زرياب الموسيقى التونسية الدكتور صالح المهدي
الدكتور صالح المهدي
المقال الصحفي الثاني
يلقب بزرياب الموسيقى التونسية.. رحلةعمره اقترنت بالفن.. فعاش للفن.. ثم أصبح مدرسة فنية قائمة الذات.. هو فخر لكل المبدعين التونسيين.. عميد الموسيقيين والفنانين.. وصفه المناضل فرحات حشاد بـ«الفنان والموسيقار العبقري». درس القانون وانتهج الموسيقى استراتيجية حياته.
هو معلم في ميدانه وأب لكل المبدعين.. لحن وكتب فكانت حياته سمفونية تضيء درب بقية الأجيال..
هو آخر خيط يربطنا مع عالم عمالقة الفن التونسي.. ساهم في ولادة أسماء فنية سطعت في سماء الأغنية التونسية..
الدكتور الفنان صالح المهدي، من أهم الشخصيات الفنية التي برزت في القرن العشرين، هو مدرسة فنية قائمة الذات، قدّم الكثير للخزينة الفنية التونسية فتسابق الفنانون للظفر بلحن من عنده.
في الحوار التالي بعض الوفاء لهذا الفنان.
عندما نبحث في سجل سيرتك الذاتية نجد موسوعة فنية يحق التوقف عندها.. لوتقدم نفسك بطريقتك الخاصة، ماذا تقول؟
ـ اسمي صالح بن عبد الرحمان بن محمد المهدي الشريف، من مواليد سنة 1929 بتونس العاصمة وبالتحديد بنهج كريكش حي باب الجزيرة، أنتمي لعائلة فنية، فوالدي كان يتعاطى الفن بعزفه على آلتي الناي والعود، هذا إلى جانب عمله المتمثل في صنع الشاشية التونسية.
بدأت الدراسة بالكتاب، ثم التحقت بمدرسة الجمعية الخيرية نهج الورغي في باب سويقة وأخيرا جامع الزيتونة حتى أحرزت على شهادة التحصيل.
التحقت سنة 1951 بسلك القضاء وإثر نجاحي في مناظرة وطنية عُيّنت حاكما في «محكمة الدريبة» بتونس الى حدود سنة 1957، لألتحق بعد ذلك بوزارة التربية القومية ووزارة الثقافة التونسية. وبالتوازي كنت أحترف الموسيقى ولكن البدايات كانت محتشمة كي لا تؤثر الموسيقى سلبا على دراستي.
وأنت تتحدث عن البدايات، لو تذكرنا بتلك الفترة التاريخية التي تميزت بظهور عمالقة الفن التونسي أمثال شيخ المالوف «خميس ترنان»، وكيف أثرت هذه الفترة على ذائقتك الفنية؟
ـ يمكن القول إني ترعرعت وسط الآلات الموسيقية. فوالدي كان عازف ناي وعود ويستعمل الغرفة التي أنام فيها كـ«ناد موسيقي» يستقبل فيه الأصدقاء والعديد من الفنانين والأدباء للقيام بالتمارين الموسيقية وكنت حريصا على تسجيل حضوري معهم لتعلم العزف ـ عمري آنذاك 5 سنوات في فترة الثلاثينات تحديدا، ولكن والدي كان يمنعني من المشاركة في التمارين ويعدني دائما بأن يشتري لي عودا إذا ما أكلمت دراستي الابتدائية بنجاح، لذلك صنعت آلة عود خاصة بي من الخشب ووضعت أوتارا قديمة، كما صنعت كمنجة فتكوّن عندي حماس ورغبة في اتباع الموسيقى.جالست الكثير من عمالقة الفن التونسي فأثّروا في اختياراتي الموسيقية، أذكر أني كنت أنام فوق ركبة شيخي عمّ خميس ترنان، أثناء عزفه على العود.
