المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جبت ليكم اليوم جميع البحوث سخصيات تاريخ........



AnEgL
10-14-2009, 09:16 AM
أحمد بن بيلا



هو أحمد محمد بن بيلا، زعيم جزائري ورئيس الجمهورية الجزائرية (1963)، ولد بمرنية بالقرب من وهران (1919) تعلم بتلمسان، التحق بخدمة الجيش الفرنسي ورقي إلى درجة ظابط صف، أسهم في معارك الجبهات الايطالية والفرنسية أثناء الحرب العالمية الثانية، وأبلى بلاءً حسناً، فمنج أنواطا كثيرة منها النوط الحربي، انتخب عضواً بمجلس بلدية مرنية (1946)، نائباً عن حركة انتصار الديمقراطيات الحرة، اشترك بالمنظمة السرية لحزب الشعب وعين قائداً لولاية وهران (1948) قاد حركة بمعاونة آية أحمد رخيضر وقاموا بمهاجمة المرافق الفرنسية بالولاية، قبض عليه فيما بعد، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات (1952)، استطاع الفرار ولجأ إلى القاهرة، انضم إلى منظمة اتحاد العمل المتطرفة، واشترك مع الزعماء الجزائريين الأول الذين أعلنوا الثورة المسلحة لتحرير الجزائر (1954)، اختطفه الفرنسيون أثناء سفره جواً (1956) واعتقلوه ستة أعوام أفرج عنه بعد التوقيع على اتفاقية أفيان 1962، ترأس الحكومة المؤقتة للجزائر والديوان السياسي 1962.


--------------------------------------------------------------------------------------------------------------

إسحاق شامير



إسحق شامير - 15 اكتوبر 1915. رئيس الوزراء الإسرائيلي السابع 1983 الى 1984 وفي الفترة الثانية من 1986 الى 1992.

وُلد شامير في بولندا وهاجر الى فلسطين في عام 1935. كان اسم العائلة آنذاك "جازيرنيكي" وغيّره فيما بعد ليصبح "شامير". قام بالإنظمام الى المنظمة الإرهابية ارجون وعندما حدث الانشقاق بالإرجون في عام 1940 ونجم عن الانشقاق ولادة عصابة شتيرن على يد "ابراهام شتيرن"، إنظم شامير لجناح شتيرن المتطرف. وعندما قامت القوات البريطانية بقتل ابراهام شتيرن في عام 1942، تولى شامير مع إثنان من أفراد عصابة شتيرن زعامة العصابة.

بعد حرب الـ 1948، إنظم شامير الى الجهاز الإسرائيلي التجسسي (موساد) من الفترة 1955 الى 1965 وقام بالفوز بكرسي في الكنيست الإسرائيلي في عام 1973. تولّى شامير رئاسة الكنيست الإسرائيلي في عام 1977 وأصبح وزيراً للخارجية في عام 1980.

يتّصف شامير باليميني المتشدّد حيث عارض مؤتمر كامب ديفيد للسلام مع المصريين وعارض الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان.

في عام 1991، شاركت حكومة شامير بمؤتمر مدريد للسلام. ويذكر أن حكومة شامير لم ترد على الصواريخ العراقية التي أطلقها الجيش العراقي على إسرائيل إبّان حرب الخليج الثانية. فقد ألحّت الولايات المتحدة على شامير أن لايقوم بالرد على الصواريخ العراقية لكي لا يُحدث الرّد الإسرائيلي شرخاً في التحالف العربي الأمريكي في حرب الخليج الثانية.



********

السلطان قابوس بن سعيد آل بوسعيدي



ولد السلطان قابوس بن سعيد في 18 نوفمبر 1940م في مدينة صلالة بمحافظة ظفار حيث تلقى تعليم اللغة العربية والمبادئ الدينية على أيدي أساتذة متخصصين اختارهم والده كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة ، ويعتبر السلطان قابوس السلطان الثامن من سلالة الإمام أحمد بن سعيد المؤسس الأول لأسرة آل بو سعيد سنة 1744م، الذي مازالت ذكراه موضع احترام وإجلال في عمان كمحارب شجاع وإداري محنك استطاع أن يوحد عمان بعد سنوات من الحرب الأهلية.

