ويكيليكس : قريبا الغوشي سيرجع الى لندن حسب وثائق ديبلوماسية أمريكية
أكدت كل الوثائق الاستخباراتية المسربة من «ويكيليكس» والقراءات والدراسات والتصريحات الرسمية المتأتية من البيت الأبيض، أن الإدارة الأمريكية هي التي قامت بهندسة الربيع العربي وعملية التغيير وانتقال السلطة كما حصل في مصر وتونس واليمن وليبيا…وتعاطت أمريكا مع دول الربيع العربي كأنها كيان موحد لا حدود بينها ولا فروق…
فالإدارة الأمريكية كانت جاهزة للتعامل مع هيكل «الإخوان المسلمين» بمختلف فروعه لأسباب مصلحية بحتة…فالعلاقة الأمريكية الإخوانية لم تكن وليدة انتخابات الربيع العربي لكنها علاقة بعيدة مترامية الأطراف انطلقت منذ سنة 2006 أي بعد إعلان كونديليزا رايس على ضرورة تغيير الأنظمة العربية عبر نظرية الفوضى الخلاقة التي التقطتها إدارة الإخوان المسلمين التي ارتمت في أحضان الأمريكان على أمل الظفر بكرسي العرش…
الأمريكان استغلوا تعطش الإخوان للسلطة وسارعوا بدعمهم كخطوة أولى لتنفيذ الربيع الأمريكي على الدول العربية…لكن ومع مرور أكثر من سنة على حكم الإخوان في مصر وتونس واليمن ومع تورط الولايات المتحدة في المستنقع السوري انقلب الموقف الأمريكي جذريا على ملفات الربيع العربي انطلاقا من كشف نيتها بالتخلي عن الإخوان المسلمين أينما حكموا فضلا عن موقفها من المعارضة السورية التي أصبحت ورقا محروقا لدى إدارة البيت الأبيض فضلا عن ابداء تخوفاتها من منطقة الخليج التي أكدت وثيقة مسربة أنها سائرة نحو ربيع عربي على غرار قطر والسعودية فهل ستنتقل أمريكا إلى برنامج ما بعد الإخوان؟ وهل أدخلت قطر والسعودية في دائرة الخطر؟
زواج المتعة بين الاخوان و الامريكان ينتهي بالخلع…
العشق الممنوع بين الامريكان و الاخوان:
امريكا تراهن على الاخوان ثم تخسر الرهان
امريكا تهدي الحكم للاخوان…
يقول التاريخ أن أمريكا دائمًا كانت ضد الإخوان إلا أن وجوب ترحيل بن علي من سدة الحكم التونسي و مبارك من عرش الرئاسة المصرية اقتضى مفاوضات و لقاءات مكثفة بين الاخوان و الامريكان منذ 2006 حسب ما جاء خطاب اصدره مكتب مدير الاتصال بالجمهور والمساعدات (دا نيال بورين) إلي السيدة (جينيفر لاسزلو مزراحي) مسؤلة منظمة المشروع الاسرائيلي في 29 جوان 2012 اكدت فيه ان الإدارة الأمريكية قررت استئناف الاتصالات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصربهدف إزاحة الرئيس مبارك وعائلته ولا علاقة للأمر بحركة حماس.. ومن لايعرف فان دانيال بورين كانت تعمل منسقة للعلاقات بين المنظمات اليهودية بأمريكا ، كما كلف الرئيس الأمريكي اوباما (جون كارسون) بملف العلاقات مع الإخوان؛و اشترطت امريكا على الاخوان ان يعملوا على ترويض الشارع المصري والعربي لقبول الدور الامريكي ومجابهة الاصوات المعادية لأمريكا واسرائيل والتمهيد للمفاوضات العربية الاسرائيلية لحل القضية الفلسطينية ومساندة الاتفاقيات التي تنتج عن التفاوض وحمايتها بشكل استراتيجي دائم مقابل تمكين الجماعة من حكم مصر و هو ماحدث تماما إبان الثورة المصرية في 25 جانفي 2011.
