قصرهلال , محمد بن عمر بوزويتة رائد النضال الوطني قصرهلال
المناضل القدير محمد بن عمر بوزويتة رائد النضال الوطني بقصرهلال والوطن بقلم الحبيب ابراهم
إهداء إلى روح المرحوم المناضل الشريف الهلالي محمد بوزويتة الذي الذي ناضل من اجل استقلال تونس .
وقد نشرت جريدة "الإرادة" الناطقة باسم اللجنة التنفيذية يوم الاثنين 20 ديسمبر 1937 نص الحكم كاملا تحت عنوان كبير: "فضائح و حقائق تأتي من قصر هلال: خبايا القضية وخفايا الزعامة" وتحت عنوان أصغر: "قضية بوزويته أمام الديوان السياسي". وقد صدر ذلك العدد من الجريدة مخصصا للقضية.
وقد لاحظنا تبدل لهجة الجريدة إزاء محمد بوزويته. فبعد أن كان الاعتداء عليه يوم 2 أكتوبر 1937 مجرد تبادل للعنف بين "الجدد المتشددين والجدد المائعين" أصبح ينعت يوم 20 ديسمبر 1937 بأنه "أب الحركة الوطنية بقصر هلال" وهي كلمة حق أريد بها باطل. إذ ليس خافيا أنها كانت استدراجا لمحمد بوزويته كي يعلن عن ولائه للجنة التنفيذية وهو ما لم يفعله بعد أن خاب ظنه في الطرفين.
أما جريدة "العمل" الناطقة باسم الديوان السياسي فقد اكتفت بنشر الإدانة والحكم يوم 19 ديسمبر 1937 ولم تتعرض إلى البحث ووقائعه بقصر هلال.
وجاءت بعد صدور ذلك الحكم- الذي سوف نعود إليه- حرب العرائض: فقد نشرت جريدة "العمل" يوم 13 جانفي 1938 عريضة تحمل 800 إمضاء بها استنكار لما صدر بجريدة الإرادة وتعلق بالديوان السياسي قابلتها عريضة أخرى بالإرادة" تحمل 439 إمضاء قال أصحابها: "نزعنا ثقتنا من الديوان السياسي لتبديله "سياسة المعارضة بسياسة المشاركة" حتى تضاءل عدد المناصرين للجنة التنفيذية حين رأوا عدم اكتراث بوزويته بالحكم الصادر وأبعاده. ولم يمض على عريضة 18 فيفري 1938 إلا 166 شخصا (الإرادة).
ولقد أصاب أنصار الديوان السياسي ما أصاب سلطة الحماية من مرض الخوف من بوزويته. وحين تقرر تنظيم اجتماع عام بقصر هلال يوم 6 فيفري 1938 دعا كاهية المكنين محمد بوزويته ليحذره من أي سوء يلحق الحبيب بورقيبة أثناء ذلك الاجتماع وكم كنا نود أن نعرف الجهة التي كلفت كاهية المكنين بذلك التحذير.
ما نعرفه على وجه اليقين أن محمد بوزويته أصبح مستهدفا من ثلاث جهات: السلطة الحاكمة وأنصار الديوان السياسي وحتى اللجنة التنفيذية التي لم تغفر له مؤتمر 2 مارس 1934 ولم يكن هو نفسه راغبا في استرضائها.
وكأنما الرجل يتعمد جذب الشيطان من ذيله- حسب تعبير احمد بكير محمود – فقد قاد بمفرده مظاهرة يوم 8 أفريل 1938 اثر اعتقال القيادة الدستورية لا حبا فيها بدون شك بل لإثبات المبادئ التي منها انطلقت مسيرته. لم ينظم إلى المظاهرة العامة الموازية التي نظمتها الشعبة لكنه أبى أن يتجاهل الحدث فشارك فيه على طريقته.
واعتقل عقب المظاهرة بالسجن العسكري بسوسة ولم يطلق سراحه إلا يوم 5 أكتوبر 1938 مع مراقبة إدارية أسبوعية حتى موفى 1938 ولا ندري إن كان قد اهتم بذلك أحد. وحتى الصحافة فقد أصابها ما يشبه الصمم.
ولم تدم حريته طويلا إذ اعتقل مجددا يوم 3 جانفي 1939 "على سبيل الحيطة" فالرجل – وعمره ستون عاما- ما يزال مخيفا.
اعترف عامل المنستير يوم 24 سبتمبر 1939 بأن محمد بوزويته "جند كافة سكان قصر هلال" و أضاف يوم 30 مارس 1940 بأنه مشوش .
وقد أشار تقرير أمني مؤرخ في 6 فيفري 1940 إلى خصومة جدت بالطريق العام بين محمد بوزويته الذي يمثل التيار الثعالبي وابراهيم عبدالله "البورقيبي المتحمس" .
ولا نملك عن حياة محمد بوزويته بعد ذلك الخبر شيئا سوى أنه توفي يوم السبت 12 أوت 1944 الموافق لـ 22 شعبان 1363 أي قبل شهر واحد و18 يوما من وفاة عبد العزيز الثعالبي.
خواطر
الخاطرة الأولى
حين اعتزمت الكتابة عن محمد بوزويته كنت أعرف أني مقبل على عمل شاق. ورغم ميلي إلى الأعمال الشاقة فقد كنت أخشى أن ينوء ظهري تحت ذلك الحمل. فقد خبرت ذلك عند كتابتي عنه بكتاب "قصر هلال" سنة 1995 وكتاب "قصر هلال من النشأة إلى الاستقلال" الذي نشرته سنة 2002.
كنت أحسّ أني أتسلق جبلا.
محمد بوزويته رجل يمثل الاندفاع مع الرصانة، يمثل الشجاعة بلا تهوّر، يمثل الحذر بدون جبن. هو شأن المنطقة الوسطى معرض لغضب اليمين وغضب اليسار. لليمين عدو واحد يقع على اليسار. ولليسار عدو واحد يقع على اليمين. أما بوزويته فله عدوان ذات اليمين وذات اليسار. وقد رأينا انه حصل على عداوة القدامى ثم الجدد، نفر منه القدامى حين تطرفوا في القدم ونفر منه الجدد حين تطرفوا في التجديد، ذلك أنهما التقيا في خاتمة المطاف. وما تجاوز حده انقلب إلى ضده. أما بوزويته فلم يتجاوز قط حده. ولم ينقلب قط إلى شخص آخر غير محمد بوزويته. والمبادئ التي من أجلها حوكم في ديسمبر سنة 1924 هي المبادئ التي من أجلها وقع توبيخه في ديسمبر سنة 1937 ومن أجلها انسحب من العمل الحزبي بدون أن ينسحب من العمل الوطني.
شخصية محمد بوزويته يصعب تناولها لا لتعقيدها أو غموضها بل لشدة وضوحها. إذ تراه فتحسب أنك تعرفه وتراه ساطعا فتعجز عن وصفه. ولشدة ذلك الوضوح كادت مسيرة الرجل أن تتحول إلى أسطورة. شأنه شأن صديقه الحاج علي صوة. فالإنسان إن اتضحت صورته أسطره الناس ! وقد رأينا من التعاليق ما يدل على ذلك.
توفي الرجل يوم 12 أوت 1944. وإذا كانت وفاته قد وقعت أثناء وقائع الحرب العالمية الثانية وما رافقها من حصار إعلامي وإذا كان رئيس الجمهورية السابق قد زار قبره مرة يوم 27 نوفمبر 1944 فإن قصر هلال التي قضى في بناء نهضتها عمره لم تعمل قط على إبلاغ رسالته إلى الأجيال حتى أنه لم يعد يشير إلى آثاره إلا مدرسة ابتدائية من جملة تسع مدارس وشعبة دستورية من جملة شعبة ونهج من جملة عشرات الأنهج.
لم يقع أحياء ذكرى وفاته ولو مرة واحدة حتى جاء العهد الجديد وعمل على مسح الذاكرة الوطنية مما علق بها من غبار كدسته بعض النوايا وردّ الاعتبار لمن سلب منهم لأسباب لا علاقة لها بالعمل الوطني وهو رد فيه إنصاف واعتراف. وما أحوجنا وما أحوج أبناءنا الذين يعرفون عن روبيسبيار وكرومويل وتشي قيفارا ولينكولن الشيء الكثير أن يعرفوا البعض من رجالاتنا الذين لم يتلقوا دروسا ولقنوا الدروس. لم يدرسوا بجامعة ولم يعرفوا عن الثورة الفرنسية أو الأمريكية أو الروسية شيئا وكانوا من دعائم الثورة التونسية بداية ونهاية. فما استوردوا وما استهلكوا بل كان عملهم من هذه الأرض نبع ولهذه الأرض يعود شأنه شأن الإنسان نفسه.