وفي سبتمبر 1958م أرسله والده إلى انجلترا حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة "سافوك" وفي عام 1960م التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية في "سانت هيرست" حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خلالها العلوم العسكرية وتخرج برتبة "ملازم ثاني" ثم انظم إلى احدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر، مارس خلالها العمل العسكري، بعدها عاد إلى بريطانيا حيث تلقى تدريباً في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك ثم قام بجول استطلاعية في عدد من الدول استغرقت ثلاثة أشهر، عاد بعدها إلى البلاد عام 1964م.
تولى السلطان قابوس بن سعيد آل بو سعيدي الحكم في سلطنة عمان عام 1970 خلفاً لوالده سعيد بن تيمور آل سعيد واستطاعت سلطنة عُمان منذ ذلك التاريخ العمل في جعل الوضع المعيشي والاجتماعي للمواطن العماني يتغير بصورة كاملة باتجاه الأفضل وتمكنت من توفير جميع الاحتياجات الخدمية للمواطن من صحة وتعليم ورعاية اجتماعية وكذلك المناخ الجديد الذي أوجدته قيادة السلطان جعلت الإنسان العماني يخطو خطوات حثيثة في سلم الحضارة والرقي حيث بدأ المسيرة المباركة بالتحديث والتغيير الشامل الذي شمل كافة الجوانب والميادين ومن أقوال السلطان قابوس في مجال النهضة الداخلية : ( إن خطتنا في الداخل أن نبني بلدنا ونوفر لجميع أهله الحياة المرفهة والعيش الكريم ، وهذه غاية لا يمكن تحقيقها إلا عن طريق مشاركة أبناء الشعب في تحمل المسؤولية ومهمة البناء ، ولقد فتحنا أبوابنا لمواطنينا في سبيل الوصول إلى هذه الغاية )
وعلى الصعيد الخارجي تمكن السلطان قابوس بن سعيد أن يوجد صورة ومكانة تليق وتتجاوب مع الموروث التاريخي للسلطنة .. وارتقى بموقعها على الساحة الدولية تدريجياً .. حتى صارت السلطنة مرجعاً بدعوات تحقيق السلام والتعايش في العالم وصار السلطان قابوس بن سعيد واحداً من أكبر رموز الدعوة والعمل لأجل تحقيق السلام في العالم واستحق فيها جلالة السلطان قابوس، وبكل جدارة تكريم المجتمع الدولي لجلالته بـ(جائزة السلام الدولية) التي سلَّمها إيّاه الرئيس الأمريكي الأسبق "جيمي كارتر" في حفل مهيب في واشنطن بتاريخ 16 أكتوبر 1998م.
وقد كانت سلطنة عمان تعتمد على الفلاحة والصيد والرعي إلى أن ظهر النفط والغاز الطبيعي فسخرته الحكومة العمانية في خدمة البناء والذي يتمثل في بناء الوطن وبناء الإنسان العماني ولقد استطاعت سلطنة عمان عبر مسيرة البناء والتنمية والتعمير التي قادها جلالة السلطان قابوس بن سعيد من تحقيق أكبر الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والأمنية والدفاعية و... بل وفى كل مجالات الإنتاج والخدمات كما استطاعت السلطنة تحقيق نهج سياسي واضح المعالم والتوجهات على صعيد السياسة الداخلية و التفاعل مع مجريات ما يحدث على الساحة الخارجية وكذلك التأثر والتأثير في كل ما يهم الأمة العربية والإسلامية ، ويعتبر السلطان قابوس بن سعيد آل بو سعيدي في سلطنة عمان وبحق هو راعي النهضة الشاملة للدولة العمانية الحديثة .
وقد أدرك فكر السلطان قابوس أنه لابد من المحافظة على التراث العماني الأصيل وحمايته من الاندثار فأشار إلى ضرورة المحافظة على فنون عمان التقليدية (الشعبية) وإعادة ترميم قلاعها وحصونها وإعادة بناء وتنظيم الأفلاج القديمة بالإضافة إلى إعطاء المباني والمساكن الشعبية في عمان الشكل التقليدي العماني على اعتبار أنها سجل حي لتاريخ أبناء عمان يصل الماضي بالحاضر ويكون ركيزة لشروق شمس جديدة لمستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة ، وفي المحافظة على التراث يقول السلطان قابوس : ( إن حماية التراث المصنوع والطبيعة الموهوبة واجب وطني على كل فرد منا تحمل مسئوليته نحوهما ) .