رحيل النظام المصري و التونسي السابقين دفع الأمريكان لمساندة الاخوان ليس دفاعًا عن مصر وتونس ،وعنهم، ولكن للحفاظ على أمن وسلامة إسرائيل لانها ترى استقرار مصر مثلا هو استقرار لإسرائيل، لافتًا أن الوضع السياسي في مصر الآن مرتبك والوطن يعيش في أزمة حقيقة منذ الإعلان الدستوي لمرسي لكن على المصريين ان يدركوا جيدًا أن الخطر الأكبر الذي يواجههم الان هو الاحباط واليأس الذي يجب الا يستسلموا له.
تقول القاعدة بان طائر الشوك يغرد قبل أن يموت بيوم واحد فقط، بحيث تكون تغريدته الأولى هي تغريدته الأخيرة . إنه مثل الفدائي الفلسطيني الذي يزنّر خصره بالديناميت فتكون معركته الأولى هي معركته الأخيرة . . طائر الشوك والفدائي الفلسطيني يحملان جواز سفر موحد .
و في الربيع العربي غاب طائر الشوك وحلّت محله جماعة “الاخوان” في بلد الخضراء تونس و بلد الكنانة مصر ، وحين تسلّموا الحكم كشروا عن أنيابهم وانقلبوا على كل ما وعدوا به .
وأول سقوط لهم هو الشعار البراق الذي عاش معهم في أقبية الزنازين والمنافي: “الإسلام هو الحل”، إذ أثبتوا بتصرفاتهم أن الإسلام بحاجة إلى حل بعيد منهم، فالإخوان المسلمون هم ضد كل الرموز المصرية البراقة: (المثقفون – الليبراليون – اليساريون – المسيحيون – المرأة – العلم – الفنون – الموسيقا – الشعر – المسرح – النحت – الرسم – الغناء . .) .
هم ضد الديمقراطية، فالحكم بالنسبة إليهم ليس المشاركة بل سيطرة كاملة . مصر وطن لكل المصريين وليست مزرعة للإخوان يفقسون فيها عُقد 80 سنة من البعد عن الحكم تحت الأرض في ظلام دامس، وعندما تسلّموا الحكم أخذوا الظلام معهم إلى كرسي الحكم .
بين الاخوان و الامريكان نهاية مشبوهة التداعيات…
هناك جملة مأثورة تقول بان اثنين لا يتقدمان إلى الأمام: البارحة والإخوان المسلمون ؛يبدو أن أمريكا تفطنت لهذا فقررت إعادة خلط الأوراق فى لعبة المقامرة الكبرى التى تلعبها مع المنطقة العربية فى الآونة الأخيرة، خاصة أن الدور الأول فى اللعبة، الذى أعطت فيه لاخوان تونس و مصر ثبت أنه لن يكون لصالحها,
لأن تيار الاسلام السياسى الذى صعد مؤخرا على ايد نهضة تونس و الحرية و العدالة و التنمية المصرية جعل أمريكا تخسر شعوب هذه البلدان نتيجة لفشل هذا التيار وتعنته ورغبته فى فرض الحكم و التفرد به, وممارسة ديكتاتورية العهود السابقة، خاصة أن جماعة الإخوان الموجودة فى سدة الحكم فى مصر وتونس أصبح تأييدها عبئا على أمريكا وهذا بالتالى يفسر لماذا رفعت أمريكا يديها عن سوريا بل على العكس أقامت اتفاقا مع روسيا على تقسيم غنائم الشرق الأوسط كما يقول الكاتب «تييرى ميسان» الذي اكد قطعا ان ما يحدث اليوم شبيه بما حدث في اتفاقية سايكس- بيكو عام ١٩١٦.
