صديق الجميع في تونس والعالم العربي
01-26-2010, 08:31 PM
آلاف الكويكبات منها حوالي 1500 كويكبا تدرس احتمالات اصطدامها بالأرض .
كان مشهد شهاب يومض لحظة قبل ان يمرق في سماء شمال شرق الولايات المتحدة نهارا في فصل الصيف، منظرا يخطف الأبصار لا يحدث الا مرة واحدة في عمر المحظوظين الذين شاهدوه. الا ان العلماء يحذرون من انه قد يحدث في يوم من الايام مشهد مثل هذا فوق منطقة مزدحمة السكان من كوكب الارض، غير انه سيكون نذيرا بالموت والخراب للملايين على وجه المعمورة اذا ما تصادف ان كان هذا الجرم الكوني كويكبا صغيرا لا يتجاوز قطره 30 مترا، وليس مجرد شهاب او نيزك.
وقال جيم سكوتي وهو عالم خبير في الكويكبات والمذنبات بمختبر الاقمار والكواكب بجامعة اريزونا القريب من توكسون «سيدمر (الكوكب) مدينة كاملة مثلما تفعل القنبلة النووية الا انه لن ينجم اشعاع عن ذلك». واضاف «من ناحية اخرى فان ثمة احتمالا لاندثار الحضارة، لأن اجراما اكبر حجما يعادل قطرها كيلومترا او اكثر، كبيرة بدرجة تكفي لاحداث تغير في المناخ على الكوكب. اما الاجرام الاكبر حجما التي تصل في قطرها الى 10 او 20 كيلومترا فان بامكانها احداث ابادة شاملة».
ويعتقد ان كرة النار الملتهبة الملونة التي شاهدها الآلاف في اجواء منطقة تمتد من جنوب شرق اونتاريو الى شمال فرجينيا في 23 جويلية الماضي سببها كتلة من الكويكبات الصخرية والمعدنية لا تتعدى في حجمها حجم حقيبة صغيرة، انفجرت وتلاشت على ارتفاع من 16 الى 32 كيلومترا فوق سطح البحر.
الا ان الفضاء السحيق الذي تسبح فيه كواكب المجموعة الشمسية والقريب من الارض، مرتع خصيب لاجرام اكبر حجما من الكويكبات والمذنبات بعضها في حجم (منطقة) مانهاتن، وهي الاجرام التي كانت قد ارتطمت بكوكبنا لتحدث تغييرات كارثية تتراوح بين انقراض الديناصورات ومولد القمر. ولم يعد بالامكان الان ان تمثل الاجرام المدمرة الاكبر حجما، مشكلة في الوقت الحالي، الا انه خلال كل قرن او نحو ذلك (ربما) تصطدم بالارض اجرام كونية في حجم الشقة السكنية، وهي عبارة عن كويكبات قادرة على محو منطقة جغرافية بأكملها.
في 30 جوان من عام 1908 يعتقد ان جرما قطره 50 مترا انفجر فوق منطقة تونجوسكا في سيبيريا وعلى ارتفاع عشرة كيلومترات من سطحها. ويعادل هذا الانفجار قنبلة هيدروجينية تصل قوتها التدميرية الى عشرة ميجاطن. وادى الانفجار الى ابادة غابات وادغال مساحتها الف كيلومتر مربع، فيما احترقت اعداد هائلة من حيوان الرنة واغشي على رجل كان يقف على مبعدة 96 كيلومترا من هذه البقعة. وقال دون يومانز مدير البرنامج القومي للفضاء والملاحة الجوية «يمكنك ان تتوقع حدوث ذلك كل 100 سنة او نحو ذلك».