AnEgL
10-14-2009, 09:25 AM
صدام حسيــن عن قرب :
قوي البنية ، شديد اللهجة ، مهيب الحركة ، أنيق الثياب ، لا يخاف أحداً ولا يتهاون مع أي إنسان حتى ولو كان أحد فلذات كبده ، لا يثق إلا في نفسه ولا يترك مجالاً للآخرين حتى يفكرون في خيانته ، ينزع نحو السيطرة المطلقة والاستبداد ، ولا يحب الظهور بمظهر الضعيف المسكين ، يخاف من الموت بقدر محبته للحياة ، يخشى من أقرب الناس إليه قبل أن يخشى من الأعداء المتمركزين بأسلحتهم على باب بيته ، مستعد للتحالف مع الشيطان لتحقيق أهدافه ومستعد لمحاربة الشيطان عندما يفكرالشيطان في خيانته ، أعصابه من الثلج عندما يحكم على أحد بالإعدام وكلماته مثل السياط عندما ينتقد أحد أتباعه ، شخصيته قوية وجبارة ومظهره رهيب وشديد ، حارق العينين ، غليظ الشاربين ، ضحكته باردة وتتردد كالصدى ، وصرخته الرخيمة تمزق أحشاء السكوت ... هذا هو صدام حسين .. الزعيم العراقي الذي تخافه أمريكا ويخافه العرب ولا يعرف إلا قانوناً واحداً للتفاهم ويقول نص هذا القانون : أقتلك ببندقيتي وبعدها نتفاهم على الانصياع لما أريد !!

صدام حسين زعيم كغيره من الزعماء العرب وصل إلى الحكم بعد سلسلة طويلة من الاغتيالات والخيانات واختار صدام طريقة اعتقد أنها حكيمة للسيطرة على العراق وهي (الديكتاتورية) التي تعلمها من الظروف المحيطة به ومن التاريخ الذي شهد مئات الملوك والأباطرة الذين يتعاملون بقوة وبعنف مع كل الخارجين عن السمع والطاعة ولكن صدام نسي أنه يعيش في العصر الحديث الذي انتشرت فيه مبادئ المساواة والديمقراطية والحرية وهي شعارات الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود العالم إلى مزيد من الإرهاب وإلى مزيد من العنصرية والقهر والظلم ..

صدام ليس قطاً بسبعة أرواح لا يموت أبداً وليس ملاكاً بريئاً يتصرف برحمة وإنسانية كما أنه ليس ذلك القائد المسلم التقي الورع وهو بالتأكيد ليس ذلك المجرم السفاح الذي يشرب من دماء الناس ويقتل بشراسة وعنصرية مع كل من هب ودب ، ولكنه زعيم أدرك أن أفضل وسيلة للسيطرة على الأمور في العراق تقضي بإزاحة كل المنافسين دون هوادة وإخماد كل الثورات والنزعات التحررية بلا رحمة والقضاء على كل المتمردين والخارجين عن طاعة ولي الأمر وهذا هو أفضل حل للسيطرة على الشعب العراقي الشرس وهي أفضل طريقة لإرضاء جميع الأحزاب السياسية والقومية التي يتكون منها العراق الذي شهد خلال تاريخه أحقاباً من العنف والقتل وسفك الدماء منذ فجر التاريخ مروراً بالحضارة الفارسية والإسلامية والتتار و.... انتهاء باليوم الذي نكتب فيه سقوط آخر حقبة يمر بها العراق وهي حقبة الرئيس العراقي الهارب إلى مزبلة التاريخ .. ذلك الرجل الديكتاتور الذي اعتبره الجميع ظالماً ( صدام حسين ) ..

طفولته وصباه ونشأته :
نزح ( عمر بيك ) مع أولاده من جنوب العراق إلى مدينة تكريت التي تقع في شمال العراق وهذا قبل مائة سنة أو أكثر بقليل وليس معلوماً من أي المدن أو القرى في الجنوب نزح عمر بيك ولا أحد يدري عن أصله وأسماء أجداده وعن سبب تسميتهم بلقب ( بيك ) وادعى خير الله طلفاح ( خال صدام حسين ) أن نسبهم يتصل بآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن دون دليل قاطع سوى روايات وشهادات رجال دين من النجف وكربلاء ربما أجبروا على قولها خوفاً من بطش وجبروت صدام وعائلته !