امريكا تتخلى عن دعم الاخوان
قال « تشارلز كروثامر »، المعلق التليفزيوني في قناة « فوكس نيوز »، انه يجب ألا يتم قطع المعونة عن مصر، وفي الوقت ذاته فالأمر لا يعني الدعم الأعمى للأنظمة غير الصديقة، فمن المسؤولية أن يتم قطع المعونة المقدمة للحكومات المعادية جوهريا والمتجاوزة لنفوذ أمريكا، مشيرا إلى أن دعم الأعداء نوع من أنواع الغباء.
وأكد «كروثامر » في مقال له نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن مصر ليست عدوًا، مشيرا إلى أنها لم تعد أقوى حليف عربي لأمريكا الآن ولكنها مازال لها دور، معتبرا أن جماعة الإخوان المسلمين تهدف لإنشاء ديكتاتورية إسلامية ولكن مازال هناك وقتً بعيدًا على أن تفعل ذلك.
ويرى « كروثامر » أن في هذا الجزء ارتكب « جون كيري » وزير الخارجية الأمريكية خطأه، ليس عن طريق محاولة استخدام دبلوماسية الدولار لفرض النفوذ على السلوك المصري، وإنما ممارسة هذا النفوذ على وجه الحصر تقريبا في الإصلاح الاقتصادي بدلا من السياسي، مضيفًا أن أمريكا ليس لديها أي مصلحة خاصة في الاقتصاد المصري وإنما في سياستها.
كما شدد المعلق على أن مصلحة أمريكا تكمن في وجود دولة مصرية غير إسلامية وغير قمعية وغير طائفية، ويتم حكمها بطريقة ديمقراطية بقدر المستطاع، ومن ثم يتساءل عن أهمية رغبة واشنطن في وجود اقتصاد مصري نابض بالحياة يحافظ على الإخوان في السلطة.
خلع بإتقان …
كما يرى « كروثامر » أنه إذا كان على أمريكا تقديم المعونة فينبغي أن تكون من أجل الحصول على تنازلات سياسية مرتبطة بحرية التعبير دون قيود ومعارضة حرة من القمع وتعديلات في الدستور الإسلامي وانتخابات حرة ونزيهة، موضحًا أن المعونة يتم تقديمها لدعم الحلفاء الذين يتبنون القيم والمصالح الأمريكية واستخراج تنازلات من أنظمة أقل صداقة لواشنطن فإما تسير بسياساتها لتكون على السياسات الأمريكية أو تقوية الجهات الفاعلة المتنافسة التي تميل بشكل أكثر إيجابية تجاه الأهداف الأمريكية.
في النهاية أكد كروثامر أن هذا هو الهدف من المعونة الأجنبية، وهو الأمر الهام في الدول مثل مصر التي يقف مصيرها على التوازن « ولكن هذا سوف يعمل إذا كنا متيقظين بشأن أسباب تقديم هذه الأموال في المقام الأول .
الاقتصاد محرار التخلي عن الاخوان…
رغم جهود كيري عراب الاخوان…
ذكر موقع الكونجرس الأمريكي «ذاهيل»، إن الكونجرس منع وزير الخارجية «جون كيري» من عرض المزيد من المساعدات على مصر أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة.
وقال «إيد رويس» رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، إن وزير الخارجية الأمريكي تعرض لضغوط كبيرة من الكونجرس، بسبب رغبته زيادة المساعدات المالية لنظام الإخوان المسلمين، حيث كان كيري يأمل في تقديم أكثر من 250 مليون دولار لكنه لم يستطع، لأن الكونجرس رفض.
وأضاف رويس ما تم الإعلان عنه لا يمثل كل المساعدات التي أرادت الإدارة الأمريكية تقديمها لمصر، لكنها اصطدمت بلجنة العلاقات الخارجية التي لم توافق على زيادة المساعدات.
موضحا أن الموافقة على منح مساعدات لمصر يأتي لأنها تحترم معاهدة السلام مع إسرائيل، بالإضافة إلى ضرورة تقديم ضمانات باحترام حقوق الإنسان وحكم القانون، بالإضافة إلى منع التهريب عبر الأنفاق إلى قطاع غزة.
