تعتبر الابتسامة أجمل لغة في الحياة، فهي الإضاءة الطبيعية لوجه الإنسان، والإشراقة المنيرة لطريق سعادته وصحته، وهي الشعور النفسي العميق النابع من القلب بالطمأنينة والسرور والبهجة، والرضا وراحة الضمير.
وهي ظاهرة حضارية وإصلاح لمزاج الإنسان والتوازن بين عناصر جسمه، بل هي خير علاج لعقل الإنسان الباطن ولقلبه المليء بالمحبة والخير.
والابتسامة أفضل وأصعب من الضحك؛ لأن الابتسامة هي رد فعل للسرور، بينما الضحك هو رد فعل للألم أحياناً، والابتسامة هي فعل إرادة واقتناع وقناعة ورضا، أما الضحكة فهي تتفجر للحظة أو لحظات كما يتفجر البالون، وما تلبث أن تتلاشى.
اســتـشـر الــطـبـيـب
يقول بعض خبراء علم النفس، إنك إذا لم تضحك لنكتة أو تهتز لها بعد أن ضحك منها الآخرون، فلا بد أن تراجع الطبيب الاختصاصي بالطب النفسي، لأن خلايا الضحك والسرور التي تستقر في النصف الأيمن من الدماغ يكون قد أصابها التلف .
أو على أقل تقدير قد شاخت أو تبلدت عن الاستجابة، وهذا ما يفقدك القدرة على تذوق النكتة والإحساس بها والتمتع بمعناها والضحك منها.
فلقد أثبت الطبيب الأميركي «وليم فرابي» أن الجانب الأيمن من المخ يحتوي على الأحاسيس والانفعالات التي تساعد الشخص على الضحك، والذي يعتبره الطب من أهم التمرينات الرياضية للجسم بصورة عامة وللقلب بصورة خاصة، حيث أن الضحك يعمل على زيادة نسبة بنية القلب.
وقد أجريت أبحاث كثيرة عن تأثير الضحك، وتأثيراته المفيدة على القلب، فالضحك يحرِّك عضلات البطن والصدر والكتفين، وكذلك ينشط الدورة الدموية بصورة عامة، والضحكة الواحدة تعادل ممارسة الرياضة لمدة عشر دقائق، ولقد شبَّه أحد العلماء الضحك بالهرولة وأنت جالس.
ويقول علماء النفس، إن الأشخاص الذين يضحكون عادة مسالمون طيبو القلب لأنهم يفرجون عن طاقتهم العدوانية بالضحك.
فالحياة مليئة بالجد والجهد والتعب والمشاكل المعقدة، والآلام والآمال والمآسي، ولابد من منقذ للشد وللضغوط النفسية والعصبية، وللناس أن يستريحوا للتغلب على مآسي الحياة بالضحك البريء كي يستعيدوا توازنهم.
مـنــاعـة نـفـسـيــة
يحتاج الإنسان عادة إلى الراحة الجسدية والنفسية، وبخاصة في حياتنا المعاصرة، حيث تشابكت سبل الحياة وتعقدت، وأمست المزعجات والمُنغِصات تطاردنا في كل مكان، وعلينا أن نرضخ للأمر الواقع، ونرتفع فوق هذه المنغصات ونرسلها ابتسامة هادئة ساخرة من كل هذه الأحداث، حتى تحفظ توازننا العقلي، والسكينة لأنفسنا، أو نرسلها ضحكة مجلجلة .
فالضحك هو ضرب من ضروب المناعة النفسية التي تحول بيننا وبين التأثر بما نتعرض إليه من ضغوط في هذه الحياة وما أكثرها.
وعلى هذا، فقد يكون الضحك استجابة للألم لا للسرور نظراً لأن مفتاحه هو المواقف التي تسبب لنا الضيق أو الألم ولقد صدق من قال «شر البلية ما يضحك».
والبسمة، أفضل عملة متداولة بين الناس لتقريب وجهات النظر، ولإنجاز المعاملات الدنيوية، بل تعتبر أفضل جواز سفر إلى قلوب الآخرين وأكاد أقول عقولهم وثقتهم أيضاً. وليست كل الابتسامات مقبولة أو مستساغة، ما لم تكن نابعة وصادقة من القلب، تفترش الثغر وتعمّر الوجه بالبشاشة والرضا.
وتعتبر الابتسامة والضحك اللطيف المعبر والبريء، عناصر أساسية في حيوية الإنسان وصحته. وحينما تغيب عنا شمس السرور والابتسامة، تبدأ الأمراض بالظهور، وهكذا نرى أن الابتسامة تحمي القلب وتطيل العمر، فالابتسامة عنصر ضروري لبقاء حياة الإنسان على وجه هذه المعمورة، وهي سر الحياة السعيدة، ومفتاح الحب والأمل، وشعاع يرسم لنا طريق الخير والتفاؤل أمام هذا العصر ومتقلباته.
وهذا بعض مما قيل عن الابتسامة
الابتسامة تذيب الجليد
وتنشر الارتياح
وتبلسم الجراح
إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية
( فولتير)
جميل أن تبدأ الصداقة بابتسامة
والأجمل أن تنتهي بابتسامة
( اوسكار وايلد )
الابتسامة طريقك الأقصر إلى قلوب الآخرين
( حكمة تايلنديه )
أن تشق طريقا بالابتسامة خير من أن تشقه بالسيف
( شكسبير)
ابتسامة المرأة شعاع تفوق سرعته سرعة الضوء
( كارل ساندبرغ )