تعلق اسم صدام حسين بمدينة تكريت التي نالت بعد وصول صدام حسين للحكم شرفاً وعزة لم يكن أحد أهلها في الخمسينيات يتوقع أن تصل مدينة تكريت لهذه المكانة ، وتعود شهرة تكريت تاريخيا إلى أنها كانت مسقط رأس صلاح الدين القائد الإسلامي الشهير الذي هزم الصليبيين الغزاة في فلسطين ، وكدليل على أن هذه المدينة ( دموية ) فقد زارها تيمورلنك سليل جنكيزخان القائد المغولي العظيم في سنة 1394 لبناء هرم من جماجم ضحاياه المهزومين كأبشع ما يكون الغرور والكبرياء وكأفظع ما يكون القهر والظلم !

صدام ابن قرية العوجـا :
يتميز أهالي مدينة تكريت بالكرم والتمسك بالدين كما يشتهرون بالهدوء والمسالمة وهذا دفعهم إلى مقاطعة ليست معلنة على كل الأغراب النازحين من المدن والقرى الأخرى إلى تكريت لأن الكثير منهم يتجولون بسلاحهم ويتميزون بالعنجهية والغطرسة وقد يكونون فارين من قرى أو مدن أخرى بسبب ثأر أو مشاكل عائلية فهم أهل مشاكل ونزاع وأقل مسالمة وأكثر ما يكونون بعيدين عن الدين ، ولذلك قرر ( عمر بيك ) أحد هؤلاء الأغراب أن يرحل بأسرته إلى قرية في جنوب تكريت أطلق عليها اسم (العوجا) فبنى داراً صغيرة من الطين على ضفة النهر وبدأ في العيش عيشة الفلاحين التي تعتمد على زراعة المحاصيل الزراعية وخصوصاً الخضراوات وتربية الأغنام والدجاج وجاءت تسمية ( العوجا ) من طباع أهل هذه القرية فطبائعهم عوجاء وأفعالهم غير مستقيمة ، وقد تولت مع مرور الزمن الكراهية في قلوب أهل العوجا على أهل تكريت لكن حياتهم استمرت على مبدأ التحفظ والعيش بسلام حفظاً للأرواح والممتلكات ..!

رسميا ولد صدام يوم 28 ابريل سنة 1937 في بيت يملكه خاله خير الله طلفاح ، ولأن صدام كان أنانياً ومحباً لذاته جعل هذا التاريخ ابتداء من سنة 1980 عطلة رسمية يحتفل بها الشعب العراقي بأكمله ، وهناك من يقول أنه ولد قبل ذلك التاريخ أو بعده بسنتين .







أطفال تكريت يحتفلون بميلاد صدام


كان صدام في طفولته طفلاً حزيناً وانطوائياً لأنه كان يتعرض للضرب والتعذيب من قبل زوج أمه ( حسن الإبراهيم ) الذي كان يضربه صباحاً ومساءاً وعلى كل كبيرة وصغيرة فقد كان زوج أمه الذي قيل أنه كان كاذباً سيئاً يعامل صدام معاملة سيئة لدرجة جعلت الجميع يشفق على هذا الصغير المضروب دائماً وزوج أمه لم يكن يعرف أن هذا الذي يضربه سيصبح ذات يوم جلاداً يضرب العراق وجيرانها ‍‍..‍!

الضرب خلق في نفس صدام طباع القسوة والعنف كما أن الفقر ورّث في نفسه طباع الأنانية وحب الذات !

نعم كان صدام حسين ومنذ طفولته أنانياً لا يحب سوى ثلاثه أولهم نفسه وثانيهم أمه ( صبحه ) وثالثهم خاله خير الدين طلفاح ومن شدة محبته لأمه أقام لها نصباً تذكارياً بعد وفاتها عام 1982 كما أنه كان رفيق خاله وتلميذه النجيب وتابعه الدائم الذي يرافقه في كل مكان ويصدقه في كل كبيرة وصغيرة !

