القصيدة الحديثة غياب الرؤية الإبداعية وتكريس الغموض والعبثية
أقيمت فى دار الأسد للثقافة فى اللاذقية أول أمس وضمن فعاليات مهرجان المحبة فى دورته العشرين أمسية شعرية شارك فيها كل من الشاعرين خالد أبو خالد من فلسطين ونعيم تلحوق من لبنان وحضرها حشد من المثقفين والأدباء والنقاد والمهتمين ألقى الشاعر خالد أبو خالد خلال اللقاء الأدبي مجموعة من القراءات الإبداعية اختارها من نتاج سيرة طويلة تزيد على أربعين عاماً وتجلت فى عدد كبير من النتاجات الشعرية منها دواوين بيسان في الرماد وتغريبة أبو خالد والرحيل باتجاه العودة وفرس لكنعان الفتى شاهرا سلاسلى أجىء وسواها بالإضافة إلى عدد من الأعمال المسرحية والإذاعية.
وقال الشاعر خالد أبو خالد فى حديث لنشرة سانا الثقافية إن المشهد الشعري العربي عموماً والفلسطيني تحديداً كما يراه اليوم هو مشهد غنى ومتنوع حيث قدم شعراء الحداثة وتحديداً كتاب قصيدة النثر اضافة موازية لشعر التفعيلة خاصة.
وأضاف ان المشهد السوري قد حقق في عقد التسعينيات قفزة نوعية من حيث التجارب المتمايزة التي فرضت وجودها على الساحة خلافاً لما كان عليه الأمر في الثمانينيات واختتم بأن ظاهرة المهرجانات هي حالة صحية وعلى درجة من الضرورة إذ تتيح للشاعر أن يلتقى مباشرة بالمتلقى وأن يخلق معه حواراً لا تسنح الفرصة له في الأحوال العامة لاقامته.
وفي قصيدة إلقاها الشاعر بعنوان "معلقة غزة على أسوار القدس" يقول:
لنخيل غزة وحده جدلية الرؤية
ومعرفة العدو من الصديق
وهو الذى فضح الجريمة
والجنون
وله الدخول إلى الصدى
وله المدى
وله جمال القادمين إلى العريش.
الذاهبين إلى صلاة الفجر في القدس السعيدة.. في البعيد المخملي.. وله نشيدي في النشيد المطلق الأبدي في لغتي البديلة.
بدوره أكد الشاعر نعيم تلحوق فى حديث مماثل أن الشعر اليوم يعيش الزمن الصعب اذ راح يبهت و يضعف متورطا فى نزاع حقيقى مع الحياة الاستهلاكية التى يحياها الإنسان العصري والتي تقوده بعيداً عما يغذي القلب والروح كذلك فان القصيدة من وجهة نظر تلحوق لم تعد تقدم الجديد الذي يؤلف بين روح العصر وقيم التراث فباتت بهذا مجرد تقليد وتكرار لسابقاتها.
واختتم بأن الشعر هو دعوة لدخول مملكة الإبداع واكتشاف الغامض من الاشياء فيها و تلمس روح الآخر وجمالياته انطلاقاً من ثالوث الشعر الحقيقي الفكرة والصورة والإيقاع ولذلك فإن القصيدة الحديثة اليوم تحتاج لأعمال العقل العربى فيها نقداً وتمحيصاً.
وقد ألقى الشاعر خلال الأمسية عدداً من النصوص الشعرية من دواوين له منها قيامة العدم ويرقص كفرا وبوحا يغني وهو الأخير وسواها.. يقول فى أحد نصوصه تحت عنوان "أقحوانة الشوق" من شعر التفعيلة.. أرد الباب على حالي.. مشيحا عن دمي ما تبقى من غبار.. معلناً.. أن ليلتي الحمقاء.. ارتدادي.. ينام في ضلوعي إثم حريق.. ترجى أن يصيح.. وأن يحتمى بما شاع في الطريق.. وبما ارتسم على الموج من أحاجي.. واستوى فى الهواء طلوع.
رنا رفعت -سانا
مع تحيات منتديات تونيزيا كافيه
http://www.tunisia-cafe.com