النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين

  1. #1

    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين












    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين


    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان


    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان


    الى جميع طلبة الموسيقى في لبنان


    اهلا بكم في منتديات تونيزيا كافيه

    الرجاء من جميع طلبة الموسيقى في لبنان ان يقوموا بردود على هذا الموضوع وكل واحد يكتب اسمه الحقيقي وبلده وعمره والالة الموسيقية المفضلة عنده هذا كله لصالحكم فانا عندي لكم مفاجأت عديدة . سنحاول ان نجعله ركن خاص بالموسيقيين اللبنانين وسنحاول تلبية طلباتكم قدر الامكان من برامج وكتب خاصة للدراسة الموسيقية و الرجاء من كل طالب عنده بحوث او برامج تهم الميدان الموسيقي المبادرة برفعها لكي يستفيد كل طلبة المعاهد العليا في لبنان والوطن العربي
    ارجوا ان تتفاعلوا معنا وشكرا لكل من عضو او زائر دخل هذه الصفحة




    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان

    على بركة الله نفتح الموضوع بهدية الى كل عازفي الة الكمان

    اقدم لكم اخواني طلبة الموسيقى في لبنان هذا الكتاب المهم

    في تعلم الة الكمان كتاب اميل غصن لتعليم الكمان "مدرسة الكمان الشرقيه"



    التحميل من هنا
    تحميل كتاب اميل غصن لتعليم الكمان "مدرسة الكمان الشرقيه"



    http://www.megaupload.com/?d=R7CTEJJL






    التحميل او هنا
    تحميل كتاب اميل غصن لتعليم الكمان "مدرسة الكمان الشرقيه"



    http://rapidshare.com/files/31848352...ssage.rar.html






    التحميل او هنا
    تحميل كتاب اميل غصن لتعليم الكمان "مدرسة الكمان الشرقيه"



    http://hotfile.com/dl/20038438/cb7f0...ssage.rar.html






    التحميل او هنا
    تحميل كتاب اميل غصن لتعليم الكمان "مدرسة الكمان الشرقيه"



    http://depositfiles.com/files/we0p13z3m





    التحميل او هنا
    تحميل كتاب اميل غصن لتعليم الكمان "مدرسة الكمان الشرقيه"



    http://www.multiupload.com/6YTZ6K1BCT








    أجنحة الموسيقى السبعة - أجنحة الموسيقى السبعة بقلم نصير شمة












    تحميل عملاق الكتب الموسيقية و صناعة الموسيقى

    تحميل عملاق الكتب الموسيقية


    كتاب,الموسيقى الكبير,

    كتاب ,لموسيقى الكبير, مخطوط ضخم حاز على شهرة عالمية في الأوساط التي تعنى بدراسة الموسيقى لغزارة مادته، وقوة أسلوبه المتفرد والذي سلكه الفارابي في تصنيفه. وليس مستبعداً أن تكون اتجاهات الموسيقى العالمية قد نهلت من علوم هذا الكتاب، بعد أن نشطت حركة الترجمة في ,القرون الوسطى ,حيث ,تُرجمت ,كتب ,الطب ,والرياضيات, والعلوم ,الأخرى,
    تحمي,ل عملاق ,الكتب ,الموسيقية, و ,صناعة الموسيقى,
    تحميل عملاق الكتب الموسيقية
    كتاب,الموسيقى الكبير,
    وهذا الكتاب يشتمل على جزءين
    الجزء الأول: في المدخل إلى ,صناعة الموسيقى, والجزء الثاني: ,في الصناعة نفسها,
    وعندما يتحدث الفارابي عن الصيغة الرئيسية للأداء يقول:
    ,الألحان المُلذة,وهي التي تكسب النفس لذة وأنق مسموع، دون أن يكون لها صنع آخر في النفس,.
    تحميل عملاق الكتب الموسيقية و صناعة الموسيقى
    تحميل عملاق الكتب الموسيقية
    كتاب,الموسيقى الكبير,
    و,الألحان ,المخيلة، وهي التي تفيد النفس مع تلك التخيلات وتوقع فيها تصورات أشياء، وحالها في ذلك حال التزاويق والتماثيل المحسوسة بالبصر.
    والألحان الانفعالية، وهي التي تحدث الانفعالات، فهي إما مُزيدة لها أو مُنقصة منها. ثم تطرق الفارابي إلى نشأة ,الألحان الغنائية ,في الإنسان وهي غريزة طبيعية في طلب اللذة أو التخيل أو الانفعال، وهذه هي غايات الألحان.....
    ولو تمعّن القارئ المعاصر فيما ورد من نتف عن فعل, الموسيقى ,التي جاءت على لسان الفارابي في كتابه, كتاب الموسيقى الكبير, آنفاً وقارن بينها وبين ما اشتملت عليه ,صناعة الموسيقى ,المعاصرة, لتبيّن له أن ,النهضة الموسيقية ,التي تعيشها أوروبا منذ قرون ,عصر النهضة, وحتى الآن تستند في مرجعيتها إلى, كتاب الفارابي ,كتاب الموسيقى الكبير,ولسنا هنا بصدد التفاخر بمعطيات الفارابي ولكن الاستشهاد بها جاء ليؤكد حقيقة التمازج الحضاري الإنساني الذي لا تحده حدود الزمان والجغرافيا






    تحميل عملاق الكتب الموسيقية و صناعة الموسيقى










    تحميل كتاب الموسيقى الشرقية

    روابط على اكثر من سيرفير

    التحميل

    http://www.multiupload.com/XP6MUMTDV0


    كتاب نادر في ميدان الموسيقى الشرقية



    كتاب نادر في ميدان الموسيقى الشرقية



    محمد كامل الخلعي


    محمد كامل الخلعي "1876م ـ 1938م" مولده ونشأته


    كود:
    محمد كامل الخلعي
    محمد كامل الخلعي "1876م ـ 1938م" مولده ونشأته

    هو الشاعر الموهوب، والأديب الالمعي، والموسيقار المبتكر، والملحن النابغة محمد كامل بن سليمان الخلعي الدمنهوري ولد بالاسكندرية في 22 رجب سنة 1296هـ وتموز 1876م وجاء به والده وهو صبي إلى مصر .
    استقبل كامل الدنيا طفلا لعوباً، ولكنه لم يلبث ان اصطدم بأول حادث هز عواطفه البكر في مستهل حياته، لم يكن قد تجاوز الخامسة حين بدت نذر الثورة العرابية، وكان والده يومئذ من ضباط الجيش المقيمين بالاسكندرية، ولم يجد الضابط فرصة لتوديع ولده الطفل واكتفى بأن بعث إلى منزله (بكوم الشقافة) من نقل زوجته وطفلها الصبي سريعاً إلى دمنهور مستقر العائلة، وبعد عام كامل عاد الضابط إلى أسرته حياً بعد أن أدى في واجبه وإن انتهت الحرب على غير ما يبغي الاحرار.
    وبالرغم من أن (كاملاً) قد استعاد الحياة في كنف والده بعد يأس من لقائه، إلا ان هذا الحادث لم يغادر ذاكرته ولم يزايل الأثر أعصابه، بل بقيت ذكرى هذا الألم متغلغلة في نفسه وصدره فحولته إلى مخلوق كثير الدموع دقيق الاحساس رقيق الشعور بكل ما يحيط به من ألم أو سرور.

    المرحلة الأولى:

    وفي القاهرة بدأت المرحلة الأولى لشخصية كامل، إذ كانت المدرسة أول تجربة أظهرت النزوع المتركز في عقليته، وهو عصيانه لكل نظام يحد من الحرية وان أوجبت هذا النظام طبيعة الوجود، وقد جنت هذه النزعة على (كامل) في حياته ومستقبله إذ قطعت عليه طريق الدراسة التي يلتمس من ورائها المستقبل المادي في الحياة، فما انتهى من دراسته الابتدائية حتى تمرد على هذا النوع من التعليم المحدود في نطاق البرامج.
    وصادفته صدمة اخرى أكرهته على التشرد بعيداً عن حضانة الوالدين، اذ تفرق ما بين هذين الوالدين من رباط، فانطلق كامل يضرب في الأرض آفاقاً يلتمس الحرية والتعزي عن فجيعته في حضانة والديه، وعبثاً حاول والده ان يخضعه لطاعته التماساً لدفعه إلى المدرسة يستكمل دراسته واستقر الفتى بعد ذلك على اختلاس التردد على مكتبة والده في ساعات متقطعة استطاع من ثناياها في مدى عامين أن يقرأ كتاب (العقد الفريد والاغاني) وتاريخ ابن الاثير والجبرتي وطائفة من دواوين شعراء العرب وهو لما يجاوز الخامسة عشرة.

    في ميدان الفن:

    في هذه الفترة كان يتهيأ لان يستمع اليه الخاصة طرباً يحيي موات النفوس ويراه الناس خطاطاً ورساماً، قد دق احساسه بروح الفن، وهو في هذا المجال من الصبا ينطلق بين الجماعات المختلفة، فتارة يتردد إلى مجالس العلماء وأعلام الأدب، من طراز السيد توفيق البكري نقيب الاشراف، وتارة يدارس اساتذة الموسيقى في عصره امثال أبي خليل القبانس وملا عثمان الموصلي ويستلهم أسرار الفن واصوله وقواعده.
    وفي هذا السباق من التخبط في الحياة انتقل والده إلى ربه بعد أن ضعف بصره ووهنت قواه فلم يتريث في طريقه، بل واصل حياته جاداً مستهيناً بكل ما اعترضه في جهاده، واستطاع بعقله الخصب ان يصل إلى قمة الشهرة عن جدارة، فكان الأديب واللغوي والفقيه والشاعر والخطاط والرسام والموسيقي الذي استهوى القلوب وتزاحم الاعيان وخاصة العلماء والأدباء على التماس الاستئثار به في مجالسهم يحادثهم في الأدب ويطربهم بسحر أغانيه العذبة.

    مؤلفه الفني:

    لقد نضج كامل الخلعي قبل الأوان وشارك اساتذته في ثروتهم من الأدب وعلم الموسيقى، ولم يكن كثيراً على نبوغه المبكر ان يفاجىء الناس وهو في سن السادسة والعشرين بكتابه (الموسيقى الشرقية) فيأخذ بين علماء الموسيقى في مصر والشرق مكانة (العالم المتمكن) واستطاع أن يتعلم من اللغات التركية والفارسية والايطالية، وان يجيد الفرنسية إجادة الرسوخ وهو بعد ان تطاول كتابه (الموسيقى الشرقية) إلى اقطار العالم تترامى اليه رسائل المعجبين من كل صوب، مما أوجد في نفسه الرغبة إلى اقتحام مخاطر الرحلات ثم أعقبه بمؤلفه (نيل الأماني في ضروب الاغاني(.
    رحلاته:
    زار الشام و تركيا و ايطاليا و فرنسا و تونس وقضى في كل منها عدة من السنين اتصل فيها بعلماء الموسيقى واعلام الأدب حتى اندمجت شهرته بشهرتهم.
    في مصر :
    استقر بعد ذلك في مصر استاذاً كاملاً في علم الموسيقى يرجع اليه المشتغلون بها في كل ما استشكل عليهم من غامض الفن، وهو في نفس الوقت يتهيأ لان يفاجىء المصريين بنبوع لم يتعرفوا اليه في الموسيقى من قبل، هو نوع الأوبرا والأوبريت التي أبرز فيها شخصية السيدة منيرة المهدية على المسرح الغنائي لأول مرة في التاريخ سنة 1916م تركز بعدها كيان الأوبرا الغنائية في فن التمثيل
    .
    آثاره الفنية:

    واصل بعد ذلك جهاده الفني بين المسرح و (اجواق الطرب) بما قدم لفن الغناء من تلاميذه النوابغ وأشهرهم الشيخ درويش الحريري الذين علا نجمهم وان تنكروا له بعد ذلك في محنته.
    ولكنهم اليوم أصحاب السمعة والصيت دون استاذهم المجهول الذي ساهم في وضع اساس الفن ومهد له سبيل الحياة، ثم مات عن خصاصة وعاش تلاميذه في رخاء من تركة استاذهم الفنية.
    وقد تجاوزت تركة كامل الخلعي من الالحان الاربعين بين الأوبرا والأوبريت منها (اللؤلؤة/ولص بغداد( الخالدتين، وهي موزعة بين فرقة منيرة المهدية وشركة ترقية التمثيل العربي وفرقة الكسار، بل من انتاج كامل الخلعي تزودت أشهر المطربات في مصر.
    فبقدر ما أسرف هذا العبقري في العطف على الفقراء والمكدودين، وبسط لذي الحاجات كفيه، جحد الناس فضله ونسوا أياديه على الفن وتنكروا لاولاده من بعده.
    كان كامل الخلعي مخلوقاً غريب الاطوار في حياته وعقليته، وإذا كانت حياته الموسيقية قد طغت على قيمته العلمية فحجب عن الجماهير شخصيته كأديب وعالم خصب، فإنه من غير شك كان ينحو في الحياة منحى فلسفياً أفرد له شخصية شاذة ذهب الناس في تكييفها مذاهب شتى، فلم يوفق باحث من كتاب الاجتماع إلى إبراز شخصيته من حيز الغموض والمجهول.
    لقد كسب من فنه آلاف الجنيهات ومات معدماً إلا عن تركة من الالحان يتناهبها جيل جديد من الملحنين كل مجهودهم انهم يجيدون نقل الحان كامل الخلعي واغانيه، من رواياته القديمة إلى مقطوعات جديدة، ثم هي بعد ذلك الحان وأغان يكتسب بها ناقلوها ومغنوها أقواتهم ويجمعون ثرواتهم، وأصحاب التركة من أولاد كامل الخلعي في عزلة عن الناس وعن الوجود.
    سيبقى هذا الموسيقار مجهولاً إلى الأمد البعيد، لا لأنه كان شخصية ضئيلة الاثر في نفوس الجماهير، ولا لأنه كان غامضاً يعز على افهام الناس كشف حقيقته، بل لأنه ظهر في عصر من الغموض والركود، بحيث لا يعني الجماهير بغير مظاهر الحياة واشباحها البارزة للابصار المجردة، ولو كانت الحياة الفكرية ذات وضع يمكن ان يحسه الناس في مصر لما مرت عليهم صورة من صور الاحداث الشاذة دون أن يتفهموها ويستكشفوا غامض الشذوذ فيها، واذن لحفلوا بحياة (كامل الخلعي لا من الجانب الموسيقي فحسب، بل من جانب لم يعن به القوم في حياة هذا الفنان وهو الجانب الفلسفي.
    لقد كان (كامل الخلعي) صاحب رسالة خاصة في الفلسفة لم يحفل بها الناس لانصرافهم إلى حياة المادة الهينة بعيدة عن الفكر، وما يحيط الفلسفة من غموض وما يستلزمه بحثها من تكاليف.
    وسواء جهلت الجماهير شخصية كامل الخلعي عن عمد أو امتنع عليهم فهم رسالته في الفلسفة، فهو قد غادر الدنيا تشيّعه اسراب من سحائب الغموض وثوى في مرقده بين صبابات من مجاملات الاقلام جافة الدموع.
    استطاع (كامل الخلعي) ان يفهم الدنيا فهماً صحيحاً في دقة وامعان، واستطاع ان يستوعب المجتمع ويتفهم نواحي التقارب والتباعد من حياة الأفراد في بيئاتهم المختلفة وإن يندمج في الجماعات اندماجاً كاملاً، ومع ذلك لم تستأثر به ببيئة دون أخرى، لأن العقلية الشاذة التي تهيأت لهذا الفنان العبقري كفلت له أن يهتضم البيئات دون أن يجتذبه الى صميمها واحدة منها، ولهذا كان له عديد من الشخصيات التي لو وجد صاحبها في غير مصر لانصرف لدراستها علماء النفس والفلاسفة.
    إذا أُثيرت في مجلس ذكرى )(كامل الخلعي) انطلق المتحدثون في تناول ذكراه بشتى أنواع الحديث، وليس فيهم من يضع اصبعه على نقطة الصواب من أحاديث المجلس.
    واغلب ما يجتمع عنده حديثهم، إن الرجل كان مخبول العقل، وهي كلمة طالما ترامت إلى سمع (كامل) وهو حي يرزق، فكان يبتسم لها غير مبال بما يذهب اليه الناس في شأنه من مذاهب، ذلك لأنهم ما كانوا يجدون لانفسهم مخرجاً من التفكير في عقلية (كامل الخلعي) إلا أنه مخبول، ذلك الذي يطوف الحارات والأزقة باحثاً عن الكلاب الضالة والقطط المشردة ليدفع اليها من الطعام ما يباعد بينها وبين الجوع
    .
    عبرة وعظة:

