قاعدة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإستخدام الكاذب للدين
الجهل بامور الدين والتطرف حجر عثر للتقدم
إستمراراً لمسيرة تصحيح التفسيرات والرؤى الخاطئة لنصوص القرآن الكريم ومقاصد الشريعة ، لعدم وجود رؤية شاملة لمجمل الكتاب عند البعض ، أو لفهم قاصر ، أو نابع عن رأى شخصى ، لمزاج أو هوى من مشايخنا القدامى ، وكذا لمواجهة من يتاجر بالدين عن جهل ، أو بغرض الوصول للسلطة وتحقيق مصالح ،أو رغبة شخصية، أو لطبيعة الشر والعنف الموجودة بداخله ، لذا نجتهد فى تقديم الرأى والفتوى ، ورداً على السؤال الوارد إلينا على موقعنا ، من الأستاذ- محمد المصرى والذى يسأل فيه ويطلب الرأى و الفتوى عن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالسعودية ، والسعى فى إنشاء مثيل لها بمصر، ومن له الحق فى تطبيق هذه القاعدة .
فى معرض ردنا ، نقول أن قاعدة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، الأصل فى معناها هو دعوة الناس ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، والأسلوب الهادىء بالمحبة وفعل الخيرات ، وإتباع كلام ووصايا الله ،وقد نادت بها كل الآديان والحضارات ،بداية من الفراعنة ، وبخصوص الإسلام فهناك عدة آيات قرآنية تدلل على مبدأ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، منها الآية 104 من سورة آل عمران قوله تعالى ( ولتكن مِنكُم اُمة يَدعُوِنَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعَروُفِ وَينَهَونَ عَنِ الُمنكَرِ وَأولائكَ هُمُ المُفلِحوُنَ ) ص ق ، وايضا قول الرسول (ص )
( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ) ،
وأما من له الحق فى تطبيق هذه القاعدة :- نقول أنها واجبة على كل فرد بشرط ، ألا يتعدى فعله الكلام اللفظى الهادىء ، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة ، وعن السؤال كيف تطبق هذه القاعدة – الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، فهذا هو الأمر الأهم ، حيث تم تحريف، مفهوم هذه القاعدة ،من فقهاء السلطان والمتطرفين ، لتحقيق أهداف سياسية نفعية ، كما هو الحال، فى نموذج هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، بالسعودية ، التى أنشأها الملك خالد ،عام 1940 ، وبلغ عدد أعضائها حتى عام 2011 أكثر من خمسة ألاف فرد ، ويقال عنها الشرطة الدينية ، وقد رأينا كيف إنتهكت هذه الهيئة حقوق الإنسان ، تحت ستار الدين ، فقد تسببت فى زيادة عدد الوفيات ، فى حادثة حريق مدرسة البنات ، فى مكة عام 2002 ، عندما قاموا بطرد أولياء الأمور ، والحريق مشتعل فى المدرسة ، ثم أغلقوا الباب على البنات أثناء الحريق ، وذلك بحجة أن يكون بعضهم منزوع الحجاب ، وأيضا قام أفراد الهيئة ، بمنع رجال الإطفاء والإسعاف ، من الدخول إلى المدرسة ، لأنه لايجوز للفتيات أن ينكشفن أمام غرباء، كونهم ليسوا من المحارم ، وكانت النتيجة زيادة عدد الوفيات والضحايا ، فى حين تقام الحفلات الماجنة المختلطة الساخنة ، فى قصور الأمراء ، وتُقَدم فيها الخمور وكل المحرمات والممنوعات ، ولا يتكلم أيا ً من أفراد الهيئة ، ولا يجرؤ أحدهم على التلميح بما يحدث ---- فهل هذه شريعة الله ؟؟؟ حاشا وكلا ،وإيضا فى عام 2004 قامت هذه الهيئة ، بمداهمة مكتبة التراثية ، بالعاصمة السعودية الرياض ، ومصادرة عدد كبير من الكتب الشيعية والآدبية ، ثم قاموا بإعتقال صاحب المكتبة ، وشابين يعملان عنده ، وقد قاموا بذلك ضمن سلسلة من المداهمات والمصادرة ، التى تشنها هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، ضد المكتبات التى توفر كتب شيعية وكذا الكتب الأدبية ، والغريب أن هذه الهيئة السعودية ، تحوى بين أفرادها من هم من خريجى السجون وأصحاب السوابق ، كما أن هذه الهيئة لاتتكلم أبداً عن الحريات ، وحقوق الإنسان الغائبة عن المجتمع السعودى .
مما يعنى أن هذا هو نموذج سيىء لإستغلال الدين من خلال قاعدة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر،وإتباعا للفكر الوهابى السلفى ،لأن الرسول(ص) لم ينشىء هيئة للأمر بالمعروف ، وكذا لم يفعل الصحابة .
لكن الأمر هنا أمر سياسى وهو إستخدام الدين فى قهر الناس، وكسر كرامتهم ، ليستطيع الحاكم فعل كل مايريد ، ويبقى فى الحكم مدى الحياة هو ونسله ، ولأن الآمر لاصلة له بالدين ، فقد رأيناهم يحكمون بالجلد على سيدة ، لإنها قامت بقيادة سيارة ، وهو حكم ليس له سند من الشريعة الإسلامية ، لذا نتسائل ؟ أى شريعة يتبعون --- ونحن نعتقد أنهم يتبعون شريعة الشيطان ، وإلا لماذا لاتلتزم السعودية بحكم الشريعة ، وتطبق الخلافة الإسلامية ، لأن الإسلام لا يعرف النظام الملكى ، ولكن هم يطبقون شريعتهم الوهابية المتطرفة ، على العامة من الناس فقط ، مستخدمين الدين بصورة فاجرة ، ديكتاتورية منفرة ، فمتى يفيق العرب ، ويدركون أن هؤلاء كذبة ، وعلى الشعب المصرى ، ألا يسقط فى هذا المنزلق الخطير ، حتى لاتسقط مصر فى أيدى هؤلاء تجار الدين ، فهذه الجماعات المتطرفة التى تسعى لفرض سيطرتها على مصر ، خطر كبير سوف يدمر مصر ، فليس من المعقول أن يقود مصر المرضى عقليا ، فنحن نشفق على مصر أن تخوض تجربة مريرة ، والشعب يموت فقراً ، وعلى العسكر أن يعودوا إلى رشدهم ، ويعلموا أن تواطئهم مع المتطرفين سوف يدمر الكل ، وأولهم العسكر لأن هؤلاء يرون أن كل من هو خارج عن جماعتهم فهو كافر ، لأنهم مشوشى الفكر ولهم أفق ضيق ، متعطشون للعنف والدم ، لذا نحن نأمل أن يكن من الجيش رجلً عاقلً راشد ، يحمى مستقبل مصر، ومستقبل أولادنا ، من هذا الدمار القادم ، الذى ينتظر مصر على أيدى هؤلاء المتطرفين المتأسلمين .
والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان
sisko education