إن علاقتي به كانت علاقة ابن بوالده، فالمرحوم لم يكن لديه أبناء، فأحبني كثيرا، وكنت أحترمه كثيرا، كان دائما يحمل «البكيتة» معه خاصة في الليل لأنه يتأخر في العودة ويستعملها مثل السلاح وكان يضعها خلف الباب وعندما أردت حملها وبّخني وقال لي «ردّ بالك تمسّها»وهي المرة الوحيدة التي وبخني فيها.
تأثرت كثيرا لوفاته وحرصت على تنظيم أربعينيته وانتجت لذكراه اسطوانة ثقافية تضم جانبا من انتاجاته الفنية وجانبا آخر لأحاديثه.
أصدرت له كتاب «خميس ترنان» وأنجزت وفاءا له مسلسلا بـ5 حلقات، عُرض بالتلفزيون التونسي.
ومن الشخصيات الفنية التي واكبتها أحد أبرز عناصر المسرح التونسي ومطرب من الدرجة الأولى الفنان محمد العقربي، كان يؤدي الأغاني التونسية والشرقية والصوفية، أعددت له مسلسلا بثمانية حلقات ولأسباب خارجة عن نطاقي لم يبث تلفزيا والنصّ لايزال بحوزتي.. كما جالست الفنان ومدير قسم الموسيقى بالاذاعة آنذاك مصطفى بوشوشة الذي يعزف العود والكمنجة والفنان نورالدين المورالي ومحمد بن مصطفى أحد شيوخ المالوف.
الحقيقة أني تأثرت كثيرا بخميس ترنان والشيخ علي الدرويش من حلب وبالوالد. تلك الفترة التاريخية تميزت بعدم الاستقرار السياسي. فانتقلت الى منوبة إلى منزل أحد أقاربي وأخذت معي ناي شيخي خميس ترنان (صنعه هو بنفسه)، ولمدة 15 يوما تعلمت العزف عليه بمفردي.
هل يمكن القول إن فترة الأربعينات هي فترة بدايةالاحتراف الموسيقي؟
ـ صحيح، فعندما بدأت العزف على الناي تمت دعوتي من الاذاعة الوطنية بين 1941 و1942 لأقدم حصتين إذاعيتين في الأسبوع وبدأت أعزف في الأوساط الفنية وكانت أول مشاركة فنية مع الفنانة فتحية خيري من خلال أحد الحفلات في شهر رمضان وكان أجري وقتها 125 فرنكا قدمت 10٪ منها لأحد الزملاء بطلب منه.
بدأت بالعزف على الناي حتى أصبحت «زرياب» تونس، اجتهدت كثيرا لتحصل على هذا اللقب، كيف تمكنت من التوفيق بين القضاء والفن وهل يحمّلك اسم «زرياب» مسؤولية مضاعفة؟
ـ أعتقد أني نجحت في تبليغ رسالتي. فعندما دخلت الميدان الفني كان المحيطون بي متخوّفين من ابتعادي عن الدراسة، ولكن تمكنت من التوفيق بين دراستي ومسؤولياتي ومهامي وفني وبرهنت أن الفن هو تهذيب للسلوك ويشجع على العطاء، والحب وحده هو الذي جعلني أوفق بين مهامي رغم أني ابتعدت بعض الشيء عن عائلتي وأبنائي، إلاّ أن من يحب الفن يجب أن يضحي.
بالنسبة للقب زرياب تونس، لا أنكر أنه حملني المسؤولية ولكنه أيضا أعطاني دفعا وحماسا وثقة لأواصل مسريتي الفنية بنفس الحب والتفاني.
أنت من أسس الفرقة القومية للفنون الشعبية سنة 1962 والأوركستر السمفوني التونسي سنة 1969، وكنت وراء تأسيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم ومدرسة تجويد القرآن في أواخر الستينات، بالتوازي مع ثراء الانتاجات الفنية، نشاطك المهني كان فعليا، وأنت في عمر الشباب إلى ماذا كنت تطمح؟
ـ بابتسامة (وما لا يعرفه الكثيرون هو أني مؤسس الحجرة الاقتصادية للشباب).