    لقد تضافرت على هذا الفنان العبقري النابغة عوامل البؤس في اخريات ايام حياته، ولم يكن هو أول موسيقار ذاق مرارة البؤس وحط عليه الدهر بأثقاله وثقلت على منكبيه وطأة السنين، فقد سبقه إلى ذلك كثيرون من أعلام الأدب والموسيقى ومن المؤسف أن يتغاضى أولو الأمر عن هذه العناصر رحمة بمصيرهم المحزن.
    وان هذه الحادثة التي وقعت للخلعي النابغة تدمي القلوب، وقد آثرت نشرها في ترجمته لتكون عبرة وعظة لكل انسان في قلبه شعور واحساس.
    لقد كان المرحوم الموسيقار محمد العقاد يجلس ذات يوم في أحد المقاهي مع بعض زملائه واصدقائه، واقترب منهم ماسح احذية راح يدق على صندوقه معلناً وجوده.
    فأشار اليه المرحوم العقاد برغبته في مسح حذائه دون أن يلتفت اليه.
    وجلس ماسح الأحذية عند قدمي العقاد يقوم بمهمته، والعقاد مستغرق في حديثه مع اصدقائه، وفجأة التفت الى ماسح الأحذية، فعلت على وجهه الدهشة وراح يحدق بنظره في وجه الجالس عند قدميه وهو لا يصدق ما يرى.
    لقد رأى زميله الموسيقار والملحن كامل الخلعي...
    وسرعان ما انحنى عليه المرحوم العقاد ينهضه من مكانه ويجلسه بجانبه والدموع تترقرق في عينيه..
    فلم يكن يتصور أن البؤس يصل بزميله النابغة الى هذا الحد الذي جعله يمتهن مسح الاحذية، ومدّ العقاد يده إلى جيبه يريد أن يقدم الى صديقه معونة مالية فأبى كامل الخلعي وقال:
    لست استحق اكثر من نصف قرش...
    ثمن مسح الحذاء، ولا عجب فإن المال كان آخر ما يهتم به كامل الخلعي...
    لقد كان يكسب من عمله في التلحين مئات من الجنيهات فلا تمضي ايام إلا ويكون قد أنفقها عن آخرها، فقد كان مسرفاً مبذراً ينفق كل ما يربحه دون حساب للمستقبل.
    وفاته:
    لقد انتابه مرض الفالج الذي لا يشفق ولا يرحم، فوافاه الاجل في شهر حزيران سنة 1938 وهو يضع آخر رواياته
    (أنين وحنين) رحمه الله.



    تحميل كتاب الموسيقى الشرقية نسخة pdf

    من هنا التحميل






    الة الكمان مجال صوتي واسع يبلغ حوالي الأربع أوكتافات

    الة الكمان مجال صوتي واسع يبلغ حوالي الأربع أوكتافات








    تحميل تقاسيم على الة الكمان غاية في الروعة على مقام البياتي



    http://www.megaupload.com/?d=DNJJYLIL


    استماع مباشر تقاسيم على الة الكمان غاية في الروعة على مقام البياتي


    http://www.zshare.net/audio/697567697eb76731/




    تحميل مجموعة رائعة من التقاسيم على العديد من الالات الموسيقية خصيصا للطلبة الذين يدرسون موسيقى





    المقامات الموسيقية والحروف الموسيقية و نغمة ( الربع تون )





    المقامات الغربية :
    فى الحقيقة هى لاتسمى مقامات عند الغرب .. ولكن تسمى سلالم وهى عبارة عن سلمان رئيسيان .. هما سلم المانير وسلم الماجير .. فقط لاغير .. ويتفرع منهما بالطبع عدة مقامات ..
    المقامات الشرقية :
    فى الحقيقة فإن الموسيقى الشرقية قد جمعت بين المقامات الغربية والمقامات الشرقية .. وأهم مايميز المقامات الشرقية .. هى نغمة ( الربع تون ) .. ولابد أن نتوقف هنا قليلاً لكى نتعرف على الربع تون ..
    أولاً : ماهو الربع تون ؟ .. وماهو التون نفسه ؟ ..
    التون هو المسافة بين درجة السلم الموسيقى والدرجة التى تليها ..
    والصورة التالية توضح التون ..


    من هنـــــــــــــــــا








    السيرة الذاتية للمطربة اللبنانية فيروز



    صوتها الدافئ الحنون لا تسمعه بأذنك ولكنه يتسلل مع موسيقاها الحالمة إلى قلبك لتجد نفسك مدفوعاً بقوة
    للوقوع في عشقها، حيث ينساب خليط الذكريات من قلبك رويدا رويداً ليمتزج بألحانها وأغنياتها التي كانت
    ومازالت تقف صامدة في وجه الزمان لتعلن في شموخ وكبرياء أنها واحدة من أهم علامات الفن في العقود
    الأخيرة، أنها المطربة اللبنانية فيروز. لقد غنت فيروز للطفولة وللشباب وللحب وللوطن، ومازالت محتفظة بتلك الموهبة النادرة التي تجعلنا نسبح مع صوتها في بحر لانهائي من الشجون.


    - خطواتها الأولى :
    بليالي الشتاء 21 نوفمبر 1935م كان عامل المطبعة وديع حداد، وزوجته ليزا البستاني يتلقيان الهدية الإلهية
    نهاد حداد التي عرفت فيما بعد بـ"فيروز"، حيث ولدت وسط عائلة حداد فقيرة تعيش في بيت متواضع مؤلف
    من غرفة واحدة في زقاق البلاط الحي القديم المجاور لمدينة بيروت الجميلة، وظل الأب يكافح لرعاية أسرته
    الصغيرة ويكفيهم قوت يومهم بالكاد. ولكن لم يمنع الفقر تلك العائلة من الاستمتاع بحياتها بمشاركة باقي
    الجيران التي كانت تعاني من نفس الظروف أيضاً، حيث كان يسهرون معا يضحكون ويغنون وفي إحدى تلك
    الليالي الباردة بدت موهبة تلك الصغيرة في الظهور وغنت وأدهشت الجميع بصوتها الفريد فأشاعت في الجو
    الدفء والحيوية. ونجح الأب في توفير جزءاً من دخله البسيط من أجل تعليم أولاده، لذلك حظيت نهاد بفرصة
    الالتحاق بالمدرسة، وهناك استطاع صوتها أن يجذب الانتباه فوراً بوصفه يتمتع بنوعية فريدة، حيث كان يمكنها
    تحويل الأناشيد العادية الوطنية إلى شيء مدهش بجماله.



    - في المدرسة :
    وجاءت الفرصة لفيروز لتعبر عن جمال صوتها الآخاذ عندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها، حيث سألها مدير مدرستها أن تغني في حضور محمد فليفل أستاذ الموسيقى وأحد مؤسسي المعهد الموسيقي الوطني في لبنان
    والذي كان يبحث عن أصوات جديدة بهدف تأسيس فرقة كورال لبرنامج يتم إعداده من أجل مناسبة رسمية.
    وما أن سمعها السيد فليفل حتى وقع في عشق صوتها، وسألها إن كانت تريد الانضمام إلى فرقة المنشدين التابعة
    له، ووافقت نهاد ولكن كان يجب الحصول على موافقة والدها.

    ولم تكن موافقة الوالد المحافظ بتلك السهولة، ولذلك قررت فيروز وأخيها ووالدتها

    كتمان ذلك الخبر، وبدأ أخيها
    جوزيف وديع حداد بمرافقتها إلى معهد فليفل لمدة أربع أو خمس سنين، حيث تعلمت كيف تغني وفق منهاج
    موسيقي، وفي نفس الوقت رتب لها السيد فليفل لكي تدرس في المعهد الموسيقي الوطني، ولم يعلم الوالد أن ابنته
    التحقت بأحد معاهد الموسيقى إلا وقت حفل التخرج، عندما دعته لحضور حفلة موسيقية، وبعد أن أزيحت
    الستارة بوقت قصير ظهرت نهاد على خشبة المسرح ليرى وديع ابنته تقف باعتزاز، لتغني تنويعات موسيقية
    وتتسلم شهادتها. ونظرت نهاد إلى وجه أبيها لترى الدموع تنهمر على خديه، لقد كان أسعد من في الحضور لكن
    بدون أن يعترف بذلك.



    - حكاية فيروز :
    ولم يمر الكثير من الوقت حتي جاء نهاد عرض عمل في الإذاعة اللبنانية، لكن والدها أقام الدنيا وأقعدها، لأنه
    أرادها أن تواصل دراستها في المدرسة العادية، إلا أن خالها الشقيق الأصغر لأمها أقنعه بأن يتركها تقبل
    الوظيفة، وأعطى الوالد موافقته لتسبح فيروز في عالم الأنغام لتطربنا مع الألحان بالأبدع والأروع.
    وفي أحد الأيام تلقت نهاد دعوة من حليم الرومي والد المطربة "ماجدة الرومي" الذي كان موسيقياً ومدير
    البرامج وطلب منها أن تغني بشكل انفرادي، كما اقترح أن تغير اسمها إلى فيروز لأنه أسهل على اللفظ واقترح
    عليها اسمان أحدهما فيروز والثاني "شهرزاد"، ومن ثم أصبح فيروز اسمها الفني. وظهرت مطربتنا خائفة
    ومرتبكة في أغنيتها الأولي، وبعد أن فرغت من غناء أولى إبداعاتها "تركت قلبي وطاوعت حبك" من
    كلمات "ميشيل عوض"، هرع فريق العمل نحوها لتهنئتها، ومع الوقت غنت أغان أكثر وبدأت تداعب في خجل
    أطراف أصابع الشهرة.


    - انطلاقتها الحقيقية :
    بدأت انطلاقة فيروز الفنية الحقيقية عام 1952م عندما تعاونت مع الأخوين رحباني (عاصي ومنصور
    الرحباني) حيث كان الأخوان رحباني يأتيان إلى الإذاعة ليقدما برامجهما، وهناك التقت فيروز عاصي ، وملأت
    أغانيها وقتئذ كافة القنوات الإذاعية وبدأت تتسلم مفاتيح النجاح، وفي 1955م تزوجت مطربتنا ذات الصوت
    الحنون من عاصي الرحباني، وأنجبت منه زياد وريما. ...






    توفيق الباشا هو رائد من رواد الموسيقى العربية وواحد من رجالات لبنان المبدعين


    توفيق الباشا هو رائد من رواد الموسيقى العربية وواحد من رجالات لبنان المبدعين الذين تركوا إرثا غنيا في الموسيقى والفن والإنتاج الإذاعي. وهو من الذين ساهموا مساهمة فعالة في نهضة ألأغنية اللبنانية والعربية وترك وراءه مدرسة موسيقية كبيرة ومهمة وعالمية وتخرجت على يديه مجموعات من الموسيقيين والفنانين، وهو نجم لامع من نجوم الإذاعة اللبنانية.

