بحث جاهز عن العنف الاسري
- العنــــــف الأســــــري
- وآثاره على الأسرة والمجتمع
متطلب من ضمن متطلبات مرحلة الماجستير تخصص العلاج الأسري
إعداد
عبد الله بن أحمد العلاف
بسم الله الرحمن الرحيم
العنــــــــــــــــف الأســــــــــــري
مقدمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فيتناول الباحث تحت هذا العنوان ما يلي:-
تعريف العنف الأسري وأنواعه.
العنف الأسري: الأسباب والنتائج.
ضحايا العنف الأسري.
نماذج من العنف بين الأزواج.
العنف ضد الأبناء .. طريق لمزيد من العنف واليأس.
العنف الأسري من منظور إسلامي.
سبل الوقاية من العنف الأسري
الخاتمة والتوصيات.
_________________________________________________
تعريف العنف الأسري وأنواعه
المقصود بالعنف الأسري:
أولاً: العنف هو: استخدام القوة المادية أو المعنوية لإلحاق الأذى بآخر استخداماً غير مشروعٍ.
ثانياً: أن العنف الأسري يشمل عنف الزوج تجاه زوجته، وعنف الزوجة تجاه زوجها، وعنف الوالدين تجاه الأولاد وبالعكس، كما أنه يشمل العنف الجسدي والجنسي واللفظي وبالتهديد، والعنف الاجتماعي والفكري، وأخطر أنواعه ما يسمى بـ(قتل الشرف).
ثالثاً: للعنف أسبابه التي يمكن تلخيصها في التالي:
أ - ضعف الوازع الديني وسوء الفهم.
ب - سوء التربية والنشأة في بيئة عنيفة.
ج - غياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة.
د - سوء الاختيار وعدم التناسب بين الزوجين في مختلف الجوانب بما فيها الفكرية.
هـ - ظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة.
رابعاً: يترتب على العنف الأسري آثار خطيرة على الزوجين والأولاد والمجتمع.
ويمكن تعريف العنف العائلي ( FAMILY VIOLENCE ) بما يلي:
هو كل استخدام للقوه بطريقة غير شرعية من قبل شخص بالغ في العائلة ضد أفراد آخرين من هذه العائلة؟
تعريف الأسرة:
الأسرة: هي المؤسسة الاجتماعية التي تنشأ من اقتران رجل وامرأة بعقد يرمي إلى إنشاء اللبنة التي تساهم في بناء المجتمع، وأهم أركانها، الزوج، والزوجة، والأولاد.
أركان الأسرة:
فأركان الأسرة بناءً على ما تقدم هي:
الزوج.
الزوجة.
الأولاد.
يعرّف البعض العنف بأنه نمط من أنماط السلوك يتضمن إيذاء الآخرين، وقد يكون مصحوباً في بعض الأحيان بانفعالات.
ونجد الدكتور مصطفى عمر يعرّف العنف بأنه ( كل فعل أو تهديد به يتضمن استخدام القوة بهدف إلحاق الأذى والضرر بالنفس أو بالآخرين وبممتلكاتهم ).
أما اللجنة الأمريكية لدراسة أسباب العنف في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980م فقد عرفت العنف بأنه ( استخدام أو تهديد باستخدام القوة لضمان تحقيق هدف خاص ضد إرادة شخص).
_________________________________________________
العنف الأسري:
هو أحد أنواع العنف وأهمها وأخطرها، وقد حظي هذا النوع من العنف بالاهتمام والدراسة كون الأسرة هي ركيزة المجتمع، وأهم بنية فيه، والعنف الأسري هو نمط من أنماط السلوك العدواني والذي يظهر فيه القوي سلطته وقوته على الضعيف لتسخيره في تحقيق أهدافه وأغراضه الخاصة مستخدماً بذلك كل وسائل العنف، سواء كان جسدياً أو لفظياً أو معنوياً، وليس بالضرورة أن يكون الممارس للعنف هو أحد الأبوين، وإنما الأقوى في الأسرة، ولا نستغرب أن يكون الممارَس ضده العنف هو أحد الوالدين إذا وصل لمرحلة العجز وكبر السن.
وعلى ذلك فإن العنف الأسري هو أحد أنواع الاعتداء اللفظي أو الجسدي أو الجنسي والصادر من قبل الأقوى في الأسرة ضد فرد أو الأفراد الآخرين وهم يمثلون الفئة الأضعف، مما يترتب عليه أضرار بدنية أو نفسية أو اجتماعية.
ضحايا العنف:
هم الأفراد الأضعف في الأسرة ممن لا يستطيعون أن يصدون عن أنفسهم الأذى الواقع عليهم من قبل من هم الأقوى بين أفراد الأسرة، إذن ضحايا العنف هم الذين يقع عليهم ضرر أياً كان نوعه، نتيجة تعرضهم للعنف على يد أحد أفراد أسرهم.
** الأسرة:
هي أهم وأخطر مؤسسة تربوية في المجتمعات، ففي أحضانها يبدأ النشء بتعلم مبادئ الحياة، والأسرة هي عبارة عن مجموعة من الأفراد يجمع بينهم رابط مقدس وهو الزواج، ونتيجة هذا الرابط تمتد الحياة من خلال الأطفال الذين يواصلون مسيرة الحياة، وهم جميعاً يعيشون في بيت واحد.
والأسرة نوعان: النوع الأول هو الأسرة الممتدة أو الأسرة المركبة وهي التي تضم الأبناء والآباء والأجداد وتكون السلطة فيها بطبعة الحال للأكبر سناً من الذكور، وهذا النوع من الأسر كان منتشراً في دولة الإمارات لفترة ليست بالبعيدة.
والنوع الآخر من الأسر هو الأسرة النووية، وهي منتشرة الآن في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي عبارة عن أسر صغيرة تضم الأبوين ومن يعولون من أبناء، وتعتبر هذه الأسرة مستقلة بذاتها اقتصادياً واجتماعياً، وتشرف على تربية أبنائها دون تدخل من أطراف أو أفراد آخرين من العائلة الكبيرة.
وللعلم فالأسرة الإماراتية تعتبر وسط بين الأسرة الممتدة والأسرة النووية، فهي لا تستطيع أن تنفصل نهائياً عن الأسرة الأم أو الأسرة الأصل خاصة في العلاقات الاجتماعية، وإنما تنفصل عنها اقتصادياً فقط.
الوقاية من العنف:
كلمة وقاية جاءت من الأصل اللغوي "وقي"، وهي بمعنى حمي، فالوقاية إذن هي الحماية، والحماية تعني أن هناك ما يخشى عليه، فلا بدّ أن تؤخذ التدابير قبل أن يلحق الضرر به، ومعنى هذا أن هناك خطر محدق بهذا المراد حمايته، بمعنى آخر الصيانة من الأذى والحماية منه ،هذا من الناحية اللغوية، أما في مجال الجريمة والعنف مهما كان نوعه، فالوقاية تعني اقتلاع جذور الجريمة ومنع أسبابها من خلال التخفيف من آثار العوامل التي تنشأ الجريمة في ظلها.
_________________________________________________
أنــــواع العنــــف
للعنف أنواع كثيرة وعديدة، منه المادي المحسوس والملموس النتائج، الواضح على الضحية، ومنه المعنوي الذي لا نجد آثاره في بادئ الأمر على هيئة الضحية، لأنه لا يترك أثراً واضحاً على الجسد وإنما آثاره تكون في النفس.
وفيما يلي استعراض لأنواع العنف مع ذكر أمثلة عليها:
العنف المادي
الإيذاء الجسدي
وهو كل ما قد يؤذي الجسد ويضره نتيجة تعرضه للعنف، مهما كانت درجة الضرر.
القتل
وهو من أبشع أنواع العنف، وأشدها قسوة، ولعل معظمها يكون دفاعاً عن الشرف، ويكاد هذا النوع من العنف أن يكون منعدماً في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لطبيعته المحافظة.
