خطبة الجمعة مكتوبة عن حسن الخلق للشيخ عبد الرحمن السديس
محاضرات | ودروس | وندوات | وخطب | محاضرات | دروس | خطب | علم | دروس دينية | إسلامية | كتابة نص موضوع خطبة جمعة | كيف تحضر خطبة الجمعة | نصائح | منهج في إعداد خطبة الجمعة | طريقة مختصرة تحضير خطبة الجمعة
خطبة الجمعة مكتوبة عن حسن الخلق للشيخ عبد الرحمن السديس
حسن الخلق
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شرع لنا ديناً قويماً، وهدانا إليه صراطاً مستقيماً، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله، أرسله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح لهذه الأمة، فجزاه الله عن أمته خير ما جزى نبياً عن قومه، وصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها المسلمون! اتقوا الله تبارك وتعالى واشكروه على ما هداكم للإسلام وجعلكم من أمة خير الأنام عليه الصلاة والسلام.
عباد الله! إن أعظم نعمة أنعم الله بها علينا نعمة الإسلام، ذلكم الدين القويم، والصراط المستقيم، الذي خلق الله خلقه لأجله وبه أرسل رسله وبه أنزل كتبه ولا يقبل الله من أحد ديناً سواه وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ [آل عمران:85]، أتمه وأكمله وارتضاه ولا يقبل من أحد ديناً سواه، والاستسلام المطلق والانقياد التام لله جل وعلا قولاً وفعلاً واعتقاداً، تضمنت تعاليمه السمحة ومبادئه السامية كل ما فيه صلاح البلاد والعباد في المعاش والمعاد، فيه صلاح النفوس والقلوب، ونور العقول والبصائر، وسعادة الأفراد والمجتمعات والأمم، وتحقيق الأمن والاطمئنان للبشرية جميعاً.
أيها المسلمون! يقوم هذا الدين على أصل عظيم وأساس متين، ألا وهو توحيد الله وإفراده بالعبادة، وإخلاص العبادة له وحده دون سواه، وتخليصها من كل شائبة، وتجريد المتابعة للحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، وسد كل طريق يوصل إلى ثلم العقيدة أو إضعاف التوحيد أو الإخلال بالمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولقد أكد الإسلام على هذا الجانب تأكيداً بالغاً، بل لم يحظ جانبٌ في الإسلام بمثل ما حظي به الجانب العقدي، وما ذاك إلا لأنه القاعدة الكبرى التي تنبني عليها الأقوال والأفعال، ولقد كان هذا الأمر مفتاح دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، ومحل عناية القرآن الكريم والسنة النبوية قولاً وفعلاً ومنهاجاً ودعوة، فالمسلم الحق يعتقد أن الله سبحانه هو الخالق الرازق المعبود المالك المتصرف المحيي المميت الضار النافع، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن أحداً لا يستطيع أن يجلب نفعاً أو يدفع ضرراً من دون الله سبحانه وتعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [الأنعام:17]، وأنه جل وعلا متصف بكل كمال منـزه عن كل نقص، له الأسماء الحسنى والصفات العلى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الشورى:11].
فلا يجوز صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، فهو سبحانه يعطي ويمنع، ويضر وينفع، والعبادات كلها من صلاة وطواف ودعاءٍ ونذر وذبح واستغاثة وحلف واستعاذة وغيرها كل ذلك محض حقه سبحانه لا شريك له وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً [النساء:36]، بذلك طهر الإسلام النفوس، وأعلى مكانتها، وحارب ما يناقض ذلك ويضاده من ضروب الإشراك بالله وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88]، حتى لا تنحط النفوس إلى عبادة من لا يملك لنفسه شيئاً فضلاً عن أن يملك لنفسه ضراً أو نفعاً أو موتاً أو حياة أو نشورا، وحتى لا تخضع القلوب إلا لمن له الملك والخلق والأمر والعبادة وحده جل جلاله.
هكذا جاء الإسلام بهذه العقيدة الصافية وهذا التوحيد الخالص؛ ليخرج الناس من ظلمات الجهل والشرك والضلالة والأوهام والأباطيل ويرفع النفوس من هوة الشرك وحضيض الوثنية وهوة الكفر والإلحاد إلى نور الحق والإيمان.
الإسلام دين الأخلاق
إخوة الإسلام! وكما جاء دين الإسلام منهج هداية للبشرية في تصحيحها عقائدها، كذلك جاء لتهذيب نفوسها وتقويم أخلاقها وأخلاق مجتمعاتها ونشر الخير والفضيلة بين أفرادها، ومحاربة الشر والرذيلة وإطفائها عن بيئاتها، وسد منافذ الفساد أن تتسلل إلى صفوفها؛ لذلك فقد كانت مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب ومعاني القيم وفضائل الشيم وكريم الصفات والسجايا من أسمى ما دعا إليه الإسلام، فقد تميز بمنهج أخلاقي فريد لم ولن يصل إليه نظام بشري أبداً، وقد سبق الإسلام بذلك نظم البشر كلها؛ ذلك لأن الروح الأخلاقية في هذا الدين منبثقة من جوهر العقيدة الصافية، لرفع الإنسان الذي كرمه الله وكلفه بحمل الرسالة، وتحصين العبادة من درك الشر والانحراف وبئر الرذائل والفساد لرفعه قمم الخير والصلاح، وأوج الاستقامة والفلاح ليسود المجتمع السلام والمحبة والوئام، رائده نشر الخير والمعروف ودرء الشر والمنكر والفساد.