وكان الخطر الداهم المتمثل في تكرار كارثة انقراض الديناصورات بسبب اصطدام كويكب بالارض، قد دفع العلماء الى القيام بعمليات مراقبة مستديمة ويقظة للاجرام التي يحتمل ان تقترب من الارض. وتكثفت هذه المراقبة الدقيقة بصورة كبيرة عام 1998 عندما اعلنت ادارة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا» انها ستنفق مليار دولار خلال عشر سنوات على الابحاث الخاصة بالكويكبات والمذنبات بما في ذلك مراقبة مسار الاجرام القريبة من الارض . كما تم استبدال التلسكوبات العتيقة بمعدات اخرى رقمية حديثة بالغة الحساسية مزودة بانظمة متطورة للرصد وتحليل البيانات. ونتيجة لهذه الاجراءات بلغ عدد الكويكبات التي تم رصدها والتعرف عليها نحو 26 الف جرم، بينما كان عددها عشرة الاف عام .1999 واستغرق التعرف على الكويكبات العشرة الاف الاولى 198 عاما مما يؤكد معدل التطور في هذا المجال. ومن بين هذه الكويكبات تعرف العلماء على 1413 كويكبا قرب الارض وتم رصد مساراتها بدقة متناهية والتنبؤ باحتمالات اصطدامها بكوكب الارض وتقاطع مداراتها مع الكوكب. و500 من هذه الكويكبات قطرها كيلومتر واحد او يزيد.
كويكب مدمر يقترب من الأرض عام 2027 ومركبة فضائية أو صاروخ لصد هجومه.
الوحدة الرئيسية المستخدمة في قياس بعد الكويكب عن الارض هي الوحدة الفلكية التي تعرف بانها متوسط المسافة بين الارض والشمس وتبلغ 149.6 مليون كيلومتر. وتم تسجيل اقرب هذه الاجرام التي كانت على وشك الاصطدام بالارض في التاسع من ديسمبر عام 1994 وكان في حجم منزل كبير ومر على مسافة 105 الاف كيلومتر من الارض اي 0.0007 وحدة فلكية. اما اقرب جرم اخر فهو متوقع في السابع من اوت عام 2027 وقطره كيلومتر واحد وسيسير قرب مدار القمر.
ويقول العلماء انهم قد يدركون الخطر قبل وقوعه بعشرات السنين مما يتيح للدول المتقدمة على كوكب الارض الفرصة من الناحية النظرية لترتيب خطة فعالة وآمنة لتلافي هذا الخطر. ويحبذ بعض العلماء اعداد مركبات فضائية قادرة على رد الجرم السماوي المنطلق نحو الارض على اعقابه، فيما يرى اخرون ان بالامكان تحويل بعض الاجرام الى تراب بالاستعانة بصواريخ ذاتية الدفع عابرة للقارات مصوبة بدقة متناهية. الا ان «ناسا» تعمل الان من اجل الحصول على صورة واضحة عن كثافة الاجرام المختلفة وأوزانها وحجمها وكتلتها وتركيبها وما اذا كانت مذنبات او كويكبات صخرية او كتل حديدية صلبة او ركام يسبح في الفضاء الفسيح. وحصلت مهمة «نير ـ شوميكر» التي اعدتها «ناسا» لاكتشاف الكويكب ايروس في فبراير (شباط) الماضي على معلومات وفيرة عنه فيما تعتزم مركبات فضائية اخرى اكتشاف تركيب المذنبات.
كويكبات كونية تهدد الأرض
اكتشف عالم الفلك الايطالي جوسيبي بياتسي الكويكبات عام 1801 وهي بقايا من كواكب المجموعة الشمسية لم تتمكن من الاندماج والتكتل لتكون كوكبا منذ 4.6 مليار عام. نشأت معظم الكويكبات مما يعرف بحزام الكويكبات الذي يتخذ مدارا له بين كوكبي المريخ والمشترى، حيث يدور اكثر من مليون جرم عملاق من الصخر والحديد والنيكل في مسار في انتظار يوم يحدث فيه تصادم عشوائي او تغير في مجال جاذبية المشترى لينطلق احد هذه الكويكبات من اساره في مسار مدمر.
ولم يدرك العلماء الا بحلول النصف الثاني من القرن العشرين ان هذه الكويكبات الكبيرة تمثل خطرا فعليا يحدق بالارض بعد ان ارتطمت هذه الكويكبات بالارض على فترات متباعدة خلال مليارات السنين. وفي عام 1990 توصل الباحثون الى انجاز علمي مثير باكتشاف ان سبب الحفرة الموجودة في منطقة تشيكولوب بالمكسيك القريبة من شبه جزيرة يوكاتان، لم تكن سوى جرم سماوي قطره 15 كيلومترا ارتطم بالارض منذ 65 مليون سنة ليؤدي فرضا، الى انقراض ثلثي الانواع الحيوانية ومنها الديناصورات.
