محمد امطاوع طفل ليبي يتحدى الاعاقة



محمد امطاوع




الطفل محمد امطاوع رغم الإعاقة..الأمل بحياة أفضل
محمد امطاوع طفل ليبي يتحدى الاعاقة

أعزائي* ‬الأطفال* ....‬
ضيفنا لهذا العدد*... ‬ضيف ليس ككل الضيوف* ‬
فهو طفل أبصر وجه الدنبا بإعاقة حدثت له أثناء ولادته ولازمته في* ‬حياته كان الابن البكر لوالديه*.. ‬سموه محمداً* ‬فرحوا بقدومه*..‬كان ميلاده بداية لمشوار طويل من العناية والرعاية والاهتمام التي* ‬امتدت مع سنوات عمره*.‬
والداه* .. ‬فوضا أمرهما إلى الله*.. ‬لم* ‬يدب اليأس إلى قلبيهما ولم تعثر الحيرة نفسيهما،* ‬دفعا به إلى إحدى المدارس القرآنية لإيمانهما بأن الله سبحانه وتعالى لن* ‬يتخلى عنه وسيمنحه من عنده خيراً* ‬كثيراً*.‬
بدعم من والديه،* ‬وتشجيع من القائمين على تحفيظه استطاع أن* ‬يحقق شيئاً*.. ‬وهو ذلك الطفل الذي* ‬ولد وهو* ‬يعاني* ‬من حالة استقساء في* ‬رأسه نتج عنها تخلف ذهني* ‬قد* ‬يراه البعض عائقاً* ‬نحو التعليم والحفظ منحه الله تعالى من عنده نعمة كبرى،* ‬وميزه بقدرة حفظ كبير في* ‬حفظ آيات كتابه العزيز*.‬
سمعت به وعرفت أنه موجود بمركز طرابلس لتأهيل ذوي* ‬الاحتياجات الخاصة ذهنياً*.‬
ذهبت إلى حيث* ‬يكون،* ‬وبالفعل كما* ‬يقولون،* ‬ليس السمع كالعيان*.. ‬فما سمعته عنه وجدته مرسوماً* ‬على ذلك الوجه الملائكى البرئ*.. ‬فما أن سلمت عليه وسألته عن اسمه حتى بادرني* ‬بالإجابة قائلاً*: ‬إن اسمه* »‬محمد علي* ‬امطاوع*« ‬وأن اسم والدته* »‬فوزيه*« ‬ومما زاد في* ‬دهشتي* ‬أنه سألني* ‬عن اسمي* ‬وعن سبب زيارتي* ‬له فذكرت له أنني* ‬جئت لأجرى لقاء معه وسينشر في* ‬مجلة»الأمل*« ‬
ـ فسألني* ‬ومتى* ‬يكون ذلك؟* ‬
فقلت له ـ عما قريب ـ إن شاء الله ـ ووعدته بأن أحضر له نسخة،* ‬استطاع هذا الطفل بتوفيق من عند الله أن* ‬يحفظ جزء عم كاملاً* ‬بل كان* ‬يحفظ العديد من الآيات القرآنيه*. ‬
طلبت منه أن* ‬يسمعني* ‬شيئاً* ‬مما حفظه من آياته الكريمة*. ‬
فبدأ في* ‬قراءة وترتيل آيات الله بطريقة أذهلتني* ‬وفاجأتني،* ‬لا لشيء ولكن لسلامة اللغة وطريقة الأداء البعيدة كل البعد عن أي* ‬خطأ لطفل* ‬يعاني* ‬من تخلف ذهني*.‬
سألت مدير المركز عنه الأستاذ*/ ‬محمد المعمري* ‬وعما إذا كان* ‬يحمل أية مواهب أخرى* ‬غير موهبة الحفظ لآيات كتابه العزيز*.‬
فطلب منه أن* ‬يردد على أسماعنا بعضاً* ‬من الأدعية التي* ‬حفظها من خلال مشاهدته للشاشة الفضيه*. ‬
هل تدرون ماذا فعل؟* ‬
بسط كفيه وبدأ في* ‬الدعاء بطريقة جعلتنا في* ‬حالة خشوع ونحن نردد وراءه* »‬آمين*« ‬إذ كان* ‬يدعو بلغة عربية سليمة*. ‬بل وختم دعاءه بأن دعا لنا وبأسمائنا*.‬
طلبت منه أن* ‬يجلس على مقعده ويكتب في* ‬دفترة كان أمر الجلوس والكتابة أمراً* ‬صعباً* ‬تحقيقه قبل دخوله للمركز الذي* ‬دخله منذ شهرين فقط،* ‬فهو لم* ‬يكن* ‬يستطيع الجلوس أو مسك القلم بطريقة صحيحة والكتابه به*. ‬
فقام بذلك وبشكل* ‬يدل على مدى الاستجابة التي* ‬يبديها لما* ‬يتعلمه من معلماته داخل الصف*.‬
سألته مجدداً* ‬عما* ‬يتعلمه داخل المركز* ‬غير الكتابة*. ‬فقال إنهم* ‬يتعلمون الأناشيد ويتغنون بها في* ‬حصة الموسيقي* ‬وسرعان ما أسمعني* ‬بعضاً* ‬مما كان* ‬يحفظه من أناشيد وقال بأن المعلمة هي* ‬من تعلمهم ذلك وإليكم ما أنشدني* ‬من كلمات* :‬ـ
أنا عندي* ‬سبعة أشكال* ‬نتلونها سبعة ألوان* ‬
اللون الأبيض لون سني* ‬اللون الأسود لون شعري* ‬
اللون الأصفر لون الشمس* ‬اللون الأحمر لون دمي* ‬
اللون الأزرق لون بحري* ‬اللون الأخضر لون علمي*.‬
كان محمد* ‬يغني* ‬هذه الكلمات ويترنم معها*. ‬مما زاد في* ‬طربنا لسماعه وسعادتنا بما* ‬يشعر به من فرح لذلك*.‬
سألنا مدير المركز عمن وراء تميز محمد في* ‬هذا المركز وبهذا المستوى؟ فأجانا بأن اهتمامات أسرته تأتي* ‬في* ‬المرتبة الأولى سواء في* ‬تلاوة* ‬القرآن أو في* ‬تعلمه كيفية أداء الصلوات وغيرها من الجوانب الدينية وأكد على أن محمداً* ‬يمتلك ملكة للحفظ* ‬غير عادية*.‬
فهو* ‬يستطيع تذكر الأحداث والأسماء ولاينساها حتى بعد فترة زمنية طويلة،* ‬وهذا شيء نادر* ‬يمتاز به عن أقرانه،* ‬ميزه به الله سبحانه وتعالى،* ‬كما ذكر الأستاذ محمد المعمري،* ‬أن المركز* ‬يحاول تأهيله والوصول به إلى مستوى جيد من خلال مايملكه من موهبة نادرة*.‬
أعزائي،* ‬بهذا القدر،أنهيت اللقاء وتمنيت أن* ‬يمنحه الله الصحة والعافيه ويحقق لوالديه ما* ‬يتمنيانه*. ‬وختاماً* ‬أودعكم ـ وكلي* ‬ـ أمل لألتقي* ‬بكم في* ‬أعداد قادمة بمتابعة وافية*.. ‬حول مركز طرابلس لتأهيل ذوي* ‬الاحتياجات الخاصة ذهنيا وما* ‬يقدمه من خدمات لهؤلاء الأطفال*.‬