إذا كان لنا أن نشبه قصر هلال بالجسم البشري قلنا إن محمد بوزويته كان قلبها وكان الحاج سالم عياد عقلها وكان الحاج علي صوة ذراعها. لقد كان الثلاثي الذي صنع جيلا كاملا تلاحقت بعده الأجيال.
كل رجائنا أن يقع الربط بين الأجيال حتى لا تتمزق الأوصال
بعضهم لا يفهم- أو لا يريد أن يفهم – أن الحديث عن رجالات ماضينا ليس تمجيدا لهم بقدر ما هو خدمة للحاضر والمستقبل. لم يعد أي من الماضين يحتاج إلى تمجيد. إنما هي خدمة جليلة نؤديها إلى أبنائنا حتى يدركوا أن "بني قومك فيهم رماح "وأن ظلام الليالي الغابرة لم يكن يخلو من مصابيح وأنهم – أي أبناؤنا- ليسوا "قطعة حبل جايبها واد".
فما لنا لا نريد أن نفيد أبناءنا؟
الخاطرة الثانية
لقد اكتشفنا بمزيد المرارة أن محمد بوزويته رجل مجهول:
• جاء في العدد العاشر من مجلة "مرآة الساحل" لشهر جويلية 1968: "أسس شعبة قصر هلال أثناء شهر جوان 1920 وانتخب رئيسا لها "وبهذه الجملة ثلاثة أخطاء فادحة. فهو لم يؤسس الشعبة ولم يكن التأسيس سنة 1920 ولم ينتخب رئيسا لها. ولو رحنا نعد أخطاء المقال لضاق المجال. وهذا مقال صدر بمجلة كانت تصدرها اللجنة الثقافية الجهوية بسوسة التي كان رئيسها الطاهر الصانع وهو من قصر هلال. فما بالك بما نشره الآخرون؟ (أخطاء أشرنا إليها في مواضعها).
• قال ابراهيم عبد الله إن بوزويته أبعد إلى الجنوب إثر مظاهرة 2 مارس 1936 و ذلك خطأ جملة و تفصيلا.
• قال علي الديماسي أنه اشترك مع الحبيب بورقيبة في العيش بخيمة واحدة إبان إبعادهما ببرج البوف وذلك غير صحيح .
• وقلنا -غفر الله لنا- أنه كان وراء تأسيس جمعية "هلال المراسح" ووراء الحركة الكشفية بقصر هلال. ولم يكن ذلك صحيحا، كما قلنا أنه ولد سنة 1884 اعتمادا على ما ورد بشهادة وفاته، وقد اتفقت العديد من الوثائق على أنه ولد بين سنة 1878 و1880.
• لقب "بالمعيرش" وورد ذلك اللقب بالتقارير الأمنية وذكره محمد الهادي العامري و لم نجد له سندا أو تفسيرا.
• دخلنا نادي الشعبة التي تحمل اسم محمد بوزويته فوجدنا بها صورا لبعض الوجوه الوطنية. ولم نجد صورة لبوزويته. ولما سألنا الشخص القابع بالنادي أشار إلى صورة محمد ابراهم و أصر على ذلك.
لقد كان بوزويته رجلا كتوما Introverti فيما يتعلق بحياته الشخصية. فلم يبلغنا أنه تحدث يوما عن نفسه أو عن ماضيه قبل تأسيس الشعبة الدستورية. ولم يبلغنا أنه تحدث في الأعوام الخمسة الأخيرة.
والله نحمد أننا عثرنا على الوثائق التي سمحت لنا برسم الطريق التي سلكها بوزويته ورؤية الكثير من ألغامها. وهي في نظرنا كافية لإبراز عظمة الرجل وعظمة العمل الذي أنجزه أو رسم الطريق لانجازه.
الخاطرة الثالثة
مسيرة محمد بوزويته هي مسيرة الحزب الحر الدستوري من نشأته وانتشاره في البلاد إلى ما بعد انشقاقه. وهي مسيرة قصر هلال التي حولها من قرية يبلغ عدد سكانها 6586 نسمة سنة 1928 إلى عاصمة حزبية ومركز إشعاع تربوي بالإضافة إلى إشعاعها الصناعي.
إذا كانت قصر هلال قد عرفت في المنطقة بتحررها الاجتماعي وتفتح أهلها على الناس والأفكار فلم يكن ذلك ليكون لولا مثلث متساوي الإضلاع: الحاج سالم عياد والحاج علي صوة ومحمد بوزويته. حقيقة توصلنا إليها بعد عمل طويل وفرز
الخاطرة الرابعة
لم نعثر من خلال تصفحنا لما صدر بالبلاد التونسية من الصحف على شخصية استأثرت بصدور جريدتين غير محمد بوزويته: "لسان الشعب" يوم 16 أكتوبر 1933 والإرادة" يوم 20 ديسمبر 1937.
الخاطرة الخامسة
إذا كان إبراهيم عبد الله قد جعل لكتابه عنوان "شروق وغروب" فنحن نرى أنه عنوان ينطبق على مسيرة محمد بوزويته أكثر مما ينطبق على كاتبه. فإبراهيم عبد الله لم يشرق ولم يغرب. تحرك في الساحة الوطنية بورقيبيا في حضور بورقيبة ويوسفيا في حضور صالح بن يوسف. فكان كوكبا تابعا يعكس الضوء. أما بوزويته فقد أشرق حقا. اصدر من ذاته نورا أضاء المنطقة بأسرها.
نقول: أشرقت الشمس وبزغ القمر
ونقول: اشرق بوزويته وبزغ عبد الله
ونقول: غربت الشمس وغاب القمر
ونقول: غرب بوزويته وغاب عبد الله.
إبراهيم عبد الله وجد المكان مضاء بفضل محمد بوزويته. وكذلك وجده من جاء بعده.
الخاطرة السادسة
اعتبر إبراهيم عبد الله ما حصل بين بوزويته وبورقيبه "جفوة" ناجمة عن موقف بوزويته من تخاذل المبعدين ببرج البوف واتهامه إياهم بالخيانة. وكان اعتبارا جزئيا يصف بعض الوضع لا كله. وأي "جفوة" هذه التي تحول الرجل الذي سعى بورقيبة إلى التقرب منه ليدعم مركزه في الحزب إلى صباغ ينهي حياته في كنف النسيان؟ .
الحقيقة هي أن القطيعة بدأت في جانفي 1934 حين رفض تسليم نادي الشعبة من منطلق الانضباط الحزبي فيما دعاه بورقيبة "بالانكماش" وازدادت خلال مؤتمر 2 مارس 1934 باعتراضه على تكثيف الحضور ولو على حساب الشرعية واستفحلت ببرج البوف حين اعتبر انخذال الديوان السياسي هروبا وحين دعاه بورقيبة إلى إعلان سحب الثقة من محمود الماطري .
لقد تعرف الحبيب بورقيبة على محمد بوزويته إذن في أربع مناسبات:
تعرف عليه وصنفه وأدرك أنه رجل صعب المراس وقرر التخلص منه وتصرف معه ذات التصرف الذي قاوم به عبد العزيز الثعالبي فأطلق يد حثالة القوم ممن كان بعضهم مناوئا للحزب ومبادئه ودعاهم بوزويته بالجواسيس فلاحقوه واعتدوا عليه حتى أصبح- وهو الذي لم يخش قط أحدا- يخشى على حياته.
أدرك بوزويته أنه غدا غير مرغوب فيه حين انعقد المجلس الملي للحزب يوم 10 جوان 1936 بدونه ثم أحس أنه أصبح مستهدفا حين ساق إليه بورقيبة تهمة النداء بسقوط فرنسا.
كلا ! إنها لم تكن "جفوة" بل كانت الكراهية !
بورقيبة كان يكره بوزويته كراهية لا حد لها.
• لم يحاول رأب الصدع – على صعوبته- لا من قريب ولا بعيد بل عمل على تعميقه بمعاملة فيها احتقار .
• ألف "لجنة بحث" مؤلفة من رجلين شملتهما تهمة بوزويته بالخيانة .
