الشباب في مفترق الطرق بسبب تنوع المشاكل الاجتماعية.
أدى ارتفاع تكاليف الزواج كالمهور وغيرها وأسعار المساكن وتزايد معدلات البطالة، إلى تفشي ظاهرة العزوبية بين أوساط الشباب العربي، إضافة إلى انعكاسات اجتماعية ونفسية غير مرغوبة في المجتمع.
وما زالت ظاهرة الزواج المبكر منتشرة بين الشباب وخاصة الإناث، حيث تراوح متوسط السن عند الزواج للشباب بين 20 سنة للإناث و24 سنة عند الذكور، مما يدل على ان العادات والتقاليد الاجتماعية حيال تزويج الفتيات في سن مبكرة ما زالت سائدة في المجتمعات العربية.
يلعب التعليم دوراً رئيساً في إعداد جيل الشباب وإكسابهم المعارف والمعلومات وفي تحسين حياة الفرد والأسرة وتطوير المجتمع، وفي رفد عملية التنمية وسوق العمل، كما يلعب التعليم دوراً أساسياً في تمكين المرأة ورفع مكانتها.
وقد طرأت تطورات هامة على بنية الهرم التعليمي للشباب ذكورا واناثا، وتمثلت بانخفاض ملموس في نسبة الأمية وارتفاع نسبة الملمين بالقراءة والكتابة والحاصلين على مختلف أنواع الشهادات، وقد أدت مجانية التعليم وإلزاميته التي امتدت حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي حالياً، إلى انخفاض ملموس في نسبة الأمية بين الشباب، مقابل ارتفاع نسبة المتعلمين، ومع ذلك بقيت الفجوة واسعة بين الذكور والإناث في هذا المجال، كما بقيت التركيبة التعليمية ضعيفة بين الشباب .
ويعود انقطاع الشباب عن الدراسة إلى مجموعة من الأسباب أهمها صعوبة الظروف المادية وعدم الرغبة الشخصية بمتابعة الدراسة وعدم النجاح في الدراسة وتدخل الأهل والأقارب وعدم رغبة الزوج، ووجود فرصة عمل جيدة.
ويؤكد الارتفاع الكبير لنسبة الشباب الذين تركوا الدراسة في مرحلة التعليم الأساسي على ضعف التركيبة التعليمية للسكان بشكل عام، والتي لا تتلاءم مع التطورات العلمية والمبتكرات التقنية الحديثة والمتسارعة التي يشهدها العالم هذه الأيام.
أما أهم الصعوبات التي عانى او يعاني منها الشباب في مجال التعليم هي تنوع وكثرة الكتب والمناهج التعليمية، وقلة استخدام الحاسب، وضعف الجوانب التطبيقية في المناهج، وطول ساعات الدراسة، وعدم وجود مجموعة تقوية، وصعوبة الوصول إلى المؤسسة التعليمية، وكثرة الواجبات المنزلية، وضعف مضمون الكتب ومواكبتها للتطور العلمي، وصعوبة التعامل مع الأساتذة وعدم التنسيق معهم.
أما مشكلات العمل فهي تدني مستوى الدخل، والجهد المتعب الذي يتطلبه العمل وطول ساعات العمل، وبعد مكان العمل عن السكن، وسوء العلاقة مع الرئيس المباشر في العمل.
وتعبّر البطالة عن حالة اختلال التوازن بين العرض من القوى العاملة والطلب عليها، وتعود إلى ضعف الترابطات بين مخرجات سوق التعليم واحتياجات سوق العمل، وإلى عدم قدرة الاقتصاد الوطني على توفير فرص العمل الكافية والمناسبة.
ويتقاضى الكثير من الشباب الغير عاملين مصروفهم اليومي من أحد الأبوين، أو احد الاخوة أما بالنسبة للفتيات فان التفرغ للأعمال المنزلية أهم سبب لترك العمل عند الإناث، ويرى الكثير من من الشباب ان الوظيفة الحكومية هي المجال النموذجي للعمل، بينما بينما يرى القليلون ان العمل الحر هو المجال النموذجي للعمل .
يعد الاهتمام بصحة الشباب وتوفير الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية لهم استثماراً هاماً في مجال تنمية الموارد البشرية المتوازنة، لكن هذا لا يخلو من بعض المشكلات الصحية التي يعاني منها الشباب، وتعاني نسب عالية من الشباب من مشكلات عصبية ونفسية لأسباب وراثية او نتيجة الضغوط الحياتية التي يعيشونها،ومنها الخوف من الفشل الدراسي.
يتعاطى الكثيرمن الشباب تدخين السجائر بشكل دائم، والمواد المهدئة او المنشطة. ويلعب أصدقاؤهم في الحي الدور الأكبر في التأثير عليهم لتعلم ممارسة هذه العادات السيئة.
تعرف نسبة عالية من الشباب طرق انتقال مرض الايدز،ويجهل الكثير منهم بعض الطرق الناقلة للمرض والتي يمكن أن تؤثر في انتقال الايدز كتبادل القبل واصلاح الأسنان، إضافة إلى الطرق الشائعة وهي العلاقة الجنسية غير الشرعية، ثم نقل الدم الملوث، ثم استخدام الحقن لأكثر من شخص.
هناك مشاكل عديدة يعاني منها الشباب في محيطهم الأسري أهمها عدم كفاية دخل الأسرة وضيق المسكن والخلافات المستمرة بين الوالدين وغيرها .
وهناك بعض من أهالي الشباب يتدخلون في شؤونهم الشخصية مثل متابعة التعليم، واختيار الأصدقاء، واختيار العمل او المهنة، وفي الرحلات السياحية، والبرنامج الدراسي، واختيار الألبسة.
أما الصعوبات التي يعاني منها الشباب في مجال الزواج في تدني مستوى الأجور وعدم وجود فرصة عمل، ومشكلة السن، وارتفاع تكاليف الزواج، وموافقة الأسرتين على الشريك.
ومن المتوقع أن تساهم مكافحة البطالة والزيادة للرواتب والأجور، وتحسين معيشة السكان، وحفلات الزفاف الجماعي الاجتماعية والعمل في تذليل أغلب هذه الصعوبات.