التواصل و التعارف و بناء العلاقات
:Tunisia cafe:
التواصل و التعارف و بناء العلاقات
التواصل :
اشكالية الموضوع :
لقد خلق الله تعالى الإنسان و فضله على باقي المخلوقات ، و منحه القدرة على التواصل و التعارف و بناء العلاقات .غير أن المتأمل في الواقع يجد أن كثيرا من الناس لا يحسنون التواصل مع غيرهم سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات و الشعوب ، و لا أدل على ذلك مما نشاهده من فشل في العلاقة الزوجية أو من الحروب التي تنشب بين الشعوب .
فما مفهوم التواصل ؟ و ما الأسباب التي تعيق التواصل الإيجابي ؟ و هل هناك قيم و ضوابط تكفل لمن حققها التواصل الفعال ؟
? الفرضيات : أ- التهيؤ للتواصل مع الغير يساعد في إنجاح عملية التواصل .
ب- لحل أزمة التواصل يجب الالتزام بقيمه و ضوابطه . ج- لتحقيق تواصل فعال لا بد من حصول التفاهم بين مختلف أطرافه .
×مفهوم التواصل : هو التفاعل الإيجابي الناتج عن استعمال حواس التواصل في إرسال الخطاب و في استقباله ، النابع من رغبة صادقة في صلة الآخر و الاتصال بوجدانه عن طريق الفهم و الإفهام ، المنطلق من إرادة الوصول إلى المعرفة الحقة .
1/ دواعي التواصل :
أ/ طبيعة الإنسان الاستخلافية : قال الله تعالى { و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة} البقرة30 ، فالإنسان مخلوق مكرم استخلفه الله سبحانه في الأرض ليعمرها و يصلحها ، و أنعم عليه بحواس التواصل فشقّ له السمع و البصر و الكلام ، قال سبحانه { و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا و جعل لكم السمع و الابصار و الافئدة لعلكم تشكرون}النحل 78، و لا يمكن لهذا الاستخلاف أن يتم و لا للحياة أن تستمر دون حصول التواصل بين الناس، و الله سبحانه يقول { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} الحجرات 13 . و ما دام أن الإنسان قد خلق لعبادة الله تعالى و عمارة الأرض ، فلا بد له من الاستعانة بالحواس التي تمكنه من التواصل مع الرسل و فهم خطابهم و تدبر الوحي ، و هنا تبرز أهمية الفؤاد في توجيه الحواس باعتباره ملكا و الأعضاء جنوده ، فهو منطلق النوايا و مهندس الأعمال و بصلاحه تصلح سائر الحواس و تؤدي وظائفها في تدبر آيات الله تعالى و اكتشاف أسرار الكون ، و بفساده تفسد سائر الأعضاء و تتعطل عن التواصل و تحقيق الاستخلاف و العبودية لله تعالى .
ب/ حاجات الإنسان الاجتماعية : لا شك أن الإنسان منذ ولادته ضعيفا لا حول له و لا قوة ، يستهل صارخا معبرا عن حاجاته الضرورية للحياة. و كلما كبر و قوي فإن حاجياته الاجتماعية تزداد ، فيلجأ للتواصل مع من حوله ليحقق رغباته و احتياجاته العضوية ، أو حاجته للأمن و تحقيق ذاته و لتقدير الآخرين له أو العكس .
إلا أن تواصل الناس بعضهم ببعض ، كثيرا ما يتأثر بمعيقات تحول دون التفاهم و تحدّ من فعالية التواصل . و أبرز هذه العوائق ، ما يلي :
2/ عوائق التواصل النفسية و السلوكية :
أ- العوائق النفسية : و هي مشاعر و قناعات سلبية كامنة في نفس أحد طرفي التواصل ، و تصنف إلى :
أ- عوائق الإرسال:
- آفات التعالي و الإعجاب بالنفس و سوء الظن . قال الله تعالى{يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}الحجرات 12. فهذه الخصال تنفر المخاطب من التواصل.
ب- عوائق الاستجابة :
- كالكبر الذي يدفع صاحبه إلى عدم قبول كلام أو نصح من يحتقره. أو الجحود الذي يدفع إلى الإصرار على الباطل و مخالفة الحق و الاشمئزاز منه رغم العلم به . و كالإحساس بدونية الآخر و إصدار الأحكام الجاهزة.