الاعتداءات الجنسية
إذا عد القتل من أبشع أنواع العنف، فأعتقد أنه لا يوجد أبشع ولا أفظع من الاغتصاب، فبالقتل تنتهي حياة الضحية بعد أن يتجرع الآلام والمعاناة لفترة محدودة، أما في الاغتصاب فتتجرع الضحية الآلام النفسية، وتلازمها الاضطرابات الانفعالية ما قدر لها أن تعيش
العنف المعنوي والحسي
الإيذاء اللفظي:
وهو عبارة عن كل ما يؤذي مشاعر الضحية من شتم وسب أو أي كلام يحمل التجريح، أو وصف الضحية بصفات مزرية مما يشعرها بالامتهان أو الانتقاص من قدرها.
الحبس المنزلي أو انتقاص الحرية:
وهو أمر مرفوض كلية لأن فيه نوع من أنواع الاستعباد، وسيدنا عمر بن الخطاب يقول ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
والحبس المنزلي قد يشيع لدى بعض الأسر وذلك اتقاء لشر الضحية لأنه قد بدر منه سلوك مشين في نظر من يمارس العنف. وربما هذا النوع من العنف المعنوي يمارس ضد النساء والفتيات، حتى وإن لم تكن هناك أسباب داعية لممارسته
الطرد من المنزل:
إن كان النوع السابق يمارس ضد الإناث فهذا النوع من العنف يمارس ضد الذكور وذلك لاعتبارات اجتماعية تميز المجتمعات العربية عن غيرها، وهذا النوع من العنف يعد الطلقة الأخيرة التي يستخدمها الأبوان عند عدم التمكن من تهذيب سلوك الابن الضحية.
_________________________________________________
العنف الأسري: الأسباب والنتائج
هناك أسباب كثيرة تدفع الإنسان نحو استخدام العنف، تتحد فيها ضروب العنف -سياسي أم اجتماعي أم أسري- غالباً، وقد تنفرد بعض أنواع العنف في بعض الأسباب، إلاّ أن الدوافع تتحد في الأعم الأغلب وإن يكن هناك اختلاف بين ضروب العنف، وأنواعه، فإن هذا الاختلاف لا يكون في الدوافع، وإنما في الأهداف التي يرمى إليها من وراء استخدام العنف، كما سيأتي توضيحه.
دوافع العنف الأسري:
إن الدوافع التي يندفع الإنسان بمقتضاها نحو العنف الأسري يمكن تقسيمها إلى قسمين هما:
1- الدوافع الذاتية:
ونعني بهذا النوع من الدوافع تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه، والتي تقوده نحو العنف الأسري، وهذا النوع من الدوافع يمكن أن يقسم إلى قسمين كذلك وهما:
آ- الدوافع الذاتية التي تكونت في نفس الإنسان نتيجة ظروف خارجية من قبيل، الإهمال، وسوء المعاملة، والعنف - الذي تعرض له الإنسان منذ طفولته- إلى غيرها من الظروف التي ترافق الإنسان والتي أدت تراكم نوازع نفسية مختلفة، تمخضت بعقد نفسية قادت في النهاية إلى التعويض عن الظروف السابقة الذكر باللجوء إلى العنف داخل الأسرة.
لقد أثبتت الدراسات الحديثة بأن الطفل الذي يتعرض للعنف إبان فترة طفولته يكون أكثر ميلاً نحو استخدام العنف من ذلك الطفل الذي لم يتعرض للعنف فترة طفولته.
ب- الدوافع التي يحملها الإنسان منذ تكوينه، والتي نشأت نتيجة سلوكيات مخالفة للشرع كان الآباء قد اقترفوها مما انعكس أثر ذلك -تكويناً- على الطفل، ويمكن درج العامل الوراثي ضمن هذه الدوافع.
2- الدوافع الاقتصادية:
إن هذه الدوافع مما تشترك فيها ضروب العنف الأخرى مع العنف الأسري، إلاّ أن الاختلاف بينهما كما سبق أن بينّا هو في الأهداف التي ترمى من وراء العنف بدافع اقتصادي.
ففي محيط الأسرة لا يروم الأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته وإنما يكون ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة والفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب إزاء الأسرة. أما في غير العنف الأسري فإن الهدف من وراء استخدام العنف إنما هو الحصول على النفع المادي.
3- الدوافع الاجتماعية:
إن هذا النوع من الدوافع يتمثل في العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل -حسب مقتضيات هذه التقاليد- قدراً من الرجولة بحيث لا يتوسل في قيادة أسرته بغير العنف، والقوة، وذلك أنهما المقياس الذي يمكن من خلالهما معرفة المقدار الذي يتصف به الإنسان من الرجولة، وإلاّ فهو ساقط من عداد الرجال.
إن هذا النوع من الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع، وخصوصاً الثقافة الأسرية فكلما كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي، كلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة، إذ تختلف درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات.
الأمر الذي تجب الإشارة إليه أن بعض أفراد هذه المجتمعات قد لا يكونون مؤمنين بهذه العادات والتقاليد، ولكنهما ينساقون ورائها بدافع الضغط الاجتماعي.
نتائج العنف:
إن الأضرار المترتبة على العنف لا تنال من مورس العنف عليهم حسب وإنما تمتد آثارها إلى أبعد من ذلك بكثير ولذلك ندرج الآثار المختلفة للعنف الأسري كالتالي:
أثر العنف في من مورس بحقه:
هناك آثار كثيرة على من مورس العنف الأسري في حقه منها:
آ- تسبب العنف في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور وتتفاقم إلى حالات مرضية.
ب- زيادة احتمال انتهاج هذا الشخص -الذي عانى من العنف- النهج ذاته الذي مورس في حقه.
أثر العنف على الأسرة:
إن أثر العنف لو توقف في حدود الفرد الذي عانى من العنف لكان الخطب أهون، ولكن الأمر يتعدى ذلك في التأثير على الأسرة ذاتها، سواء الأسرة الكبيرة التي قد يحاول الشخص الذي يعنف انتقامه منها، أو التي سيكوِّنها مستقبلاً.
أثر العنف الأسري على المجتمع:
نظراً لكون الأسرة نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها -من خلال العنف الأسري- سيقود بالنهاية، إلى تهديد كيان المجتمع بأسره. هذه بعض آثار العنف ذكرتها باقتضاب.
ومما أود الإشارة إليه هو أن البعض يعتبر العنف مما دعا إليه الدين الإسلامي مبرراً العنف الذي يستخدمه حيال عائلته، ولكن كون الإسلام دعا إلى العنف لا نصيب لهذا القول من الصحة، فالدين الإسلامي هو الدين الذي ينبذ العنف بكافة أنواعه، وعلى جميع الأصعدة، وخصوصاً على صعيد الأسرة هذه المؤسسة التي حرص الدين الإسلامي أشد الحرص على حمايتها من الانهيار وذلك منذ كونها مشروعاً قيد الدرس، إلى حين صيرورتها كياناً قائماً.
إن ما دعا إليه الدين الإسلامي من التنبيه لا يعد في واقعه عنفاً، وإنما هو أسلوب علاجي يرمى من وراءه الحفاظ على كيان الأسرة، وحمايتها من الانهيار.
ثم إن هذا التنبيه لم يترك الدين الإسلامي تقديره إلى الأب بحيث يكون عقابه وفق ما يراه هو، وبدون ضوابط وشروط، وإنما وضع الدين الإسلامي ضوابط وشروطاً لا يحق للأب أن يتخطاها وإلاّ كان مخالفاً للأحكام الشرعية.
ولأجل إيقاف القارئ الكريم على بعض تلك الضوابط، وعلى الهدف من التنبيه نورد هنا النقاط التالية:
1- إن الهدف من التنبيه التي أقرها الدين الإسلامي إنما هو إيقاف المخطئ على خطئه، كي لا يعود لمثله، وليس الهدف من التنبيه هو الانتقام والتشفي من المعاقب -بالفتح-.
2- ضرورة تناسب التنبيه مع الخطأ المرتكب، فمن غير المنطقي أن يحرم الطفل من الطعام طيلة يوم كامل لمجرد مشيه حافياً مثلاً.
3- أن لا يكون التنبيه هو الخطوة الأولى التي يلجأ إليها في علاج الخطأ، وإنما يجب أن تسبقه مرحلة النصح ولفت النظر كلامياً حسب، فإن تكرر ذلك يمكن عندها اللجوء إلى التنبيه.
