لعقلية الانتصارية داخل الفريق أهم مكسب والمطلوب بداية أفضل
منذ سنوات عديدة لم ينجح النادي الإفريقي بالمنافسة على البطولة ثلاثة مواسم متتالية مثلما نجح بالقيام به منذ فترة بعد أن أثبت من جديد انه بدأ يعرف السبيل الأمثل للبقاء في القمة
والحديث عن القمة غير مرتبط بالمركز الأول في الترتيب العام بل ضمن المركزين الأول والثاني وهو في حد ذاته أمر مهم جدا ذلك أن نجاح الفرق المحترفة في العالم ليس مرتبطا أساسا بعدد الألقاب التي يجمعها في كل موسم بل بالمنافسة بجدية على الألقاب والحصول على مراتب تمكن الفرق من المشاركة في التظاهرات الكبرى مثلما حصل مع الإفريقي الذي سيكون حاضرا للموسم الثالث على التوالي في رابطة الأبطال الإفريقية
ولعل المكسب الأهم الذي حققه الإفريقي هو عودة عقلية الانتصارات والتتويجات داخل الفريق فلم يعد موسم الأحمر والأبيض ينتهي منذ مرحلة الذهاب بل أصبح للمجموعة قوة شخصية تسمح لها بالمنافسة بقوة وبفاعلية على اللقب وخلال الموسم قبل الماضي كان الإفريقي صاحب الصدارة طوال 18 جولة قبل أن يفقد الزعامة في الجولتين الأخيرتين وخلال الموسم الماضي عاد بقوة وتدارك فارق 8 نقاط عن النجم وتوج بطلا وخلال هذا الموسم قلب المعطيات وأمكنه تجاوز الترجي الذي أخذ فارقا مهما لكن الإفريقي لم يحافظ على الصدارة ولا يمكن ان يلوم إلا نفسه على فقدانها لأنه لم يخسر المركز الأول ضد منافسه المباشر. ويجب أن نتذكر دائما أن الإفريقي دخل في مرحلة «إعادة بناء» منذ ثلاثة مواسم ورغم ذلك فقد جمع بين تكوين فريق قوي له أسلوب لعبه الذي أصبحت معظم الفرق تعتمده (4ـ2ـ3ـ1) والمنافسة الفعلية على الألقاب والحديث عن تكوين شبان خلال هذا الموسم (المسعدي بشكل خاص) ليس مهما لأن كل موسم يعرف بروز اللاعبين الشبان في كل الأندية على حد سواء
مرحلة الذهاب من جديد
لعل القاسم المشترك بين الموسم الماضي والموسم المنقضي هو أن النادي الإفريقي لم يخسر ضد منافسيه المباشرين على اللقب وخلال الموسمين الأخيرين لم يخسر الافريقي سوى مقابلة في كل موسم الأولى كانت ضد الاتحاد المنستيري والثانية كانت هذا الموسم ضد نادي حمام الأنف وهو ما يعني أن الفريق له أسبقية على منافسيه. أما نقطة التشابه الثانية فهي ضعف نتائج الفريق خلال مرحلة الذهاب فخلال الموسم الماضي تعادل الفريق في 5 مقابلات وانهزم في مقابلة مقابل ذلك فقد حقق 12 انتصارا في الإياب وتعادل وحيد والفارق بين رصيد الفريق في الذهاب (26 نقطة ) وفي الإياب (37 نقطة) كبير. أما في هذا الموسم فقد جمع الإفريقي في الذهاب 25 نقطة وفي الإياب 32 نقطة وبالتالي فإن الفريق لم ينجح خلال الموسمين بتحقيق بداية جيدة وهو أمر يمكن تفسيره بكون الروزنامة هذا الموسم كانت صعبة في الذهاب بعد أن لعب الإفريقي خارج ملعبه ضد الفرق التي أنهت البطولة في المراكز الستة الأولى أما خلال الموسم الماضي فإن انتداب أكثر من 10 لاعبين جعل المدرب واللاعبين بحاجة لبعض الوقت لتكوين أفضل تشكيلة ممكنة. ونعتقد أن الإفريقي قد تعلم الدرس الان من مصاعبه في مرحلة الذهاب وعليه تدارك ذلك خلال الموسم القادم وجمع أكبر عدد ممكن من النقاط ذلك أنه لا يمكن دائما التعويل على العودة القوية في الإياب.