نشأ صدام حسين في بلدة ( العوجا ) في هذه البيئة الفقيرة وتربى على الغلظة والقسوة متأثراً بطبائع الناس المحيطين به فأكثرهم من الجهلة والفلاحين رفيعي الأنوف الذين لم يعتادوا أبداً على حياة الليونة والسمع والطاعة كما هم أهل المدينة ، فكان أهل ( العوجا ) كما هم ( الأعراب ) أشد غلظة وأكثر قسوة ونفاقاً فلا تراهم يعرفون المجاملة والمعاشرة بالمعروف ولا يقدرون العلم والعلماء وينتشر بينهم كما في الكثير من الدول العربية ( الدين الشعبي ) وهو أن الدين في الصلاة والصيام والابتعاد عن كبائر المحرمات بينما تكون معاملة الناس سيئــة ومعاشرتهم لغيرهم بقوة الذراعين !

كان صدام طفلاً عادياً من حيث حياته اليومية حيث كان طالباً في المدرسة يذهب في الصباح ويعود مع الظهر وكان أقصى أحلامه كما يقول أحد رفاقه امتلاك سيارة ( جيب ) وبندقية و ( دوربين ) وهو المنظار ليصبح بهذه الأحلام رئيساً لبلاد الرافدين ويضع رأسه في رأس الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة في العالم الجديد !!










صدام وهو في أواخر العشرينيات

صدام عندما كان عمره 14 سنة

كبر صدام حسين وكبرت معه أحلامه وفي كل يوم يزداد صدام قوة وصلابة ويزداد رأسه عناداً وتجبراً ويزداد قلبه قسوة وغلاظة حتى وصل إلى المرحلة الثانوية وهنا كان صدام بشهادة الدكتور حسن العطار مدير مدرسة تكريت الثانوية فى منتصف الخمسينات هو الطالب الوحيد الذي كان يتغيب كثيرا عن المدرسة بدون عذر ليذهب إلى قرية العوجة مسقط رأسه حتى تجاوزت فترة غيابه 25 يوما بدون عذر مقبول فأضاع أكثر من 51 فى المائة من درجات المواظبة ولذلك فقد تقرر اعتباره راسباً في الصف الثانى الثانوى حسب نظام المدارس الثانوية العراقية لعام 1952 .

ويتابع الدكتور حسن العطار حديثه مدعياً أن صدام حاول اغتياله ببندقية صيد إلا أن الشرطة قبضت عليه وسامحه بعد تدخل عدد من وجهاء مدينة تكريت فلم يفصل مع ذلك صدام فصلا مؤبداً بل قرر رسوبه فى تلك السنة فقط حفاظا على مستقبل الطالب الذي لم يكن قد بلغ سن الثامنة عشرة من عمره بعد !!

ونشير هنا إلى أن أول قرار اتخذه صدام حسين بعد أن قويت شوكته فى حزب البعث العراقى كان فصله من عمله في عام 1973 .


الملكيـــة في العـــراق


http://www.alshamsi.net/a/sadam/sad9.jpg

http://www.alshamsi.net/a/sadam/sad7.jpg

http://www.alshamsi.net/a/sadam/sad8.jpg

http://www.alshamsi.net/a/sadam/sad6.jpg

الأمير عبدالإله

فيصل الثاني

غازي الأول

فيصل الأول


كان العراق جزءاً من الدولة الإسلامية العثمانية ، وفي عام 1920 أقام الملك فيصل بن الحسين ( فيصل الأول ) مملكة في العراق من خلال معاهدة مع بريطانيا ، وفي عام 1932 استقل العراق وشارك في عصبة الأمم.

توفي الملك فيصل سنة 1933 وخلفه ابنه غازي الأول الذي ألغى الأحزاب السياسية وفرض نوعاً من الحكم الشمولي في العراق وهذا أدى إلى ثورة القبائل الكردية فعزز الملك غازي من مكانة الجيش وقوى شوكته واستمر الملك غازي في الحكم حتى توفي في حادث سيارة سنة 1939 عندما اصطدم بسيارته بعمود التلغراف قريباً من قصره .