    ولد في مدينة بيروت في العام 1924. درس الموسيقى في المعهد الموسيقي التابع للجامعة الاميركية في بيروت على آلة الفيولونسيل. تابع دراسته في التأليف الموسيقي العالمي مع البروفسور "برتراند روبيار". في العام 1949 عهدت إليه إدارة القسم الموسيقي في إذاعة القدس من رام الله. في العام 1951 التحق بفرقة "باليه الشرق الأوسط" كمؤلف وكقائد للاوركسترا فتفرغ للتأليف الموسيقي والغنائي وقيادة الاوركسترا. قدمت الفرقة أعمالها على مسارح: اوبرا القاهرة وبغداد والقدس ودمشق وفي بلاد الهند في مدن بومباي، كلكتا ونيودلهي، وذلك خلال العامين. في العام 1953 تسلم مسؤولية ألإنتاج الموسيقي في إذاعة "محطة الشرق الادنى للاذاعة العربية" حتى توقفها عام 1956
    أعماله
    نشاطاته من مؤسسي الليالي اللبنانية في مهرجانات بعلبك الدولية وعمل فيها كمؤلفا موسيقيا وقائدا للاوركسترا في سنوات 1957- 1959- 1964- 1974.
    اسس مع زملائه برعاية الأستاذ سعيد فريحة في العام 1960 "فرقة الأنوار العالمية" قدمت حفلاتها بالإضافة في "مسرح كازينو لبنان" في قبرص، فيينا، فرانكفورت، فيزبادن، باريس، القاهرة، الإسكندرية، الكويت، عمان، بعلبك وكان مشتركا كمسؤول ومؤلف موسيقي وقائد اوركسترا.
    أوكلت اليه في العام 1961 رئاسة دائرة الموسيقي في إذاعة لبنان.
    نظم التدريس في مادة الموشحات في المعهد الموسيقي الوطني في لبنان وجعلها مادة علمية أساسية.
    رئيس جمعية المؤلفين والملحنين وناشري الموسيقى في لبنان بين العامين 1969-1986 وهو الآن الرئيس الفخري للجمعية.
    رئيس اللجنة الوطنية للموسيقى(الاونيسكو) من العام 1986 إلى العام 2000.
    عضو دائم في المجمع العربي للموسيقى (جامعة الدول العربية) منذ تأسيسه في العام 1970

    مؤلفاته الغنائية ألف ألحانا غنائية لمعظم الشعراء في لبنان وبعض شعراء الأقطار العربية تربوا على مئات الأغنيات والقصائد بين العامين 1959 و1981 لكبار المطربين اللبنانيين والعرب.
    ابتدأ العام 1962 في كتابة الالحان والموسيقى لاكثر من 3000 قصيدة من تراث الادب العربي، توزعت على برامج اذاعية وتلفزيونية، منذ العصر الجاهلي إلى العصر العباسي ومنها:"ليالي الاصفهاني في كتاب الاغاني"، "مجالس الطرب عند العرب"، "ليالي شهرزاد"، "بدائع النغم"، "عباقرة الغناء عند العرب"، "اشعب والكندي"، "جحا".

    المؤلفات السمفونية سمفونية "الليل" مستوحات من شعر لسعيد عقل 1953.
    سمفونية "فوق البنفسجية: اللامقامية" (جائزة المعهد الموسيقى الوطني)1969.
    سمفونية "بيروت 82"(عن الاجتياح الإسرائيلي لمدينة بيروت) 1983.
    سمفونية "السلام" 1985-1986. عزفتها في العام 1988 اوركسترا الفيلهارموني لمدينة لياج في لياج وبروكسل وفيرفييه.
    الثلاثية المقامية "لآلة البيانو والاوركسترا الوترية" 2000-2001. ألف الموسيقى التصويرية لخمسة افلام تسجيلية طويلة.
    استحدث في الفن الانشادي الروحي العربي ال"اوراتوريو", فألف"الانشادية النبوية" شعر أحمد شوقي "اوراتوريو" 1995, وانشادية "عظماء الدنيا وعظماء الاخرة" 1996. النص الادبي للدكتور مصطفى محمود عن تراث الشيخ محي الدين بن عربي "اوراتوريو2 " قدمتهما اوركسترا القاهرة السمفوني مع كورال اوبرا القاهرة.
    صدرت له في العام 1998 مجموعة مختارة من أعمالة الموسيقية والغنائية الكاملة على 17 CD.


    كتبه المختار من الموشحات الاندلسية (تحقيق وتأليف).
    الايقاع في الموسيقى العربية(تحقيق ومقارنة).
    الكمان والارباع الصوتية (21 دراسة عالية).
    أوسمته وجوائزه
    ميدالية الاستحقاق اللبناني الفخرية 1975.ميدالية مدينة "باريس" 1961.
    وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى(جمهورية مصر العربية) 1975.
    وسام الاستحقاق اللبناني من رتبة فارس 1997.
    ثلاث اوسمة من جمعية Paris- Sacem.
    الوسام المذهب من جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية 1989.
    جائزة مؤسسة عبد الهادي الدبس 1997. - الجائزة التقديرية من "المجمع العربي للموسيقى"(جامعة الدول العربية) 2002.
    الجائزة التقديرية من "مؤتمر الموسيقى العربية"(دار الاوبرا المصرية) 2002