كان مشهد شهاب يومض لحظة قبل ان يمرق في سماء شمال شرق الولايات المتحدة نهارا في فصل الصيف، منظرا يخطف الأبصار لا يحدث الا مرة واحدة في عمر المحظوظين الذين شاهدوه. الا ان العلماء يحذرون من انه قد يحدث في يوم من الايام مشهد مثل هذا فوق منطقة مزدحمة السكان من كوكب الارض، غير انه سيكون نذيرا بالموت والخراب للملايين على وجه المعمورة اذا ما تصادف ان كان هذا الجرم الكوني كويكبا صغيرا لا يتجاوز قطره 30 مترا، وليس مجرد شهاب او نيزك.
وقال جيم سكوتي وهو عالم خبير في الكويكبات والمذنبات بمختبر الاقمار والكواكب بجامعة اريزونا القريب من توكسون «سيدمر (الكوكب) مدينة كاملة مثلما تفعل القنبلة النووية الا انه لن ينجم اشعاع عن ذلك». واضاف «من ناحية اخرى فان ثمة احتمالا لاندثار الحضارة، لأن اجراما اكبر حجما يعادل قطرها كيلومترا او اكثر، كبيرة بدرجة تكفي لاحداث تغير في المناخ على الكوكب. اما الاجرام الاكبر حجما التي تصل في قطرها الى 10 او 20 كيلومترا فان بامكانها احداث ابادة شاملة».
ويعتقد ان كرة النار الملتهبة الملونة التي شاهدها الآلاف في اجواء منطقة تمتد من جنوب شرق اونتاريو الى شمال فرجينيا في 23 جويلية الماضي سببها كتلة من الكويكبات الصخرية والمعدنية لا تتعدى في حجمها حجم حقيبة صغيرة، انفجرت وتلاشت على ارتفاع من 16 الى 32 كيلومترا فوق سطح البحر.
الا ان الفضاء السحيق الذي تسبح فيه كواكب المجموعة الشمسية والقريب من الارض، مرتع خصيب لاجرام اكبر حجما من الكويكبات والمذنبات بعضها في حجم (منطقة) مانهاتن، وهي الاجرام التي كانت قد ارتطمت بكوكبنا لتحدث تغييرات كارثية تتراوح بين انقراض الديناصورات ومولد القمر. ولم يعد بالامكان الان ان تمثل الاجرام المدمرة الاكبر حجما، مشكلة في الوقت الحالي، الا انه خلال كل قرن او نحو ذلك (ربما) تصطدم بالارض اجرام كونية في حجم الشقة السكنية، وهي عبارة عن كويكبات قادرة على محو منطقة جغرافية بأكملها.
في 30 جوان من عام 1908 يعتقد ان جرما قطره 50 مترا انفجر فوق منطقة تونجوسكا في سيبيريا وعلى ارتفاع عشرة كيلومترات من سطحها. ويعادل هذا الانفجار قنبلة هيدروجينية تصل قوتها التدميرية الى عشرة ميجاطن. وادى الانفجار الى ابادة غابات وادغال مساحتها الف كيلومتر مربع، فيما احترقت اعداد هائلة من حيوان الرنة واغشي على رجل كان يقف على مبعدة 96 كيلومترا من هذه البقعة. وقال دون يومانز مدير البرنامج القومي للفضاء والملاحة الجوية «يمكنك ان تتوقع حدوث ذلك كل 100 سنة او نحو ذلك».