تولى فيصل الثاني ابن الملك غازي الحكم تحت الوصاية وهو لم يبلغ الثالثة من عمره، وكان الوصي عبد الإله بن علي ومعه نوري السعيد هما اللذان يديران الدولة ، واندلعت في هذه الأثناء (1941) ثورة رشيد عالي الكيلاني ، واستمرت حالة من عدم الاستقرار تخيم على الأوضاع السياسية في العراق تخللتها ثورة القبائل الكردية عامي 1945 و1946 ثم معاهدة التعاون العسكري المشترك بين العراق والأردن عام 1947، وانتفاضة أكتوبر عام 1952 التي طالبت بانتخابات مباشرة وإعطاء بعض الحدود لصلاحيات الملك .

في خضم هذه الأحداث ولد صدام وعاش حياة الصبا والمراهقة والشباب فليس من الغريب أن يبدأ صدام حياته السياسية كناشط شاب مثله مثل أي شاب يحمل بين ضلوعه حب السلطة والسيطرة والسياسة ففي بغداد وفي أواخر الخمسينات ربما كان صدام عضوا في (الفتوة) ، وهي منظمة شبيبة شبه عسكرية على غرار ( شبيبة هتلر ) ، والتي شكلت أثناء حكم الملك غازي في الثلاثينات وكانت هذه المجموعة تتكون من مجموعة من الشباب والمراهقين وتدعو إلى أن يعمل العراق على توحيد العرب بالكيفية نفسها التي وحد بها سكان بروسيا الألمان !

في عام 1957 قرر صدام حسين الانضمام إلى حزب البعث الذي كان يعمل بشكل سري في تلك الفترة في العراق والذي كان يبشر بفكرة الاشتراكية العربية وكانت أهدافه هي العمل على تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية في الوطن العربي والشعار الدائم لحزب البعث في سوريا والعراق هو : ( أمة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة ) .

وللعلم أقول أن العرب منذ أن خرجوا من الصحراء ليقودوا العالم بأسره لم يقودوه إلا تحت شعار واحد هو ( لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ) ولن يعودوا لقيادته إلا تحت هذا الشعار أما إنشاء الأحزاب والتجمعات فهذا مجرد وهم زرعه أعداء الإسلام في نفوس العرب ليزدادوا ضعفاً وهواناً إلى ضعفهم وهوانهم ، وهنا أذكر بالقول الإلحادي لأحد الشعراء مادحاً حزب البعث :


رضيت بالبعث رباً لا شريك له ... وبالعروبة ديناً ما له ثانِ
كان الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله ونوري السعيد وصالح جبر هم أقطاب الحكم الملكي في العراق ولم يكونوا قساة ولا قتلة لكن النظام الملكي خلق فجوة عظيمة بين أفراد الشعب والحكام فتكونت طبقة الأغنياء الأثرياء وملاك الأراضي وطبقة أخرى هي طبقة الفقراء المعوزين والفلاحين لكن النظام الملكي كان يطبق الدستور ويصون البرلمان ويصون الأمة وكان الملك شاباً محبوباً لدى الشارع العراقي ورغم كل التناقضات التي امتلأ بها الوسط العراقي فقد سادت سلطة القانون المطلق والمحاكم العادلة والقضاء المستقل والدستور الدائم والانتخابات، وكان القانون يضمن الحق في التظاهر والإضراب لأبناء الشعب.

السقـــوط الدمــوي للملكيـــة في العــراق
في صباح يوم 14 يوليو 1958 قرر مجموعة من الضباط العراقيين الذين يطلقون على أنفسهم لقب ( الضباط الأحرار ) تغيير الوضع السياسي في العراق فاقتحموا القصر الملكي العراقي ( قصر الرحاب ) وقاموا بقتل الملك فيصل الثاني ( 23 سنة ) وخالته الأميرة عابدية وجدته الأميرة نفيسة ، وقتل عبد الإله الوصي على عرش العراق وكل من في القصر من العائلة الملكية الحاكمة في العراق حتى لا يقوم للنظام الملكي أي قائمة بعد هذا التاريخ ويقال أنها كانت مجزرة دموية بشعة في التاريخ العراقي الحديث وأنهت هذه المجزرة الحكم الملكي العراقي الذي بدأ سنة 1921 ومن الروايات البشعة أنه تم أخذ جثة الأمير عبد الإله وتعريتها وربطها بالحبال ومن ثم سحبها في الشوارع ومن ثم علقت على مدخل وزارة الدفاع وبعدها أعيد سحبها وسحلها وتمزيق أوصالها إلى أن تشتت الأوصال ما بين محروق وملقى في النهر ومحروق كأبشع ما يكون التمثيل في الجثث وبعدها بدأ الناس في أعمال السلب والنهب والحريق التي طالت قصر الرحاب الذي تشتعل فيه النيران ..