    وليد غلمية : مثلث بغداد , حلب , بيروت , هو الركيزة الأساسية للموسيقى الشرقية


    أيام قليلة وتحتفل “الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية” باتمامها عشر سنوات من عمرها، لتبدأ مرحلة جديدة أكثر نضجاً وانتشاراً، ويفوق عديدها المائة عازف يتحول اسمها الى “الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية”، ما يعني أيضاً بدء مرحلة التحدي ومنافسة فرق معتقة، سبقتها الى مسارح العالم بسنوات طويلة، لكنها بلا شك سوف تكتب عنواناً آخر للبنان عبر الإبداع الموسيقي الذي يمثل مدى رغبة المجتمع والدولة معاً في الحياة وتخطي الصعوبات من أجل أن تكون لديه على غرار الدول المتقدمة “أوركسترا فيلهارمونية” يعلو اسمه من خلالها وليس عبر عناوين الحرب أو السياحة والطبيعة والمطاعم فحسب.
    المايسترو وليد غلمية عاشق باخ والفلكلور العربي، أسس لحالة موسيقية جديدة في لبنان، منذ تسلم رئاسة الكونسرفتوار، ومنذ تأسيسه الفرقتين السمفونية والشرقية التابعتين له وحيث ينتظر الجمهور مواعيدهما ويتقاطر الى عروضهما بشغف ومن شرائح عدة ومن الشباب خاصة، إضافة الى بروز دماء جديدة في عالم التأليف الموسيقي بين صفوف عازفي الفرقتين.
    هنا حوار متشعب الجوانب مع المايسترو وليد غلمية الذي منح في الآونة الأخيرة الوسام المذهب من رئيس جمهورية النمسا، قلدته إياه سفيرة النمسا في لبنان.
    [ في مثل هذه الأيام قبل عشر سنوات تأسست الأوركسترا السيمفونية الوطنية اللبناينة، ما هي التوجهات أو الطموحات من أجل مستقبل الأوركسترا واستمراريتها وقد بدأ العالم الغربي يلتفت إليها لتقديم عروضها في بعض الدول، هل آن أوان عبور الأوركسترا السمفونية حدود الوطن الى العالم لكي تأخذ مكانها الطبيعي بين أوركسترات سيمفونية سبقتها بسنوات، ولماذا لم تقدم عروضها بعد في العالم العربي؟؟
    _ اليوم تخطو الأوركسترا السمفونية خطوات جادة بعد عشر سنوات من تأسيسها، إذ اتخذت قراراً وتمت الموافقة عليه لتصبح “الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية” بداية العام 2010 وعدد أعضائها 112 عازفاً يؤهلها لتصبح أوركسترا فيلهارمونية.
    وأول حفل في الثاني والعشرين من كانون الأول في لبنان ستحمل منشوراتها اسم “الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية”. وبالفعل كما أسلفتِ فقد آن الأوان لتتخطى حدود الوطن رغم أن الإمكانات المادية غير متوافرة حالياً إذ يتطلب الأمر ميزانية كبيرة، ومن ناحية ثانية يبدو أن ليس في نية الدولة تحمل أعباء الأوركسترا ورفع اسم لبنان كدولة عبر أوركستراها السمفونية، وللتذكير فقط فإن إسرائيل أسست أوركسترا سيمفونية عام 1936 أي قبل تأسيس دولتها، علماً بأن الأوركسترا اللبنانية أصبحت بمثابة وزارة للخارجية اللبنانية لأننا تفاعلنا وتعاطينا مع كل سفارات العالم وللأوركسترا علاقات مع كل البلدان العربية والغربية. وتعتبر كأي أوركسترا أوروبية جيدة رغم صغر عمرها، وهذا بشهادة أبرز قواد الأوركسترا الذين قادوها لسنوات وآخرهم المايسترو الايطالي ماركو غيداريني الذي قاد الأوركسترا في أمسية عيد الاستقلال في السرايا الحكومية، حيث أبدى إعجابه ووصفها بأنها مطواعة واعتقد أن هذه دعاية هامة للبنان الذي بات حاضراً على الخارطة الدولية من باب آخر، غير السياسة والمشاكل والحروب، بل موجوداً على الأجندة الثقافية الموسيقية في العالم.
    من هنا أتمنى على الدولة أن يكون عندها النية والخطط لكي تبعث الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية في جولات الى مسارح العالم في إطار التبادلات الثقافية وبخاصة في بلاد الاغتراب كي يفخر اللبناني بأصوله.
    وفي البلاد العربية أيضاً المعاناة نفسها التي نعانيها وهي عدم تخصيص ميزانيات لهذا نوع من العروض فالتبادل بيننا وبينهم عبر الأوركسترات يحتاج الى دعم مالي من الدولة.
    وفي الآونة الأخيرة تلقينا رسالة من بيتر تيبوريس المدير العام للبرامج والإنتاج في مسرح “كارنغي هول” في نيويورك، وفيها دعوة لاستضافة الأوركسترا على المسرح لثلاث أمسيات في 29 و30 و31 أيار 2010.
    وجاء في رسالة تيبوريس، قال: “وصلني من قائدة الأوركسترا جوانا مدور ناشف قرصاً مدمجاً، فيه أمسية كاملة للأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية. وبعد مشاهدتي إياه يسعدني أن أهنئك على أداء هذه الأوركسترا الرائعة، فأعضاؤها عزفوا بقيادتك في دقة موسيقية وشغف فني وحرارة أدائية وذكاء تعبيري. وإنني مغتبط جداً بقيادتك هذه الأوركسترا، والتأني في تفاصيل الأداء، وخصوصاً في أعمال شوبرت. إن أعضاء الأوركسترا محظوظون بأن تكون أنت قائدهم، لذلك، يسعدني ويشرفني أن أستضيف الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية على “مسرح كارنغي هول”…
    لكن، يستطرد غلمية: للأسف كان في التفاوض جهة ثانية، لبنانية أميركية، بدا كأنها تسعى لتحصد انتصاراً وسمعة لها في هذا الموضوع، لذلك كان لي موقف صارم ورفضت الأمر كلياً، لأني أردت أن يكون الانتصار للأوركسترا اللبنانية وليس لأحد أو لجهة معينة.
    وسام الشرف النمسوي
    [ وسام الشرف المذهب منحتك إياه النمسا، بلد المؤلفين الموسيقيين العمالقة، ما خلفية هذا التكريم؟ ومعناه بالنسبة لك، وهل يكفي أم تطمح الى اعتراف وتكريمات أخرى على الصعيد المحلي والدولي؟
    _ فوجئت بالتكريم حين أبلغتني سفيرة النمسا في لبنان الدكتورة ايفا ماريا زيغلر أن رئيس جمهورية النمسا سوف يكرمني بالوسام المذهب، رفيع المستوى، وهذا طبيعي برأيي نتيجة تعاوننا المستمر مع السفارات والملحقيات الموجودة في لبنان حيث استضفنا العديد من الموسيقيين وقواد الأوركسترا وبخاصة مع السفير النمساوي السابق الذي طرح علي قبل سنوات أن نتبع تقليداً في لبنان كما يحدث في النمسا حيث تقيم الأوركسترا أمسية لمناسبة أعياد رأس السنة يقدمون فيها فالسات شتراوس وموسيقى حيوية خاصة بالميلاد والمناسبة، وبالفعل بدأنا باتباع هذا التقليد في الأوركسترا اللبنانية وتكرر الأمر لأربع سنوات وبات الجمهور ينتظره كحدث مفرح يضعونه على أجنداتهم، فكان التكريم تقديراً لهذا الجهد. ورداً على كلمة السفيرة النمساوية التي أخجلت تواضعي، قلت في كلمتي إن جائزة تأتيني من بلد هايدن وموزارت وشتراوس وغيرهم هي تقدير كبير، ونحن أيضاً في لبنان لدينا أشياء عظيمة مثل الصبر والنية الطيبة.
    هاجس التأليف الموسيقي
    [ بالعودة الى الطفولة والبدايات، ما الذي رسّخ لديك رغبة التأليف الموسيقي بحيث ضمت الاسطوانة الأولى “من ليالينا” عام 1967 مقطوعات موسيقية صرفة، وكنت مشاركاً في تأسيس مهرجانات “بعلبك” و”بيبلوس” فما الذي تتذكره؟
    _ أولاً ولدت في “جديدة مرجعيون” المعروف حبها للثقافة والعلم، في بيت كان من أهم موجوداته الكتاب والمجلة والغرامفون. والدي كان تاجراً ويجلب بعض الآلات الموسيقية من ضمن ما يجلبه، وعيت على مندولين وكمنجة في البيت. توفي الوالد باكراً، كنت في السادسة من عمري ويقولون إنني كنت “شيطاناً”.
    الوالدة رحمها الله قالت إنها كي تعيد إليّ هدوئي وسكينتي كانت تشغّل لي أسطوانة على الغرامفون فأقف ساكناً أمام الاسطوانة بلا حراك. بعمر ست سنوات بدأت دراسة الموسيقى مع مبشّر سكن في بلدتنا “جديدة مرجعيون” وفي السابعة من عمري كنت أقرأ النوتات الموسيقية.
    كان السؤال الملح منذ صغري: أنا كشرقي هل يجب أن أسمع أغنية طوال الوقت” سؤال بكل عفويته كان يتردد في بالي، وكنت أريد أن أسمع موسيقى شرقية لا أغنية. وبعد أن أنهيت علومي الموسيقية حتى مرحلة البحث الموسيقي بقي السؤال الأهم: لماذا موسيقانا غير درامية؟ أي لا تعبر عن حالة إنسانية عظيمة؟ لماذا نربط الموسيقى بالكلمة والقصيدة، هل اللغة هي الصيغة الوحيدة للتعبير؟
    وقبل إصدار اسطوانتي الأولى “من ليالينا” بدأت بكتابة موسيقى “الشلال” لمهرجانات بعلبك الدولية وهي أربع افتتاحيات موسيقية، كانت تعتبر المرة الأولى التي تقدم فيها موسيقى صرفة في المهرجانات. ثم كانت حفلات “مهرجان بيبلوس” حيث كانت المعادلة تقديم ثلث الحفلة موسيقى وثلث غناء وثلث حوار.
    كان لدي مطلق الحرية في العمل على ما أريده في المهرجانات. عملي في المهرجانات جزء كبير منه تأليف وتلحين أفادني وأوصلني الى ما أنا عليه بطريقة طبيعية ربطتني بجذوري حيث أن مؤلفاتي السمفونية في ما بعد وضعت فيها كل شرقيتي.
    هناك شيء أنفرد به. الكثيرون عملوا في المهرجانات في لبنان على صعيد شعبي وتراثي. أنا الوحيد الذي اشتغلت على الشعبي والتراثي والسمفوني. مثلاً، في بعلبك كانت تقدم لي الحركة الثالثة من سمفونيتي الرابعة “الشهيد” ثم دخلت في “مهرجان بعلبك” كقائد أوركسترا لمدة سنتين ورافقنا التينور بلاسيدو دومينغو في إحدى هذه الحفلات.
    لكن اليوم من المؤسف أن نرى ابتعاد المهرجانات عن الموسيقى الكلاسيكية رغم احتمال أن تفتتح “الفيلهارمونية اللبنانية” مهرجانات بيت الدين الصيف المقبل، وعلماً أن مشاركتنا في “مهرجان البستان الدولي” باتت تقليداً سنوياً والمفترض أن نقدم عروضاً في مناطق عدة من لبنان مع بقاء مشكلة المكان الذي يمكن أن يتسع للأوركسترا الفلهارمونية.
    أكبر عيب أن يعاني لبنان وبخاصة بيروت العاصمة من عدم وجود قاعة احتفالات خاصة بالعروض السمفونية والفلهارمونية وكل الصالات لدينا ليست مجهزة لتقديم مثل هذه الموسيقى بدء بصالة “قصر الأونيسكو” التي لا تصلح بتاتاً لها فكيف بالمناطق الأخرى؟ والى متى سنظل نعاني هذا النقص ونسمع دائماً بلبنان الحضارة والإبداع والعلم والثقافة والضيافة والسياحة… إلخ.
    المسرحيون ليس لديهم مسرح خاص بالعروض المسرحية وكنا من أوائل الناس الذين افتتحنا “مسرح فينيسيا” كمسرح دائم. تصرف مبالغ كبيرة وتقدم للبلد معونات وهدايا من بلدان أخرى لدعم بعض النشاطات وفي الفترة الأخيرة قدمت اليابان دعماً لتأسيس مركز للسينما تابع لوزارة الثقافة لكن السؤال أين هي السينما؟ وأين انتاجاتنا؟ أعني لا تراث سينمائياً لدينا لكن لدينا موسيقى ونقدمها في أماكن غير لائقة بها.
    أتمنى من دولة الرئيس سعد الحريري أن يكون السند الداعم للأوركسترا “الفلهارمونية اللبنانية” كما كان والده الشهيد سنداً فولاذياً في إنشاء “الأوركسترا السمفونية اللبنانية”.
    [ في البدايات كتبت موسيقى “مسرحية مجدلون” لروجيه عساف وأخرى ليعقوب الشدراوي وميشال نبعة وريمون جبارة وموسيقى تصويرية لبعض الأفلام وصولاً الى كتابة السيمفونيات وأخيراً قيادة أوركسترا سيمفونية، كيف تقرأ هذه المراحل والتطور الذي مررت به كموسيقي؟
    - أجد أن هذه المراحل جاءت بتسلسل طبيعي عبر السنوات وكانت الكتابة الموسيقية هي الهاجس كما أسلفت، لذا بعد كتابات عديدة وتجارب لسنوات كان لا بد من الوصول الى كتابة السمفونيات والتي ضمت أبعاداً تاريخية عربية صميمة كعنصر أساسي، فمن سمفونية “القادسية”، الى “الشهيد” و”المتنبي” و”المواكب” على سبيل المثال استوحيتها من نصوص جبران خليل جبران وهكذا غيرها، واليوم أعد لسمفونيتي السادسة اسميتها “الفجر” إشارة الى بداية عصر اليقظة، وفي هذه الكتابات تبتكر لغة، تمزق لغة، تغمر وتدمر، تحب وتكره، تخلق وتقتل، تزرع وتحرق وهكذا…هكذا ابحث دوماً عن إضاءات ولمحات في تاريخنا أحولها الى لغة موسيقية.
    نفتقد عازفين على آلة العود بعد رحيل
    سلمان شكر وجميل بشير
    [ وماذا عن الكونشرتات، لم تكتب مثلاً كونشرتو للعود والأوركسترا أو غيرها من الآلات، لم تلج هذا العالم بعد ما السبب؟
    _ مسؤولية فرقتين أوركستراليتين ليست بالمهمة السهلة، ناهيك عن مسؤولية المعهد الوطني وغيرها، كل هذه المهمات أخذت من وقتي الكثير، لكن حان الوقت لكتابة الكونشرتات بالفعل، فآلة القانون من أجمل الآلات الشرقية. وبالنسبة لآلة العود فبرأيي بعد سلمان شكر وجميل بشير نفتقد وجود عازفين على الآلة.
    [ في أحاديثك وعملك يبدو تركيزك الدائم على الأوركسترا الضخمة، لماذا؟
    _الأوركسترا تعتبر الحدث الموسيقي الأهم لأي شعب أو بلد. هي الباعث على التطور في كل شيء. الباعث على نشوء مؤلفين موسيقيين وعازفين وقائدي أوركسترا ونقاد وصالات وتربية الذوق لدى الجمهور وغيرها من أمور هامة تسهم في النهوض والثقافة والتوعية، قد لا يعيها الكثيرون. الأوركسترا بمثابة كرونولوجيا متكاملة لتحديد سلسلة من الأحداث في زمن ما وتاريخ ما. لذا عبثاً نحاول تطوير الموسيقى والبلاد من دون وجود أوركسترا. الأوركسترا، هي التي وعِبرها تتطور الموسيقى.
    العزْف المنفرد على آلة ما جميل ومطلوب وجيّد، لكنه كشكل من أشكال الموسيقى لا يُسْهم في تطويرها، وعندما نقول، تطوير الموسيقى، نعني أن هذا يدخل في البناء الموسيقى، وانتقاء المادة الموسيقية، والتعبير، وتشكيل تنوُّع “الطنينات” للآلات الموسيقية ولتنفيذ أعمال تأليفية مبتكرة وملائمة للعصر.
    [ كيف تنظر الى دور الدولة في الديمومة الثقافية ودور المجتمع المدني والمبادرات الفردية؟ ودور الحروب المتكررة في تدني الكثير من الابداعات؟
    _ الحرب أثرت كثيراً بلا شك، أو كانت القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقول المثل. ومهما يكن من أمر الدولة ضعيفة أم قوية، لا يمكن أن نبقى مكبلين ومتكلين على المبادرات الفردية والمساعدات الخارجية التي قد توقف دعمها في حال بدأت تشعر بالخسارة وعدم الربح. وبالتالي هذه المساعدات دائماً تنطلق من معايير في البداية تكون ايجابية لكنها قد تتغير وتتبدل تبعاً للربح الشخصي. لذلك أطلب من الدولة أن تكون هي المبادرة والداعمة من دون أن يعني ذلك وضع يدها على العملية الإبداعية، فالرقابة سوف تقضي على الإبداع، لكن في الوقت نفسه من دون دعم الدولة كل الإرادات الفردية تذهب سدى.
    لبنان بلد حلو وجميل جداً لكن كثيراً ما يعتمد على الفردية في المجالات الإبداعية وهذا شيء خطير لا استقرار فيه، فالاستمرارية ضرورية وعلى الدولة أن تحرص على ديمومة الحياة الإبداعية مهما كان على كاهلها من جبال وتراكمات وأولويات..
    مسرح الأونيسكو للهدم لأنه لا يصلح سوى للخطابات السياسية
    [ والمسارح قلت إنها في لبنان لا تصلح للموسيقى؟
    _ قلت هذا وبصراحة أولها مسرح “الأونيسكو” وهو تابع لوزارة الثقافة، أي الدولة، يجب أن يُهدم لأنه لا يليق بالوزارة. وقد أصبح مخصصاً للخطابات السياسية فحسب إذ أنه لا يصلح لتقديم العروض المسرحية أو الموسيقية. ولا غرابة أن نخصص مسرحاً بمساحة “الأونيسكو” للخطابات، إذ أن العملية الإبداعية العربية لطالما كانت وما تزال مرهونة بالمواقف السياسية، ولطالما نشهد “أهرامات” أو “قامات” فنية قائمة أساساً على الايديولوجيات السياسية، هذا يقف وراءه الحزب الفلاني وذاك التيار العلاني، مغنون وملحنون وموسيقيون يختفون في أوقات الإنزواء ويبرزون في أوقات الحاجة اليهم كبوق سياسي لقضية ما، هو الدجل بعينه مع الاسف.
    [ودور الإعلام؟؟
    حان الوقت أن نعي أن لدينا معايير إبداعية تفرض فيها الحالة السياسية نوعاً أو أنواعاً من الموسيقى والغناء تعتبر في النهاية ذات ذوق سيئ، ويؤسفني ان اقول هذا في منبر إعلامي هام مثل صحيفتكم، ان الاعلام وخاصة الفضائي المرئي يسهم في تدني الذوق السمعي إذ لا يترك للمشاهد فسحة ولو قليلة لموسيقى مختلفة ضمن الاربع وعشرين ساعة بث مدكوكة ببث بشتى الوان الاسفاف والسائد المتكرر الذي يركز على العنف والفوضى وموسيقى المخدرات والسرقة والهوس ما يسهم في خلق أجيال عنيفة بلا مشاعر انسانية.
    لو ان بعض محطات التلفزيون فقط من هذه العشرات بل المئات تبث ساعة واحدة فقط في الاسبوع برنامجاً موسيقياً تثقيفياً لوجدنا جمهوراً يرغب برؤيتها والاستفادة منها، وسبق ان طرحت الموضوع فكان الاقتراح ان يبث البرنامج في اوقات ميتة كي لا يخسرون اموال الدعايات.
    [ وماذا عن دور “المجلس الاعلى للاعلام” ؟
    _ سلام على المجلس الأعلى للإعلام؟ ما هي وظيفته؟ ومسؤولياته؟
    [ هل تجد توجهاً اقوى نحو التأليف الموسيقي في عالمنا العربي اليوم، وما هي آفاقه المستقبلية؟
    - اغلب المجتمعات العربية باتت تتطلع الى سماع موسيقى تأليفية صرفة، ربما يكون لبنان اليوم في الصدارة لأننا وبكثير من التواضع، والفخر أيضاً، تمكنا من خلق تيار في التأليف الموسيقي بوجود الفرقتين الأوركستراليتين الشرقية والغربية والدليل، هذا العدد المتزايد من المقطوعات التي يكتبونها ونعزفها لهم في الامسيات. وكل طلاب الموسيقى حين نسألهم إن كانوا يحبون التلحين ام التأليف يجيبون: التأليف. وفي كل مجتمعاتنا نجد نهضة وتحول نحو الكتابة الأوركسترالية لكن نعود الى المشكلة الاكبر وهي الاعلام الذي لا يسلط الضوء على هذا التيار أو المؤلفين الموسيقيين ونادرة هي شركات الانتاج التي تنتج موسيقى بحتة. والاذاعات بعيدة من هذا الاهتمام الا نادراً وهكذا نحن نغوص في سلسلة من الاهمال.
    واعرف عدداً لا بأس به من دارسي التأليف الموسيقي وانا على اتصال بهم وجلهم خارج العالم العربي مثل كل الكفاءات العلمية الاخرى التي تخرج في اسراب الى مناطق تتلقفهم في وقت بلدانهم تهملهم أو لا يجدون فيها مكاناً لهم أو لانتاجهم وابداعهم، ومن المؤسف القول اننا نسير في هبوط سريع ومخيف الى المجهول.
    [ وما المطلوب في المقابل؟؟ ما الحلول لاعادة المسار الى خطه الصحيح؟
    - المطلوب إنشاء مؤسسة انتاجية في مقابل كل هذه المؤسسات ويفضل ان تؤسسها الدولة من دون فرض خطها ورقابتها كما اسلفنا، يكون هدفها تثقيفي وتوجيهي يدعم الموسيقى الجادة وانتاجها وتوزيعها وبيعها وفي الوقت نفسه الاستفادة من مردود هذه النتاجات في تمويل اعمال ابداعية اخرى ومشاريع موسيقية مفيدة والربح المادي ليس أولوية لدى المبدع، بل نشر انتاجه في الدرجة الاولى واعتقد أنها ليست بالمهمة الصعبةعلى الدولة.
    [ عام 1991 تسلمت مسؤولية رئاسة “المعهد الوطني العالي للموسيقى ـ الكونسرفتوار” ومنذ ذلك الوقت تطور المعهد بحيث بات يقدم مناهج أكاديمية لدراسة الموسيقى العربية وآلاتها، العود والقانون والناي. ما الذي ينقص المعهد بعد ليصبح له صداه في الخارج وجاذباً لطاقات من بلدان أخرى؟؟
    - أذكر حين استلمت المعهد الوطني أن عدد طلاب آلة القانون كانوا ثلاثة، اليوم هم أكثر من ستين. وطلاب العود قلة باتوا اليوم بالمئات، وكذلك الآلات الايقاعية الشرقية وغيرها. فقط لدينا مشكلة في التوجه نحو دراسة آلة الناي القصب، وقد أصدرت قراراً بإعفاء أي طالب يرغب بدراسة الآلة رغبة في استمرار وجودها بين آلاتنا الشرقية وبات العدد ربما عشرين طالباً اليوم.
    اما الكمنجة وعائلتها فالمطلوب من الطالب ان يكمل تخصص (B.A) اي دراسة الكمان العالمي اولاً ثم يتخصص بالكمان الشرقي وينطبق على الفيولا والتشيللو إذ ان الكمنجة فيها امكانات كبيرة وعندما يكمل الدراسة الغربية ويتقنها يتمكن بسهولة من تملك المنهج الشرقي لذلك نجد موسيقيين تأسسوا على المنهج العالمي وحين يعزفون مقطوعات شرقية تلمع موسيقاهم، ثم هناك دوزان آلة الكمنجة في الموسيقى الشرقية مثل العود ضد طبيعة الآلة ويميت روحيتها بهذا الدوزان.
    منذ استلامي المعهد وانا احاول التركيز على الاتقان وعدم ترك الامور وخاصة في دراسة الموسيقى الشرقية على عواهنها وعلى فطريتها، بل على الدارس ان يتقن المناهج قبل ولوجه عالم المهنة وان يكون حاملاً لثقافة وعلم وتقنيات مثل اي دارس للعلوم الغربية واشدد على الالتزام في ادق التفاصيل: التزام بالوقت والتمرين والملاحظات وروح الجماعة بعيداً عن الفردية وتشجيع الطلاب للعمل ضم الفريق ضمن خلقيات وقوانين المعهد لذا نشهد اليوم اجيالاً من المتخرجين متقنين ومحترفين وملتزمين.
    اما عن مسألة التوسع لاستقطاب مواهب من الخارج وراغبين بالدراسة فلدينا مشكلة كبيرة بعدم وجود إمكانات لدى الكونسرفتوار، وهنا ارغب بالاعلان ان لدى الكونسرفتوار اليوم ثلاثة عشر الف طلب من تلاميذ يرغبون بدراسة الموسيقى، لكن لا إمكانات لدينا. لا أبنية، لا اساتذة؟ لا اموال؟ بحيث امكاناتنا اليوم تستوعب فقط خمسة آلاف طالب موجودين في المعهد.
    [ تقول انكم اول من وضع مناهج للآلات الشرقية مثل العود والايقاع وغيرها؟ رغم اننا نجد منهجاً للعود وضعه جميل بشير في الستينات ومناهج غيرها في مصر وتونس؟
    - صحيح، جل المناهج العربية اما قديمة أو انها تعاني نقصاً في نواحي معينة. نحن وضعنا مناهج متكاملة للآلات الشرقية فمثلاً منهج جميل بشير للعود هو لمرحلة متقدمة يعني ان الطالب يجب ان يكون درس العود لسنة أو اكثر كي يبدأ بمنهج جميل بشير فيما نحن وضعنا منهجاً يبدأ به الطالب من الصفر وصولاً الى تخرجه والتوصل لمهارة معينة. بالنسبة لآلة القانون فعربياً يطبق نفس منهج العود، وهذا لا يمكن إذ للعازف ان يستخدم اصابعه العشرة بدلاً من اصبعين فقط.
    وأذكر انني جمعتُ أساتذة الإيقاع، وبينهم أهمّ عازف دفّ وهو علي الخطيب، وقلت: اعزفوا. رحنا نسجّل كل ضربة وحركة، وبحثنا عن أسماء معروفة للأصوات والحركات ودوّنّاها، حتى خلقنا منهجاً، من الألف إلى الياء، طبعناه كتباً وزعناها على أكاديميات عربية. وشاركنا في مؤتمر حول الأكاديميات الموسيقية في البحر المتوسط. وكان هناك فرنسيان قدما منهجاً للدف والطبلة، ونحن قدمنا منهجنا للدف والطبلة فاستبعدت اللجنة المنهج الفرنسي واقرت منهجنا اللبناني. عازفو الايقاع اليوم يقرأون النوتة والعزف ضمن فريق كبير أو ثنائي أو ثلاثي كجزء من منهجية الدراسة.