أنا مقتنع شديد الاقتناع بأن من يحب شيئا لا بد وأن يصل إليه، وطموحي الوحيد في تلك الفترة هو النهوض بالفن التونسي وإرساء دعائمه. وفيما يخص تأسيس الفرقة القومية للفنون الشعبية فالفكرة خامرتني عندما كنت في زيارة للاتحاد السوفياتي سابقا فجذبتني إحدى الفرق الشعبية هناك وقررت أن ننشئ هذه الفرقة لأني أحب الفن الشعبي ونفس الشيء بالنسبة للأوكستر السمفوني الذي يفيد للتعريف بموسيقانا، فلحنت سمفونية على النمط الأوروبي وأدخلت عليها مقامات وايقاعات عربية.
ماهي وضعية هذه الفرق اليوم؟
ـ بالنسبة للأوركستر السمفوني هو في حالة جيدة مع قائده الأستاذ أحمد عاشور الذي واكب الأوركستر منذ تأسيسه. أما الفرقة القومية للفنون الشعبية و«الله يسترها» والمطلوب مزيد العناية بها وإعادة هيكلتها حتى تساهم في إشعاع الموروث الفني التونسي.
لو تقدم لنا قراءة في إنتاجاتك الفنية؟
ـ قدمت 700 قطعة فنية ملحنة و60 بحثا ومجموعة من الكتب وكل انتاجاتي هي محل اهتمام من قبل حفيدي ليدرجها في موقع إلكتروني.
يقول البعض إن ألحان صالح المهدي ذات منحى بيداغوجي. ما رأيك في ذلك؟
ـ لا أعتقد ذلك، ولكن لدي بعض الألحان ذات المنحى البيداغوجي لتثبيت اللحن في مخيلة الأجيال الصاعدة، فأدخلت البيداغوجيا في رياض الأطفال ولحنت الحساب بالغناء والموسيقى بالغناء أيضا!
على المستوى الدولي كنت عضوا في عديد الهيئات وتوليت خطة نائب رئيس الجمعية الدولية للتربية والموسيقى. ماذا بقي لك في الذاكرة من هذه المهام؟
وهل كان لك تأثير في اتخاذ قرار موسيقي دولي هام؟
ـ توليت رئاسة المنظمة العالمية للفنون والتقاليد الشعبية لفترة 15 سنة وكانت آخر مهامي. أتذكر مختلف الجلسات والمؤتمرات التي أشرفت على تنظيمها.
ومن بين القرارات الهامة كنت قدّمت مقترحا لتنظيم يوم عالمي للموسيقى وتم ذلك وأصبحت كل البلدان تحتفل بهذا اليوم خلال شهر أكتوبر. ورُفعت مكانة الموسيقى العربية لدى الأجانب فتحصل الموسيقار رياض السنباطي على جائزة عالمية في حين أسندت لقب «الموسيقار العربي» للفنان محمد عبد الوهاب.
اهتممت من خلال مؤلفاتك بتطور ونمو الموسيقى العربية فأين هي الموسيقى التونسية في آثارك الأدبية؟
ـ أنا دائما أعمم دراساتي وكتاباتي لتشمل موسيقى العالم العربي فكتبت: «الموسيقى العربية ومسيرتها المتواصلة «سنة 2003» والموسيقى العربية في نموّها وتطوّرها «سنة 2003» والموسيقى العربية مقامات ودراسات «سنة 1993» وكنت أخصص جانبا للموسيقى التونسية حتى أكسب أكبر عدد من القراء.
تكوّن العديد من الموسيقيين على يديك، هل تواصل التعامل مع تلامذتك؟
ـ أشعر بنعمة من نعم الله، لأن أكبر عدد ممن تكوّنوا على يدي هم مخلصون، وكُرّمت كثيرا من قبلهم سواء بالعاصمة أو بداخل الجمهورية.
