إليليا أبو ماضي


1889 - 1958


لبناني


لقبة : شاعر الأمل والتفاؤل

فلسفة الحياة


للشاعر إيليا أبو ماضي





أيّها الشّاكي وما بك داء . . . كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس . . . تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا

وترى الشّوك في الورود، وتعمى . . . أن ترى فوقها النّدى إكليلا

هو عبء على الحياة ثقيلٌ . . . من يظنّ الحياة عبئاً ثقيلا

والذي نفسه بغير جمال . . . لا يرى في الوجود شيئاً جميلا

ليس أشقى مّمن يرى العيش مراً . . . ويظنّ اللّذات فيه فضولا

أحكم النّاس في الحياة أناس . . . عللّوها فأحسنوا التّعليلا

فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه . . . لا تخف أن يزول حتى يزولا

وإذا ما أظلّ رأسك همّ . . . قصّر البحث فيه كيلا يطولا

أدركت كنهها طيور الرّوابي . . . فمن العار أن تظل جهولا

ما تراها والحقل ملك سواها . . . اتخذت فيه مسرحاً ومقيلا

تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ . . . عليها، والصائدون السّبيلا

تتغنّى، وقد رأيت بعضها يؤخذ . . . حيّاً والبعض يقضي قتيلا

تتغنّى، وعمرها بعض عام . . . أفتبكي وقد تعيش طويلا؟

فهي فوق الغصون في الفجر تتلو . . . سور الوجد والهوى ترتيلا

وهي طوراً على الثرى واقعات . . . تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا

كلّما أمسك الغصون سكون . . . صفّقت الغصون حتى تميلا

فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي . . . وقفت فوقها تناجي الأصيلا

فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار . . . عند الهجير ظلاّ ظليلا

وتعلّم حبّ الطلّيعة منها . . . واترك القال للورى والقيلا

فالذي يتّقي العواذل يلقى . . . كلّ حين في كلّ شخص عذولا

أنت للأرض أولا وأخيرا . . . كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا

لا خلود تحت السّماء لحيّ . . . فلماذا تراود المستحيلا ؟

..


كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ . . . آفة النّجم أن يخاف الأقولا

غاية الورد في الرّياض ذبول . . . كن حكيماً و اسبق إليه الذبولا

و إذا ما وجدت في الأرض ظلاّ . . . فتفيّأ به إلى أن يحولا

وتوقّع، إذا السّماء اكفهرّت . . . مطراً في السّهول

قل لقوم يستنزفون المآقي . . . هل شفيتم مع البكاء غليلا؟

ما أتينا إلى الحياة لنشقى . . . فأريحوا، أهل العقول، العقولا

كلّ من يجمع الهموم عليه . . . أخذته الهموم أخذاً وبيلا

كن هزارا في عشّه يتغنّى . . . ومع الكبل لا يبالي الكبولا

لا غراباً يطارد الدّود في الأرض . . . ويوماً في اللّيل يبكي الطّلولا

كن غديرا يسير في الأرض رقراقا . . . فيسقي من جانبيه الحقولا

تستحم النّجوم فيه ويلقى . . . كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا

لا وعاء يقيّد الماء حتى . . . تستحل المياه فيه وحولا

كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار . . . شمّا وتارة تقبيلا

لا سموما من السّوافي اللّواتي . . . تملأ الأرض في الظّلام عويلا

ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات . . . والنّهر والرّبى والسّهولا

لا دجى يكره العوالم والنّاس . . . فيلقي على الجميع سدولا

أيّهذا الشّاكي وما بك داء . . . كن جميلا تر الوجود جميلا