الدعاء المستحب في عرفات
جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الدعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) لذا ، فإنه يستحب الإكثار من هذا الذكر والدعاء ، والاجتهاد في ذلك ، فيوم عرفة هو أفضل أيام السنة ، وهو معظم الحج ومقصوده والمعول عليه ، فينبغي أن يستفرغ الإنسان وسعه في الذكر والدعاء وفي قراءة القرآن ، وأن يدعو بأنواع الأدعية ، ويأتي بأنواع الأذكار ويدعو لنفسه ويذكر في كل مكان ، ويدعو منفرداً وفي جماعة ، ويدعو لنفسه ووالديه وأولاده وأقاربه ومشايخه وأصحابه وأصدقائه وأحبابه وسائر من أحسن إليه وجميع أفراد المسلمين
.وعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من التقصير في ذلك كله ، فإن هذا اليوم لا يمكن تداركه ، بخلاف غيره ، ولا يتكلف السجع في الدعاء ، فإنه يشغل القلب و يذهب الإنكسار والخضوع والافتقار والمسكنة والذلة والخشوع
ولا بأس في أن يدعو العبد بدعوات محفوظة معه له او غيره مسجوعة إذا لم يشتغل بتكلف ترتيبها ومراعاة إعرابها
والسنة أن يخفض العبد صوته في الدعاء ، ويكثر من الاستغفار والتلفظ بالتوبة من جميع المخالفات والاعتقاد يلح في الدعاء ويكرره ، ولا يستبطئ في الإجابة و يفتح دعاءه ويختمه بحمد الله تعالى والثناء عليه ، والصلاة والتسليم على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
وقد أكثر الرسول صلى الله عليه وسلم من الدعاء يوم عرفة في الموقف ( اللهم لك الحمد كالذي نقول ،وخيراً مما نقول ، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي ، وإليك ملآبي ولك رب تراثي ، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر ، الله إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح )
كما أنه يستحب الإكثار من التلبية والتكبير والصلاة غلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يكثر من البكاء مع الذكر والدعاء ، فهنالك تسكب العبرات وتستقال العثرات وترتجي الطلبات
مراجع
الإمام محيي الدين أبي زكريا يحى بن شرف النووي الدمشقي الشافعي . 2000. كتاب الاذكار من كلام سيد الأبرار- الطبعة السادسة. مؤسسة الريان للطباعة والنشر.