الكوارث الطبيعية




شهد العام الماضي كوارث طبيعية ومناخية كانت الأسوأ خلال عقد. وإذا نظرنا إلى الفيضانات التي تشهدها استراليا منذ أسابيع والأمطار الغزيرة التي هطلت على السواحل الغربية للسعوديى، فإن العام الحالي قد يشهد مزيدا من هذه الكوارث.

تطفو السيارات في شوارع مدينة جدة السعودية، بعد أن أغرقتها الأمطار الغزيرة وتسببت في انقطاع الكهرباء في أجزاء من ثاني أكبر المدن السعودية. ويخشى الناس من تكرار سيول عام 2009 التي أودت بحياة أكثر من 120 شخصا وألحقت أضرارا كثيرة.
الشوارع تحولت مرة أخرى إلى أنهار بينما انتشرت الروائح الآسنة في الجو عندما طفحت المجاري من خزانات تحت الأرض واختلطت بمياه السيول في المدينة التي يبلغ عدد سكانها أربعة ملايين نسمة، يعيشون بدون نظام صرف صحي رغم أن الدولة بها احتياطيات تزيد قيمتها على 400 مليار دولار بفضل سنوات من ارتفاع أسعار النفط.
كما تشهد أستراليا منذ أسابيع فيضانات لم تعرفها القارة منذ عشرات السنين، ألحقت أضرارا تقدر بمليارات الدولارات، في حين أودت السيول الجارفة وانزلاق التربة في البرازيل بحياة مئات الأشخاص. فهل سيكون العام الحالي مثل العام السابق من حيث الكوارث الطبيعية والمناخية؟ الكل يأمل أن لا تكون قسوة الطبيعة كما كانت في العام الماضي.
عام 2010 كان عام الكوارث الطبيعية بامتياز: الهزة الأرضية في هايتي حصدت أرواح 220 ألف إنسان، وفيضانات باكستان شردت الملايين، وحرائق روسيا قتلت 55 ألف شخص. ورغم أن الهزات الأرضية والتسوماني توقع أكبر عدد من القتلى حين تحدث، فإن أرقام ضحايا كوارث التغيرات المناخية، من فيضانات وتصحر وجفاف والتي يسببها الإنسان، تبقى أعلى من أرقام ضحايا الكوارث الطبيعية من زلازل وتسونامي. لذلك تطالب المنظمات التابعة للأمم المتحدة بتجهيز الدول وإعدادها لاستقبال المزيد من هذه الكوارث.




عدد الكوارث واحد والأضرار أضعاف

من حيث العدد، لم يشهد عام 2010 كوارث أكثر من الأعوام التي سبقته في العقد الأول من القرن الحالي، إذ بلغ عددها حوالي 380 كارثة، لكن حجم الدمار الذي ألحقته يزيد عن دمار كوارث السنوات السابقة، كما تؤكد ديباراتي غوها سابير، مديرة مركز أبحاث الأوبئة والكوارث : "نرى أن عدد الكوارث متشابه تقريبا، لكن عدد القتلى في 2010 ارتفع كثيرا. وهذا راجع إلى حد كبير إلى الهزة الأرضية في هايتي حيث قتل ثلثا ضحايا العام الماضي. لكن في كل عام لدينا كارثة طبيعية تحصد عددا كبيرا من الأرواح".
300 ألف شخص قتلوا في السنة الماضية، وأكثر من 200 مليون شخص تضرروا بشكل أو بآخر بتلك الكوارث الطبيعية.

خبراء المناخ: القادم أسوأ



كانت الزلازل هي أسوء كوارث العام الماضي، لكن الفيضانات والعواصف وموجات الحر الشديد كانت أيضا سيئة بما يكفي. ومنذ عشر سنوات يسجل مركز أبحاث الأوبئة والكوارث تناميا ملحوظا في عدد الكوارث الطبيعية الهائلة. وبعض هذه الكوارث له علاقة بالتغيرات المناخية كما تقول مارغاريتا فالشتروم، المفوضة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للحماية من الكوارث: "سألت قبل سنوات عددا من الخبراء عن أثر التغيرات المناخية فقالوا لي "توقعي الأسوأ وتوقعي أن تحدث كوارث طبيعية مفاجئة، وما شاهدناه في عام 2010 يظهر صحة نبوءة الخبراء، ونتوقع أن يكون المستقبل على هذه الشاكلة".
وكانت آسيا أكثر مناطق العالم تضررا وخاصة انهيارات التربة في الصين وفيضانات باكستان. وعلى اعتبار أن حرائق روسيا وقعت في مناطق ضمن القارة الأوروبية، احتلت القارة الأوروبية المرتبة الثانية في عدد قتلى الكوارث الطبيعية بعد أمريكا بسبب زلزال هايتي. أما حجم أضرار كوارث العام الماضي فكانت قياسية وبلغت 110 مليار دولار، واحتلت الصين المرتبة الأولى في حجم الدمار الذي حل بها.