لماذا نتبع دوما الطريق الأصعب؟
هذه قصة سجين حكم عليه بالإعدام ولم يبق على وقت إعدامه سوى يوم واحد.
و في مساء ذلك اليوم دخل عليه القاضي والجلاد.و قالا له:غدا سوف يتم تنفيذ حكم الاعدام لكن هناك مخرج واحد من السجن و هو السبيل الوحيد لذلك ولنجاتك من الموت أمامك فرصة إلى غاية فجر الغد- قبل تنفيذ الاعدام إن وجدته فأنت حر.
بمجرد خروجهما بدأ السجين بالبحث داخل الزنزانة. عن المخرج الذي أخبره عنه القاضي والجلاد..فبدأ بجدران الزنزانة ثم الأرضية حتى وجد فتحة صغيرة في الجدران.
أزاح بعض الحجارة و بدت السعادة بادية على محياه ظنا منه أنه المخرج الذي أخبره به القاضي والجلاد
أزاح الحجارة و بدا له كأنه ممر دخل عبره و واصل السير عبر تلك الحفرة. و واصل التقدم.حتى لاح ضوء طفيف. فأدرك أنه يقود حقا إلى خارج السجن و أنه المرر الوحيد الذي أخبر به. تقدم مسرعا نحو الضوء الذي ازداد كلما تقدم أكثرحتى وصل إلى نهاية الممر
وجد نفسه في مكان عال يطل على الوادي و من سبيل إلى الخروج منه و كان قد أدركه الفجر
فعاد أدراجه إلى الزنزانة خائب الأمل ظنا منه انهما ضحكا عليه.
لاح الفجر و جاء القاضي والجلاد معهما الجنود لأخذه و قالا له ألم تجد المخرج الذي أخبرناك عنه فقص عليهما السجين القصة و أنه أمضي الليل كله في البحث فضحكا عليهو قالا له لقد كان المخرج امامك طول الليل و لم تستطع الانتباه له فتعجب السجين و أستغرب إن المخرج كان باب الزنزانة.فقد ترك مفتوحا طول الليل و لكنك لم تتفطن لذلك و الآن حان وقت الاعدام.
اننا مثل ذلك السجين .نبحث دائما في المكان الغير
مناسب نتوهم دوما ما يثبط من عزيمتنا و نختلق أمورا لا وجود لها و نستبق الأحداث دوما ونتبع الطرق الأصعب لحل مشاكلنا دوما في حين ان معظم الأمور تحل بالطرق البسيطة و السهلة .