    نمنع الطالب من أداء التقاسيم على الآلة الشرقية قبل امتلاك التقنيات
    [ لماذا تمنع التلميذ من أداء التقاسيم طوال فترة دراسته وأداءاته في الامسيات؟
    - التقاسيم نوعان واحد يكتب ويدون من دون ايقاع أو ما يسمى ارتجال لحني وانا افضل تسمية “ارتجال” على “تقاسيم”. والثاني من دون تدوين ويعزف تعبيراً حسب رؤية وإحساس العازف اي ارتجال على السجية. وهذا النوع الثاني ممنوع قبل أن ينال الطالب شهادة البكالوريا النهائية. وسبب منعه من ادائها هو ان التقاسيم نوع من التأليف فإذا لم يمتلك الطالب تقنيات العزف وتعرف على إمكانات الآلة بشكل كامل سوف تأتي ارتجالاته قاصرة ولن يتمكن من التعبير عن أفكاره التأليفية بشكل جيد في حين كلما تمكن العازف تقنياً تمكن من اداء افكاره وتنفيذها بشكل اكثر ابداعاً. وعادة عند الموسيقيين الشرقيين يكون هذا الارتجال ناتج عن احساس آني لكن اذا فقد التقنية سيعجز عن التعبير عن احساسه وما ينفذه سيكون ناقصاً.
    كل التأليف الكبير يبدأ بالتقاسيم أو ما اسميه الارتجال، لكن البنائية فيه على قدر امكانات العازف. الكونشرتو تقاسيم بتقنيات خطيرة جداً. والتقاسيم جزء من تراثنا، لكن التقنية تساهم في منح العازف تعبيراً اكبر عن افكاره.
    وعلى سبيل المثال آلة القانون فيها اثنان وسبعون وتراً فهل من المعقول العزف على ست اوتار فقط وبأصبعين وانا عندي عشر اصابع؟ علماً أن آلاتنا الموسيقية ذات صوت وإمكانات نبيلة لكن طريقة العزف هي التي تحط من قدرها وقيمتها.
    قدمنا قطعة سماعي على طريقة “الكانون” من تأليف الراحل روحي الخماش، وهذا شيء جميل واسوق هذا المثال لاقول ان موسيقانا تتقبل كل الامكانات والطرق لكن العيب فقط في العازفين الموسيقيين.
    وكنت اجريت من قبل دراسة حول علاقة الفكر الفلسفي العربي بالموسيقى العربية من خلال التقاسيم.
    [ لماذا لا تعلمون التقاسيم اذن طالما هي جزء من تراثنا وهي بدايات التأليف الموسيقي؟ وطالما هناك تقاسيم تدون للعازف بالنوتة؟
    - لا يمكن ذلك، اذا علمنا التقاسيم مشكلة كبيرة نقع فيها وهي خسارة الابداع الذاتي للعازف والاحساس الانساني، وسوف يقدم الجميع نسخاً مطبوعة ومشوهة. لان كل مؤلف سيفقد عملية التخيل حين يبدأ بكتابة معزوفته، فالمؤلف السمفوني يبدأ ايضاً بتخيل النوتات ارتجالياً الى ان يكتبها في عملية بنائية.
    لكن المفارقة ان التقاسيم في وقتنا الحالي باتت تردد كما هي وتتكرر بشكل ومسار واحد وكأنما استنفدت السلالم والخيال الابداعي للعازف ولم نعد نفاجأ بقفلة معينة أو نهاية للتقسيمة إذ نتوقع مبدئياً وتقريباً كيف سينهي العازف ارتجاله والسبب يعود الى عدم تأني العازف الى حين انتهائه من منهج الدراسة.

    الموسيقى التقليدية العربية كلها
    مصدرها العراق
    [ هل صحيح مقولة الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب ان كل الموسيقى في المنطقة العربية تشبه بعضها إلا العراق؟
    - صحيح واعتقد ان الموسيقى التقليدية العربية كلها مصدرها العراق. عبر التاريخ عرفنا مثلث بغداد حلب بيروت هذا المثلث هو الركيزة الاساسية للموسيقى الشرقية ومصدر هام جداً عريق وحضاري تاريخي قديم، ولا شك ان مصر لها تاريخ عريق ايضاً، وهذه البلدان بسبب جغرافيتها وقربها من بلاد فارس وتركيا صار التلاقح والتلاقي ونعلم مثلاً ان الخديوي حين زار الاستانة اخذ معه وفداً كان من ضمنه عبده الحمولي وهناك سمع الاخير موسيقى تركية وحفظ تنقلاتها وسلالمها وعاد الى مصر وبدأ مذ ذاك بتأسيس مدرسة التلحين المصرية وكل من جاء بعده اخذ عنه وبهذا تطورت هذه المدرسة ومن ثم انتشرت بواسطة السينما المصرية لانها اول سينما عربية وكانت الاغنية من ضرورات تسويق الافلام وفرضت تياراً معيناً في التلحين ساد فيما بعد البلدان العربية.
    وحين بدأت “مهرجانات بعلبك الدولية بدأت معها بوادر مدرسة التلحين اللبنانية وعمادها الاساسي الفلكلور وما لبث ان امتد هذا “الفيروس” الى العراق وسوريا والأردن حيث قلدوا هذه الانطلاقة اللبنانية بداية السبعينات.
    [ هل تمكنت من وضع اسس لمؤسسة “المعهد الوطني” والأوركسترا السمفونية والشرقية، يمكن ان تسير عليها المؤسسة بعد سنوات، اعني بعد ان تتقاعد وتترك المسؤوليات لغيرك، فهل تمكنت من خلق آلية واجيال يمكن ان تتعاقب على تسيير الامور بشكل آلي سهل؟
    - بالطبع هذه المؤسسة الضخمة السائرة بدفع قوي جداً الآن، لا ادري ان كانت ستبقى بهذا الدفع؟ السؤال المطروح؟ هل هناك من يستطيع ان يتحمل كل هذا الضغط؟ اقصد هي مسؤوليات جمة تتطلب شخصاً محنكاً وموسيقياً وإدارياً يمسك بزمام الامور ويدفع بالمؤسسة الى التطور وعدم التراجع.
    قد تكون لدينا آلية معينة في المؤسسة لكن هل يأتي الرجل المناسب في المكان المناسب. وانا طرح علي مسألة الدخول في ملاك الدولة لكني فضلت ان ابقى متعاقداً رغم ان التثبيت في الملاك افضل بالنسبة لي، لكن التعاقد يبقي المؤسسة بمنأى عن البيروقراطية والعراقيل الروتينية.

    سيرة في محطات
    -1938 ولد في جديدة مرجعيون جنوب لبنان.
    -1965 أصدر أول أسطواناته مؤلفات موسيقية بعنوان “من ليالينا”.
    -1965 شارك في تأسيس اول مسرح موسيقي دائم في لبنان “مسرح فينيسيا” مع روميو لحود.
    -1970 شارك في تأسيس “مهرجانات بيبلوس الدولية”، بعمل مسرحي عنوانه “يا ليل” من كلمات جورج جرداق وبطولة جوزف عازار وفدوى عبيد ودريد لحام.
    -1975 أوكلت اليه وزارة الثقافة العراقية إعداد دراسات عن الموسيقى العراقية.
    -1991 تسلم رئاسة “المعهد الوطني العالي للموسيقى”.
    -1976 أصدر سمفونية “القادسية” أو “سمفونية الايمان”.
    - 1978 أصدر سمفونية “المتنبي” أو “سمفونية البطولة”.
    -1979 اصدر سمفونية “اليرموك” أو “سمفونية الحرية”.
    -1981 اصدر سمفونية “الشهيد” أو “سمفونية العطاء”.
    - 1982 اصدر سمفونية “المواكب” أو “سمفونية الانسان الجديد”.
    -2008 اعيد اصدار سمفونياته في ثلاث اسطوانات.
    -2009 يعكف على تأليف سمفونيته السادسة “الفجر”.

    الاعمال الموسيقية الغنائية
    مهرجانات بعلبك الدولية اعوام 1963، 67 و 68.
    مهرجانات جبيل عامي 1970- 1971.
    مهرجان الارز 1965.
    مهرجان “نهر الوفا” 1965.
    لديه اسطوانات بأعمال غنائية عدة.




    يتبـــــــــــع




    ترقبونا سنمدكم بكل جديد في عالم الموسيقى


    مع تحيات منتديات تونيزيا كافيه

    http://www.tunisia-cafe.com








    المعهد العالي للموسيقى Institut supérieur de musique

  2. #2

    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين








    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين



    آخر كبـار النهضة الموسيقية - الياس سحاب


    آخر كبـار النهضة الموسيقية - الياس سحاب
    ها هي آخر مصابيح التنوير الثقافي والعقلي العربي في القرن العشرين، الذي انطلق اشعاعه في الغالب الاعم من القاهرة وبيروت، تنطفئ مصباحا بعد الآخر في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين (آخر المصابيح المنطفئة يوسف شاهين، صلاح الدين حافظ، كامل زهيري، محمود أمين العالم، منصور رحباني).

    ولد منصور رحباني على موعد مع القدر الحضاري والثقافي للعرب المعاصرين، على الحد الفاصل بين نهاية الربع الاول من القرن العشرين، وبداية الربع الثاني، بعد ان كان قد سبقه الى هذا العالم قبل عامين اثنين شقيقه الاكبر عاصي.

    في ذلك التوقيت بالضبط، كان العبقري الاستثنائي سيد درويش قد وضع في خلال سنوات ست من الثورة الجامحة، كل قواعد تأسيس مدرسة القرن العشرين في الموسيقى العربية، كما كان مجايلو سيد درويش وتلامذته المباشرون (محمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي)، قد انطلقوا في القاهرة يفجرون مواهبهم في استكمال عناصر المرحلة الذهبية الاولى بعد سيد درويش، في تحديد معالم النهضة الثانية للموسيقى العربية المعاصرة، المكملة للنهضة الاولى في القرن التاسع عشر، والمكونة في رحمها.

    وفيما كان هؤلاء الفرسان الاربعة بشكل خاص منهمكين في مهمتهم الحضارية، كانت الاقدار تهيئ في كل من مصر ولبنان، بشكل خاص، ولادة مجموعة من عباقرة الموسيقى من ابناء الجيل الثاني، الذين سيحملون على اكتافهم في الربع الثالث من القرن العشرين، مسؤولية المرحلة الذهبية الثانية بعد سيد درويش في الموسيقى العربية (مثل محمود الشريف وأحمد صدقي وكمال الطويل ومحمد الموجي وبليغ حمدي في القاهرة، وعاصي ومنصور رحباني وزكي ناصيف وتوفيق الباشا وفيلمون وهبي وعفيف رضوان في بيروت).

    لكن تلك المرحلة الذهبية الثانية تميزت في بيروت بالذات (بعد نكبة فلسطين مباشرة) بأنها حملت وحضنت بذور نهضة موسيقية مشرقية كاملة في الموسيقى العربية المعاصرة، جاءت رديفا جميلا وحضاريا بالغ الثراء، للنهضة المنطلقة في القاهرة.

    لقد تبوأ الثنائي الرحباني موقعا مميزا في كوكبة الفرسان المشرقيين للنهضة الموسيقية العربية المعاصرة، خاصة منذ ان كونوا الثلاثي التاريخي: عاصي ـ منصورـ فيروز.

    وإذا كان الثنائي الرحباني قد رحل الآن عن الدنيا وهو يحمل معه اسرار التمايز بين عاصي ومنصور في الابداع الفني، تحت الراية التاريخية للاخوين رحباني، التي اصرا على الاستمرار في رفعها، حتى النفس الاخير، فإن بإمكاننا، من باب التحليل والاستنتاج، والافادة من زلات لسان عابرة لمنصور رحباني، ان نخمن اليوم ان عاصي الرحباني، كان حارس الينابيع العربية المشرقية في الفن الرحباني، بينما كان منصور حارس ينابيع التأثر بالموسيقى الاوروبية الكلاسيكية، ابداعا وعلوما نظرية.