• ألف "لجنة تأديبية" من ستة أعضاء رئيسها واثنان من أعضائها معنيون شخصيا بالقضية إذ كانوا من المبعدين فهم لم يكونوا راضين عن تشبث بوزويته بموقفه مما حدث ببرج البوف. حتى إذا كان "البحث" يئسوا من زحزحته فسعوا إلى التخلص منه بعملية جراحية. عرفوا الرجل وعرفوا أنه لا يطيق في مسيرته النضالية خدشا. دفعوه إلى رفض المثول أمام لجنة التأديب إذا اعتبر أن كرامته قد ديست بمجرد إحالته عليها كانوا يعرفون ذلك ويعرفون أن "اللوم" الذي سلطوه كان في الحقيقة رفتا. كانوا خصوما وحكاما. فنفض منهم يديه. وتخلصوا من رجل كان له الفضل الكبير في تنصيبهم بالمجلس الملي والديوان السياسي. لم يحضر. وتجاهل بورقيبة الأمر ولسان حاله يقول: "ملا راحة".
لم يحضر جنازته وعزا تغيبه عند قدومه إلى قصر هلال يوم 27 نوفمبر 1944 إلى عدم بلوغ الخبر في الإبان. ومن الصعب أن نصدق ذلك. فقد ارتبطت ابنة أخته سعيدة بالهلالي حسن بن سليمان ساسي في مارس 1944 ثم إن بورقيبة قضى بقصر هلال أكثر من أسبوعين – من 15 إلى 30 أفريل 1944 – بسانية حمودة بوزير. كان منشغلا بجمع الأموال فقد جمع من الهلاليين بالعاصمة مبلغ مائة ألف فرنك وجاء إلى قصر هلال يوم 27 نوفمبر للغرض نفسه وهي الزيارة التي أبدى فيها تأسفه مراعاة لمشاعر الناس وقد استمر يتحدث عنه باحتراز تحسبا لمشاعر الهلاليين لكنه سمع وهو يقول عنه انه "نتن وخمج" .
• لم يعر ابنه الوحيد أو بناته اهتماما يذكر وهم الذين عاشوا ما عاشه أبوهم من اضطهاد وهموم وصاحبوه عند شروقه وإشراقه وغروبه وغربته.
كان يعرف أن بوزويته كان تاجرا في مواد النسيج وأنه بسط يده في سبيل القضية الوطنية كل البسط حتى شهدت السلطة سنة 1935 أنه لا يملك سوى منزله وعاد صباغا لا يملك حتى دكانا للصباغة.
كان بورقيبة يعرف ذلك من مصادر كثيرة ومنها أصهاره الهلاليون.
الخاطرة السابعة
انسحب محمد بوزويته من العمل السياسي – وحتى الاجتماعي- المنظم وانطوى على نفسه في إباء وشمم. لكنه بقي بقصر هلال يتابع نبضها وكم كنا نود أن نعرف ما كان يعتلج في نفسه. ولعله كان يردد ما يشبه تعليق خالد بن الوليد عند وفاته بفراشه وحسرته على ميادين القتال. بقي محمد بوزويته بقصر هلال ليرى البعض ممن تتلمذوا بمدرسته النضالية يتقدمون إلى واجهة الأحداث. وكذلك فعل شارل دي قول الذي عاد إلى قريته عند انسحابه من العمل السياسي. بقي بقصر هلال صامدا ولم يفعل كما فعل البعض ممن لحقوه إذ غادروا قصر هلال وتنكروا لها بعد أن أخذوا منها ما أخذوا وقد غاب عنهم أن إنكار الدين لا يمحوه.
الخاطرة الثامنة
نهاية محمد بوزويته تذكرنا بمسرحية المستوحش le misanthrope لموليار Molière. رأينا في محمد بوزويته ملامح ألسيست Alceste ورأينا في الحبيب بورقيبة ملامح فيلانت Philinte. الأول صاف وصلب pur et dur مبادئه ثابتة وسلاحه المواجهة والثاني مبدأه بلوغ الغاية وسلاحه المناورة. الأول فيه من صفات علي بن أبي طالب وللثاني صفات عمرو بن العاص. لذلك كان التنافر مبكرا في جانفي 1934 ولذلك كانت القطيعة بعد ذلك بعامين، الأول كان يؤمن بأن الوسيلة يجب أن تكون من جنس الهدف والثاني كان يتخذ لبلوغ الهدف كل الوسائل. الأول كان مثاليا منبتا من الأسفل والثاني كان واقعيا منبتا من الأعلى.
الأول كان السنديانة والثاني كان الخيزرانة في قصيد لافونتين La Fontaine وقد كان مصير بوزويته مصير السنديانة. وللتاريخ فإننا نعتقد أن هذا الثنائي كان ينقصه ثالث يتخذ له موقعا بينهما. وهو طرف يعز وجوده. وحتى اللجنة التي اقترح بوزويته إنشاءها "للبحث" تحولت إلى "مجلس تأديب".
وإذا ختم ألسيست قصته قائلا:"سأغادر هذه الهوة التي ينتصر فيها الشر وأبحث عن مكان منعزل يكون فيه الرجل الشريف حرا "فقد فضل بوزويته أن يقضي الأعوام الأخيرة من حياته صانعا للمشروبات الغازية (قازوز) أو صباغا بمنزله. وقد أخرج من جيبه رزمة من الأوراق النقدية قائلا لأحد معارفه في كثير من التحدي: "انظر" !
بوزويته وبورقيبة: أيهما كان مخطئا؟ الاثنان بدون شك !
الخاطرة التاسعة
وبعد فهل التاريخ يعيد نفسه ؟
سؤال دفعتنا إليه شراكة جمعت بين الحاج احمد بوزويته وهو جد عمر بوزويته (أب محمد بوزويته) والحاج محمد بورقيبة وهو جد الحبيب بورقيبة في ملكية 103 من الزياتين بغابة قصر هلال سنة 1841 وهي شراكة وجدناها مقطوعة سنة 1852 إما لقطيعة بين الرجلين أو لوفاة الحاج أحمد بوزويته .
وقد جاء بعدهما آخران من آل بوزويته وآل بورقيبة اشتركا في غابة غير ذات زيتون وختمت الشراكة بينهما بالقطيعة ثم الوفاة. فيا لسخرية الأقدار!
صورة للقصعة الحديدية التي كان يمارس فيها محمد بوزويته الصباغة بمنزله
قالوا عنه
• محمد بوزويته الرجل الصلب الحديدي ذي الشخصية الممتازة
(محمد الهادي العامري: مجلة مرآة الساحل عدد 23 نوفمبر ديسمبر 1971 – سوسة).
• محمد بوزويته رجل له بنية بسمارك
(علي الديماسي: Habib Bourguiba : Apôtre de la liberté Tunisienne Tunis.1978.p.294.).
محمد بوزويتة بيسمارك
• محمد بوزويته من طلائع المجاهدين لخدمة الوطن وتطهير دينه مما الصقه به أعداؤه
(محمد علي بلحولة: زمن العسر- شركة فنون الرسم – تونس 1981 – ص 69).
• شعبة قصر هلال كانت إحدى الشعب القليلة التي برهنت عن حيوية كبيرة لأنها تضم مناضلين ذوي قيمة رفيعة كمحمد بوزويته واحمد عياد.
(مصطفى كريم: Pouvoir Glonial et Mouvement national, TI. Alif. Tunis.1990. p.178).
• اعتبر بوزويته إمضاء بورقيبة مع المبعدين خيانة وكان ذلك سبب الجفوة التي حدثت بينه وبين بورقيبة.
(ابراهيم عبد الله: شروق وغروب ج 1- مؤسسة سعيدان – سوسة- ص114).
• كان أعوان بوزويته في كل مكان يوجهون ويراقبون ويدعون السكان فإذا أمر بأمر نفذ في دقائق وإذا أراد اجتماعا دعي إليه كل الناس بعد ساعة واحدة وصار الجميع هيكلا واحدا يعمل بمجموعه. كذلك الشعب المجاورة لقصر هلال تعمل كلها بأمر بوزويته.
(احمد بكير محمود: قصر هلال ومعركة التحرير – شركة فنون الرسم- تونس 1975 ص 23).
• كان لشعبة قصر هلال الدستورية وزنها في الحزب ولعل ذلك راجع إلى نشاط ومقدرة قادتها الأولين أمثال المرحوم محمد بوزويته وقد كانت محاولاتنا الأولى نحن جماعة المنشقين على قلة عددنا منصرفة إلى جلب شعبة قصر هلال لصفنا كي يكون لنا وزن لدى الدستوريين.
