معجم البلدان " كتاب معجم البلدان "
الكتاب : معجم البلدان
المؤلف : ياقوت الحموي
مِربَاط: بالكسر ثم السكون وباء موحدة وآخره طاء مهملة: فرضة مدينة ظَفار بينها وبين ظفار على ما حدثني رجل من أهلها مقدار خمسة فراسخ ولما لم تكن ظَفَار مرسى ترسي فيه المراكب وكان لمرباط مرسى جيد كثر ذكره على أفواه التجار وهي مدينة مفردة بين حضرموت وعُمان على ساحل البحر لها سلطان برأسه ليس لأحد عليه طاعة وقرب مدينته جبل نحو ثلاثة أيام في مثلها فيها ينبت شجر اللبان وهو صمغ يخرج منه ويلقط ويحمل إلى سائر الدنيا وهو غَلة الملك يشارك فيه لاقطيه كما ذكرناه في ظفار وأهلها عرب وزيهم زي العرب القديم وفيهم صلاح مع شراسة في خلقهم وزعارة وتعصب وفيهم قلة غيرة كأنهم اكتسبوها بالعادة وذلك أنه في كل ليلة تخرج نساؤهم إلى ظاهر مدينتهم ويسامرون الرجال الذين لا حرمة بينهم ويلاعبنهم ويجالسنهم إلى أن يذهب أكثر الليل فيجوز الرجل على زوجته وأخته وأمه وعمته وإذا هي تلاعب آخر وتحادثه فيعرض عنها ويمضي إلى إمرأة غيره فيجالسها كما فُعل بزوجته وقد اجتمعت بكيش بجماعة كثيرة منهم رجل عاقل أديب يحفظ شيئاً كثيراً وأنشدني أشعاراً وكتبتها عنه فلما طال الحديث بيني وبينه قلت له بلغني عنكم شيء أنكرنه ولا أعرف صحته فبدَرَني وقال لعلك تعني السمر قلت ما أردتُ غيره فقال الذي بلغك من ذلك صحيح وبالله أقسم أنه لقبيح ولكن عليه نشأنا وله مذ خلقنا ألِفنا ولو أستطعنا أن نزيله لأزلناه ولو قدرنا لغيرناه ولكن لا سبيل إلى ذلك مع ممر السنين عليه واستمرار العادة به.
مربالا: ناحية قرب خلاط لها ذكر في كتاب الفتوح أن حبيب بن مَسلمة نزلها فجاءه بطريقُ خلاط بكتاب عياض بن غنم بأنه قد أمنه على نفسه وبلاده وقاطعه على إتاوة فأمضى حبيب بن مسلمة ذلك: مربخ: بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الباءِ الموحدة وخاءِ معجمه. قال أبو منصور مربخ: رمل بالبادية بعَينه، وقال أبو الهيثم سمي جبل مربخ مربخاً لأنه يربخ الماشي فيه من التعب والمشقة أي يذهب عقله كالمرأة الربُوخ التي يغشى عليها من شدة الشهوة، وقال الليث رَبخَت الابلُ في المربخ أي فترت في ذلك الرمل من الكلال وأنشد بعضهم:
أمن جبال مربخ تمطين
لا بُد منه فانحدرن وارقَين ... أو يقضي الله رمايات الدين
وقال نصر مربخ رمل مستطيل بين مكة والبصرة ومربخ أيضاً جبل آخر عند ثور مما يلي القبلة، وقال العمراني مَربخ بفتح الميم والباء رمل من رمال زرود وعن جار الله بضم الميم وكسر الباءِ.
المِربَد: بالكسر ثم السكون وفتح الباءِ الموحدة ودال مهملة: وهذا اسم موضع هكذا وليس بجارٍ على فعلٍ على أن ابن الأعرابي روى أن الرابد الخازن ولو كان منه لقيل المرابد على زنة اسم المفعول مثل المقاتل من القاتل فمجيئه على غير جريان الفعل دليل على أنه موضع هكذا، وذهب القاضي عياض إلى أن أصله من رَبدَ بالمكان إذا أقام به فقياسه على هذا أن يكون مَربِد بفتح الميم وكسر الباءِ فلم يسمع فيه ذلك فهو أيضاً غير قياس، ودخل أبو القاسم نصر بن أحمد الحميري على أبي الحسين بن المثنى في آخر حريق كان في سوق المربد فقال له أبو الحسين بن المثنى يا أبا القاسم ما قلت في حريق المربد قال ما قلت شيئاً فقال له وهل يحسن بك وأنت شاعر البصرة والمربد من أجلّ شوارعها وسوقه من أجل أسواقها ولا تقول فيه شيئاً فقال ما قلتُ ولكني أقول وارتجل هذه الأبيات:
أتتكم شهودُ الهوَى تشهدُ ... فما تستطيعون أن تجحدوا
فيا مربديون ناشدكم ... على أنني منكمُ مُجهَدُ
جرى نفسي صعداً نحوكم ... فمن أجله احترق المربدُ
وهاجت رياح حنيني لكم ... وظلت به ناركم توقدُ
ولولا دموعي جَرَت لم يكن ... حريقكم أبداً يَخمُد
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن مسجده كان مربداً ليتيمَين في حَجر مُعاذ بن عفراء فاشتراه منهما معوذ بن عفراء فجعله للمسلمين فبناه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجداً. قال الأصمعي المربد كل شيء حبست فيه الإبل ولهذا قيل مربد النعم بالمدينة وبه سمي مربد البصرة وإنما كان موضع سوق الإبل وكذلك كل ما كان من غير هذا الموضع أيضاً إذا حُبست فيه الإبل وأنشد الأصمعي يقول:
يتبــــــع
مكتبة تونيزيا كافيه
منتديات تونيزيا كافيه forum tunisia cafe
http://www.tunisia-cafe.com/vb