وكان الرئيس باراك أوباما قد وعد بتقديم 450 مليون دولار في مصر لمساعدتها في التحول الديمقراطي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
امريكا تتخلى عن اخوان تونس
قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية و مصادر رفيعة المستوى في الادارة الامريكية في تصريحات اعلامية ان حزب النهضة الحاكم في تونس يعيش ازمة ثقة شعبية بعد ان كافح من أجل الوصول الى سدّة الحكم و اصراره على تقديم الرخاء والاستقرار للبلاد لضمان استمراريته ويجعل أنصاره و حلفاء النهضة في الخارج يشككون في امكانية نجاح اسلاميي تونس و مواصلتهم المخطط العالمي و اتفاقية سايسبيكو بنسختها العربية الجديدة.
وأوضحت الصحيفة أن حزب النهضة يواجه في الوقت الحالي موجة حادة من الإنتقادات بسبب ما تصفه النخبة بأنه «سوء القيادة»، خاصة بعد أن أثار مقتل زعيم المعارضة العلماني الأزمة المشتعلة حول كيفية استبدال الحكومة التي فقدت مصداقيتها، وكيفية العودة بالبلاد إلى مسارها الصحيح.
ولفتت الصحيفة إلى أنه رغم انتقال تونس بثبات نحو الديمقراطية منذ رحيل «زين العابدين» في جانفي 2011؛ إلا أن عملية إغتيال شكري بلعيد قد انحرفت بالانتقال الى الهاوية ليصنع منها امتحانا اوليا لنجاعة حركة النهضة في مواصلة الحكم في اطار تجاذب سياسي كبير.
ولعل تخلي حركة النهضة عن مباردة الجبالي الرامية الى تشكيل حكومة تكنوقراط لانقاذ البلاد من الازمة هي «الانتحار السياسي» الذي دفعت اليه امريكا لانهاء تجربة الاخوان في تونس بعد ضمان فشل منطق الاسلام السياسي في تونس.
أمريكا من الدعم إلى الانقلاب!!
هل اكتشف البيت الأبيض أن الإسلاميين ليسوا حلا جيدا لتطبيق برنامج الشرق الأوسط الكبير؟ قبل اندلاع الثورات العربية فقدت الأنظمة الحاكمة أهميتها لدى أمريكا وظهرت الجماعات الإسلامية كحل جيد يخدم المصلحة الأمريكية فالتسريبات أكدت أن إدارة أوباما ذهبت لإشراك الإسلام السياسي في السلطة من أجل نزع فتيل المواجهة العنيفة وضمان استقرار مصالح أمريكا وربيبتها إسرائيل في المنطقة ولعل المقارنة بين حركة حماس قبل «أوسلو» وحماس في السلطة خير دليل فالولايات المتحدة ارتكزت على ثلاث نقاط أساسية قبل الموافقة على حكم الإخوان الأولى أن الجماعة الإسلامية أبدت استعدادا واضحا للتعايش السلمي بجوار إسرئيل والالتزام بطريق المفاوضات والاتفاقيات، ثانيا أن هذه الجماعات في مصر وتونس خاصة لها ميولات رأس مالية لا تتناقض مع تيارات العولمة الأمريكية إضافة الى تعطشها ورغبتها في السلطة مهما كانت التنازلات ، وثالثا أن وصول هذه الجماعات إلى السلطة يضمن قدرا من الاستقرار في الشوارع العربية التي التمست أمريكا مقدار الغضب والتشنج الذي يشهده بسبب ديكتاتورية الأنظمة الحاكمة وهو ما يسمح للاستثمارات الأمريكية بالنمو والازدهار….هذه الشروط التي استندت عليها الإدارة الأمريكية قبل تزكية الإسلام السياسي معتمدين في ذلك على مواقف التيارات الإسلامية قبل سقوط الأنظمة العربية حيث هرع اخوان مصر للتفاوض مع عمر سليمان ونظام مبارك أيام الثورة ومحاولات جماعة النهضة في تونس في كسب ود نظام بن علي في عدة مناسبات…كما أبدت الجماعة استعدادا للتصالح مع إسرائيل فمحمد مرسي أرسل خطابات ودية لصديقه شيمون بيريز…
