عددة أسباب قد تعصف بمشوار المنتخب الليبي في التصفيات
بعد أن تنفس الشارع الرياضي الليبي الصعداء بتتويج المنتخب الليبي ببطولة الشان 2014 على حساب المنتخب الغاني مطلع العام الماضي بملاعب جنوب أفريقيا ، كأول إنجاز رياضي ليبي على صعيد الأندية والمنتخبات ، ها هو اليوم يترقب عن كثب المصير الذي سيؤول إليه منتخب بلاده بعد الإعلان عن قرعة تصفيات بطولة الأمم الأفريقية 2017المنتظر إقامتها في ملاعب الجابون .
القرعة أوقعت المنتخب الليبي مع شقيقه المغربي ومنتخبي الرأس الأخضر وساوتومي ، والمثير هنا أنا الوسط الرياضي الليبي لم يتطرق بشكلٍ كبير لقوة هذه المنتخبات التي ستنافس المنتخب الليبي على تصدر مجموعته السادسة ، بقدر ما تدور الأحاديث حول إمكانية مشاركته في هذه التصفيات من عدمها في ظل إفلاس اتحاد الكرة مالياً وإدارياً ، وهو ما ترتب عنه انسحاب المنتخب الأولمبي أمام نظيره الموريتاني في التصفيات المؤهلة لأولمبياد الريو 2016 .
يطرح بعض النقاط التي قد تعصف بمشاركة المنتخب الليبي في هذه التصفيات ، والتي قد يترتب عنها عقوبات قاسية من الاتحادين الأفريقي والدولي .
قضية كليمنتي
يرى مسؤولو اتحاد الكرة الليبي أن كليمنتي لا يحق له المطالبة بمستحقات مالية عن فترة لم يتولى خلالها تدريب المنتخب ، وهذه نقطة خلاف جوهرية قد تنهي علاقته بالمنتخب الليبي على الرغم من تصريحاته الأخيرة التي أبدى فيها نيته لتجديد عقده مع اتحاد الكرة الليبي ومواصلة مشواره مع المنتخب ، وهو الذي أكد في أكثر من مناسبة بأنه سيعمل على إعداد منتخب للمستقبل ، وبالتالي فمن المتوقع أن يتنازل العجوز الإسباني عن جزء من هذه المستحقات أو يقبل بتأجيل تسلمها لوقت آخر في سبيل تحقيق طموحاته .
طموحات قد تصطدم برغبة اتحاد الكرة الذي بات يفكر في بديلاً له بسبب تكلفته المالية التي لم يعد بوسعه الوفاء بها ، والأنظار باتت تتوجه لمدرب الاتحاد الفرنسي بيار لوشانتير الأقرب حالياً لخلافة كليمنتي في حال لم يتوصل الطرفان لاتفاق نهائي يقضي بتمديد العقد وتسوية مالية مرضية ، بحسب مصادر مقربة من الاتحاد الليبي لكرة القدم ، ولكن تبقى قضية كليمنتي قائمة وقد تطيح بالمنتخب الليبي بعيداً عن هذه التصفيات إذا ما سلطت الفيفا عقوبات على ليبيا على خلفية الشكوى التي تقدم بها كليمنتي مطالباً بحقوقه المالية ، وهذه القضية لربما سيستخدمها كليمنتي كورقة يضغط بها على اتحاد الكرة من أجل الاستمرار على رأس الإدارة الفنية لفرسان المتوسط .
توقف الدوري
مسألة توقف الدوري وأثاره السلبية على مستوى المنتخب أضحى أمر مفروغاً منه ولم يعد يمثل عائق كبير ، وهذه الجزئية بالذات لم تعد تؤرق الاتحاد الليبي لكرة القدم ، بعد تيقنه من أن الصراع الدائر في ليبيا لن يسمح بتنظيم دوري أو حتى مسابقة تنشيطية على المدى القريب ، وبالتالي أضحى الاعتماد على المحترفين ضرورة ملحة نظراً لجاهزيتهم الفنية والبدنية ، بالإضافة إلى لاعبي أهلي طرابلس والاتحاد الجاهزين نسبياً بعد تجربة أفريقية قصيرة سرعان ما انتهت بتوديعهما مسابقتي دوري الأبطال والكونفدرالية من أدوارها التمهيدية .