ب- العوائق السلوكية : و هي خصال منفرة للمخاطب أو المخاطب ، و تنقسم إلى :
أ- عوائق التبليغ:
- و منها : الغضب و الغلظة في الخطاب اللذين يشعران المخاطب بالإهانة و يزرعان في نفسه الخوف ، بدل حصول الإفهام . و قد قال الله تعالى مخاطبا نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم { فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } آل عمران 159 .
ب- عوائق التلقي :
- كالإعراض عن المخاطب و الغفلة عنه ، قال الله تعالى { و الذين كفروا عما أنذرا معرضون } الأحقاف 3 ، أو الاستهزاء بالمخاطب و السخرية منه ، قال سبحانه { يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم } الآية الحجرات 11.
3/ قيم التواصل و ضوابطه :
لقد خلق الله تعالى الإنسان و هو أعلم به ، فلم يتركه دون توجيهات تهذب سلوكه و تضبط تصرفاته ، و لذلك أرشده الشرع الحنيف إلى القيم و الضوابط التي تهيؤه للتواصل الإيجابي ، و التي يمكن إجمالها في الآتي :
* قيم التواصل :
قيم تحكم نية المتواصل:
إخلاص التواصل لله تعالى لأن الأعمال بالنيات ، فلا بد أن يقصد مرضاة الله و نيل الأجر و الثواب ، أو جلب مصلحة له أو لغيره ،أو دفع مفسدة عنه أو عن غيره . قال تعالى {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس و من يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نوتيه أجرا عظيما } النساء 114 .
قيم تحكم مقصد المتواصل
أن يكون مقصد من التواصل تحقيق التعارف بين الناس ، و إشاعة التفاهم و قيم الخير التي دعى إليها الإسلام ، مما يجعل التواصل بعيدا عن اللغو و العبث و الكلام الفاحش و اللعن و السب ...
قيم تحكم فعل المتواصل :
و ذلك بالتحلي ببعض الصفات و الأخلاق الفاضلة ، و تجنب أضدادها . و من ذلك : - الصدق و تجنب الكذب . - و الأمانة في نقل الأخبار .
- الحياء و تجنب الكلام الفاحش
- التواضع و تجنب عبارات التعالي على الغير.
-احترام الرأي الآخر و المحاورة بالحسنى بحثا عن الحق .
- الإذعان للحق عند ظهوره و البعد عن المراء و الجدال .
- الرفق بالمخاطب ليكون أدعى لقبول النصح و الحديث .
* ضوابط التواصل :
* ضوابط التبليغ و الإرسال :
منها حسن البيان– المخاطبة بالحسنى – الكلمة الطيبة – الابتسامة– الرفق. قال الرسول صلى الله عليه و سلم {ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شيء إلا شانه}.
ضوابط التلقي و الاستقبال :*
أهمها : حسن الإنصات - عدم المقاطعة – التثبت و طلب الفهم عند الاستشكال أو الالتباس في فهم الغرض من الخطاب تجنبا للتأويلات السيئة – حسن الإقبال على المخاطب{و لا تصاعر خدك للناس} لقمان 18.
خلاصة : يستطيع كل مسلم أن يكتسب مهارات التواصل التي تؤهله للتواصل مع ربه و الكون و الناس من حوله ، كلما حمل نفسه على التخلق بآداب الإسلام و التزم بقيم التواصل و ضوابطه ، و تجاوز عوائقه . فيصبح بالتالي ممن قال الله تعالى فيهم {و لا تستوي الحسنة و لا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنه ولي حميم} فصلت 34
drama turc الدرامة التركية اللغة التركية
التواصل و التعارف و بناء العلاقات
:Tunisia cafe:
شروح نص,مواضيع انتاج كتابي,مواضيع انشاء,مواضيع تعبير كتابي,قراية تونس sa7liplus
التواصل و التعارف و بناء العلاقات
:Tunisia cafe:
موضوع انشاء, موقع تعليمي, char7nas, char7nas 9raya talkhis dourous, charhnas, انتاج كتابي, تلخيص نص, تحليل نص, تحضير نص, تعليم تونس, تعبير كتابي, جدي, incha, intaje kitabi, mawdou3, شرح نص, ta7lil, tahdhirnas, tal5is, قراية تونس صديق الجميع sadi9 al-jami3
التواصل و التعارف و بناء العلاقات
شكرا لكم على هدا المجهود
صحيفة ضد السلطة journal contre le pouvoir