4- أن لا يقود التنبيه إلى المساس بكرامة من يعاقَب، كأن يعاقَب على مرأىً ومسمع من الآخرين، وإنما تراعى السرية في ذلك قدر الإمكان.
5- الأمر الخامس والذي يعد من أهم الأمور على الإطلاق هو ضرورة تعريف الخطأ من الصواب، وإلاّ فمن غير المعقول تنبيه من لا يعرف الخطأ من الصواب.
6- تنــــويـــع طبيعــــة التنبيه وعدم التركــــيز على نــوع واحـــد منه، مما قد يألفه من يعاقَب فـــلا يعــد يؤثر فيه.
7- ضرورة نسيان الأخطاء السابقة المعاقب عليها وعدم التذكير بها.
أسباب العنف الموجة للمرأة:
• زيادة الاختلاط بالأجانب.
• تفريغ الضغوط الخارجية التي يتعرض لها الزوج في زوجته.
• الظروف المعيشية القاسية.
• تناول المسكرات.
• تدخل الأهل في الشئون الأسرية.
• أسلوب بعض النساء المتمثل في التسلط والعناد.
• المبادئ التي تربى عليها بعض الرجال منذ الصغر كالتعود على العنف، وعدم احترام الآخرين، وعدم تمكنه من تلبية الحاجات الأسرية الأساسية، مما ينعكس على سلوكه النفسي والاجتماعي.
• الجهل بأسس الحياة الزوجية والحقوق والواجبات المترتبة على الزوجين.
• تفشي الأمية.
• تدني المستوى التعليمي.
• ضعف الوعي الديني والثقافي.
• تدني المستوى الاقتصادي للأسرة، مما يدفع ببعض أفرادها لتفريغ شحنات معاناتهم السلبية نتيجة الضغوط المعيشية، فتكون النتيجة تعرض بعض أفراد الأسرة للعنف.
• تدني المستوى التعليمي للأبوين مما يؤدي لانعدام الوعي بشتى أنواعه.
• الظروف الأسرية كتعدد الزوجات، والزواج من غير المواطنات، مما يشعر الأبناء بالدونية، فيدفعهم – عادة– للتمرد الذي يترتب عليه بطبيعة الحال التعرض للعنف، وخاصة من قبل الأم لأنها ترى أنه قد أهانها بهذا السلوك. بالإضافة لزواج كبار السن من فتيات صغيرات.
• مصادرة حريات الأبناء وخاصة الفتيات وحرمانهن من أبسط الحقوق.
• تسلط الأشقاء الذكور.
• رفقة السوء.
_________________________________________________
العنــــف الأســــري
العنف الأسري.. من المتسبب فيه الزوج أم الزوجة ؟
أم البيئة المحيطة ؟
أم المغروس في النفوس منذ الطفولة ؟
إن الحياة الزوجية مسرح يمثل عليه الأزواج ما تعرضوا له في طفولتهم ، فمن شب على عداء لا شعوري لوالديه ، كان أدنى أن يصب عداءه على شريكه في الزواج من شاهد أمه تهين والده وتذله شب وفي نفسه شيء ضد المرأة ، والطفلة إذا شاهدت والدها يهين أمها ويضربها ، غرست تلك المناظر وتعمقت في نفسها وكرهت الرجل ، فإذا كبر الطفل والطفلة وكون كل منهما أسرة ، كانت تلك المناظر التي تعيش في لا شعورهما ( العقل الباطن ) حتى إذا ما حدث أي خلاف أو مشكلة وهذا طبيعي أن يحدث داخل الأسرة ظهرت على مسرح الأحداث تلك الشخصيات التي ما زالت تعيش في العقل الباطن ، فالزوجة ترى في زوجها شخصية والدها الذي كان يضرب أمها ، والزوج يرى في زوجته شخصية والدته التي كانت تهين والده ، وقد يكون العكس صحيحا ، ومن هنا يبدأ كل منهما في التهيؤ للدفاع عن نفسه ، وما زالت تلك المناظر من الماضي البعيد ماثلة أمام عينيهما ، فهي لا تريد أن تُضرب مثل أمها، وهو لا يريد أن يهان مثل أبيه ، كل ذلك إذا ما وصلت المناقشات إلى حد الصياح ورفع الأيادي
أما الطفل الذي نشأ مدللا مسرف في الاتكال على والديه سنجده إن لم يجد في شريكه ذلك فسيثور ويغضب ويتمرد كما كان يفعل في طفولته ، أما الطفل الذي لم يذق طعم العطف في صغره عز عليه أن يشعر به فيما بعد ، واستحال أن يهبه لغيره ، أما من شب شاعرا بالنقص حقيقي أو موهوم ضعيف الثقة بنفسه كان شديد الغيرة في زواجه ، شديد الحساسية لأية ملاحظة أو نقد ، أما من شب أنانيا مسرفا في حبه لنفسه ، عاجزا عن حب غيره ، كان زواجه ناقصا يعجز عن التضحية التي يتطلبها كل زواج سعيد ، وإن رزقا الزوجان بأطفال كان هؤلاء الأطفال هم كباش الفداء
وهنا نتعرف على الأسباب التي تسبب في حدوث المشاحنات والعنف ، وأن منشأها نفسي، ونتبين أن لحياة الطفولة أثرها الفعال ، وللأسرة دورها الخطير في حياة الأفراد والمجتمع ، فالأسرة لها التأثير في تعيين شخصيات أفرادها وتشكلها وتوجهها إلى الخير أو الشر وإلى الصحة أو المرض وإلى السواء أو الشذوذ, وقد يكون سبب العنف والمشاحنات والخصومات من البيئة المحيطة بالزوجين ، إما أهل الزوجة بتدخلاتهم وعدم رضا الزوج عن ذلك ، وإما بتدخل أهل الزوج وعدم رضا الزوجة عن ذلك ، ومن هنا تنشأ الخلافات والمشاحنات التي قد تصل إلى مد الأيادي ، وقد يعود الزوج من عمله متعبا محملا بهمومه ولا يجد الراحة في البيت ، بل يجد زوجة بانتظاره ، وبدلا من تهيئة الجو المريح له لينسى هموم ومتاعب العمل ، يجدها سببا آخرا في متاعبه ، مما يجعله يقوم بأفعال وسلوكيات لا إرادية قد تصل حد العنف ، ولم تتصرف الزوجة بحكمة عندما شعرت بتعب زوجها ، فكانت السبب المباشر لحدوث الخصام والكلام الذي قد يصل إلى العنف .
وللمعلومية فإن العنف وتوتر العلاقة بين الوالدين تؤثر في سلوك الأبناء ، حيث أثبتت الدراسات والأبحاث ذلك ، حيث أن الخلافات والمشاحنات والعنف الحاصل بين الزوجين تؤثر على سلوك الأبناء ، كما أن تربيتهم لن تصل إلى الطريقة المثلى ، وتخلق في البيت جوا من التوتر يؤثر في حياة الأبناء تأثيرا بالغا ، وتحدث صعوبات في التكيف
وإذا الخصام أو العنف أدى إلى انقطاع كامل أو ما هو قريب منه في العلاقة بين الوالدين وأصبح البيت متصدعا ومتهدما غدا البيت من الجحيم في نظر الأبناء ، وإن عاشا الزوجان معا مراعاة لجميع أبنائهما ، لكن ليس بينهما أي مودة أو اتصال أو تقارب ، عاش الأبناء أجواء الطلاق النفسي والذي هو أشد وقعا وتأثيرا على نفسيات الأبناء من الطلاق الحقيقي
وحتى يجنب الآباء والأمهات الأبناء مثل تلك الأجواء والبيئات الموبوءة فعليهما التنازل عن بعض المطالب والتفاهم والابتعاد عن الأطفال أثناء المناقشة ، كما يجب الابتعاد وتجنب الأسباب التي قد تؤدي بهما إلى الخصام والمشاحنات ومن ثم مد اليد والعنف
وليعلم الزوج والزوجة أنهما في هذه الحياة امتداد للجنس البشري ، لهما رسالة في الحياة ستنتهي بنهايتهما وسيحملها غيرهما من بعدهما ، فليتركا لهما ذكرى حسنة وحميدة
كما أنني أرى أن الأسرة المبنية على الأسس الصحيحة لتكوين الأسرة الإسلامية لن يحدث فيها العنف، لأن الزوج الموصوف والمتسم بالأخلاق والدين لن تمتد يده لزوجته وأبنائه ، وتلك الزوجة التي اختيرت على أساس دينها لن تمتد يدها لتضرب زوجها ، ولن ينطق لسانها بما يؤذي زوجها ، وسيمنعها حياؤها ودينها ومن ذلك ، وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام : (( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي )) وقال أيضا : (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة..)) دمتم بصحة وعافية وعيش هنيء
ضحــــايا العنــــــف الأسري
عند الحديث عن العنف يجدر بنا الإشارة للفئات المتضررة من العنف أو التي تسمى بضحايا العنف، وهم بطبيعة الحال الفئة الضعيفة بين أفراد الأسرة وغالباً ما تحتاج لرعاية خاصة، وفيما يلي أبرز الفئات التي تتعرض للعنف الأسري.