والسؤال المطروح هنا هل سينجح اتحاد الكرة في إقناع بعض المحترفين في الخارج من أجل تمثيل المنتخب في هذه التصفيات ، أمثال المهاجم أيمن زايد المتألق في الدوري الماليزي وأحمد فهيم بن علي لاعب بريشيا الإيطالي الناشط في "السيريا B " والصادق الفيتوري المحترف في رديف مانشستر يونايتد ، والقائمة تطول وهناك الكثير من الطيور الليبية المهاجرة في ملاعب العرب و أوروبا التي يمكن الاستفادة من خبرتها ، ولكن يبقى أن نشير إلى أن الاتحاد الليبي لا يجيد التعامل مع مثل هذه الأمور ، فهو سبق وأن فشل في إقناع بعض المحترفين من أجل اللعب في صفوف المنتخب في وضع أفضل بكثير من وضعه الحالي المتأزم مالياً وإدارياً ، فهل تراه قادر حالياً على لم شمل هولاء المحترفين في ظل الانقسام والتخبط اللذين أصبحا سمة من سماته البارزة .
مكافآت اللاعبين
ما زالت تبعات أزمة معسكر البرتغال تلقى بظلالها على المنتخب الليبي ، حيث أظهرت هذه الأزمة الكثير من الحقائق والمغالطات وأوضحت مدى الشجع الذي أصاب بعض المتطفلين على اتحاد الكرة و بعض العاملين فيه ، و هولاء لا هم لهم سوى عقد الصفقات والتربح من وراء هذا المنتخب المغلوب على أمره .
هذا المعسكر ألغي بعد أن رفض لاعبو المنتخب السفر قبل أن يتسلموا مستحقاتهم المالية نظير الفوز ببطولة الشان 2014 ، بعد أن علموا أن هناك أطراف من داخل الاتحاد وخارجه تخطط لملء جيوبها على حسابهم ، وبدهاء كبير تمكن اتحاد الكرة من توجيه بوصلة الاتهامات نحو لاعبي المنتخب ، وشنت وسائل الإعلام هجوم غير مسبوق على هذا المنتخب الشاب إلى حد وصل للتخوين مما أثر على نفسية لاعبيه ، فكانت النتيجة الخروج المبكر من سباق تصفيات أمم افريقيا 2015 بعد الخسارة المدوية من منتحب رواندا في العاصمة كيغالي بثلاثية نظيفة ، أجبرت المنتخب على الدخول في سبات كروي طويل حتى يوماً هذا .
الدعم المادي
وهو الرافد الأهم والمخرج الوحيد لأزمة مالية خانقة لطالما تحجج بها مسؤولو الاتحاد الليبي لكرة القدم ، وباتت تلوح في الأفق بارقة أمل قد تنتشل اتحاد الكرة من مستنقع البؤس والفقر ، بعد أن وعدت وزارة الاتصالات والمعلوماتية مسؤولي اتحاد الكرة برعاية المنتخبات الليبية والتكفل بكافة المصاريف والتنقلات والمكافآت بحسب التصريحات الأخيرة للسيد المبروك المصراتي الناطق الإعلامي للاتحاد الليبي لكرة القدم .
ومن جانبه وعد جمال الزروق رئيس اللجنة الأولمبية الليبية اتحاد الكرة بالوقوف معه في أزمته الحالية ، عقب اجتماعه يوم الاثنين الماضي بأعضاء مكتبه التنفيذي ، وطمأنهم بأنه سيتواصل مع وزارة الاتصالات والمعلوماتية من أجل ضمان توقيع اتفاقية رعاية المنتخبات الوطنية .
وتبقى هذه الوعود والتطمينات مجرد تصريحات ما لم يتم تفعيلها بأسرع وقت ممكن ، لأن الوقت المتبقي عن انطلاق التصفيات المؤهلة لبطولة الجابون قريب جداً ، وستتضح في الأيام القريبة القادمة جدية هذه الوعود من عدمها
موقع وظائف العرب من هنا