    يصعب في حضرة لحظة وداع آخر كبار النهضة الموسيقية، استحضار كل عناصر المساهمة الرحبانية في هذه النهضة، لكن من المؤكد ان المدرسة الرحبانية كان لها ـ كما اشرنا ـ شرف التعبير عن مواصلة النهضة الموسيقية العربية، كما اطلق عنانها سيد درويش وتابعها بشكل خاص محمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب، من جهة، وشرف التعبير من جهة ثانية عن ولادة الفرع المشرقي التاريخي المعاصر في هذه النهضة المشرقية. لذلك لم يكن من باب الصدفة ان تتكامل هذه العناصر كلها، مع صوت فيروز وأدائها المميزين، لتجعل من »فلسطينيات« الاخوين رحباني (راجعون، زهرة المدائن، القدس العتيقة، جسر العودة، بحارة يافا، اجراس العودة)، بين ارقى وابقى ما صدر من اعمال فنية تعبر عن تفاعلات القضية الفلسطينية في العمق العربي عموما، وفي المشرق العربي المحيط بفلسطين خصوصا، مما جعل المؤسسة الرحبانية (وصوت فيروز)، تبدو المؤسسة الفنية المكرسة لعرب المشرق عموما، وليس لعرب لبنان وحدهم.

    وداعا منصور رحباني، وإلى لقاء، نرجو ان لا يطول انتظاره، مع ارهاصات نهضة موسيقية عربية جديدة في يوم ما من القرن الحادي والعشرين.


    بطاقة
    ـ من مواليد انطلياس عام .1925 ينتمي في اصل جدوده الى قرية رحبه في عكار.

    ـ تلقى دروسه الاولى في مدرسة راهبات عبرين ثم انتقل بعدها الى مدرسة فريد أبو فاضل في انطلياس، ثم الى مدرسة القلبين الاقدسين في بكفيا، ولاحقا الى مدرسة كمال مكرزل. كان طالباً كسولاً في المدرسة وكثير الهروب منها.

    ـ في العام ،1933 عمل مع شقيقه عاصي في مقهى المنيبع في شويا.

    ـ في أواخر الثلاثينيات عاد للإقامة في انطلياس بعد ان تخلى والده عن مقهى »المنيبع« وفتح دكاناً في ساحتها وكان منصور توقف عن التحصيل العلمي لمساعدة والده، أما شقيقه عاصي فامتهن التدريس.

    ـ في خريف العام 1938 تعرف على الأب بولس الأشقر (1882ـ1952)، وهو مؤلف موسيقي موهوب، وتتلمذ على يديه مع شقيقه عاصي ست سنوات، تعلما خلالها المقامات الشرقية، والأنغام العربية، وكتابة النوطة.

    ـ شارك في تمثيل العديد من المسرحيات المدرسية.

    ـ أصدر مجلة »الأغاني« وضمنها الاخبار والقصص المتسلسلة، فلاقت رواجا مماثلا لمجلة »الحرشاية« التي كان يصدرها شقيقه عاصي.

    ـ اشترك مع عاصي في تظاهرة دعا إليها الشيوعيون في انطلياس.

    ـ في العام 1941 دخل سلك الشرطة القضائية في بيروت. انتقل بعد فترة للعمل موظفاً في الأمن العام ايام الانتداب الفرنسي وتسلم مسؤولية النظارة. عيّن مسؤولاً عن مخفر الجميزة، ثم مراقبا لمطاحن بيروت، ثم مسؤولا عن القلم العدلي وتوزيع الاحكام للتنفيذ.

    ـ عمل مع أخيه عاصي على تكوين فرقة فنية جوالة اطلقا عليها »فرقة ولاد الرحباني«. جالت على القرى والدساكر المجاورة، واقامت الحفلات وصار لها جمهور يتابع اعمالها وينتظرها بشغف في مقهى سعادة على الدورة، ومقهى منصور على الزيتونة، وفي مقاهي عاليه وسائر المصايف اللبنانية.

    ـ في العام 1945 بدأ يتعامل وشقيقه عاصي مع الاذاعة وكان الداعم الكبير لهما ميشال خياط.

    في العام 1948 استدعى فؤاد قاسم مدير البرامج في الاذاعة عاصي وعينه في الإذاعة عازفاً. والتحق بالاذاعة ايضا منصور ليشارك عاصي في التأليف الموسيقي، من يومها بدآ يوقعان اعمالهما: »الأخوين الرحباني«.

    ـ التحقا بدروس في التأليف الموسيقي لدى برتران روبيار (وكان استاذاً في الاكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة) »لان ما تعلمناه مع بونا بولس الأشقر يكفينا على صعيد الهواية ولا يزودنا بمادة الاحتراف«.

    ـ في العام 1949 بدأت العلاقة المهنية بين عاصي ونهاد حداد (فيروز في ما بعد) وأول اغنية لحنها لها »حبذا يا غروب« من شعر قبلان مكرزل.

    ـ في العام 1952 التقى وعاصي صبري الشريف (رئيس القسم الموسيقي في اذاعة الشرق الأدنى) ووقعا معه اتفاقا على مجموعة من الأغاني ثم عمل في تلك الاذاعة من 1953 حتى وقوع الاعتداء الثلاثي على مصر سنة 1956 فأوقفا التعاون معها.

    ـ في العام 1953 قدم استقالته من الشرطة وانصرف مع عاصي الى الاعمال الفنية، فأنتجا برامج اذاعية.

    ـ في العام 1963 شارك في تأليف الفرقة الشعبية اللبنانية وتولى صبري الشريف ادارتها.

    ـ أهم المحطات المسرحية: أيام الحصاد .1957 عرس في القرية .1959 موسم العز .1960 البعلبكية .1961 جسر القمر .1962 دواليب الهوا .1965 فخر الدين .1966 جبال الصوان .1969 ناطورة المفاتيح .1972 قصيدة حب .1973 بياع الخواتم .1964 هالة والملك .1967 الليل والقنديل .1963 الشخص .1969 يعيش... يعيش .1970 صح النوم .1971 ناس من ورق .1972 المحطة .1973 لولو .1974 ميس الريم .1975 بترا .1978

    ـ أما المحطات السينمائية فتمثلت بثلاثة أفلام: بياع الخواتم (1965)، سفر برلك (1966)، بنت الحارس (1968).

    ـ بعد وفاة عاصي بعام واحد انتج مسرحية »صيف 840« ووقعها »الأخوين رحباني«، الوصية (1992) وآخر أيام سقراط (1998)، وقام في اليوم الثالث (2000)، القداس الماروني (2000)، ابو الطيب المتنبي (2001)، وملوك الطوائف (2003) و»حكم الرعيان« (2004)، زنوبيا (2007) وعودة الفينيق (2008).

    ـ اصدر كتابين أهداهما الى عاصي: أسافر وحدي ملكا، أنا الغريب الآخر.

    ـ من أقواله في الفن والفنانين:
    ـ اشهد للتاريخ ان لصبري الشريف هذا الرجل المبدع فضلا عظيما على الموسيقى اللبنانية.

    ـ جورج شحادة افادنا في بناء الهيكلية المسرحية ونوع اللغة التي تكتب بها، علمنا مبدأ التضاد (الهبوط من اقصى الرومانسية الى ادنى الواقع) وكان يحذرنا من الاسترسال في اللغة الوردية المعطرة.

    ـ سعيد عقل كان منعطفا مصيريا في حياتنا.

    ـ ميشال طراد صديق كبير على الصعيد الشخصي لكنه لا يحب شعرنا.

    ـ صباح ركن اساسي في مسيرتنا الفنية.

    ـ نصري شمس الدين يتمتع بكفاءات نادرة.

    ـ فيلمون وهبي بشخصية سبع محطة كبيرة في مسيرتنا الفنية، وله فضل كبير في نجاح أغان كثيرة في اعمالنا كتبناها ولحنها هو وغنتها فيروز.

    ـ عاصي أفضل شاعر دراماتيكي عرفه العصر.

    ـ عاصي وأنا جربنا ان نغير العالم، ان نخلق وطناً للناس وناساً للوطن. أخاف على اولادنا ان يصابوا بالخيبة.

    ـ منذ البداية قررنا أنا وعاصي الا نمدح غير الأرض والشعب والأركان من دون ان نقبل هدايا واكراميات.

    ـ لا يوجد مسرح غنائي عربي الا عند سيّد درويش والأخوين رحباني.

    ـ نحن من صنع صوت فيروز وبلور خصوصيته.

    ـ أنا بكل تواضع... مبدع كبير.

    ـ عندما يكون لدي مال اعيش عيشة الملوك. وهمومي تبدأ »بالطفر«.

    ـ القدس لنا... وإسرائيل اقامت أمجادها على أرواح شعبنا.

    ـ قالوا اننا بنينا وطنا وهميا وإنه تهدم مع الحرب، لكن ما انهار ليس »وطننا« بل وطن صيغة .1943

    يتبـــــــــــع


    ترقبونا سنمدكم بكل جديد في عالم الموسيقى


    مع تحيات منتديات تونيزيا كافيه

    http://www.tunisia-cafe.com




    المعهد العالي للموسيقى Institut supérieur de musique

  3. #3
    تحيا تونس الصورة الرمزية gem
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    3,349

    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين








    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين

    موسيقى لبنان

    Music Lebanon

    اشتهرت بيروت، عاصمة لبنان، بفنونها ومفكريها وبخاصة بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت الموسيقى البدوية التي كانت تصاحب رقصة الدبكة منتشرة مع موسيقى الرعاة التي اعتمدت على المزمار. ومع استقلال لبنان وتشحيع الفنون، برز موسيقيين لبنانيين طبعوا الموسيقى اللبنانية بطابع فلكلوري لبناني منهم الاخوين الرحباني الذي ألفوا الموسيقى والمسرح الموسيقي اللبناني وأنشاؤا موسيقى لبنانية اصيلة. ومن الموسيقيين الذين الفوا المغناة اللبنانية فلمون وهبة وزكي ناصيف ووديع الصافي.

    وعن الموسيقى السيمفونية، اشتهر وليد غلمية الذي الف سيمفونيات عربية ضخمة وسليم سحاب الذي حلق بموسيقاه.

    واشتهر الاخوين فليفل في تأليف الموسيقى الوطنية وكانة ا رواد تألبف الاناشيد الوطنية العربية والموسيقى العسكرية.

    وتزاوجت الموسيقى الغربية مع الابداع اللبناني وظهرت الجاز اللبنانية مع زياد الرحباني واستعمل الغيتار مع أغاني خالد الهبر. واشتهرت مؤخرا موسيقى الاندرغراوند مع فرق مثل .... وأصبح رائد ياسين، مازن كرباج، شريف صحناوي وشربل الهبر. رواد الموسيقى المرتجلة الحرة في العالم العربي[1].محتويات [أخفِ]1 الموسقى الدينية
    2 الات الموسيقى اللبنانية
    3 مراجع
    4 وصلات خارجية

    الموسقى الدينية

    وألف الرحابنة العديد من الاغاني الدينية والتراتيل الت غنتها فيروز في الاعياد وبخاصة الميلاد والفصح. وطور البنانيان شارل مكريس ومارون ادولف موسيقى الراب لتستعمل في الطقوس الدينية المسيحية[2].

    وبرع في لبنان العديد من المنشدين الدينيين الذين اعتمدوا على الدف والصوت الجميل لانشاد الاناشيد الدينية الإسلامية والتي تغنى في الاعباد الإسلامية وابام المولد النبوي الشريف.

    الات الموسيقى اللبنانية

    اعتمد الموسيقى اللبنانية على الدربكة والعود والمزمار أو الناي والذين اعتبروا من أساسيات الموسيقى اللبناني. واستعمل القانون والكمان في الموسيقى اللبنانية الكلاسيكية. ومن ثم، استعمل الجيتار والبيانو والاورغن والدرامز. وفي حديثا، استعملت السينثيزايزرز الالكترونية.









    ترقبونا سنمدكم بكل جديد في عالم الموسيقى


    مع تحيات منتديات تونيزيا كافيه

    http://www.tunisia-cafe.com




    شرح نص تحضير دروس شرح نصوص ملخصات الدروس موقع تعليمي تونسي
    Explication du texte de préparation des leçons, explication des textes des résumés des leçons, un site pédagogique tunisien

  4. #4
    تحيا تونس الصورة الرمزية gem
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    3,349

    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين








    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين


    تاريخ الموسيقى


    الموسيقى العربية عبر التاريخ

    الموسيقى هي فن الألحان والنغم وما يحيط بهما من نواحي العلم والمعرفة. وتتكون الموسيقى من عناصر أساسية هي:

    الإيقاع وهو النبض الزمني المنتظم الذي يقاس به زمن الموسيقى. وهو عنصر طبيعي ليس فقط في الموسيقى والفنون الأخرى، بل في قوى الإنسان والعالم بأسره.

    والإيقاع في الموسيقى هو التقسيم الزمني الذي يكتب رمزه عادة في بداية أول سطر من أي عمل موسيقي. ويكتب هذا الرمز في شكل كسر 2/4 ـ و3/4 أو 5/8. وفي هذا الكسر يمثل المقام الوحدة الزمنية الكبرى، وتساوي أربعة أزمنة، أي أربع خبطات قدم على الأرض وتقسيمات تلك الأزمنة أو مضاعفاتها. أما البسط فيمثل عدد الجزئيات الزمنية من هذه الوحدة الكبيرة التي تتكرر في إطار كل مازورة.

    وكلمة "مازورة" أصلها فرنسي Mesure ومعناها المقاس. وتعني هذه الكلمة في الموسيقى التقسيمات الزمنية المتساوية التي تعترض السطر الموسيقي الذي يتكون من خمسة سطور أفقية. وتحتوي كل مازورة على وحدات متساوية من النبض الإيقاعي المتكرر.

    هذا من حيث الإيقاع الذي يقاس به طول اللحن ويحدد سرعته. وهناك إيقاع آخر يحدث مترافقاً معه. فلكل لحن إيقاع ذاتي ينتج من اختلاف البعد الزمني بين الأصوات التي يتكوّن منها اللحن، فتكون هذه الأصوات طويلة أو قصيرة.

    ويبرز هذا الإيقاع الذاتي في الألحان التي تغنى حيث تحدد مقاطع الكلمات ذلك الإيقاع وتربطه بها.

    اللحن. يتكون اللحن من مجموعة من الأصوات المتتالية يخضع تنظيمها إلى رغبة المؤلف. وتختلف هذه الأصوات من حيث الدرجة والزمن في الصعود والهبوط أو القفز على درجات السلم.

    وعلى الرغم من هذا الاختلاف، فهي ترتبط فيما بينها بنسبة بُعدها عن بعضها، أي بنسبة موقعها على درجات السلم، مثل: الدرجة الثانية، أو الثالثة، أو الخامسة... إلخ.