الأطفال:
هم من أبرز الفئات تعرضاً للعنف لأنهم الأكثر ضعفاً، كما أنهم من أكثر الفئات حاجة للرعاية والاعتناء.
النساء:
نظراً لطبيعة المرأة الضعيفة ولرغبتها المستمرة في التضحية حفاظاً على كيان أسرتها، وأسس بيتها نجدها تقبل بالتنازل عن حقوقها وترتضي أن تكون ضحية للعنف الأسري حفاظاً على الأبناء بالذات، ولعل أبرز أنواع العنف الذي تتعرض له المرأة في دولة الإمارات هو العنف المعنوي على يد الزوج، وذلك بناء على الحالات التي ترد لدار التربية للفتيات، ونتيجة الدراسات التي تقوم بها الاختصاصيات النفسيات والاجتماعيات، ويتمثل العنف المعنوي الممارس ضدهن في التهميش، أو التجريح.
المعاقين:
إن القدرات الكامنة والطاقات المتوهجة في هذه الفئة تتعطل كثيراً بظلمهم وتهميشهم وعدم المبالاة بهم و تحقيرهم، وعزلهم عن المجتمع الخارجي لخجل أسرهم منهم، وهم يعانون بذلك نتيجة العنف المعنوي الممارس ضدهم، وهذه الفئة قد تعاني نوعين من العنف، العنف الأسري بين أفراد أسرهم محضنهم الدفيء، والعنف المؤسسي بين طاقم المؤسسة التي من المفترض أن ترعاهم بعناية خاصة لأنهم فئات خاصة.
المسنين:
هم الأكبر سناً بين أفراد الأسرة وممن يحتاجون للرعاية والاهتمام لضعفهم الجسدي والذهني، ولعلهم الأجدر بذلك الاهتمام لأنهم أدوا ما عليهم من واجبات تجاه أفراد أسرهم ويرون أنه من حقهم المطالبة بالعناية والاهتمام كرد للجميل، ولكن الحاصل أنهم يعانون من عدم الاهتمام من المجتمع المحيط بهم ومن أسرهم بالذات، كما إنهم يعانون من التهميش، وهذه الفئة أيضاً تقع تحت طائلة نوعين من العنف، العنف الأسري، والعنف المؤسسي." من القائمين على رعاية المسنين وغيرهم"
_________________________________________________
نماذج من العنف بين الأزواج
من أشهر حوادث قتل الأزواج ، حادثة زوجة قتلت زوجها نتيجة لبخله وشذوذه وجبروته ، واعترفت نعمة فوزي محمد "28 سنة" ربة منزل بقتل زوجها محمد مهدي محمد "31 سنة" سائق تاكسي.وقالت نعمة "كرهت زوجي وشذوذه،وجبروته ، وفشلت في إعادته إلي الطريق الصحيح ، صدقوني أصر علي ممارسة شذوذه معي ، ورفض طلاقي ، لم يترك لي طريقاً لعبور هذه المحنة من أجل طفلنا والثالث القادم في الطريق ، سوي قتله لأتخلص من كابوسه الذي عشت فيه خمس سنوات متواصلة لأدخل السجن ويعيش الطفلان في الشارع !! ، وتضيف نعمة "تحملت بخله لكن ما لا أتحمله أنه كان يصر علي ممارسة الشذوذ معي خاصة بعد ولادتي طفلين وطالبته بأن يتوقف عن ذلك لكن دون جدوى، ذهبت إلي إدارة الفتوى بالأزهر لأسألهم عن هذا التصرف من جانب زوجي فأخبروني أنه مخالف للشرع وحرام،ولذلك طالبته بالتوقف عن هذا الأسلوب وكان يرفض".
وتروي نعمة عن الجريمة القتل أنه فجر يوم الحادث " عاد زوجي من العمل بعد منتصف الليل وكنت أقوم بتنظيف الشقة، ودخل حجرته لينام وذهبت إليه ليفتح علبة سمن بسكين ، لكنه طلبني وأمسك بي بقوة ليمارس شذوذه لكنني لم أعد احتمل هذه التصرفات منه أمسكت بالسكين لتهديده إلا أنه أصيب في بطنه وسالت منه الدماء بغزارة حاولت وقف الدماء بملاءة السرير بلفها حول بطنه ووضع قطن علي الجرح لكن دون جدوي".
حادثة أخرى:
تخلصت احدي الزوجات من شك زوجها المفرط بتخديره ثم ذبحته بالسكين ودفنت جثته في الشقة وصبت فوقها خرسانة حتى لا يكتشف أحد أمرها. وقالت أنها كانت تخطط لقتل زوجها أكثر من مرة ولكنها فشلت حتى راودتها فكرة تخديره وبعد أن فقد الوعي ذبحته بالسكين وحفرت حفرة بالشقة المجاورة لشقتها في نفس المنزل الذي يمتلكه الزوج وصبت خرسانة مسلحة على الجثة لإخفاء معالمها وبناء جدار فوقها لعزلها عن بقية الشقة.
حادثة ثلاثة:
زوجة مصرية أخري وتدعي سنية قامت بقتل زوجها بعد أن أذاقها المر ، حيث قامت بتهشيم رأس زوجها بأنبوبة الغاز ، ويذكر أن سنية كانت زوجة رجل عديم "النخوة" بحيث لم يكتف بشذوذه معها، بل تجاوز ذلك إلى استدعاء أصدقاء السوء إلى بيته وأمر زوجته بأن تمارس الجنس معهم!! ، كان هذا المشهد المقزز يمنح الزوج الشعور بمتعة شاذة ، وكانت الزوجة في البداية ترفض ممارسة الجنس مع الرجال أمام أنظار زوجها ، لكنها استجابت في النهاية بعد أن هددها بإلقائها في الشارع. فضلت سنية التكتم على هذه العادة السيئة أملا في أن يعود الزوج إلى رشده، ثم اعتادت على ممارسة الجنس مع الرجال الغرباء، وأدمنت على تلك العلاقات الجنسية المتعددة التي أصبحت من برنامج حياتها العادية فالضيوف كانوا في منتهى السخاء معها ومع زوجها، إلي أن وقع زوج سنية في خطأ لم تستطع الزوجة أن تغفره له ، كانت سنية قد أنجبت طفلة من زواج سابق، وعندما تزوجت مرة أخرى تركت ابنتها في رعاية أمها، فشبت الطفلة وصارت فتاة شابة في مقتبل العمر، ويبدو أنها راقت في عيني الزوج الذي كان ينتظر الفرصة السانحة ليقتنصها. جاءت الفتاة لزيارة أمها في منزلها، وكان الزوج هناك بمفرده، فرحب بابنة زوجته، ودعاها للجلوس في انتظار وصول أمها،وبعد أن اطمأنت الفتاة، حاول الزوج أن يباغتها ويعتدي عليها، لكنها قاومته بعنف، ورغم ذلك نجح في أن يشل حركتها، وفي اللحظة التي كاد أن يلتهمها، وصلت زوجته التي هالها المشهد ، لم تدر الزوجة ماذا تفعل، فوجدت أمامها أنبوبة الغاز فهشمت بها رأس زوجها، ثم استدعت الشرطة.
العنف ضد الأبناء .... طريق لمزيد من العنف واليأس
العنف الأسري هو عنف بدني ومعنوي يترك أضراره دائما وسائله الضرب , والحبس في غرفة مغلقة أو مظلمة، وتشغيل الأطفال في أعمال لا تتفق مع قدراتهم العقلية والجسمية, إضافة إلى الإيذاء.