ويمكن القول أن موسم الفريق يشبه جل مقابلاته تقريبا فالإفريقي يجد دائما صعوبات في البداية ثم ينهي المقابلة بالانتصار فضد مستقبل القصرين في الذهاب والأولمبي الباجي وقوافل قفصة وأمل حمام سوسة والاتحاد المنستيري في الإياب سجل الإفريقي هدف الانتصار في الدقائق الأخيرة من المقابلة وعدل ضد النجم الساحلي في الوقت بدل الضائع وحسم عديد المقابلات في الفترة الثانية
الإفريقي يخسر مصادر قوته
عامل اخر لم يساعد المدرب بن شيخة ولاعبيه وهو تتالي الإصابات فالنفزي وبن رجب والعيفة والعمري والسويسي والدربالي والورتاني والسلامي والمليتي وجنيور وتشالا والمسعدي والذوادي والمعمري وبوشعالة وغنام والنصايبي تعرضوا لاصابات على التوالي خلال هذا الموسم دون نسيان الاصابة الخطيرة التي تعرض لها يوسف المويهبي أفضل اللاعبين في الفريق وفي مثل هذه الحالات لا يمكن للفريق أن يوفق بين مختلف الالتزامات التي ينافس عليها وهو ما تسبب في عديد المشاكل في ما بعد خاصة وأن الإفريقي كان معنيا بمسابقة قارية في بداية الموسم وأخرى في نهاية الموسم. ولم يكن مردود المنتدبين مستقرا وتقريبا لم يوفق الافريقي في مختلف التعاقدات باستثناء الدربالي الذي لم يلعب بانتظام ومقابل ذلك لم يوفق المليتي و النصايبي والإصابة التي تعرض اليها في بداية الموسم حرمت المعمري من البروز كما أن بوشعالة لم يتمتع بالوقت الكافي وكلما نزل الا و حاول تقديم الإضافة
الهزيمة ضد حمام الأنف!!
كل الفرق التي تلعب من أجل اللقب معرضة للهزائم ضد فرق من مستوى ثان وغير معنية بالبطولة وهو ما حدث للترجي وبعد ذلك للنادي الإفريقي الذي خسر المقابلة التي كان يجب ألا يخسرها ذلك أن فرحته بانتصار الدربي لم تدم سوى أسبوعا لينقاد الفريق لهزيمة عريضة 3ـ1 ضد رفاق الغرياني. والإفريقي لم يتعلم الدرس الذي دفع النجم الساحلي ثمنه باهظا الموسم الماضي حين ظن أن تفادي الهزيمة ضد منافسه المباشر يضمن له البطولة فتعثر ضد الملعب القابسي وقوافل قفصة وها أن الافريقي يعيش الموقف نفسه وكأنه لا يريد إلا أن يكون مطاردا لمنافسيه. ونعتقد أن الحديث عن التحكيم غير منطقي لأن كل الفرق معرضة لمظالم تحكيمية صحيح أن المقابلة ضد الملعب التونسي في الذهاب كان يمكن أن تغير الكثير لكن الإفريقي تعادل مع الأولمبي الباجي بعد أن قبل هدفا من تسديدة ضعيفة للإبراهيمي والافريقي تعادل مع أمل حمام سوسة وهو الذي كان مسيطرا وأتيحت له فرص واضحة والإفريقي كان متقدما على الترجي في الذهاب لكنه خسر تقدمه في ظرف وجيز وتعادل 2ـ2 وفي هذه الحالات فانه لا يلوم إلا نفسه لأنه خسر نقاطا كانت في متناوله
ونعتقد أن أهم مكاسب حققها الافريقي هي غرس العقلية الانتصارية وثقافة التتويجات في الفريق وهو ما من شأنه أن يغطي كل النقائص الأخرى التي يعاني منها الفريق في انتظار نجاحه لاحقا في المسابقات الإقليمية مثلما تعود