(الحبيب بورقيبة: من خطاب 6 مارس 1959).
• محمد بوزويته أب الحركة الوطنية بقصر هلال
(جريدة الإرادة: 20 ديسمبر 1937).
• بوزويته شيطان المنطقة Mauvais génie de la région (رئيس مركز الشرطة بالمكنين Deleris : 14 سبتمبر 1936 المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية: بكرة R106).
واجهة مقر الشعبة التي تحمل اسم محمد بوزويته وهو المقر القديم للشعبة الترابية بقصر هلال
الملاحق
الملحق عدد 1: اعتراف الدولة الحسينية بزاوية سيدي بنعيسى بقصر هلال
أمر علي مطاع
إلى من يقف على أمرنا هذا من أولادنا القياد والمخازنية والمشايخ والرعية والخاص والعام من ذوي الأحكام بوطن الساحل سدد الله أمر الجميع ووفق الكل لصالح القول وحسن الصنيع، أما بعد فإننا جددنا أمرنا هذا للمكرمين الأجلين المرابطين الأشراف أولاد سيدي امحمد بن عيسى وأولاد السيد محمد الدوس من أشراف قصر هلال في سراحهم من جميع المطالب المخزنية والقوانين العرفية وقيس وعروبية ومأونة وعلفة على مقتضى ما بأيديهم من الأوامر السابقة وأمر المرحوم والدنا وأوصينا برعيهم واحترامهم وبرهم وإكرامهم وعدم الجسارة عليهم وأن لا يهضم لهم جناب ولا يطرقهم أحد بمضرة ولا يقاسوه بما يقاس به أهل بلدهم وعلى الواقف على أمرنا هذا أن يعمل بمقتضاه ولا يخالفه ولا يتعداه إن شاء الله تعالى والسلام من الفقير إلى ربه محمد الرشيد باي وفقه الله أواسط ربيع الأنور 1170.
الحمد لله، إلى من يقف على أمرنا من الولاة والكواهي والأعوان والقياد والمشايخ والمخازنية والبلدية والرعية والخاص والعام من ذوي الأحكام سدد الله تعالى أحوال الجميع ووفق الكل لصالح القول وحسن الصنيع أما بعد فإننا جددنا أمرنا هذا للفقراء المرابطين الإشراف أولاد الشيخ سيدي الولي الصالح سيدي أمحمد بن عيسى وأولاد الشيخ سيدي محمد الدوس من الأشراف على مقتضى أمر المنعم والدنا قدس روحه ونور ضريحه المجدد على أمر المرحومين ابن عمه وعمه ووالده وجده المجددة على ما بأيديهم من الأوامر السابقة في تحريرهم من جميع المطالب المخزنية والقوانين العرفية قلت أو جلت من عشر وقياس وعروبية وزكاة غنم ونحل وسخرة ومكس في جميع أقطار افريقية الساحل وغيره وفي إسقاط السبعة وخمسين دينارا التي عليهم من البردعة وفي سراح غراغزهم فيما يدبغونه من الغراغيز على العادة المعلومة منهم وكذلك قياس سوانيهم في بلدهم وغيرها ماعدا عشر الزيت فإنهم يؤدونه أقساطا وتحريرا تأمين من غير معارض لهم في ذلك ولا منازع ولا مراجع ولا مخاصم وأوصينا بإكرامهم ومراعاتهم وإكرامهم واحترامهم وحفظ جنابهم وعدم الجسارة عليهم وتصدقنا بعشرهم على زاويتهم تجديدا تاما مطلقا عاما فعلى الواقف على أمرنا هذا أن يعمل بمقتضاه والأمر كله لله والسلام من الفقير إلى ربه حسين باشا باي وفقه الله تعالى أمين في 27 شعبان الأكرم سنة 1239.
محلق عدد 2: نص مرافعة المحامي محمد بن مصطفى المعتمري في قضية الاجتماع بدون رخصة أمام محكمة سوسة يوم 5 فيفري 1925
إني مسرور جدا ومتشرف بالقيام اليوم بالمرافعة لديكم في قضية دستورية وهذا الدور الذي كنت أترقبه منذ زمن لأقوم فيه بواجبي المفروض علي وهو الأمر الذي كنت أغبط زملائي الأعزاء الذين قاموا بأدوارهم في مثل هذه القضية غير أني أبتهج من جهة أخرى أن قيامي بهذا الواجب المقدس كان في زمن صفا فيه الجو من سحب المغالطات التي بثها فيه ذوو الأغراض الخبيثة الذين صوروا الدستوريين بغير صورتهم الحقيقية واتضح اليوم لرجال الحل والعقد أن الذي بلغهم قبل هو محض إرجاف وأن الدستوري هو ذلك التونسي السلمي الوديع المطالب بحقه ضمن دائرة القانون وبالطرق المشروعة تبعا للتطور الاجتماعي ذلك الحق هو المشاركة في إدارة شؤونه الداخلية مع الفرنسيين جنبا إلى جنب. ذلك المبدأ الماثل للعيان من البند الأول من البنود التسع الدستورية وإمداده بالتعليم الذي فيه ترقية الروح المعنوي وبالأرض والمال الذي فيه الرقي الاقتصادي أعني بذلك الفلاح والعامل والصانع والتاجر.
سادتي، لا أذهب بكم بعيدا في شرح البنود بل المطالب الدستورية إذ صارت أشهر من نار على علم وأنها والحق يقال مطالب اقتصادية أكثر منها سياسية بل هي في الحقيقة مطالب حياتية بحتة. وإنما اقتصر الآن في الدفاع عن المنوب المحال عليكم في تهمة مخالفة الأمر العلي المؤرخ في 13 مارس 1905 لعقده على مقتضى التقرير المحرر من ضابط المحافظة بالمكنين اجتماعا عاما سياسيا بدون رخصة.
أقول: قد هبت قبل على شجرة الدستور المباركة أعاصير لاجتثاثها فلم تزد إلا ثباتا في مركزها إلى أن صفا الجو وظهرت حقيقتها للعيان. واليوم هب علينا ريح الصفا الذي ما هب على عليل إلا أنعشه. وتجاه ذلك فإني لا أحتاج إلى شدة مقاومة مثل زملائي الذين تشرفوا وسبقوني للقيام بالواجب عند اشتداد العاصفة. وبلا شك أن هاته النازلة هي خاتمة النوازل الدستورية. ومن حسن حظي وحظ موكلي أن كانت لدى محكمة سوسة العدلية التي يرأسها الآن رجل من أشرف وأعرق العائلات وقضاة امتلئوا بحب العمل والإنصاف مع الذكاء النادر ومدع عمومي جبل على الاعتدال.
إن الجزاء يترتب على القصد والبيئة وفي نازلة الحال إذا تأملنا من الألفاظ التي زعم المحرر أنه سمعها من المنوب – وإن كنت شخصيا لا أصدق بذلك لأسباب أهمها عدم معرفة المحرر للسان العربي الفصيح وكذلك العون الناقل إليه ذلك – نجدها عندنا على حسن النية وسلامة الطوية مع الدولتين الحامية والمحمية إذ لم يقص علينا التقرير سوى قول الموكل أن وفدنا المبارك جعل شطر وجهه كعبة التمدن والحرية مدينة باريس ليعرض مطالبه على أحرار يوم 11 ماي. فهل هذا الكلام على فرض صحته فيه ما يمس بكرامة ونفوذ الدولة الحامية أو المحمية ؟ كلا !