وكذلك إهمال تعليم الأطفال , وإهمال الرعاية الطبية , ونقص الإشراف والاهتمام, والإهمال العاطفي وتزويج القاصرات .
أما أضرار العنف الذي يقوم به الوالدان ضد الأبناء , فهي عديدة , أهمها انهيار الشعور بتقدير الذات للممارس عليه العنف , والتعثر الدراسي , والهروب من المنزل والانتحار والصدمة العقلية .
ظاهرة منتشرة: ظاهرة العنف الأسري واقعة في كل المجتمعات سواء العربية أو الأجنبية . مع وجود فارق مهم وهو أن المجتمع الغربي يعترف بوجود هذه المشكلة , بعكس المجتمعات العربية التي تعتبرها من الخصوصيات , بل من الأمور المحظور تناولها حتى مع اقرب الناس .
أما أسباب العنف فهي نابعة من اثر عميق سواء حدث في الماضي أو الحاضر .
والأسباب ذات الجذور القديمة تكون نابعة من مشكلات سابقة أو عنف سابق سواء من قبل الآباء أو احد أفراد العائلة . أما الأثر الحاضر فتكون جذوره مشكلة حالية . على سبيل المثال فقدان الزوج أو الأب عمله , قد يدفعه إلى ممارسة العنف على أولاده , وبالتالي فإن الشخص الذي ينحدر من أسرة مارس احد أفرادها العنف عليه , ففي اغلب الأحيان انه سيمارس الدور نفسه , لذا من الضروري معرفة شكل علاقة الأم المعتدية على أولادها بوالدتها في صغرها . وفي الغالب تكون تعرضت هي نفسها للعنف , لذا فبالنسبة لها تعتقد أن ما تقوم به من عنف تجاه أولادها هو أمر عادي كونه مورس عليها ومن حقها اليوم أن تفعل الشيء نفسه .
هناك سبب آخر وهو عدم إمكانية الأم التأقلم مع مجتمع غريب عنها فإذا كانت الأم غير متأقلمة, فهي لا تستطيع التأقلم مع المجتمع الجديد وتتحول حياتها إلى كتلة من الضغوط النفسية والاجتماعية وتتحول إلى ممارسة العنف كونها لا تستطيع أن تعبر عن حزنها وغمها، فتفجر الأزمة في أولادها, وفي غالبية الأمر يكون الضحية الطفل البكر, وفي بعض الحالات يتجه عنف الأم إلى ابنة محددة لان حماتها تخص تلك البنت بمودة كبيرة , في حين لا تكون الأم على وفاق مع حماتها , فتصب جام غضبها على هذه الفتاة , هذا بالإضافة إلى أسباب أخرى .
وحول انعكاسات ممارسة العنف ضد الأبناء :
يختلف تأثير العنف من شخصية إلى أخرى, وأيضا حسب نوعية العنف الممارس والشخص الذي يقوم به، إضافة إلى جنس الطفل أن كان ولدا أم بنتا , وتشكل علاقة الضحية بالمعتدي وعلاقته بمن حوله , لكن في معظم الحالات فإن الضحية يصبح فردا ذا شخصية محطمة .
فالأطفال الذين يتعرضون للعنف غالبا ما يكون لديهم استعداد لممارسة العنف ذاته ضد أنفسهم أو ضد الآخرين , إضافة إلى حدوث حالات الانتحار والاكتئاب والإجرام والانحراف , وكلها مؤشرات لعدم المقدرة على التعامل مع المجتمع بسبب تدهور المهارات الذهنية من مستوى الذكاء إلى التدهور الدراسي ومشكلات كبيرة تحصل بعد الارتباط بالآخر لتكوين أسرة والسبب في ذلك أن هؤلاء الضحايا يعانون من حالة مرضية نفسية سببها أن الذكريات وصور العنف التي تعرضوا لها حية في ذاكرتهم , مما يسبب لهم حالة من الخوف المستمر يترتب عليه عدم الثقة بالنفس وبالآخرين .
_________________________________________________
كيفية معالجة ضحايا العنف الأسري :
إن مهمة الأخصائي النفسي بالدرجة الأولى العمل على تطوير الثقة بالنفس لدى الطفل وإبعاده عن جو العنف والشخص الذي مارس عليه العنف .
ومن أهم الخطوات الواجب اتخاذها هي اقناع الضحية بأن لا دخل له بالعنف الذي مورس عليه , لان الإنسان الضحية وخاصة منذ سن صغيرة يكون لديه هذه القناعة .
العاطفة قبل المادة
إن الفرق بين المجتمعات العربية والغربية في هذا الجانب , انه في الغرب توجد مراكز بالإمكان اللجوء إليها , حيث تتم حماية ضحايا العنف الأسري .
أما في بلدنا فلا توجد مثل هذه المراكز . وفي بعض الأحيان قد يلجأ بعض ضحايا العنف من الأبناء إلى الشرطة , إلا أن الشرطة لا تأخذ بشكوى ابن على والده أو والدته , وبالتالي فإن مثل هذه الحالات نادرة جدا , خاصة أن مجتمعاتنا متداخلة ومترابطة , ومثل هذه المشكلات لا يمكن طرحها على بساط الحوار . وهذا لا يقتصر فقط على ممارسة العنف على الأبناء , بل أن الزوجات أيضا لا يتجرأن على تقديم شكوى على أزواجهن في حال تعرضهن للعنف بمختلف أنواعه .
ومن جانب آخر في حال لجوء الفتى أو الفتاة ممن تعرضوا للعنف الأسري إلى الشرطة فلا تستطيع حمايتهم لعدم توافر أماكن خاصة لذلك وإذا ما قدم شكوى فلابد من وجود أدلة وشهود ولا احد من الإخوة يجرؤ على الشهادة ضد أمه أو والده, فيرجع المتعرض للعنف الأسري مهزوما إلى منزله, ويفقد احترام وتعاطف الآخرين معه , إضافة إلى زيادة حدة العنف عليه .
إن المشكلة تكمن في عدم وعي الأمهات لمتطلبات المراحل العمرية للأبناء والتي تتغير باستمرار , وبمدى أهمية توفير العاطفة قبل المادة للأولاد .
وهذه الحالة تدفع الفتيات خاصة إلى البحث عن بديل يمدها بالعاطفة والحنان الذي تحتاجه , ما يؤدي إلى غيرة الأم , من هنا يبدأ الشرخ في العلاقة بين الأهل والأبناء وإذا لم يتداركوا الأمر سريعا , فالمسألة قد تصل إلى مرحلة انحراف الأولاد مما يعني أنهم وقعوا في مرحلة اليأس .
العنف الأسري من منظور إسلامي
لقد خلق الله تعالى آدم وخلق حواء من نفس واحدة وجعل أول مسكن اسري وبيت زوجي لهما (الجنة) ثم شاء الله تعالى وبعد صراع وغواية من الشيطان أن يهبطهما إلى الأرض حتى يعمراها وبنوهم بالعدل والخير وقد رعاهم الله بالرسالات السماوية عبر الأزمان وبدعوة الأنبياء والمرسلين التي قامت في المجتمعات الإنسانية حتى ختامها (القران الكريم) وبدعوة خاتم المرسلين (محمد) صلى الله عليه وسلم، كل ذلك من سعادة الدنيا وسعادة الآخرة بعودتهم (الإنسانية) إلى الجنة إلا من زاغ عن الحق وحاد عن منهج السماء العادل . وانعم عليهما بالذرية (الأطفال) حتى تكتمل سعادتهم .
نعم وانحرفت البشرية عبر العصور في معظمها عن عدالة السماء وأوقعت كثيرا من الظلم على مجتمعاتها هنا وهناك، وكان من ابشع الظلم هو العنف الاجتماعي أو الأسري الذي نسف معاني المودة والسكينة والمحبة والرحمة داخل الأسرة الواحدة خلال ما أراد الله عز وجل: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون). فألحق الأذى بالحياة الزوجية والأسرية وبخاصة الأطفال.