لكن بعد سنتين من الثورة نجد أمريكا لم تعد تنظر إلى الإخوان المسلمين بنفس الطريقة، فوصول إخوان مصر ونهضة تونس إلى السلطة لم يخفف من حدة العداء الشعبي لأمريكا وإسرائيل وهو ما تجلى من خلال احداث السفارات الأمريكية بعد الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم، كما لم ينجح الإسلام السياسي في كبح جماح الجماعات الإسلامية الأخرى التي تؤمن بالعنف مثل التيارات السلفية والوهابية وقد يكون هذا ليس السبب الرئيسي ولكن لو أضفنا اليه عدم قدرة الجماعة على تحقيق الاستقرار في أهم المناطق والمدن في تونس ومصر والتي اندلعت فيها اضطرابات عميقة تطورت إلى حد العنف والاغتيالات السياسية فالنهضة مثلا لم تحقق الاستقرار الا في المناطق المستقرة منذ العهد السابق أما المناطق الأكثر أهمية والتي كانت مهد الثورة لا تزال نموذجا غاضبا وهو ما اعتبرته الإدارة الأمريكية خطرا على الاستثمارات وبذلك ضرب إحدى رهانات النظام الأمريكي.
وعلى صعيد آخر برز معطى جديدا يقوي فرضية التخلي الأمريكي على الإسلام السياسي وهو صعود تيارات أخرى في تونس ومصر يتماشى مع شروط الأمريكان المطلوبة في النظام الذي ستدعمه بعد سقوط التيار السلفي.
وثائق أمريكية : خسارة رهان الإسلاميين والسعودية وقطر في مرحلة الخطر
تحدثت مصادر ديبلوماسية نقلا عن وثيقة في رئاسة الديبلوماسية الأمريكية شرحت فيها اللقاء بين وزير الخارجية «جون كيري» ومجموعة من المسؤولين في الدول العربية أن أنظمة هذه الدول تعيش حالة من فقدان التوازن وآيلة الى السقوط، بمن في ذلك نظام الإخوان في مصر وفروعها اضافة إلى النظام السعودي والنظام القطري وتضيف الوثيقة التي أعدها الوفد المرافق للوزير الأمريكي أن حالة الضياع والخوف من السقوط لا تقتصر على الدول التي لم تصلها عاصفة الثورة بل أيضا تلك الدول التي ضربتها العاصفة وترفض أن تغادر كمصر وتونس واليمن…
وتقول المصادر أن الخطير في هذا التقييم الذي تضمنته الوثيقة اوالتي خرج بها خبراء ومختصون في دائرة الشرق الأوسط والخليج في وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن تواجه حالة خطيرة تستدعي علاجا سريعا خوفا من أن تقع مصالحها في دائرة الخطر الجدي لذلك ترى الوثيقة الداخلية أن التعامل الأمريكي مع الأزمات هي رؤية غير صحيحة وأن الطرف الذي راهنت عليه إدارة أوباما لاستلام زمام الأمور في مصر وتونس لا يملك المقومات التي تسمح له بإدارة سليمة للحكم وعلى الإدارة التخلي عنه لأجل مصلحة أمريكا…أما بالنسبة لما يحدث في دول الخيج ومنها السعودية وقطر فإن الوثيقة كانت أكثر تشاؤما وخطورة حيث توقعت اندلاع احتجاجات شعبية غاضبة وعنيفة في ساحاتها خلال فترة قصيرة وستقوم الشعوب الخليجية بمواجهة تلك الأنظمة التي تمارس القمع والجهل والظلم…وفي ساحاتها رغبة قوية بالتغيير وإصلاح الأوضاع وأنه على أمريكا دعم شعوب هذه المناطق وهذا يعني أن الأنظمة الخليجية هي الآن في دائرة الخطر الحقيقي وأن على واشنطن ادراك ذلك ودعمه قبل فوات الآوان…