لنتأمل الآن من هيئة هذا الاجتماع هل هو خاص أو عام وهل أن الفصل من الأمر العلي المؤرخ في مارس 1905 ينطبق على هذه القضية أم لا. ولا يمكن أن نتوصل إلى كنه ذلك إلا بالنظر إلى فكرة المقنن والحالة التي راعاها حين تدوينه للقانون. أباح القانون كل اجتماع سواء خاصا أو عاما إلا الاجتماع العام السياسي والديني فلا يمكن عقد ذلك إلا برخصة من الحكومة ذات النظر. لماذا خصص هذين الاجتماعين بالمنع بصفة كونهما عامين ؟ ذلك لأن الاجتماع العام يدخله كل أحد. فتختلف الآراء وتتشاكس سواء في الأمور السياسية أو الدينية وربما تفضي المناقشة إلى ما لا تحمد عقباه. ولذلك يجب على الحكومة المحافظة على الأمن العام بأن تتخذ الاحتياطات اللازمة لقمع كل فتنة. ونحن نرى أن هذا الاجتماع بصرف النظر عن كونه خاصا أو عاما لم يقع فيه ما احتاط له المقنن فلم يحدث ما يكدر الأمن العام بل كان كسائر اجتماعات الدستوريين على غاية من الهدوء. وأما الاجتماع الخاص فهو الذي لا يدخله إلا الخواص أعني المدعوين ولا يكونون إلا على فكرة واحدة في السياسة أو مذهب واحد في الدين. وهؤلاء يؤمن جانبهم لاتفاق آرائهم أو معتقدهم ولذا لم ير المشرع من سبب يدعوه لأخذ الحيطة لإقرار الأمن العام ومن هذا القبيل الاجتماع الذي سيق الموكل لأجله أمامكم.
فيتحصحص حينئذ أن الاجتماع يوصف بكونه عاما إذا كان مباحا لكل طارق ولو لم يحو إلا أفرادا قليلين. والاجتماع الخاص هو الذي لا يلجه إلا الخواص ولو حوى الآلاف ولم يعين المشرع صورة خاصة للاستدعاء كالكتابة مثلا. وإذا تأملنا في قضية الحال وفي تقرير المحرر يتضح جليا أن الاجتماع الواقع بمحل المنوب كان مغلقا وهو ما عبر عليه المحرر بمشقق. وحيث أن أول قضية من هذا النوع حكم عليها بعدم سماع الدعوى فإن ظني في عدل الجناب وإنصافه جميل بأن تكون آخر قضية مثلها ولذلك أطلب بعدم سماع الدعوى.
جريدة "إفريقيا"، 9 مارس 1925.
ملاحظة: المحامي محمد بن مصطفى المعتمري عضو باللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري التونسي.
صورة لواجهة المنزل الذي كان كل ما بقي يملكه محمد بوزويتة أواخر حياته
ملحق عدد 3 : مدرسة "الهلال"
سافرت مرات وزرت الكثير من بلدان المملكة ولا أذكر أني رجعت مفعم الصدر سرورا وحبورا كيوم حللت ببلدة قصر هلال وبارحتها أرقص طربا مما رأيت، رأيت مثلا أعلى لقيام المستطيع ما يجب عليه نحو أمته ووطنه. بل رأيت نموذجا جميلا لوضع المال فيما خلق له وبذله مهرا للسعادة ووقاية من النصب والشقاء. وما أدراك ما صنيع الخير الغيور السيد الحاج علي صوة مشيد مدرسة قصر هلال ومقدمها بين يدي نجواه مبرة خالدة وحسنة كبرى ولمثل هذا فليعمل العاملون : مدرسة شاسعة الأكناف مترامية الأطراف يبهرك بديع نظامها وتنسيق أقسامها ولا يلهيك عن الاهتمام بمالها من بهاء ورواء غير حديث صاحبها ذلك الشيخ الوقور والمحسن الغيور. حدثناه بشأن عمله الصالح فقال بالرغم من أميته ما معناه : العلم أفضل ما يسعى الإنسان لحصوله وتخلية الأبناء في ظلمات الجهل أفظع جريمة يقترفها الآباء. وأنا أؤمل أن أكون بعملي هذا قد مهدت لأبناء بلدي إسعاد أولادهم وذلك بعض ما يفرضه الواجب على الإنسان. أنفقت مئات الألوف في تشييد مدرستي هذه ولازلت أنفق لإتمام معداتها وأراني أشعر بأكبر لذة وأشمل غبطة كلما زدت بذلا وكيفما أكثرت إنفاقا. هذا ما كان يقوله ذلك الرجل البسيط لزواره أيام كان منهمكا في العمل مع البنائين كأحدهم وهو يعتقد أن له من وراء عمله أعظم شرف وأكبر فخر.
على أننا لا ننسى ما رأينا عليه أولئك البنائين الأجراء من كبير النشاط ووافر الاعتناء وكيف كانوا متأثرين بتأثر مؤجرهم يعملون لا على قدر أجورهم بل بنسبة ما يدور في خلدهم من عظيم التقدير لثمرة ما هم يعملون.
وحيث كنت في أثناء تلك الزيارة مصطحبا آلة التصوير فقد بادرت برسم الصور الثلاث المثبتة خلال هذه السطور وهي تمثل السيد الحاج صوة واقفا أمام باب مدرسته ثم ناحية من صحن المدرسة ويرى بها البعض من أخشاب البناء ثم منظر البنائين وترى بعضهم في الصورة يحملون آلات شغلهم لتكون لهم لدى الرائي شعارا.
وبعد فلعل القارئ يفهم أن الذي يحدو بنا إلى التحدث تكرارا عن هذه المدرسة هو حض أغنيائنا على الانتباه إلى الواجب لعلهم يحذون حذو هذا الوطني الأبرّ فيجعلون في أموالهم نصيبا لخدمة العلم وإعلاء شأنه والله ولي التوفيق.
حسين الجزيري
جريدة "النديم"، اسبوعية، 15 فيفري 1930.
ملحق عدد 4 – الحاج علي صوة بقلم الطاهر صفر
"... لو درى البعض من التونسيين مقدار اعتناء الأمم بمدارسها الحرة وتجولوا في مدن فرنسا ومصر وسويسرا وغيرها وشاهدوا ... لانفجرت أعينهم دمعا ولتصدعت أفئدتهم أسفا على ما يقاسيه أطفالنا نحن ... ولو درس أولئك الأفراد التاريخ العربي وحضارة الإسلام ... من دمشق إلى الكوفة إلى مدينة بغداد إلى مدن الأندلس لأبصروا أن تلك الحضارة أسست وقويت على قاعدة اعتناء القوم بالتعليم... ولكن التونسيين غالبهم لم يتجولوا في البلدان ولم يطالعوا ما احتوت عليه بطون التاريخ فلم تحنكهم الأسفار والأخبار فبقوا منكمشين على جملة من العوائد ورثوها من عصور التدهور والسقوط ومنها عادة قلة البذل والإنفاق فذبلت مشاريعنا وتقلص ظل مؤسساتنا وبقينا نتخبط في حياة تأخر وانحدار إلى أن أتيح لبعض العظماء من رجال تونس وهو الفاضل الغيور السيد الحاج علي صوة ببلدة قصر هلال أن يحيي عادة الأجداد القدماء وهي طبيعة الكرم والاستماتة في سبيل المجد والشرف فأسس بماله الخاص هيكلا طار ذكره في الآفاق وصيره مدرسة ابتدائية وأنفق عليه الأموال الطائلة...".
الطاهر صفر
من خطاب ألقاه يوم 13 أوت 1930 بالمدرسة القرآنية بالمهدية جريدة النهضة، 20 أوت 1930.
ملحق عدد 5 : واقعة التجنيس بقصر هلال
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
قصر هلال في 28 ربيع الثاني 1353 هـ
حضرة الوطني الصادق والمدافع الجسور عن الدين والوطن الأستاذ محي الدين القليبي سلاما واحتراما، أما بعد فإنه بناءا على الأمر العلي الصادر في 27 ماي المنصرم والمتضمن تخصيص مقابر خاصة بالمتجنسين والذي يظهر وأن أعوان الإدارة قد تهاونوا بهذا الأمر حتى جرى ما جرى من قتل وجرحى وسفك الدماء ومظاهرات وإضرابات واحتجاجات وقيام الأمة قومة رجل واحد يدافع عن حياض دينه وجنسيته بكل غال ورخيص والتي قامت قصر هلال بقسطها في ذلك. ولما احس هؤلاء الاعوان وان مراكزهم أخذت تتضعضع وان المقيم العام الجديد غاضب عليهم أرادوا ان يتداركوا الأمر وان ينفذوا هذا الأمر سرا حتى لا تعارضهم الأهالي ولا تفسد عليهم برامجهم ولا توبخهم الإدارة.
لذلك أتى على الساعة الواحدة من مساء يوم السبت الفارط 27 الجاري كل من عامل المنستير حسن السقا والسيد محمد الحداد خليفة المكنين وكان في انتظارهما صالح حمودة احد شيخي قصر هلال والناصر الشملي إمام الخطبة بالجامع الكبير وعلي العامري الكعلي نائب جمعية الأوقاف بقصر هلال الذين تلقوا إعلاما بذلك من قبل. ولقد فضلوا هذا الوقت على سواه رغم اشتداد الحر في ذلك النهار ليخلو لهم الجو وتجري أعمالهم بكل هدوء حسبما يشتهون وكيفما يبتغون.