    وهذه المسافة التي تفصل بين صوت وآخر هي التي تحدد صلة القرابة أو التآلف بين مختلف تلك الأصوات. وهذه الصلة هي أساس علم تعدد الأصوات أي "التركيبات الصوتية" أو الهارموني.

    جرى العرف على أن تبدأ الألحان وتنتهي من درجة معينة تحدد مقام اللحن، وتبقى هذه الدرجة هي النغم السائد فيه.

    التركيبات الصوتية "التآلفات" وهو علم أساسي من علوم الموسيقى نشأ من تحديد صلة القرابة أي التآلف أو التنافر بين درجات السلم عندما تُسمع معًا في آن واحد: اثنان أو ثلاث أو أربع أو أكثر منها. ولقد كان العرب القدامى أول من عرف تلك التركيبات الصوتية.

    السكوت. للسكوت في الموسيقى علامات زمنية لكل منها قيمة زمنية محددة، وتستعمل لإحداث الفراغ المطلوب وجوده. ومهما طال أو قصر زمن تلك العلامات فهي عنصر ضروري للموسيقى قد تزيد في بلاغتها في التعبير أحيانًا.

    العناصر الثانوية

    لون الصوت. اللون في الصوت يختلف باختلاف الآلات التي يصدر منها، مع أن عدد ذبذبات هذا الصوت يظل ثابتًا.

    مزج الألوان. فسواء أكان مصدر الصوت حنجرة بشرية أم آلة موسيقية، فإن مزج الألوان يخضع لأصول وعوامل. فالصوت الصادر من حنجرة رجل يختلف لونه وبالتالي شخصيته عن الصوت نفسه إذا صدر من صوت فتاة أو سيدة. وكذلك بالنسبة لأصوات الآلات الموسيقية المتنوعة، سواء كانت من المجموعة الوترية أو الخشبية أو النحاسية.


    العناصر الغريبة


    الكلمة. تصبح الكلمة في الغناء الفردي أو الجماعي عنصرًا من عناصر الموسيقى، ولو أنها في الواقع غريبة عنها، ذلك لأن الكلمة وخاصة الشعر يُخضع الموسيقى لمعانيه وأوزانه.

    الحركة. في الرقص الشعبي أو الباليه تصبح الحركة أيضًا عنصرًا مكملاً أو مُفسرًا للموسيقى المصاحبة له سواء كانت مؤلفة خصيصًا لسرد موضوع أو مسرحية يحل فيها الرقص والموسيقى محل الحوار، كما هو الحال في الباليه، أو كان الرقص تعبيرًا بالحركة عن مضمون موسيقى سابقة التأليف.

    والكلمة والحركة عنصران غريبان عن الموسيقى، ولكنهما مرتبطان بها ارتباطًا يرجع إلى أقدم العصور.

    والكلمة والحركة تجعلان الموسيقى تخضع لمضمونهما بجميع عناصرها الأساسية والثانوية، ولكنهما تضيفان إلى الموسيقى إمكانيات تعبير أقوى وأكثر فاعلية.



    تعريف الموسيقى ومفهومها عند العرب

    الموسيقى قديمة قدم الإنسان، عرفتها جميع الشعوب منذ عصور التاريخ السحيقة وما قبل التاريخ. فهي من مستلزمات الحياة الفردية والاجتماعية لا يكاد يخلو منها زمان أو مكان. وقد أجمعت الدراسات النفسية في كل العصور على أن الموسيقى تلطف المشاعر وترهف الأحاسيس وتسمو بالنفوس وتبعث فيها النشوة والبسمة. وحيث إن الإنسان العربي قديم قدم التاريخ، وإن الآثار كشفت عن وجود ممالك عربية ذات مدنيات خاصة تضارع بابل وأشور، لذلك لا بد لنا من كشف النقاب عن هذا الفن عند العرب.

    وهنا يعود بنا التاريخ إلى العصر الجاهلي حيث اشتهر العرب بفن الغناء والشعر. وإن الشعر الجاهلي بما يبلغه من تطور ونضج ينم عن مدى تعلق العرب المبكر بهذا الفن، ويدل على أهميته الكبرى عندهم. ودليلنا في هذا المجال ما قرأناه في أشعار امرئ القيس والنابغة الذبياني وزهير بن أبي سلمى والأعشى وعنترة وغيرهم. وإن ما يتميز به هذا الشعر من موسيقى وإيقاع بسبب الأوزان والقوافي قد منح الإنسان العربي ذوقا رفيعا في الموسيقى والغناء، وأذنا تتقبل الإيقاعات التي تتفق مع ذوقه الموسيقي.

    ثم تطور هذا الفن الموسيقي في ركب الحضارة العربية حتى بلغ ذروة مجده. وإذا ما تطلعنا إلى هذا التطور، فإننا نذهل لضخامة وقيمة الإبداع الذي أظهره العربي في هذا المجال من إتقان للسلم الموسيقي والآلات الموسيقية.

    اهتم العرب اهتماماً كاملاً بالموسيقى ونظروا إلى هذه الصناعة نظرة إجلال واحترام، وحظي المجيدون فيها بكل عناية وتقدير. وشغف بها الخلفاء والأمراء والقضاة والفلاسفة والعلماء وأعطوها حقها من الرعاية والتقدير.

    والتقدم في الموسيقى يستتبع التقدم في صناعة الآلات الموسيقية، لا سيما لدى شعب عملي كالشعب العربي. فقد حقق العرب منجزات كبيرة في علم الحيل وتقنية الآلات، وجعلوا من صناعة الآلات الموسيقية فنا رفيعا. فهناك عدة وسائل في صناعتها، وهناك دلائل على أن العرب كانوا مبتكرين في هذا المضمار. فزلزل أدخل العود الشبوطي، والزنام أو الزلام رسم آلة هوائية تسمى ناي زنامي أو زلامي. وأضاف زرياب إلى أوتار العود الأربعة وتراً خامساً، ورتب هذه الأوتار بحيث يعادل كل وتر ثلاثة أرباع ما فوقه. واخترع مضراب العود من قوادم النسر بعد أن كان من مرهن الخشب. وفي أواخر القرن التاسع الميلادي وضع أبناء موسى بن شاكر أسس وقواعد الموسيقى الميكانيكية واستعملوا البريخ الموسيقي لتوزيع الألحان. هذه الموسيقى لم تظهر بوادرها في أوروبا إلا في أواخر القرن السادس عشر الميلادي. وفي القرن العاشر الميلادي ابتكر الفارابي الربابة والقانون. واشتهر العباس وأبو المجد بصناعة الأرغن. وأما صفي الدين عبد المؤمن الأرموي فقد اخترع القانون المربع المسمى نزهة وآلة أخرى تسمى المغنى.



    الموسيقى العربية في العصور القديمة

    تقع شبه الجزيرة العربية ما بين مصر والعراق. وكانت مركزا تجاريا في العالم القديم وأساسا للحضارة منذ ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. وقد كشفت الآثار عن وجود ممالك عربية قديمة في جنوب شبه الجزيرة ذات مدنيات خاصة وحضارات عريقة.

    يقول الدكتور فريتس هومل: " لقد عثرنا في بلاد العرب الجنوبية على آثار مزدهرة في زمن قديم جدا". وأضاف: " لا بد أن مدينة بلاد العرب الجنوبية بآلهتها ومحارق بخورها ونقوشها وقلاعها وحصونها كانت مزدهرة في بداية الألف السنة الأولى قبل الميلاد. إلا أن أصل العرب ومدى علاقتهم بالشعوب السامية الأخرى لم يزل حتى الآن موضع جدل بين علماء الأجناس".

    ولا تشهد الآثار وحدها على عظمة هذه المدنيات، بل النقوش البابلية والأشورية والسماوية، والمؤلفون القدامى أيضا، إذ يعترفون بالدور الذي قامت به بلاد العرب في توجيه الثقافات الأشورية والبابلية.

    ومع ذلك، لم يصل إلينا شيء عن موسيقى الأقدمين، ولكن تم الإهتداء إلى أول أثر للموسيقى العربية في القرن السابع قبل الميلاد على أحد نقوش بانيبال، إذ يذكر أن الأسرى العرب كانوا يقضون وقتهم في الغناء والموسيقى، وهم يشتغلون لسادتهم الأشوريين، مما أطرب الأشوريين لدرجة جعلتهم يسألونهم المزيد.

    ويعترف العالم الموسيقي بيتر كروسلي هولاند أنه قامت حضارة عربية كبيرة خلال الألف السنة قبل الميلاد. وقد استطاعت هذه الحضارة النامية أن تؤثر تأثيراً مباشراً على الشعوب المجاورة، وأهمها سكان بلاد با بين النهرين والإغريق والعبريين. ومما يدل على هذا التأثير في رأي كروسلي، "هو أن بعض أنواع الآلات الموسيقية العربية يستخدم في هذه البلاد بصورة تثبت سابق صلتها بالاسم العربي. ومن ذلك كلمة "طبلة" بالعربية وهو اسم الآلة الإيقاعية المعروفة لدينا والتي تستخدم على نطاق شعبي شاسع في بلادنا. ومما يدل على عراقة أصلها أن اسم هذه الآلة باللغة العبرية تيبيلا، وبلغة أهل بابل وأشور تابولا. وكذلك كلمة تف في الآرامية العبرية تعود إلى كلمة دف في العربية. ومن الواضح أن المزمار العبري المسمى زمر هو الزمر العربي. وهكذا حدث الاشتقاق لكل هذه المسميات من الاسم العربي الأصيل. ولا عجب في ذلك، فإن للعرب أثرهم الواضح في جميع الميادين".

    تدل جميع الظواهر على أن الموسيقى العربية القديمة استخدمت في الأغراض ذاتها التي كانت تستخدم فيها موسيقى الطقوس الدينية. ومن هذه الأغراض التغني بالشعر والاشتغال بالسحر. ولا شك أن الدراسات الدقيقة للآثار القديمة في بلاد ما بين النهرين قد تمخضت عنها نتائج باهرة تعكس الصورة التي كانت عليها الموسيقى العربية في عصر ما قبل التاريخ. لكن تلك الحضارة العربية القديمة اندثرت مع التدهور السياسي والاقتصادي الذي أصاب الممالك العربية وصارت الهجرات أمراً مألوفاً يومياً، فهجرت المدن العظمى وتركت للخراب.


    الموسيقى في العصر الجاهلي

    عرف هذا العصر بالعصر الجاهلي لأن عرب الجاهلية كانوا يجهلون تعاليم الإسلام. وفي الحقيقة لم تكن أيام جهل تام، بل بداية لحضارة ساعدت على الحفاظ على التراث العربي القديم.

    يتفق علماء التاريخ على أن الرعيل الأول من العرب المهاجرين من بلاد العرب الجنوبية بدأ يتحرك حوالى القرن الثاني الميلادي. لذا بدأت الموسيقى العربية تزدهر وتنمو في مناطق ثلاث: سورية والعراق وغرب الجزيرة العربية. وكانت سورية في ذلك الوقت تحتفظ بالكثير من طابع الثقافة السامية، كما كانت غسان مركزا له أهمية في الموسيقى العربية. وكان العراق غارقا في خضم الثقافة السامية. وفي غرب الجزيرة العربية برز النشاط الموسيقي في مركزين مهمين هما الحجاز ومكة المكرمة. وكانت سوق عكاظ ميداناً رحباً يتبارى فيه الموسيقيون والمغنون والشعراء ويقدمون أروع ما تجود به قرائحهم. أما مكة فقد كانت مركزا عقائديّاً تقام فيها الشعائر الدينية وكان الحجاج يفدون إليها وهم يغنون غناء فطريا سمي بالتلبية والتهليل.

    لم يستخدم العرب الموسيقى في عباداتهم كما فعل الغرب، خصوصا أنهم قبل الإسلام لم يكن لديهم دين واحد يجمعهم. لذا فإن الموسيقى الدينية قبل الإسلام تكاد تكون مهملة. أما الموسيقى الدنيوية خلال تلك الفترة فقد كانت أكثر أهمية.

    لعبت المرأة دوراً أساسياً في انتشار الموسيقى العربية قبل الإسلام، إذ كانت نساء القبائل يشتركن في موسيقى الأعياد العائلية أو القبلية بآلاتهن. وقد استمرت تلك العادات حتى عصر النبي محمد الذي احتفل بزواجه من خديجة بالأفراح والموسيقى والرقص.

    كانت هند بنت عتبة على رأس بعض النسوة اللواتي كن يخففن متاعب السفر عن قريش في أُحد سنة 625 ميلادية بالأغاني ورثاء قتلى بدر بضرب الدفوف.

    نجد إلى جانب هؤلاء السيدات طبقة معروفة بالقينات أو القيان تواجَدن في كل البقاع التي عاش فيها العربي، كشبه الجزيرة العربية وسورية والعراق. وقد ظهرت القيان في قصور الملوك وفي بيوت الأثرياء ورؤساء القبائل. كما ظهرن في الحانات وفي مضارب الخيام القبلية. كان اقتناؤهن مدعاة لفخر الأعرابي حيثما وجد، وكانت أهم صناعتهن العزف والغناء. وقبيل فجر الإسلام كان عبد الله بن جدعان أحد أشراف قريش يملك قينتين تسميان جرادتي عاد.

    أما بشأن الموسيقى قبل الإسلام، فيقول "برون" إن الموسيقى قبل الإسلام لم تكن أكثر من ترنم ساذج بنوعه يحمله المغني أو المغنية تبعا لذوقه أو انفعاله أو ما يريده من تأثير. وميزة المغني في جمال صوته وخفته وذبذبته والشعور الذي يجعل الصوت مستمراً أو متموجاً. وكان كل مغن يغني في نغمة واحدة أو مقام، إذ لم يعرفوا تأليف اللحون المتفرقة كما نعرفها نحن. والنوع الوحيد في التأليف الذي وُجد عندهم هو تلك الأنغام التي تبعثها آلات القرع المختلفة، كالطبل والدف والقضيب.

    أما الآلات الموسيقية التي انتشرت في العصر الجاهلي، فأهمها آلات ضبط الوزن، وأكثرها انتشاراً الصنوج والجلاجل. وهناك أيضا آلات الزمر.

    أما الآلات الوترية فيحدثنا الفارابي عن وجود الطنبور. فالفارابي المتوفى سنة 950 ميلادية يذكر أن الطنبور البغدادي أو الطنبور الميزاني المشهور في عصره كان ذا دساتين توافق دساتين الجاهلية. ويبدو أن العود كان شائعاً جداً وكان يعرف بأسماء مختلفة، مثل المزهر والكران والبربط والموتر.