وقد رفعت الاستخبارات الأمريكية تقريرا في هذا الصدد عن خطورة وفضاعة مشروع الربيع العربي وخصوصا على المصالح الأمريكية في الخليج كما أفادت المصادر الأمريكية أن البيت الأبيض سيعيد حساباته بالنسبة لهذا الربيع وسيتم توجيهه إلى مناطق الخليج بطريقة أقل فوضى تسمح بحماية المصالح الأمريكية فضلا عن ايجاد بديل للإسلاميين ولجم التيار الإسلامي وجعله بصفة مشارك في السلطة وليس بصفة قائد مما سينجر عنه تغييرا دراماتيكي على الأزمة السورية التي علق بها الربيع العربي ولم يتمكن من اجتيازها بعد فشل مهمة الدوحة والرياض…وهوما يجعل أمريكا أمام خيارين اما ارجاع مارد الربيع إلى القمقم وتغيير أنظمة الربيع العربي من أجل التهدئة وانقاذ مصالحها أو توجيهه إلى الخليج وتعديله في مناطق الربيع لتفادي الخروج من دائرة السيطرة الأمريكية.
تناقض أمريكي أم تغيير تمهيدي؟
بعد ادراج أمريكا جبهة النصرة على قائمة الجماعات الارهابية والمحظورة وتنديد وزارة الخارجية الأمريكية بما تقوم به جبهة النصرة في سوريا ووصفت الهجمات بالارهابية ووقالت الناطقة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند أن الإدارة الأمريكية تندد وترفض كل أشكال الارهاب المتأتية من الجماعات القتالية المعارضة للنظام السوري وقال وزير العدل الأمريكي ايريك هولدر أن بلاده ترفض تزويد قوات المعارضة السورية بالسلاح لأن عناصر من جماعة القاعدة يشكلون جزءا كبيرا من الجيش الحر…كما قدم مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر تقريرا سنويا مكرسا للتهديدات الأمنية وأكد أن مشروع الربيع العربي جلب لدول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عدم الاستقرار وموجات عنف وتطرف وهو ما استغله المتطرفون الإسلاميون لتوسيع تأثيرهم.
البعض اعتبر أن تلك المواقف تعني تمهيدا لبدء تغيير في السياسة الأمريكية من الأزمة السورية والجماعات الإسلامية الحاكمة كما أبدت أمريكا غضبا واضحا من حلفائها من الدول العربية ممن أنتجوا مدارس فكرية متطرفة حيث باتت تشكل تهديدا على مصالح واشنطن حيث بات الأمريكان يتخوفون من هذه الظاهرة المتنامية وهو ما اعتبرته الاستخبارات الأمريكية خطرا انطلق من مسخ اسمه الربيع العربي وأنه أتى بنتائج عكسية وبالتالي هي تجربة فاشلة قادتها قطر…وقال ديبلوماسيون عرب في واشنطن أن الإدارة الأمريكية غاضبة على قطر والسعودية وتسعى للتخلص منها في غضون أشهر بعد أن زينت لها هذه الدول عملية الانفتاح على مجموعات الإسلام السياسي والتي زعمت أنها قادرة على توجيه الإسلاميين العرب في الاتجاه الذي تريده واشنطن…وها أن إدارة أوباما بصدد الضغط على قطر لسحب المجموعات الجهادية التي أرسلناها إلى سوريا والتي يقدر أعداد مقاتليها بالآلاف ولها حضور مكثف في مختلف المدن المهمة.
تغيير موقف الإدارة الأمريكية تجاه القضية السورية أصبح واضحا وهو ما قد يعجل في اندلاع ثورة الخليج العربي بعد أن انتهت مهمة «حمد آل ثان»…