وبمجرد وصولهما ذهبوا إلى المقبرة ليعينوا المكان الذي سيخصصونه للمتجنسين وعندما بلغوها دلهم الناصر الشملي على مكان بوسط المقبرة الإسلامية تابع لجمعية الأوقاف والذي استحسنه العامل ووافق عليه الشيخ ونائب الجمعية.
وإذا قلنا حسن السقا أو الناصر الشملي إنما قلنا ما هؤلاء إلا أبطال صناديد في مثل هاته الأحوال يكفرون بكل ما يشم منه رائحة الوطنية أو الجنسية ويدخلهم الانقباض والامتعاض عندما يقال أن الشعب فاز والأمة انتصرت. أما إذا نزلت بالأمة كارثة أو حاقت بها الرزايا فلا تسأل عن فرحهم وسرورهم. فهذا اليوم يوم عيد عندهم تراهم يضحكون ويتغامزون ويصافح بعضهم البعض. وبعدما تمموا عمليتهم تحت لسعات الشمس المحرقة والتي ظنوا وأنها قد نجحت اختلى الناصر الشملي بالسيد الخليفة وطلب منه أن يسأل له سيده العامل هل يمكنه أن يصلي على المتجنسين في صورة ما إذا مات أحدهم فأجابه الخليفة "هذا السؤال يمكنك أن تقدمه رأسا إلى صاحبه وإلا فالأجدر بك أن تطلبه من الشيخ بن عشور أما أنا آش من كوال" وبعدها ذهب كل حال سبيله مغتبط مثلوج الفؤاد.
لكن فاتهم أن أحرار قصر هلال المتصفين بالذكاء والفطنة سيقفون في وجوههم وسيردون كيدهم في نحرهم فرغم اشتداد الحر في ذلك النهار وعدم وجود الغادين والرائحين بالطرقات العامة شاءت القدرة الإلاهية أن يراهم أحد العامة وهم سائرون نحو المقبرة فتفطن لهم رغم سذاجته ونشر خبر مجيء العامل وذهابه مع الأشخاص المذكورين إلى جيهة المقبرة فسرى هذا الخبر سريان البرق في كافة أنحاء البلد وبلغ مسامع حضرة المسلم الصادق أبو الوطنية وحامي الحركة الإسلامية بهذا البلد الشيخ محمد بن عمر بوزويته ففهم من أول وهلة هاته الدسيسة فما كان منه إلا أن شمر على ساعد الجد وجمع حوله نخبة من الأحرار الصادقين وأخذ يتباحث معهم في هاته المسألة وفي الطرق التي يجب سلكها وهو يبعث فيهم من حين لآخر عبارات التشجيع والحماس.
وجاءت الساعة الثالثة وإذا بالسيد محمد الحداد رجع على سيارته إلى قصر هلال لقضاء مئارب شخصية وهنا تكوّن وفد من أولئك الأحرار نخص بالذكر منهم السادة إسماعيل سعيدان وأحمد بورخيص وسعد الشرفي وعلى رأسه السيد بوزويته وذهب لمقابلة السيد الخليفة الذي اقتبله بكل لطف وبشاشة وبعد تقديم عبارات الترحاب الودية عرض عليه الوفد شكايته التي نلخصها فيما يأتي. إن المكان الذي وقع تخصيصه للمتجنسين هو حذو المقبرة الإسلامية وسيصير في يوم ما في وسطها وهناك تتحقق من وقوع المشاكل التي لا نرغب فيها ولا نريدها وعليه فالأولى والأحسن أن تتداركوا هذا الغلط الذي تسبب فيه الناصر الشملي والعامل وتعين مكانا آخر في جيهة أخرى فطمن بالهم وهدأ روعهم وقال لهم لا أريد منكم إلا الهدوء والسكينة وسأذهب من الآن بصحبتكم وأبدل البرنامج الأول فشكره الوفد شكرا حارا بالنيابة عن سكان قصر هلال الذين تجمهر منهم جم غفير أمام المحل الذي به السيد الخليفة وبعد تبادل عبارات الشكر نهضوا جميعا وقصدوا الجهة التي سيخصصوا بها المكان الجديد – والتي ستجدون رسمها في الصحيفة الأخيرة – وعندما بلغوها ركب السيد الخليفة ورجع إلى المكنين وأخذ السكان يفدون من كل صوب حتى امتلأت بهم تلك الجهة وبعد حصة قليلة عاد السيد الخليفة مصحوبا بالسيد أحمد العجمي أحد الكتبة بكهاية المكنين ورسم المقبرة الجديدة المعدة للمتجنسين وحددها من جميع جيهاتها وقاسها أمتارا مربعة وهي تبعد عن المقبرة الاسلامية بنحو مأتين مترا ويفصل بينهما الطريق العام وتمت هاته العملية كيفما أردنا لا كما أراد المغرضون.
عن شعبة قصر هلال : أحمد ساسي
(الأرشيف الوطني: السلسلة E ص 578 ملف 26).
ملاحظة
هذه الرسالة فقدها أحمد ساسي قبل إيداعها صندوق البريد أو ربما سحبت من مركز البريد نفسه ووقعت بين يدي المراقب المدني بسوسة الذي بادر بإرسالها إلى المقيم العام بيروطون يوم 22 سبتمبر 1933 وقد نقلتها بكاملها وبدون تغيير لكي:
1- يتمكن القارئ من إدراك المستوى الفكري واللغوي للشاب أحمد بن محمد بن علي ساسي (1909-1978) المتخرج بالمدرسة الفرنكو عربية والمتحصل على الشهادة الابتدائية بدون أن يدرس بالتعليم الثانوي.
2- يتمكن القارئ من الإطلاع على وصف ميداني حي لعمل بوزويته في أوج عطائه وطريقه تنظيمه لرفاقه في الكفاح فيما يشبه الورشة التي يتقاسمون فيها الأدوار.
ملحق عدد 6: تحية قصر هلال إلى "العمل"
وبعد فإن شعبة قصر هلال تهدي عاطر التحية إلى "العمل" الذي هو لسان الحزب الدستوري التونسي والذي ظهر حقيقة لخدمة الأمن والوطن لا لشتم الأشخاص والطعن.
عاد النهار وعادت الأنوار وبدا لنا بعد الظلام منار
والبشر أقبل والهناء توطدت أركانه وزهت به الأمطار
مرحبا بك أيها العمل. لقد أتيت برغائب الأمة الحقيقية التي انتظرتها طويلا فكن لها المنقذ من وهدة العطب والمفرج من جميع الكرب فإنك تبعث فينا الحمية والنشاط وتشجعنا على العمل لفائدة الوطن المفدى.
سر في منهج الصدق والإخلاص ودافع بكل قواك فإن لك أبطالا شجعانا من ورائهم جيش لا غاية لهم إلا انتشال بلادهم من هوة السقوط وإعلاء كلمتها بين الأمم الحية.
صديقكم المخلص : محمد بن عمر بوزويته بقصر هلال
(جريدة العمل : 15 جوان 1934)
ملاحظة: نسب محمد علي بلحولة البيتين إلى محمد بوزويته والرجل وإن تعلم مبادئ القراءة والكتابة بكيفية عصامية فإنه بعيد عن أن ينظم شعرا.
(زمن العسر، محمد علي بلحولة، شركة فنون الرسم، تونس 1981، ص 82).
ملحق عدد 7 – رسالة محمد بوزويته إلى الحبيب بورقيبة
الحمد لله وحده، صلى الله على سيدنا محمد وسلم
سوسة يوم الاثنين في غرة ذي الحجة 1353
الموافق 4 مارس 1935
حضرة الحازم الأستاذ الحبيب بورقيبة
بعد أداء ما يجب لمقامكم من الاحترام نعلم جنابكم أنني يوم الأحد 29 ذي القعدة 1353 نجول بوسط الأرية بالسجن على الساعة العاشرة صباحا وإذا بالقرديان الطاهر نادى بأعلى صوته يا بوزويته فأجبته مسرعا بنعم وقصدته عاجلا إلى الباب فأفتح باب السجن فوجدته يلوح على وجهه آثار الابتسام ولم نراه منه قبل وإذا بيده كارطة بوسطال مكتوب عليها (تذكار وداد وإجلال) وأخذ الطاهر المذكور يكرر العبارات ثلاثة مرات متوالية وكاد يطير فرحا وقال ها قد أتاك تذكار من طرف أخيك الحبيب فأخذته من يده بشوق ولهفة وقلت له بارك الله فيك وفيه.
