن يوم 9 أوت 1916. زاول تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه مساكن وفي مرحلة ثانية بالمدرسة الصادقية بتونس العاصمة. دخل الميدان الصحفي سنة1937 وكتب بجريدة الزهرة ثم تولى رئاسة تحرير جريدة الصباح اليومية منذ نشأتها سنة1951. ساهم في النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي واعتقل سنة1952 و1955. تولى إدارة ديوان رئيس الوزراء الطاهر بن عمار. واختير في عام 1955 مديرا للإعلام في أول وزارة تونسية تكونت بعد الاستقلال الداخلي. ومن سنة1958 إلى سنة1972 تولى مهام سفير للبلاد التونسية في عدة دول. ثم تولى في بداية السبعينات إدارة ديوان رئيس الدولة الحبيب بورقيبة. وفي14 جانفي سنة 1974 عُيّن وزيرا للخارجية التونسية وبقي في منصبه إلى 24جانفي سنة1977. ثم انتخب بالإجماع أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي –ومقرّها جدّة بالمملكة العربية السعودية- منذ أكتوبر 1979 إلى سنة1984. ومن نشاطه عقد مؤتمري قمّة أوّلهما بمكة المكرمة سنة1981 وثانيهما بالدار البيضاء سنة 1984. كما عقد ما لايقلّ عن عشرة مؤتمرات لوزراء الخارجية. وبعث أثناء فترته عدّة مؤسسات متخصصة في الميادين السياسية والإقتصادية والثقافية والعلمية. والمشهور عنه أيضا خلال توليه أمانة المؤتمر الإسلامي محاولاته الصلحية بين العراق وإيران في بداية الحرب التي دارت بينهما، واشتهرت أحاديثه مع الإمام الخميني (زعيم الثورة الإيرانية التي أطاحت بالشاه إمبراطور إيران). كما تولّى منذ 1984 رئاسة جمعية الإسلام والغرب ومقرها باريس. ساهم الحبيب الشطي في النهضة الثقافية بالبلاد التونسية، وزيادة على نشاطه الصحفي فقد اشترك في ترجمة كتاب افريقيا تسير للمؤرخ الفرنسي شارل أندري جوليان. وأصدر كتابا جمع فيه مختلف خطبه التي ألقاها وهو رئيس منظمة المؤتمر الإسلامي وأطلق عليه عنوان الأمّة الإسلامية في مواجهة تحدّيات العصر-خطب وكلمات-، نشر الشركة السعودية للأبحاث والتسويق، جدّة. وفي آخر حياته كتب مذكّرات شخصيّة حدّثني أحد أقاربه عن محتواها. فقد كتب عن تجاربه الوطنيّة والعالميّة، وسمّى الجزء الأول منها "من مساكن إلى جربة". ومما جاء في مذكّراته رؤيته إلى الوَحدة مع ليبيا وخاصّة أنّه كان طرفا فاعلا –إلى جانب الوزير الأول الهادي نويرة- في إيقاف المعاهدة المبرمة بين الرئيسين الحبيب بورقيبة ومعمر القذافي الوحدويّة بجربة المؤرخة بـ12جانفي1974. ومنها أيضا حديثه عن تجربته الصّلحية بين إيران والعراق... ولا شك أنّ طبع هذه المذكّرات مفيد جدّ نظرا لخبراته وتجاربه في الميدان السياسي داخليا وخارجيا. أمّا نشاطه المحلّي فيتمثل في تولّي رئاسة مجلس بلدية مساكن بين 1975و1980. توفّي الحبيب الشطي يوم الأربعاء 6 مارس1991 بمستشفى لابيتيي سالباتريار بباريس إثر عملية جراحية على القلب المفتوح. وأعيد جثمانه إلى تونس ودفن بمقبرة سيدي عبد العزيز بالمرسى.
المراجع: الترجمة الواردة في كتابه الأمّة الإسلاميّة في مواجهة تحدّيات العصر، وعدّة مقالات بجريدة الصباح، وبوذينة، مشاهير التونسيين، 166-167، وفي مواضع متعدّدة من كتاب الطاهر بلخوجة، الحبيب بورقيبة، سيرة زعيم، تونس، دون تاريخ. رويس، منير، صفحات من تاريخ مساكن.
مدينة مساكن : بحث شامل عن مدينة مساكن
مدينة مساكن : مساكن عبر التاريخ
يتبــــــــع