أهمية الأخلاق للأمم
أمة الإسلام! الأخلاق في كل أمة عنوان مجدها، ورمز سعادتها، وتاج كرامتها، وشعار عزها وسيادتها، وسر نصرها وقوتها:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فصلاح الأفراد والأمم مرده إلى الإيمان والأخلاق:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه فقوم النفس بالأخلاق تستقم
وضعف الخلق أمارة على ضعف الإيمان، وإذا أصيبت الأمة في أخلاقها فقل عليها السلام
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً
فقد آذنت بتصدع أركانها وزعزعة أمورها، وخراب شئونها وفساد أبنائها.
الأخلاق في السنة النبوية
أمة الإيمان والأخلاق! لقد بلغ من عظم مكانة الأخلاق في الإسلام أن حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مهمة بعثته وغاية دعوته بكلمة عظيمة جامعة، فقال فيما رواه البخاري في الأدب المفرد وغيره: {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق }، وفي هذا أكبر دليل وأنصع حجة على أن رسالة الإسلام حققت ذروة الكمال وقمة الخير والفضيلة والأخلاق، كما أن قدوة هذه الأمة عليه الصلاة والسلام كان المثل الأعلى والنموذج الأسمى للخلق الكريم، وحسبنا في ذلك ثناء ربه عليه في قوله سبحانه: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، فكان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقاً، وقد وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بوصف جامع فقالت فيما رواه مسلم وغيره: {كان خلقه القرآن }، وعن أنس رضي الله عنه، قال: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، والله ما مسست ديباجاً ولا حريراً ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: أف قط، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا } رواه مسلم .
وعنه رضي الله عنه قال: {إن كانت الأمة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت، فكان إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينـزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينـزع يده، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه، ولم ير مقدم ركبتيه بين يدي جليس له } رواه الترمذي .
وعنه رضي الله عنه، قال: {كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جذبته، ثم قال: يا محمد! مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك وأمر له بعطاء } متفق عليه.
وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه، قال: {ما رأيت أحداً أكثر من تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم }رواه الترمذي .
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: {ما كان أحد أحسن خلقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: لبيك }، وقال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: {ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم }، وتقول خديجة رضي الله عنها في كلامها التاريخي: {كلا والله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق }، الله أكبر بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، ما أكرم شمائله المحمدية، وما أعظم أخلاقه المصطفوية.
أفلا يجدر بأمة محمد صلى الله عليه وسلم في أعقاب الزمن، وقد عصفت بها موجات الفساد والفتن من كل جانب، وأعاصير الشر والإلحاد والمحن من كل وسيلة وطريقة، أن تسلك سبيله، وتترسم خطاه، وتتمسك بسنته، إن أرادت الخير والأمن والنصر والسلام، وكما كانت سيرته العملية وسنته الفعلية نبراساً للأخلاق والشمائل، فقد زخرت سنته القولية بالإشارة والإشادة بمكارم الأخلاق، ومكانة أهلها وعظيم ثوابها، وهي مبثوثة في كوكبة من مشكاة النبوة في الصحاح والسنن وغيرها، منها قوله صلى الله عليه وسلم: {البر حسن الخلق } رواه مسلم ، {إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً } متفق عليه، {ما من شيء أثقل في ميزان المسلم يوم القيامة من حسن الخلق } رواه الترمذي ، {إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم } رواه أبو داود ، {أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه }رواه أبو داود ، {إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً } رواه الترمذي ، {وخالق الناس بخلق حسن }.
ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، قال: {تقوى الله وحسن الخلق } رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
الأخلاق عند السلف
أيها المسلمون! لقد كانت الأخلاق السمة البارزة في سيرة الرعيل الأول من سلف هذه الأمة، فأولوها اهتمامهم قولاً وعملاً وسلوكاً، يقول الحسن البصري رحمه الله: [[حسن الخلق بسط الوجه، وبذل الندى، وكف الأذى ]] ويقول عبد الله بن المبارك رضي الله عنه ورحمه الله: [[حسن الخلق في ثلاث خصال: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتوسعة على العيال ]]، حتى قال بعضهم: لأن يصحبني عاصٍ حسن الخلق أحب إلي من عابد سيئ الخلق.
وقال أهل العلم في علامة ذي الخلق الحسن: أن يكون كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاة، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولا، وقورًا صبوراً شكوراً، رضياً حليماً، وفياً مؤثراً، عفيفاً، لا لعاناً، ولا طعاناً، لا مغتاباً ولا نماماً، لا فاحشاً ولا متفحشاً، لا كذاباً، ولا غاشاً، ولا خائناً، لا حقوداً، ولا حسوداً، ولا متكبراً، هاشاً باشاً، يحب في الله ويبغض في الله، حكيم في الأمر، قوي في الحق، هذا غيض من فيض ما زخر به كتاب الله سبحانه، من ذكر صفات وأخلاق أهل الإيمان.