وصار هذا العنف الأسري ظاهرة بين سرية وعلنية ، والعلني قليل أمام مالا يعلم وما يجري خفية تحت ستار العادات والتقاليد والأعراف والقوانين وكل ذلك خلافا للتوجيه الإسلامي والتشريع الإلهي والنور الرباني والعقل المستنير الإنساني.
لقد صارت كثير من النساء والأطفال وقليل من الرجال يعيشون أجواء من القهر والعنف والإرهاب الأسري الذي يمارس تحت جنح الظلام وبعيدا عن أعين الناس وسمع وبصر ورعاية المسؤولين في المجتمع في كل من مواقعهم ... والأدهى والأمر أن يمارس من أرباب هذه الأسر الذين استأمنهم الله تعالى عليهم حماية ورعاية وعناية ومودة ورحمة وأمنا ... وضاع الحال ابعد من ذلك حينما جنحت بعض القوانين والأنظمة في جوانب عديدة عن العدل الإلهي... والفهم المنصف ... ورحمة الإنسان لأخيه الإنسان بسبب هذا الفتور أو ذلك الاضطراب أو هاتيك التجاهل في بعض الأنظمة والقوانين والقضاء لحقيقة رحمة الله بالعباد وأمر الله بهذه الرحمة بينهم ... من هنا أصاب هذا الخسف والظلم سكون هذه الأسر وعصف باستقرارها وزرع فيها البغضاء ومشاعر الضياع وفقدان معنى الحياة .
والأبشع من هذا وذاك محاولة ربط هذا العنف وهذه العدوانية وكأنها من الدين أو الرجولة أو مسؤولية الزوج أو من التربية أو من العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية الأساسية والمهمة ... ولكن الحقيقة الواحدة والقول الواحد أن كل هذا براء من ادعاءاتهم الظالمة فوق ممارساتهم للظلم .
لقد طمسوا ملامح ومعاني ابتسامة الحياة عن وجه المرأة المستضعفة ووجه الطفل البريء وانشئوا كل تعابير اليأس من هذه الحياة وتمنى الخروج منها والفرار عنها.
ومن هنا كان اللجوء إلى مسالك شتى ومزالق مختلفة كثيرا ما ينجم عنها الانحراف بأنواعه وألوانه ثم ليقع مسلسل الظلم الرهيب مرة ومرات أخرى تحت شعار وقانون ردع المنحرفين .
وهكذا ... فإذا المجتمع في واقع غير قليل وان لم يظهر بجلاء ووضوح يعيش بركانا اجتماعيا مأساويا يدمر ذاته بذاته.. واسمحوا لي أن أبدا بتعريف العنف كما افهمه أقول :
(هو كل فعل أو قول أو همس أو إشارة أو حركة أو صمت ... يعكس أية نسبة من الأذى مهما تدنت أكان جسديا أم معنويا أو ماديا أو نفسيا ... وان ذلك يعد من الاعتداء).
قال تعالى ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ).
وقال تعالى ويل لكل همزة لمزة).
وقال تعالى ولا يغتب بعضكم بعضا ).
وقال عليه الصلاة والسلام وان الرجل ليقول الكلمة لا يلقي لها بالا فيهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا ).
ولقد حرصت الرسالات السماوية وحرص الإسلام بكل دقة ووضوح وحسم حول العلاقة الإنسانية بين بني البشر كيف تكون وبخاصة بين الرجل والمرأة والأطفال وأنها علاقة الروح الواحدة والجسد الواحد والمصلحة الواحدة من اجل حياة فاضلة سعيدة كريمة ملؤها المحبة والأمن والسلام . ثم ما يعكسه هذا على الأطفال سلبا أو إيجابا فهي حلقات متصلة .
ولقد أوردت العديد من الدراسات العلمية والاستطلاعات الاجتماعية نسبا راجحة حول العنف ضد المرأة وضد الرجل كذلك ، ولكن المرأة على الدوام هي التي كانت ولا تزال حصتها حصة الأسد في هذا العنف . ثم الأطفال الذين يقع عليهم أكثر من شكل من أشكال العنف فمنه غير المباشر وهو كل عنف يقع في الأسرة على غيرهم وبخاصة الأم هو عنف يصيب مشاعرهم وقلوبهم وأفكارهم وسلوكهم هذا بالإضافة إلى ما يصيبهم مباشرة من الآباء وكذلك من الأمهات وهذه جريمة عظيمة لأنها خيانة من الوالدين أو أحدهما لهذه الأمانة وهي الأولاد كذلك ما يلحق بالأطفال من عنف المجتمع بشتى أشكاله وأنواعه وتفاوت مخاطره وآثاره وان ما يلحق المرأة من عنف يلحق بالأطفال وهذه بعض الإحصاءات:
في الولايات المتحدة الأمريكية كانت النسبة كآلاتي:-
• (95%) ضد الزوجات ( الإناث ).
• (5%) ضد الأزواج ( الذكور ).
• ومثل ذلك أو قريب منه جدا في أوروبا .
• أما في مجتمعات العالم الثالث ومنها الأردن فقد كانت النسبة كآلاتي :
• (97%) ضد الزوجات ( الإناث ).
• (3%) ضد الأزواج ( الذكور ).
هذا وانه من خلال استطلاعاتي لملفات قضائية وخبرتي الشخصية بالتحكيم القضائي،وكذلك جولات الإصلاح ذات البين وبالذات بين الأزواج والذي لايكاد يمر يوم بالفعل إلا ولنا في ذلك مشاركة ما.
هذا بالإضافة إلى خبرتي أثناء عملي في جامعات عربية وإسلامية وأجنبية …… واستبيانات كنت قد أعددتها وفرزتها فكانت أمامي النتائج التالية :
• أن نسبة عنف الرجـال تجاه زوجاتـهم جسديا بضـرب مبرح + نفسيا حوالي (5%).
• وان نسـبة عنف الرجال تجاه زوجاتهم جسديا بضـرب خفيف + نفسيا حوالي (10%).
• وان نسبة عنف الرجال تجاه زوجاتهم نفسيا بالكلام القاسي حوالي (20%).
• وان نسبة عنف الرجال تجاه زوجاتهم نفسيا بالإهمال حوالي (15%).
ولقد أثبتت تفاصيل الدراسات اثر وخطورة هذا العنف على الأمهات بالنسبة للأطفال ماديا ومعنويا .. جسديا ونفسيا ... وأثره على مستقبل حياتهم وصحتهم وتعليمهم وأخلاقهم وسلوكهم .
وهذا يعني أن نسـبة (50%) من الأسر تعاني من عنف واضـح متفاوت، وان أل (50%) مستورة الحال والله اعلم بالحال . فانظر ماذا يعني ذلك بالنسبة للأطفال في المقابل .
والذي فاجأني أن معظم المشاكل ناتجة في عمقها عن سوء التعامل الزوجي أي الجهل بالثقافة الزوجية الدينية والأدبية والأنانية الجنسية تصل إلى أكثر من (60%) من المشاكل ، وان (40%) ناتج عن فرق مستوى الوعي والفهم والمزاج والظن . وما يعكسه ذلك حتما من عنف على الأطفال .
ولعلي أوصى بمجموعة من التوصيات في هذا الشأن تخفف من هذه الظاهرة الظالمة المستورة طبقا للواقع ومعالجة لأصل المشكلة فيما اعتقد . وعلاقته بعد ذلك على راحة الأطفال وسعادتهم .
أولا : في الحقل الاجتماعي قبل الزواج :
أن تكون هناك كفاءة متناسبة بين الخطيبين وبخاصة الثقافة والوعي والمؤهل والصحة والعمر.
أن يكون الزواج قائما مسبقا على محبة بين الخطيبين وليس برغبة الأهل فقط .
أن يسبق الزواج ثقافة جنسية كافية بأبعادها وأخلاقها .
الفحص الطبي قبل الزواج .
أن يسبق الزواج توعية كافية بحقوق الزوجين وعمق العلاقة السامية بينهما . وحقوق أطفالهم عليهم بعد ذلك .