رصيد فني هام أثرى خزينة الموسيقى التونسية، كيف كنت تختار ألحانك والشعراء والفنانين الذين تتعامل معهم؟
ـ تجذبني القصيدة ذات الميزان الصحيح والمعنى المعبّر وخفيفة الظل والطربية وفي اختياري للفنانين أعود دائما الى تلامذتي والأصوات الجيدة. فتعاملت مع صليحة مثلا في «يا خيل سالم» وفتحية خيري و «بية وحليمة ودلندة» وهن على التوالي «علية ونعمة وسلاف» وقدمت لهن أسماء فنية ولحنت لعلية مثلا «يا مداوين الناس» و«الليل آه يا ليل» لنعمة ومن كلمات محمد الجموسي ولحنت لشبيلة راشد «خزرة من عينك تزيني».
وتعاملت مع العديد من الشعراء مثل أستاذي محمد العربي الكبادي شيخ الأدباء قصيدة «ليت شعري» ولجلال الدين النقاش «يا ليل الهوى» الى جانب أحمد خير الدين ومحمود بورقيبة والشيخ الطاهر القصّار، لحنت له مجموعة من القصائد والأناشيد.
كما لحنت نشيد حقوق الانسان ونشيد الأمم المتحدة بالاضافة الى أناشيد كشفية وأخرى لجمعيات رياضية.
قمت بتلحين موشح باسم «عن لالي» وغناه صباح فخري، كيف كان اللقاء معه؟
ـ هي وصلة كاملة في مقام «الجهاركة» والموشح الثاني منها من تأليف حسن الموصلي، في احدى زياراتي إلى دمشق قالي لي صباح فخري إنه يعدّ مجموعة من الموشحات للتسجيل ويبحث عن موشح في مقام «الجهاركة». فأمليت عليه «عن لالي» التي أدّها!
ماذا أضاف زرياب تونس لقاموس المالوف التونسي؟
ـ التراث الفني التونسي يشمل 13 نوبة (والنوبة هي قطعة موسيقية ذات 3 فروع: الاستفتاح والمصدر والدخول في الأبيات). لحن الشيخ خميس ترنان النوبة الـ14 وطلب مني أن أضع القطع الموسيقية المعزوفة لهذه النوبة. لحنت النوبة الـ15 و16و17 و18.
النوبة الأولى كانت في مقام العجم عشيران واخترت لها بيتين من شعر ابن زيدون الأندلسي والثاني من تأليف أحمد خير الدين «يا تونس الأنس حيّ الله من ترى»، يلي ذلك قطعة موسيقية أخرى «التوشيه» (توشى بها النوبة). «فالبرول» (أسجال على وزن سريع). «فالدرج» لمحمد الشافعي «يا هلال قد سرى وارتسم في بروج من حنايا المهج». ثم «الخفيف» لأحمد الكيلاني التونسي «فزرها الوقت وراق عندما شفي المولى زكي النفس» و«الختم».
وتلت هذه النوبة نوبة في مقام «الزنقولاه» من أصل فارسي وتونسته والثالثة في مقام المحير عراق الذي يختص في الأغاني الشعبية والتعليلات والرابعة في مقام المحير سيكة (نغمة شعبية تختص بدندنة للأطفال كي يناموا).
ولحنت في مقام «البستانيغار».. وسعيت إلى إثراء الرصيد الفني التونسي بموشحات في مقامات لم تلحن، فلحنت وصلة في مقام «النهاوند» وموشحين في مقام «النواثر» وموشحين في مقام «النكريز» ووصلة مغاربية قدمتها في اختتام مهرجان قرطاج لسنة 2009. وموشح في مقام «البياتي» وفي مقام «السوري» و«الحجاز» وموشح لأبي القاسم الشابي «اسكني يا جراح» الى جانب العديد من القطع الموسيقية الأخرى.