وأمعنت نظري فيها فوجدت مكتوب على جانبها الأول (تذكار وداد وإجلال) وبجانبها الثاني صورة برج القصيرة جانب عظيم من الإبل مارين حوله.
وعندما أنا ننظر بها وإذا ما ينيف عن المائة نسمة من المسجونين حاطت به واختطفوا مني ذلك التذكار وصارت تختطفه الأيادي من يد إلى يد معجبين بالمنظر والعبارات الصادرة من زعيم مخلص لملته ووطنه المفدى.
سيدي : أما التذكار سيسطر تاريخا لرجاله العاملين المخلصين ذكرا جميلا وودادا صادقا. وختاما أشكركم وأهنيكم وأطلب الله كما أطلب منكم تبليغ سلامي الحار إلى جميع الزعماء المبعدين.
والسلام من معظمكم محمد بن عمر بوزويته سجين سوسة والسلام معاد من كافة المسجونين.
(من نسخة بالمركز القومي للتوثيق، الملف A2-4).
الدكان الذي مارس فيه بوزويته تجارة مواد الحياكة وشهد انخراط الكثيرين في الحزب (بنهج الجمهورية حاليا).
ملحق عدد 8 – إلى عبد العزيز الثعالبي
حضرة الزعيم الكبير والسياسي الخطير زعيم العروبة والإسلام عبد العزيز الثعالبي أبقاكم الله وأيدكم بروح منه.
السلام عليكم ورحمة الله،
وبعد فنحن الممضين أسفله من أحرار قصر هلال نعلن لجنابكم أننا نؤيدكم بكل إخلاص في كل أعمالكم ومساعيكم النبيلة التي تقومون بها لفائدة الاتحاد المنشود الذي لا حياة لأمة من الأمم مهما عظم شأنها وقوي سلطانها بدونه، وإننا واضعون كامل ثقتنا فيكم لما لكم من الخبرة والحنكة السياسية ولما لكم من الأيادي البيضاء على الإسلام والمسلمين في الشرق والغرب الأمر الذي لا ينكره إلا من عميت بصيرته وجعل على قلبه غشاوة. كما نعلن استنكارنا التام على الأعمال المزرية التي وقعت ضد مساعيكم الطيبة وندعو كل تونسي له إخلاص وشفقة على هاته الأمة أن يتبصر في الأمر ويسعى إلى ما نسعى إليه.
وآخر كلمة هي الاتحاد الاتحاد، الوفاق الوفاق.
ولكم أن تنشروا هذا على صفحات الجرائد وتقبلوا فائق احتراماتنا والسلام.
إمضاء 421
(جريدة الإرادة، يوم 26 نوفمبر 1937).
ملاحظة: "الوفاق الوفاق أيها الدستوريون" عنوان مقال نشره الطيب بن عيسى صاحب جريدة الوزير يوم 3 ماي 1934.
ملحق عدد 9 – قصر هلال والحياكة
...أما بلدة قصر هلال فقد امتازت بصناعة النسج من حرير وصوف وقطن ملاحف بالنساء القطنية (الخلالة) فإن لأهل قصر هلال اعتناء خاصا بها من صنع وترويج بكافة جهات المملكة وأسواقها الأسبوعية فالصانع هلالي والتاجر هلالي والمروّج هلالي لأن أبناء قصر هلال أصبحوا منتشرين بجميع أنحاء المملكة.
ومن منسوجات قصر هلال زيادة على الخلالة أقمشة كثيرة صالحة للأثوبة بأنواعها صنعتها الأنوال القديمة إلا أنها لا تختلف كثيرا عن المنسوجات الميكانيكية المصنوعة بأوروبا من حيث الدقة والإتقان بيد أن سوق رواجها غير نافق كما يلزم لأن التونسيين لم يتعودوا لباسها فالإقبال عليها ضعيف جدا.
جريدة الوزير (أسبوعية)، 2 ماي 1940.
قائمة الهلاليين الواردة أسماؤهم بالكتاب
محمد بن علي بوزويته 64 الطاهر بن علي ابراهم 56
علي بن أحمد بوسلامة 47 علي بن حسن ابراهم 27
امحمد بن عمر بوشارب 28 محمد بن علي ابراهم 43-47-52-73-84-89-93-96-98-100-101
سالم بن محمد بوغزالة 64 سالم بن ابراهيم بن الحاج خليفة 48
الطاهر بن حمدة بوغزالة 50-51-52-59-60-61-72 سالم بن سعد بن الحاج خليفة 51
منصور بن صالح الجبالي 100-101 محمد بن ابراهيم بن الحاج خليفة 94
محمد بن سالم الجخراب 64 محمد بن الحاج فرج بن الحاج خليفة 51-73
أحمد بن حسن جمور 23 منصور بن الحاج عمر بن الحاج سليمان 39
سالم بن حسن جمور 73 عبد الله بن علي بن حسين 51
محمد بن الرزاق الحجري 57-62-73 فرج بن خليفة الإميم 17-53-57-97-99-100-101
وناس بن صالح الحساني 47 عبد الله بن إبراهيم بايع رأسه 47
عبد الله بن خليفة حفصة 64 محمد شوشان بايع رأسه 41
البشير بن عبد الله الحمروني (بوزقرة) 92 عمر بن عبد الحميد بطيخ 43
خلف الله بن يونس الحمروني 51 أحمد بن محمود البهلول 43
صالح بن حمودة حمودة 33-34-58-63-137 عبد الله بن محمد البهلول 16-41-43
عبد الله بن محمد الدهماني 47 محمد بن علي بوراس 20
أحمد بن محمد الدوس 47 أحمد بن ابراهيم بورخيص 39-47-59-96
سالم بن امحمد الدوس 47 أمحمد بن حسين بوزويته 33
ساسي بن امحمد الديماسي 43-48 الطاهر بن عبد القادر بوزويته 84-93
الصادق بن علي الديماسي 17-40-41-95 عبد القادر بن حسن بوزويته 48
الطاهر بن علي الديماسي 47 محمد بن حسين بوزويته 41
عبد الله بن عبد السيد الشنباح 47 الهذيلي بن علي رضوان 73
أحمد بن صالح الصغير 48 الطاهر بن خليفة رورو 73
عبد الله بن الحاج علي صوة 23 خليفة بن علي الزراد 48
الحاج علي بن امحمد صوة 15-26-27-28-29-112-134-136 علي بن محمد الزراد 21
محمد بن الحاج علي صوة 23-30 خليفة بن علي الزياتي 47
امحمد بن أحمد طيطش 47 أحمد بن محمد ساسي 49-70-72-73-74-95-137-140
ابراهيم بن امحمد عبد الله 108-118 حسن بن سليمان ساسي 121
احمد بن سالم عياد 35-36-41-46-47-57-58-59-70-74-91-96 الحاج محمد بن مفتاح ساسي 48
حامد بن سالم عياد 47 الحاج أحمد بن خليفة سعيدان 48
الحاج سالم بن امحمد عياد 12-13-14-17-18-20-37-41-112 اسماعيل بن ابراهيم سعيدان 59-62
يوسف بن صالح الغزالي 51-52-56 صالح بن محمد سعيدان 43-47
التومي بن خلف الله الغوالي 47 محمد بن سالم سعيدان 54
الطاهر بن ميمون فضلون 56 محمود بن أحمد سعيدان 52
فرج بن قاسم قاسم 47 محمود بن يوسف سعيدان 53
أحمد بن خليفة القصاب 41-47 رقية بنت عبد الرحمان سويسي 23
علي بن حسين القصاب 47 محمد بن عمار الشارف 21
أحمد بن قاسم قعليش 22 الحاج وناس بن امحمد شبيل 43
محمد بن عبد الرحمان القفصي 33 أحمد بن احمد شرشير 47
محمد صالح بن سالم قفصية 43-47-103 أحمد بن محمد الشرفي 19
محمد بن عمر القنوني 57 كمال بن الهادي الشرفي 1
علي بن العامري الكعلي 41-47-58-84-137 عبد الرزاق بن منصور الشملي 21
محمد بن محمد فنينة الكعلي 21 عثمان بن محمود الشملي 17-31-73
محمد بن العامري الكعلي 17-47-53 علي بن محمود الشملي 61-62-64-73
ابراهيم بن محمد كوزانه (بن الحاج امحمد) 21 محمد بن محمود الشملي 47
صالح بن محمد مامة 39-43 الناصر بن منصور الشملي 14-15-17-18-19-20-40-53-58-62-63-84
علي بن محمد منصور 53 عبد السلام بن الحاج يوسف محمود 47
خليفة بن سالم الميلادي 64 خليفة بن علي المعلال 39
علي بن الدهماني الميلادي 54-73 صالح بن محمد الممي 55-59
الناصر بن عمر نوار 39 عبد الله بن صالح الممي 47
عمر بن أحمد الهاني 48 محمد بن حمودة الممي 41
يوسف بن أحمد الهاني 48 محمد بن صالح الممي 47
ملاحظة : لم نذكر محمد بوزويته لوروده بكل صفحات الكتاب
المصادر والمراجع
1. كتب
قصر هلال ومعركة التحرير: أحمد بكير محمود، شركة فنون الرسم، تونس، 1975.