ثانيا : توصية لولي الأمر :
أن يجوز له تقرير منع الضرب للزوجات في غياب الوعي الأسري الكافي وغيب الورع والتقوى بين الزوجين غالبا وليس هذا منعا أو رفضا أو اعتراضا على ما جاء في الآية الكريمة وإنما لضرورة ما عليه المجتمع وتزول الضرورة بزوال العلة . كذلك منع ضرب الأطفال لأنه محرم شرعا وتحريم كل ما من شانه أن يسيء إليهم أو يؤذي أجسادهم أو مشاعرهم وترويعهم وتجويعهم وتشريدهم وجرحهم وحبسهم وتعذيبهم واغتصابهم .
ثالثا : على صعيد الأمن :
دعم جهاز حماية الأسرة ماديا وقانونيا وتفعيل دوره وتوسيع صلاحياته بخصوص المرأة والطفل وحمايتهما من كل أشكال العنف .
رابعا : على الصعيد الشعبي :
تشكيل لجان لحماية الأسرة في كل حي لتسهيل سرعة وسهولة الاتصال ورفع الحرج المعروف بالذهاب لمراكز الأمن، بسبب بعض العادات والتقاليد حتى تلعب دورا فاعلا في أمن واستقرار الأسرة أطفالا ونساء .
خامسا : على صعيد القضاء :
التفريق السريع بين الزوجين في حال عدم إمكانية الإصلاح ونشوء قضية الشقاق والنزاع ، وإنجاز طلب الزوجة بسرعة انفصالها عن زوجها بسلطة القاضي، وذلك بخلعها نفسها مع تخفيف أسباب التعجيز لهذا الخلع لإنجازه بسهولة حماية للأسرة من مخاطر بعض الأزواج السفهاء وخطر أذاهم على الزوجة والأطفال ... حينما لا يجدي الإصلاح .
سادسا : على الصعيد الإعلامي :
توعية الجمهور بقضية العنف، ودعوة الناس من أقارب وجيران بالإبلاغ عن قضايا العنف مستورة لإجراءات وقائية قبل فوات الأوان أكانت على الأمهات أو الزوجات أو الأطفال .
سابعا : تشديد العقوبة :
وذلك على مرتكبي جرائم الشرف ، فهي لا دينية ولا إنسانية ، والتوعية في ذلك ولخطورتها على الأسرة والأطفال والأنظمة والعنف الخطير الذي تشكله .
ثامنا : إيقاف عادة الجلو :
الإجراء القسري الظالم لقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى ). مأساويا على الأسر والأطفال فهم يتعرضوا لظلم ونوع من العنف الذي يسيء لحياتهم في مناحيها المختلفة .
أما عن دور العلماء:
بالنسبة للعلماء: وهم المفكرون والمشرعون أكان بشرع الله إليهم بالقانون الوضعي، أم القضاة شرعيون أم نظاميون، فان دورهم يتمثل بشكل رئيسي في أحكام معاني ومقاصد الشرع الحكيم وأعمال العقل الراقي العادل السليم في إنجاز القوانين والأنظمة التشريعات والتعليمات ... التي من شانها أن تنصف المرأة والأنثى والطفل لنرقى بحياتهم التي هي ميزان الحياة في كل أبعادها وأحوالها، وان يتجنبوا الخضوع النفسي لأية أسباب ذاتية أو تأثيرات جانبية أو عادات أو مفاهيم سلبية ... حتى يعود النصاب بالحق إلى أهله في أدق حلقات الحياة الإنسانية والمصير البشري ... وان يعلموا (أن الذكر والأنثى، والرجل والمرأة، والأطفال) هم شيء واحد، وإطار واحد وجوهر واحد .
وهذا يعني أن عليهم أولا إعادة النظر بهذه القوانين والأنظمة والتشريعات والتعليمات وبحثها من جديد بتلك الروح التي ذكرت ، وبذلك العمق الذي أشرت ... ثم التوقف عن إضافات جديدة إلا على هذه القاعدة وهذا الأساس .
ولعل ذلك يتطلب تشكيل لجان حيادية على أعلى المستويات التخصصية في ذلك، وإنشاء ندوة أو ... دائمة الانعقاد بأمانة تتابع إنجازاتها تستمر لمدة ما ... لا تزيد على سنة واحدة لتصل أخيرا إلى الغاية المنشودة ووضع كل المقترحات الشاملة لذلك ، ثم تعميقها على شكل حلقات بحث ومؤتمرات في العالمين العربي والإسلامي على مدار سنة أخرى وحتى تكون السنة الثالثة ثمرة نقطفها بعد كل تلك الجهود المباركة ونحن نتطلع إلى غد افضل بالنسبة لأسرة عربية سعيدة بأطفالها .
أما بالنسبة لدور الأئمة والوعاظ والخطباء : فاعتقد أن رسالتهم واضحة لا لبس فيها ... ... فهذا قوله عليه الصلاة والسلام : ( العلماء ورثة الأنبياء ).
فهم المقصود الشامل لمعنى الدعوة إلى الهداية والطريق المستقيم لسعادة الدنيا والآخرة ... هي الدعوة لمجتمع إنساني آمن مستقر ... هي الدعوة للأخوة والمحبة … هي الدعوة للتعاون على البر والتقوى ... هي الدعوة للسلوك الأمثل في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان بعامة ... وعلاقة الزوجين والأطفال خاصة ... ولان صلاح الكليات لا يكون إلا بصلاح الجزئيات ، ولان العلاقة بين الجزئيات والكليات علاقة جدلية وثابتة ومتكاملة لا تقبل التجاهل أو الإهمال أو الاضطراب ... ولان القاعدة والأصل هما أساس أي بناء شامل يقوم بقيامه ويسقط بسقوطه ويضعف بضعفه ... وهذا ما يترك بصماته على أطفالنا حتما .
أن على الدعاة بكل أسمائهم ومسمياتهم ... أن يعلموا هذه الحقيقة والمكانة الخطيرة التي يتبوءونها ... ويقفون على سدتها ... وهم المسؤولون عنها أمام الله وعباده .. نعم .. عليهم أن ينهضوا بهذه المسؤولية بكل أمانة وصدق ووضوح وثبات، وان يزيلوا ما علق من شوائب في أذهان الناس وقلوبهم من مفاهيم ومعاني مخالفة لرسالات السماء واحترام عقل الإنسان الذي خلقه الله نعمة لسعادة هذا الإنسان ذكرا وأنثى ... كبارا وأطفالا .
إننا نرفض هذه المهاترات التي تدعو لوضع الحواجز بين الرجل والمرأة ... والتي هددت وتهدد حياة الأسرة وأطفالها وبالتالي حياة المجتمع في كل أماكن وجوده ... نعم تهدد استقراره ... كفانا نزاعا في غير موضوعه ... وخلافا لا يجوز أن ينشا أصلا وصراعا لا يكسب منه أحد ... وأين المصير دوما أمام مثل هذه الصراعات الاجتماعية الظالمة سوى الضياع لفلذات الأكباد ولشركاء وشقائق مسيرة الحياة ... لا بل أنها التعاسة التي ما بعدها تعاسة ... وسوء العاقبة التي ما بعدها سوء عاقبة ... انه نداء ... ونداء ... ونداء ... لكل المعنيين بهذا الشأن والمجال ... من اجل أسرة سعيدة وأطفال سعداء ومجتمع سعيد.
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)
فناقوس الخطر لا يزال يدق ...
وصوته لا يزال يرتفع ...
وصداه لا يزال يزيد ...
والأمل بكم جميعا مبشر ان شاء الله .
سبل الوقاية من العنف الأسري
أولاً: الالتزام الديني:
رأت غالبية العينة أن أهم الحلول تكمن في الالتزام بتعاليم الإسلام والأخذ بتعاليمه السمحة وتطبيقها في الحياة الأسرية، سواء كان ذلك على صعيد اختيار الزوجين، أو تسمية الأبناء، أو تربيتهم والتعامل معهم، أو احترام الأبوين، وجعل الإسلام هو دين للحياة وليس للعبادات فقط، مع ضرورة وتوضيح مقصد الشرع من الآيات والأحاديث التي ورد فيها ذكر الضرب حتى لا تستغل باسم الإسلام.
ثانيا:ً الأسرة:
لكون الأسرة هي النواة الأولى في التنشئة وإكساب أفرادها السلوك القويم، فقد وقع على كاهلها العبء الكبير، حيث إنها مطالبة بعدة مسئوليات، وفي عدة مجالات لحماية أفراد الأسرة من العنف، ومن تلك لا مسئوليات:
• إتباع الأساليب الواعية في التحاور بين أفراد الأسرة.