ماهو تقييمك لنشاط الرشيدية اليوم خصوصا وأنك كنت ترأسها في وقت من الأوقات؟
ـ باشرت الرشيدية وأنا تلميذ سنة 1938 ثم أستاذ سنة 1943 ومدير فني سنة 1949 ورئيس سنة 1970 وكنت أجتهد كثيرا للعناية بالموسيقى التونسية التقليدية الشعبية الحضرية ثم تخليت عنها لظروف لا داعي لذكرها.
اليوم يدير الرشيدية أحد أحفادي زياد غرسة باعتبار أن والده كان تلميذي.
زياد له طاقة طيبة وممتازة، ولكن أحمل عليه شيئين بسيطين: الأول هو أنه أصبح ينهي قفلات الأغاني بالشكل الجزائري والثاني هو إرجاع آلة البيانو إلىفرقةالراشيدية بعد أن اجتهدنا وخاصة الشيخ خميس ترنان لازالتها وتعويضها بالقانون.
أيضا لا بد من التنويع في برامج الرشيدية والبحث عن قطع موسيقية ألفها فنانون تونسيون في جميع العصور وذلك حتى تحافظ الرشيدية على مقوماتها وتقاوم التيار الموسيقي الجديد وتتجدد من خلال البحث وجلب الشباب لهذه النوعية الموسيقية التي تمثل الهوية التونسية.
هل لك أن تقيم حالة الأغنية التونسية اليوم، وماذا تقول عن مهرجان الأغنية التونسية؟
ـ الأغنية التونسية ابتعدت عن سبيلها وذلك بسبب انسياق بعض الفنانين التونسيين إلى الأغاني الشرقية ونزوح بعض الفنانين الشعبيين إلىالعاصمة مما جعلهم يصبحون نجوما، لذلك تستطيع فاطمة بوساحة أن تؤثث حفلا بشبابيك مغلقة!
وبالنسبة لمهرجان الأغنية التونسية، فالفنانون التونسيون أنفسهم تسببوا في اضمحلاله، فكلّ من نجحت له أغنية وتحصل على الجائزة الأولى يكتفي بذلك القدر وتموت الأغنية الناجحة. كما أن وسائل الاعلام مدعوة الى بث هذه الأغاني كي يحفظها الجمهور وتبقي في الذاكرة.
ماذا يفعل اليوم صالح المهدي؟
ـ أنا خرجت للتقاعد ولكني أعيش بالفن ومع الفن، لذلك أسست نادي «زرياب» وهو فكرة استلهمتها عندما زرت موسكو، ذهبت الى معهد تشيكوفسكي للموسيقى، فوجدت به غرفة صغيرة تعيش بها امرأة تبلغ من العمر 97 سنة عاجزة، وتعزف البيانو ووجدت بهذه الغرفة العديد من الصور التذكارية لهذه المرأة منذ طفولتها، لذلك تولّدت لدي فكرة انشاء ناد لاعانة الشباب موسيقيا ولاستقبال الأصدقاء وأثثته بالعديد من الصور التي تلخص مسيرتي الفنية.
أكيد أن الأستاذ صالح المهدي قد تحصل على عدّة جوائز وتكريمات وأوسمة فأيها الأقرب الى نفسك؟
ـ عديدة هي التكريمات وشهائد التقدير التي نلتها في تونس وخارجها، لكن يبقى الوسام الذي حباني به سيادة الرئيس زين العابدين بن علي هو الأقرب لأنه في جوهره اعتراف الشعب التونسي بجهدي تجاه الموسيقىالتونسية والثقافة بشكل عام، كذلك فيه الكثير من الحب والعطف من قبل رئيس الدولة الذي شاهدناه في أغلب المناسبات يكرم المثقفين والمبدعين ويخصّهم بالعناية والدعم على جميع المستويات.
الدكتور صالح المهدي
منتدى تعليم الموسيقى
منتديات تونيزيا كافيه forum tunisia cafe
http://www.tunisia-cafe.com/vb