    من أشهر الموسيقيين الجاهليين عرف عدي بن ربيعة شاعر بني تغلب المشهور والذي لقب بالمهلهل بسبب صوته. وكان علقمة بن عبدة من الشعراء الذين غنوا المعلقات. وكان الأعشى ميمون بن قيس يطوف بجميع أرجاء الجزيرة العربية وبيده الصنج يغني الأشعار الرائعة التي وهبته مكانة بين شعراء المعلقات. وكان يسمى صناجة العرب. ومن المؤكد أن النصر بن الحارث، سليل قصي المشهور، كان من شعراء الجاهلية الموسيقيين.

    أشهر المغنيات في عصر الأساطير: جرادتا بني عاد المشهورتان وكانتا تسميان تعاد وتماد. وكانت هزيلة وعفيرة مغنيتي بني جديس، القبيلة التي أفنت بني طسم. ومن المحتمل أن أم حاتم الطائي الشاعر المشهور كانت موسيقية. وكانت الخنساء شاعرة الرثاء المشهورة تغني مراثيها بمصاحبة الموسيقى. وكانت بنت عتبة التي تمثل السيدة العربية الجاهلية شاعرة وموسيقية.


    الموسيقى في عصر الخلفاء الراشدين


    توفي النبي عام633، فانتخب المؤمنون أبا بكر خليفة له وحيّوه بذلك اللقب. وكذلك انتخب الناخبون من المسلمين ثلاثة خلفاء آخرين هم: عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب. ولم يكد النبي يذهب إلى جوار ربه حتى فرّقت المعارك بلاد العرب وظهر الأنبياء الكاذبون من كل ناحية وثارت القبائل من عُمان إلى أبواب المدينة نفسها على الخليفة وأعلنت الردة على الإسلام.

    ولكن ما لبث الخليفة أن أخضع الجمهور الهائج الثائر وبسط سيطرته عليه في مدة لا تزيد على السنة الواحدة. وكانت أيام الخلفاء الراشدين الأربعة أيام الإسلام الحق، فكانوا يطبقون القانون تطبيقا حرفيا، كما وصفه النبي أو كما يفسره الصحابة. وحرّمت الموسيقى. فيقول ابن خلدون أعظم المؤرخين المسلمين بأن المسلمين احتكروا كل شيء وحرّموا الغناء في الأيام الأولى من الإسلام.

    ولعل الخليفتين الأولين لم يحبا الموسيقى ولا عنيا بها. فلقد شغلتهما الحرب في سبيل تثبيت الإسلام لدرجة منعتهما من التمتع بالفنون، وعاشا أبسط عيشة بل انتظرا من غيرهما أن يحيا مثلهما.

    وعلى الرغم من تشدد أبي بكر، يظهر أنه وجدت فئة قليلة انهمكت في الملاهي. فالطبيعة لا يمكن أن تحبس بل غالبا ما يحدث رد الفعل مفاجئا. والإنسانية في تحطيمها القيود كثيرا ما تتخطى حدود الأديان. فحاول الشباب المرح الذي أترع كأسه من ملذات الحريم، حين ابتعد إلى الخارج، أن يتجنب قيود العقيدة المتشددة وجرى وراء اللذة التي يبحث عنها أمثاله من الشباب وأصحاب اللهو في الخمر وفي الموسيقى وفي الإنفاق المسرف. لكن كانت تنتظرهم أيام ذات حرية أكبر وأشمل.

    ويبدو أن عمر لم يختلف عن سلفه في هذا المضمار وإن كنا نجد حديثاً عن عائشة يروي أن عمر سمع إحدى القيان في بيت النبي.

    وتروى في العقد الفريد عدة أخبار عن عمر وموقفه من الموسيقى. قال عمر في أحد هذه الأخبار بعد أن سأل رجلا أن يغني: "غفر الله لك". ويوضح لنا هذا القول الحظر المضروب على الموسيقى.

    تلاه الخليفة عثمان، فتغيرت في عهد حياة العرب الإجتماعية والسياسية تغييراً كبيراً، إذ كان عثمان شغوفا بالثروة والمظاهر بخلاف سلفه. واستطاع العرب بفضل الثروات الواسعة والرقيق الذي تدفق على الحجاز من الأقطار المفتوحة أن يقيموا الروائع الشبيهة بما كانوا يرونه في البلاد العربية الأخرى وفي فارس والإمبراطورية البيزنطية اللتين سقطتا تحت سيوفهم. فأصبحت القصور الشامخة والحشم الكثير من الرقيق والمواكب المترفة والمعيشة المرفهة، من الأمور المألوفة، لا في العراق وسورية فحسب اللتين كانتا تعرفان هذه الأمور من قبل، بل في مدن الحجاز المقدسة أيضا. وشغف العرب بالموسيقى والموسيقيين في جميع قصور الأشراف والأثرياء ودورهم بالرغم من حظر النبي وتذمر المسلمين من المتشددين.

    أما علي فكان شاعراً، وكان أول خليفة أضفى حمايته المطلقة الحقيقية على الفنون الجميلة والآداب بشجاعة، وذلك بدراسة العلوم والشعر والموسيقى. ومنذ ذلك اليوم ضمنت الموسيقى مستقبلها. وعندما انتقلت الخلافة من أيدي الراشدين إلى بني أمية نشأ الفن وثبت في بلاط النبي نفسه.

    أول موسيقي ظهر في الإسلام هو طويس (الطاووس الصغير) واسمه الكامل أبو عبد المنعم عيسى بن عبد الله الذائب، وكان مولى لبني مخزوم وينسب إلى المدينة، إذ نشأ في دار أروى أم الخليفة عثمان. وبينما هو في حداثته استرعت انتباهه ألحان الرقيق الفرس الذين كانوا يعملون في المدينة فقلد أسلوبهم. ويقول ابن بدرون إن طويسا اشتهر في الأعوام الأخيرة من عهد الخليفة عثمان.

    أما بالنسبة للآلات الموسيقية والمصطلحات المختلفة في ذلك العصر، فإننا نجد بين الآلات الوترية المعزفة والمزهر. وكانت المعزفة شائعة في اليمن خاصة، وربما شاعت في الحجاز أيضا. وكان المزهر عوداً جلدي الصدر، وقد نال إعجاب العرب وإن احتل بعض مكانته العود ذو الصدر الخشبي الذي أتى من الحيرة حوالى نهاية القرن السابق. ويظهر أن الطنبور كان محبوباً كثيراً في العراق حيث نال الجنك الإعجاب أيضا.

    ومن الآلات الهوائية كان الناي العمودي معروفاً باسم القصّابة أو القصبة، والناي الطويل معروفا باسم المزمار وهو الاسم الذي كان يطلق على الآلات الهوائية الخشبية عامة. وكان النفير يسمى البوق، ولكنه لم يستخدم في الحرب حتى ذلك الوقت.

    والآلة الأولى بين آلات القرع هي القضيب الذي كان محبوباً وشائعاً عند أصحاب الغناء المرتجل. وكذلك كان الدف المربع آلة محبوبة لملاحظة الإيقاع أو الوزن. وكانت الصنوج الصغيرة من آلات الرقص. وأخيرا كان لفظ الطبل يطلق على جميع عائلة الطبول.


    الموسيقى في العصر الأموي

    عندما استلم بنو أمية مقاليد الأمور من الراشدين امتدت الإمبراطورية العربية شرقاً حتى نهر جيحون وجبال الهندوس، وغرباً حتى المحيط الأطلسي وجبال البرينس. فبدأ بذلك ركب الحضارة الإسلامية يشق طريقه إلى المجد، فازدهرت الفنون والعلوم، وانتقلت الموسيقى العربية إلى مرحلة جديدة.

    فعندما أقام الأمويون خلافتهم في دمشق، أنشأوا لأنفسهم القصور بفاخر الرياش، وألحقوا المغنين بهذه القصور بعد أن عشقوا هذا الفن الجميل. وعلى الرغم من تشدد وتعصب خلفاء بني أمية أمثال عمر الثاني، فإن الموسيقى ازدهرت في عهد هذه الأسرة ووجد الموسيقيون مكاناً رحباً في البلاط الملكي وعناية خاصة من الخلفاء الأمويين. فشجع عبد الملك الموسيقى وكان ملحنا مجيدا، كما كافأ الشعراء بالهبات العظيمة. وتولى الوليد الأول الحكم في مزدحم الحوادث، إذ رفع لواء الإسلام داخل حدود الصين في الشرق وعلى شواطئ المحيط الأطلسي في الغرب وعبر البحر الأبيض المتوسط، وأقيمت أسس خلافة عربية في إسبانيا. ويقول موير: إن الثقافة العربية أخذت بالإزدهار في عصره فتقدمت الموسيقى تقدما سريعاً جداً. وبالرغم من مشاغله الكثيرة، فقد استدعى رأسي الموسيقى في مكة المكرمة والمدينة المنورة ابن سريج ومعبدا إلى البلاط في دمشق واستقبلهما استقبالا يفوق استقبال الشعراء احتراماً وشرفاً.

    هكذا حذا حذوه بقية خلفاء بني أمية. فكان بلاط الخليفة مليئاً بالموسيقى. ونال هذا الفن أكبر تشجيع، اللهم إلا في عهود معاوية الأول وعبد الملك وعمر الثاني. ونال المغنون والعازفون من الإحترام والمنح الجزيلة ما لا يعادله شيء إلا في العصر الذهبي في العهد العباسي. فاسترجعت بذلك الموسيقى والموسيقيون الى حد ما بعض ما كان لها ولهم من إعجاب وتقدير في حياة العرب الاجتماعية. فلم تعد الموسيقى من عمل الرقيق بل نرى موالي ذوي مراكز اجتماعية عالية يمتهنون الموسيقى.

    ومن أبرز المغنين العرب في أول الحكم الأموي سائب خائر الذي أسبغ الروح العربية على الغناء الفارسي واستخدم العود بدل القضيب في الغناء. وسار على المنهج نفسه آخرون ممن تتلمذوا عليه أمثال إبن سريج ومعبد. ومن النساء عزة الميلاء وجميلة. ومن السمات الموسيقية لهذا العهد ظهور الأغنية الفردية التي كانت تؤدى بمصاحبة العود. وفي عهد يزيد الأول المتوفى عام 683م والذي لقب براعي الموسيقى العربية، نسمع لأول مرة عن وجود منشد البلاط أو منشد القصر. فقد كان شاعرا مجيداً. ويقول المسعودي إنه كان صاحب طرب. كما نقرأ في كتاب الأغاني أنه كان أول من سمى الملاهي في الإسلام من الخلفاء وآوى المغنين.

    يؤكد الخبراء أن أهمية الأغنية العربية فاقت أهمية الموسيقى الآلية لفترة طويلة دامت حتى القرن العاشر الميلادي. وقد كان العود العربي بادئ الأمر ذا وجه من الجلد، واستمر كذلك حتى ظهر العود الفارسي المسمى بالبربط في مكة حوالي 685م، وكان وجهه خشبيا، فأصبح العود العربي ذا وجه خشبي منذ ذلك التاريخ.

    بدأ في ذلك العصر ابن مسجح، الذي لقب بأبي الموسيقى العربية القديمة، في وضع قواعد للعزف والأداء والتلحين. لذا سمي الغناء العربي في ذلك الوقت بالغناء المتقن. ومن خلال رحلاته في بلاد فارس وسورية استطاع أن يتعلم كثيراً من النظريات والقواعد الموسيقية. فاستعان بفنه وعبقريته وموهبته وأبعد الروح الأجنبية عن طابع موسيقانا، وأدخل من التجديدات اللحنية ما استطاعت الأذن العربية أن تستوعبه وتتذوقه، ووضع أسسا وقواعد ونظريات للغناء وللعزف على العود والتلحين أيضا.

    لذا يؤكد كثير من المستشرقين والمؤرخين أن المدرسة الموسيقة العربية الكلاسيكية التي أوجدها ابن مسجح هي مدرسة قومية الطابع، وإن كانت تأثرت ولا ريب بمؤثرات فارسية وبيزنطية وإغريقية وغيرها من المؤثرات التي تحتمها نظرية سيولة الثقافة وامتزاج الحضارات، وببعض الزخارف اللحنية التي تستخدم في موسيقانا العربية حتى يومنا هذا، وانتقلت إلينا منذ ذلك العهد البعيد. ومن الإيقاعات التي كانت تستخدم بكثرة في الموسيقى العربية إبان العهد الاموي إيقاع "خفيف الرمف" وهو يشبه الوزن الغربي 10/8 وكذلك "خفيف الثقل" ووزنه 6/8. وقد ظهرت في ذلك العهد أهمية اللحن والإيقاع والزخارف اللحنية في موسيقانا العربية. وظلت هذه الخواص حتى الآن أهم ما يميز الموسيقى الشرقية بصفة عامة والعربية بصفة خاصة.

    أما بالنسبة للآلات الموسيقية فلم يطرأ عليها غير تغييرات قليلة وبقي العود سيد الآلات. وقد استعمله في العزف المنفرد أكبر الموسيقيين العرب في ذلك العصر. ويبدو أن العراقيين الذين كانوا يحبون الطنبور كانوا يستعملون العود ويضربون عليه.

    أخذ الفنانون يكثرون من استعمال الآلات الهوائية الخشبية، إذ نقرأ مرارا عن المزمار الذي يعزف لحن الأغنية يرافقه العود، وكذلك اصطحبوا الطبل والدف لتمييز الإيقاع، فظهرت بوادر الفرقة الموسيقة.

    وهكذا استمرت الموسيقى العربية تسير في طريق الانتعاش والازدهار حتى بلغت ذروة مجدها خلال حكم العباسيين.




    ترقبونا سنمدكم بكل جديد في عالم الموسيقى


    مع تحيات منتديات تونيزيا كافيه

    http://www.tunisia-cafe.com




    شرح نص تحضير دروس شرح نصوص ملخصات الدروس موقع تعليمي تونسي
    Explication du texte de préparation des leçons, explication des textes des résumés des leçons, un site pédagogique tunisien

  5. #5
    عمكم جوجل الصورة الرمزية googleplus
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    TN
    المشاركات
    386

    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين








    هدية الى كل الموسيقيين في لبنان ركن خاص باللبنانيين
    :Tunisia cafe:



    http://www.tunisia-cafe.com/vb/index.php
    googleplus جوجل بلس

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190