وكان الخطر الداهم المتمثل في تكرار كارثة انقراض الديناصورات بسبب اصطدام كويكب بالارض، قد دفع العلماء الى القيام بعمليات مراقبة مستديمة ويقظة للاجرام التي يحتمل ان تقترب من الارض. وتكثفت هذه المراقبة الدقيقة بصورة كبيرة عام 1998 عندما اعلنت ادارة الطيران والفضاء الاميركية «ناسا» انها ستنفق مليار دولار خلال عشر سنوات على الابحاث الخاصة بالكويكبات والمذنبات بما في ذلك مراقبة مسار الاجرام القريبة من الارض . كما تم استبدال التلسكوبات العتيقة بمعدات اخرى رقمية حديثة بالغة الحساسية مزودة بانظمة متطورة للرصد وتحليل البيانات. ونتيجة لهذه الاجراءات بلغ عدد الكويكبات التي تم رصدها والتعرف عليها نحو 26 الف جرم، بينما كان عددها عشرة الاف عام .1999 واستغرق التعرف على الكويكبات العشرة الاف الاولى 198 عاما مما يؤكد معدل التطور في هذا المجال. ومن بين هذه الكويكبات تعرف العلماء على 1413 كويكبا قرب الارض وتم رصد مساراتها بدقة متناهية والتنبؤ باحتمالات اصطدامها بكوكب الارض وتقاطع مداراتها مع الكوكب. و500 من هذه الكويكبات قطرها كيلومتر واحد او يزيد.
كويكب مدمر يقترب من الأرض عام 2027 ومركبة فضائية أو صاروخ لصد هجومه.
الوحدة الرئيسية المستخدمة في قياس بعد الكويكب عن الارض هي الوحدة الفلكية التي تعرف بانها متوسط المسافة بين الارض والشمس وتبلغ 149.6 مليون كيلومتر. وتم تسجيل اقرب هذه الاجرام التي كانت على وشك الاصطدام بالارض في التاسع من ديسمبر عام 1994 وكان في حجم منزل كبير ومر على مسافة 105 الاف كيلومتر من الارض اي 0.0007 وحدة فلكية. اما اقرب جرم اخر فهو متوقع في السابع من اوت عام 2027 وقطره كيلومتر واحد وسيسير قرب مدار القمر.
ويقول العلماء انهم قد يدركون الخطر قبل وقوعه بعشرات السنين مما يتيح للدول المتقدمة على كوكب الارض الفرصة من الناحية النظرية لترتيب خطة فعالة وآمنة لتلافي هذا الخطر. ويحبذ بعض العلماء اعداد مركبات فضائية قادرة على رد الجرم السماوي المنطلق نحو الارض على اعقابه، فيما يرى اخرون ان بالامكان تحويل بعض الاجرام الى تراب بالاستعانة بصواريخ ذاتية الدفع عابرة للقارات مصوبة بدقة متناهية. الا ان «ناسا» تعمل الان من اجل الحصول على صورة واضحة عن كثافة الاجرام المختلفة وأوزانها وحجمها وكتلتها وتركيبها وما اذا كانت مذنبات او كويكبات صخرية او كتل حديدية صلبة او ركام يسبح في الفضاء الفسيح. وحصلت مهمة «نير ـ شوميكر» التي اعدتها «ناسا» لاكتشاف الكويكب ايروس في فبراير (شباط) الماضي على معلومات وفيرة عنه فيما تعتزم مركبات فضائية اخرى اكتشاف تركيب المذنبات.
كويكبات كونية تهدد الأرض
اكتشف عالم الفلك الايطالي جوسيبي بياتسي الكويكبات عام 1801 وهي بقايا من كواكب المجموعة الشمسية لم تتمكن من الاندماج والتكتل لتكون كوكبا منذ 4.6 مليار عام. نشأت معظم الكويكبات مما يعرف بحزام الكويكبات الذي يتخذ مدارا له بين كوكبي المريخ والمشترى، حيث يدور اكثر من مليون جرم عملاق من الصخر والحديد والنيكل في مسار في انتظار يوم يحدث فيه تصادم عشوائي او تغير في مجال جاذبية المشترى لينطلق احد هذه الكويكبات من اساره في مسار مدمر.
ولم يدرك العلماء الا بحلول النصف الثاني من القرن العشرين ان هذه الكويكبات الكبيرة تمثل خطرا فعليا يحدق بالارض بعد ان ارتطمت هذه الكويكبات بالارض على فترات متباعدة خلال مليارات السنين. وفي عام 1990 توصل الباحثون الى انجاز علمي مثير باكتشاف ان سبب الحفرة الموجودة في منطقة تشيكولوب بالمكسيك القريبة من شبه جزيرة يوكاتان، لم تكن سوى جرم سماوي قطره 15 كيلومترا ارتطم بالارض منذ 65 مليون سنة ليؤدي فرضا، الى انقراض ثلثي الانواع الحيوانية ومنها الديناصورات.