أين نحن من أخلاق الإسلام؟
وبعد ذلك كله يا إخوة الإسلام! لنتأمل في واقع أخلاقنا وسلوكنا مع أنفسنا وأهلينا وأولادنا وأسرنا وإخواننا المسلمين، إن الواقع في هذا يبعث على الأسى، فقد زهد كثير من الناس رجالاً ونساء شباباً وشيباً بأخلاق القرآن، في الوقت الذي نشط فيه أعداء الإسلام بنشر الغزو الأخلاقي المركز المختلف الوسائل، المتعجل القوارب ضد المسلمين، وأسرهم ومجتمعاتهم، فكثر الفساد وانتشرت المخالفات والمنكرات، وانتشر سوء الأخلاق وقل الحياء في سلوك كثير من الناس ومعاملاتهم، فهل من عودة يا أمة الإيمان والأخلاق لأخلاق القرآن والسنة؟! وهل من يقظة يا شباب الإسلام ترشد إلى المثل العليا، وتبعد عن سفاسف الأخلاق ومساوئ الأعمال؟!وهل من رجعة أيتها الأخت المسلمة إلى التزام أحكام وأخلاق الدين القويم بالمحافظة على الحجاب والعفاف والاحتشام والبعد عن الاختلاط والتبرج والسفور؟هل من عودة صادقة يا أمة الإسلام؟! إلى خلق الإسلام في حياتنا كلها بكل جوانبها؟ هذا الرجاء والأمل وعلينا الصدق والعمل، والله المستعان.
اللهم اهدنا لأحسن الأعمال والأخلاق والأقوال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، اللهم أعذنا من منكرات الأخلاق والأقوال والأعمال والأهواء والأدواء يا سميع الدعاء.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
نداء للتحلي بأخلاق الإسلام
الحمد لله على نعمائه، والشكر له على فضله وآلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، الذي عبد ربه في سرائه وضرائه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله وتخلقوا بأخلاق الإسلام الفاضلة، واحذروا التأثر بأخلاق غير المسلمين، ألا وإن أولى الناس بمراعاة الأخلاق الفاضلة والتزام السجايا الكريمة هم أهل العلم وطلابه والمنتسبون إلى الحسبة والدعوة والإصلاح؛ ليتأثر الناس بهم ويكون لهم الأثر البالغ في مجتمعهم، وليعطوا صورة حسنة عن أخلاق الإسلام وسماحته ورفقه وحكمته، فذلك يجب أن يسود الأدب بين طلبة العلم في مسائل الخلاف، كذلك -أيها الإخوة- يجب أن ترفرف رايات الأخلاق على الأسرة، لا سيما بين الزوجين معاشرة بالمعروف، ومعاملة بالحسنى؛ حتى تسلم الأسرة من عواصف التصدع والتفكك والانهيار، وهكذا الأبناء مع آبائهم، والطلاب مع معلميهم، خلقاً ناشئاً عن عبادة وإيمان لا عن رياء ونفاق وتملق كما هو حال الكثير من المفتونين بالدنيا، الذين استبدلوا أخلاق القرآن بأخلاق تجارية، ومعاملة النـزاهة والإخلاص بمعاملات مادية، يرى أحدهم مع أهله ومع الناس صفيق الوجه عبوساً مقطب الجبين، معوج السلوك، غير آبه بأحد، لكنه إذا لاح له طمع، أو خاف من فزع، أو بدت له حاجة؛ تصنع وتملق، حتى إذا ما ظفر بحاجته عاد إلى قبح فعله، وذلك لعمر الحق غاية الإفلاس، فالواجب على أهل الإسلام التخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه، فمن الأخلاق ما هو جبلي وفطري، ومنها ما هو مكتسب بالتخلق والمعاهدة:
هي الأخلاق تنبت كالنباتِ إذا سقيت بماء المكرمات
ويا أيها الآباء والأمهات! والمدرسون والمدرسات! كونوا قدوة حسنة لمن تحت أيديكم:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
وربوا أجيالكم وناشئتكم على أخلاق القرآن، أدباً وصدقاً وبراً وحسن معاملة؛ ليكونوا أعضاء صالحين في مجتمعهم نافعين لبلادهم وأمتهم، والله المسئول أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على صاحب الخلق العظيم، كما أمركم بذلك الرءوف الرحيم فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56]، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين وعن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
يتبع ان شاء الله الموضوع متجدد
خطب الجمعة نصوص و مواضيع جاهزة
يمكنك متابعة جميع المحاضرات الدينية الاسلامية
من هنا
http://www.jobs4ar.com
محاضرات ودروس وندوات وخطب
khotab al jomo3a diniya - khotab jomoaa Maktouba
موسوعة خطب جمعة مكتوبة مواضيع جاهزة تحضير نص خطبة بحث ديني اسلامي بحوث جاهزة دليل مكتبة الخطب الدينية
مع تحيات منتديات تونيزيا كافيه