• المساواة في التعامل مع الأبناء.
• إشباع احتياجات الأبناء النفسية والاجتماعية والسلوكية، وكذلك المادية.
• المشاركة الحسية والمعنوية مع الأبناء، ومصادقتهم لبث الثقة في نفوسهم.
• التقليل من مشاهدة مناظر العنف على أجهزة التلفزة.
• عدم الاعتماد على المربيات في إدارة شئون الأسرة.
• الحد من ظاهرة تعدد الزوجات، وخاصة الأجنبيات.
• غرس القيم والمبادئ والأخلاق في نفوس الأبناء منذ الصغر.
• متابعة الأبناء وتوجيه سلوكهم.
• تنمية المهارات الإبداعية والمواهب الدفينة لدى الأبناء.
• تنمية العواطف الكامنة من حب الوطن والمجتمع والانتماء إليهما.
• حسن العشرة بين الأبوين، والحد من ظاهرة الطلاق.
• الاعتناء بثقاة ربة البيت.
ثالثاً: الإعلام:
للإعلام دور مهم في توجيه السلوكيات وتقويمها، وقد رأت العينة التي تم استطلاع رأيها أن دور الإعلام يتبلور في الآتي:
• تخصيص قنوات إعلامية تساعد الأسرة في تخطي العنف الأسري.
• الاستفادة من الفواصل الإعلانية لبث رسائل توعويّة.
• نشر الثقافة الأسرية حول احترام الجنس الآخر، مع تعريف الرجل بحقوق المرأة.
• تدريب الأسرة على كيفية مواجهة المشكلات، مع توعية الأمهات بضرورة مراعاة المراحل العمرية للطفل من خلال البرامج الموجهة.
• الكشف عن الأسباب التي تؤدي للعنف مع الوقاية منه.
• تسليط الضوء على العنف الأسري من خلال الاستشهاد بالأدلة عليه، وتوعية الأسر بنتائجه النفسية والاجتماعية وآثارها السلبية على المجتمع والفرد.
• طباعة ونشر كتيبات تبين الآثار النفسية للعنف على الأطفال.
رابعاً: المدرسة:
لم يعد دور المدرسة قاصرا على التعليم خاصة ونحن في حقبة زمنية تمكن الإنسان فيها من معالجة المعلومات بهدف التعلم من خلال وسائل الاتصال المختلفة، لذا لابدّ أن يكون للمدرسة دور بارز في التوعية المجتمعية وتوجيه السلوك لدى الأفراد من خلال ما تعده من برامج وتتبناه من مشاريع، وبين استطلاع الرأي أن العينة ترى دور المدرسة في الوقاية من العنف الأسري يتبلور في ما يلي:
• الاهتمام بتوعية الآباء والأمهات من خلال طرح القضايا المجتمعية وإيجاد الحلول الناجعة.
• محاربة السلوكيات الدخيلة على المجتمع.
• إبراز أهمية العمل التطوعي.
• المساهمة بتقديم التبرعات.
• المساهمة بالأفكار والآراء للحد من البطالة.
• تقديم المقترحات المقننة للحد من ظاهرة العمالة الوافدة.
* خامساً: المؤسسات الحكومية
أما المؤسسات الحكومية غير سالفة الذكر فتقع عليها بعضاً من المسئوليات كل حسب اختصاصه، وقد تمثلت الأدوار المناطة بهم في الآتي:
• تخصيص مواقع على الإنترنت لتقديم الاستشارات الأسرية.
• تقديم الخدمات القانونية.
• سن القوانين لحماية الأسرة وأفرادها من العنف الأسري، ومتابعة تنفيذها.
• الحد من البطالة ومالها من آثار سلبية.
• الحد من ظاهرة العمالة الوافدة، خاصة تلك التي لا ترتبط بثقافتنا العربية والإسلامية.
• تسخير وسائل الاتصال لتوعية الأسر وتبصيرها بالعنف الأسري من خلال الرسائل القصيرة.
• إلزام المقبلين على الزواج بضرورة خضوعهم لدورات تدريبية حول تربية الأبناء، والعلاقات الزوجية والأسرية.
• تأهيل المتزوجين وإكسابهم مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات.
• إقامة الدورات التدريبية للأبوين حول السيطرة على الانفعالات الجسدية والنفسية واللفظية.
• إيجاد مراكز للمتضررين من العنف الأسري للاهتمام بقضاياهم و لحمايتهم وإعادة تأهيلهم.
• توضيح القوانين والعقوبات لدى الأفراد على مستخدمي العنف ضد الأبناء.
• ضرورة توفير دور حضانة في مقار عمل الأمهات تحت إشراف الجهات المختصة.
• ضرورة وجود اختصاصيين نفسيين واستشاريين اجتماعيين للعناية بشئون الأسرة.
• التواصل مع المراكز الأسرية المختلفة لتبادل الخبرات والطاقات.
نجد من نتائج استطلاع الرأي أن سبل وقاية الأسرة من العنف الأسري واجب وطني تجتمع فيه جميع مؤسسات المجتمع الرسمية الأهلية، وكذلك الأفراد.
أما عن الطرق المتبعة في الحد من العنف الأسري فرأت العينة أن التوعية الدينية والاجتماعية والفكرية والثقافية والقانونية، بالإضافة لتبصير أفراد المجتمع بالحقوق التي يتمتعون بها والواجبات المكلفين بها من أفضل السبل للحد من هذه الظاهرة، على أن تأخذ هذه التوعية أشكالاً عدة متمثلة في التدريب وورش العمل والتأهيل والمحاضرات والكتيبات والنشرات بالإضافة لعقد المؤتمرات والندوات مستفيدين من كل الوسائل المتاحة كأجهزة الإعلام والاتصال بالإضافة لمؤسسات المجتمع الحكومية وغيرها.
التوصيـــات والخلاصـــة
بعد النتائج التي تم التوصل إليها من خلال استطلاع الرأي للشريحة الاجتماعية المستهدفة، إضافة لما ورد في مواقع أخرى من تلك الورقة، فإن أبرز التوصيات هي ما يلي:
نشر الوعي الديني من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية ومراكز التوجيه في المجتمع.
رصد مظاهر العنف الأسري من خلال مؤسسات متخصصة، والعمل على تحليلها والتعامل معها بصورة علمية وفق النظريات التربوية والاجتماعية.
التنسيق بين المؤسسات المجتمعية في سبيل معالجة ظواهر العنف الأسري ومحاصرة أسبابه.
رعاية ضحايا العنف الأسري من خلال مؤسسات الرعاية الاجتماعية الرسمية والأهلية، تحسباً لاستفحال أدوار غير إيجابية لهم في المستقبل.
إطلاق مشروعات مجتمعية توفر الخدمات الاجتماعية والمادية والمعنوية للأسر ذات الاحتياجات الخاصة، والتي يمكن أن تكون مصدراً للعنف الأسري.
مسببات العنف الأسري:
أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي والعربي أيضاً وبما فيها السعودي حسب مقال في جريدة الوطن يوم الأربعاء الموافق 5 ربيع الآخر 1427هـ أن ابرز المسببات وأكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول والمخدرات.
يأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية والاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما.
ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين لأي سبب آخر غير المذكورين أعلاه.
دوافع العنف الأسري:
الدوافع الذاتية:
وهي تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه، والتي تقوده نحو العنف الأسري
الدوافع الاقتصادية:
في محيط الأسرة لا يروم الأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته وإنما يكون ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة والفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب إزاء الأسرة.
الدوافع الاجتماعية:
العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما والتي تتطلب من الرجل -حسب مقتضيات هذه التقاليد- قدراً من الرجولة في قيادة أسرته من خلال العنف، والقوة، وذلك أنهما المقياس الذي يبين مقدار رجولته، وإلاّ فهو ساقط من عداد الرجال.
و هذا النوع من الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع، وخصوصاً الثقافة الأسرية فكلما كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي، كلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية، وعلى العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة، إذ تختلف درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات.
مع تحيات منتديات تونيزيا كافيه
http://www.tunisia-cafe.com