قصر هلال : جماعي، دار أليف، تونس، 1995.
قصر هلال من النشأة إلى الاستقلال: الحبيب ابراهم، تونس 2002.
مرحلية التنظيم التعاوني الحرفي، مراد رقية، مطبعة SNIPE، تونس بلا تاريخ
حياة كفاح، ج1، أحمد توفيق المدني، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، 1976.
مؤتمر البعث، الحزب الحر الدستوري، تونس 1962.
مؤتمر قصر هلال، المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية، تونس 1994.
المؤتمر العام، سعيد أبو بكر، مطبعة الاتحاد، تونس، 1934.
(نسخة بالأرشيف الوطني، سلسلة الحركة الوطنية، ص 28، ملف 1).
زمن العسر، محمد علي بلحولة، شركة فنون الرسم، تونس 1981.
المنستير في مواطن التجذير والتحرير، محمد الطاهر عقير المطابع، المندمجة، المنستير، 1989.
قضية بورقيبة، 9 أفريل 1938، وزارة الإعلام، تونس 1983.
الجهاد التونسي في الشعر الشعبي، محمد علي بلحولة، مطبعة الاتحاد العام التونسي للشغل 1978،
شروق وغروب، ج1، ابراهيم عبد الله، مؤسسة سعيدان، سوسة، بلا تاريخ
تونس (1956-1987) ، الهادي التيمومي، دار محمد علي الحامي، صفاقس 2006.
§ Itinéraire d’un militant : Mahmoud El Matri, CERES, Tunis, 1992
§ Pouvoir Colonial et mouvement national, T1, Mustapha Kraïm, Alif, Tunis, 1990
§ Septembre 1934, Repression et résistance, MTE, sans date
§ Habib Bourguiba, Apôtre de la liberté tunisienne, Ali Dimassi, Tunis, 1978
§ Evolution du mouvement national tunisien, TII, MTE, 1974.
2. مجلات
مرآة الساحل، جويلية 1968، سوسة
مرآة الساحل، عدد 23، نوفمبر – ديسمبر 1971، سوسة
نشرية الشعبة الدستورية بقصر هلال، 2 مارس 1974.
المؤتمر، قصر هلال، مارس 1969.
§ Histoire du mouvement national, n°3, Institut de l’histoire du mouvement national, Tunis, 1987.
3. الصحف
13 نوفمبر 1930 النهضة: الإرادة:
18 ماي 1933 23 ماي 1925 11 ديسمبر 1937
15 سبتمبر 1933 27 ماي 1927 20 ديسمبر 1937
19 سبتمبر 1933 20 أوت 1930 11 فيفري 1938
21 سبتمبر 1933 9 ماي 1931 العمل:
5 أكتوبر 1933 12 ماي 1934 15 جوان 1934
3 ماي 1934 9 سبتمبر 1934 5 سبتمبر 1937
17 جانفي 1935 3 مارس 1936 10 نوفمبر 1937
28 فيفري 1936 17 سبتمبر 1936 16 ديسمبر 1937
21 جوان 1936 21 سبتمبر 1936 لسان الشعب:
2 ماي 1940 6 أكتوبر 1936 24 جوان 1925
الزهرة: 17 أكتوبر 1936 10 فيفري 1926
15 سبتمبر 1933 29 أكتوبر 1936 17 جانفي 1927
19 سبتمبر 1933 21 ديسمبر 1936 19 جانفي 1927
9 أكتوبر 1933 2 فيفري 1937 7 سبتمبر 1927
17 أكتوبر 1933 27 مارس 1937 21 سبتمبر 1927
29 نوفمبر 1933 5 أفريل 1937 7 ديسمبر 1932
15 ماي 1936 24 ماي 1937 7 أكتوبر 1933
16 ماي 1936 6 جوان 1937 الصواب:
24 ماي 1936 20 جويلية 1937 9 ديسمبر 1921
5 أوت 1937 27 سبتمبر 1937 21 جانفي 1927
9 أوت 1937 6 أكتوبر 1937 النديم:
12 سبتمبر 1937 الوزير: 17 أكتوبر 1925
4 نوفمبر 1937 26 جانفي 1926 19 ديسمبر 1925
9 فيفري 1926 10 ديسمبر 1927
15 فيفري 1927 15 فيفري 1930
30 جانفي 1930
إفريقيا: الزهرة:
9 مارس 1925 15 سبتمبر 1933
L’Action Tunisienne 19 سبتمبر 1933
16 ديسمبر 1937 9 أكتوبر 1933
Le libéral 17 أكتوبر 1933
27 ديسمبر 1924 29 نوفمبر 1933
Tunis socialiste 15 ماي 1936
18 سبتمبر 1933 16 ماي 1936
La Dépêche Tunisienne 24 ماي 1936
11 افريل 1933 5 أوت 1937
14 ماي 1936 9 أوت 1937
18 ماي 1937 12 سبتمبر 1937
27 ماي 1937 4 نوفمبر 1937
المشير:
19 ماي 1958
وثائق الأرشيف الوطني
السلسلة A : الدفاتر:
ص 149 ملف 4 1645
ص 150 ملف 8 1678
السلسلة D: 4065
ص 25 ملف 24 الملفات:
ص 68 ملف 17 سلسلة الحركة الوطنية:
ص 96 ملف 14 ص 15 ملف 1
ص 151 ملف 28 ص 24 ملف 2
السلسلة E: ص 24 ملف 4/4
ص 246 ملف 12 ص 27 ملف 2
ص 578 ملف 26 ص 28 ملف 1
ص 563 ملف 2 ص 36 ملف 3
ص 284 ملف 44 ص 36 ملف 22
وثائق المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية
(أرشيف الإقامة العامة الفرنسية)
بكرات:
R96-R94-R92-R78-R56-R26-R20-R9-R97-R99-R100-R101-R105-R106-R159-R160-R267-R281-R313-R375-R408-R462-R648-R649-R676-R678-R901-R919.
وثائق المركز القومي للتوثيق
الملف : A-2-4
الرائد الرسمي
15 مارس 1916
18 مارس 1933
6 أفريل 1934
شهادات
الطاهر بن عبد القادر بوزويته.
علي (يدعى حسن) بن احمد بورخيص.
حبيبة بنت محمد بوزويته حرم محمد بن علي المكسي.
الفهرس
إهداء 1
تبرير 2
توطئة 3
من هو محمد بوزويته ؟ 5
البيئة الاقتصادية والاجتماعية 8
العمل الإصلاحي 12
تـأسيس المدرسة القرآنية "الهلال" بقصر هلال 25
العمل النقابي والتعاضدي 31
العمل السياسي 33
قبل تأسيس الشعبة الدستورية 33
ميلاد الشعبة 35
الانطلاقة 43
قضية التجنيس 55
الانشقاق 66
مؤتمر 2 مارس 1934 70
استئناف العمل 81
الانسحاب 96
خواطر 110
قالوا عنه 125
الملاحق 128
قائمة الهلاليين الواردة أسماؤهم بالكتاب 147
المصادر والمراجع 150
مع تحيات منتديات تونيزيا كافيه
المناضل القدير محمد بن عمر بوزويتة رائد النضال الوطني بقصرهلال والوطن بقلم الحبيب ابراهم
إهداء إلى روح المرحوم المناضل الشريف الهلالي محمد بوزويتة الذي الذي ناضل من اجل استقلال تونس .