وبعدها كان دور نوري السعيد الذي هرب وتخفى وبعدها وجده الباحثون عنه فحاول المقاومة بمسدسه، لكنه سرعان ما تمت السيطرة عليه وقتله ولم يكتف الناس بذلك، بل إن بعض الثائرين داسوه بسيارتهم مرات عدة قبل ان يتم دفن ما تبقى من الجثة لكن مجموعة من الغوغاء نبشوا جثته ومثلوا بها، وطافوا ببعض الاجزاء في الشوارع العراقية كأبشع ما يكون التمثيل والتنكيل وهذا هو الشعب العراقي عندما يسقط أحد الأنظمة فيه ينتقم منه أبشع انتقام متناسياً في بعض الأحيان أن الضرب في الميت حـــرام !!

لا يدري أحد حجم مشاركة صدام حسين في هذه الأحداث الدموية ويقال أنه شارك هو وخاله في هذه الأحداث البشعة التي غيرت من النظام العراقي فخرج بعدها أحد قادة الانقلاب الذي نظمه الضباط الأحرار وهو عبد السلام عارف على الإذاعة العراقية وقال: ( إن الجيش قد حرر الوطن العزيز من النظام الفاسد الذي أقامته ونصبته الامبريالية ) وتمثل القرار الأول للحكومة الجديدة بإلغاء المؤسسات الرئيسية للنظام السابق بما في ذلك الملكية واعتقال أولئك الذين ساعدوا ذلك النظام.


صــدام حسيــن ومحاولــة اغتيــال عبد الكريم قاسم

http://www.alshamsi.net/a/sadam/sad2.jpg


عبدالكريم قاسم


كانت بريطانيا تدير العراق في الفترة بين عام 1920 و عام 1932 بحكم نظام الانتداب الذي أقرته عصبة الأمم، إلا أنها مارست دورا سياسيا كبيرا لفترة طويلة بعد تلك الفترة فكانت الشركات الأجنبية مسيطرة على الثروة البترولية ومتدخلة في بعض الشؤون السياسية وكانت المشاعر المعادية والحاقدة على الغرب قوية ومتأججة في ذلك الوقت.

كان جمال عبدالناصر في تلك الفترة متحالفاً مع الاتحاد السوفيتي وكانت له حركة عظيمة في التأميم وفي الاتجاه الآخر كان عبدالكريم قاسم مائلاً بعض الشيء اتجاه السوفيت أيضاً فانسحب من حلف بغداد ومن جانب واحد عام 1959 مما جعل المنطقة مفتوحة الذراعين لاستقبال الأسلحة والمساعدات السوفيتية ولذلك شعر الغرب بالخوف والقلق خصوصاً عام 1961 عندما حاول عبدالكريم قاسم احتلال الكويت ومسارعته إلى تأميم جزء من شركة البترول العراقية المملوكة للأجانب ، وهي خطوة تحررية لا يقبلها الأمريكان والإنجليز لأن فيها خروجاً عن الطاعة والهيمنة الأجنبية على ثروات ومقدرات البلاد وكان عبدالكريم قاسم يسير على خطى عبدالناصر ومشاريعه التأميمية التي بدأ في تنفيذها خلال سنواته الأولى في السلطة.
وكان عبدالناصر يأمل في انضمام العراق للجمهورية العربية المتحدة ولكن عبدالكريم قاسم خيب ظنه وكانت الطامة الكبرى بالنسبة لعبدالناصر هي القرار السوري عام 1961 بالانسحاب من الجمهورية العربية المتحدة والتي أنهت آمال عبدالناصر في إنشاء دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج !

نعود إلى العراق ونقول انه في عام 1959 شارك صدام حسين الشاب في محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، وهو الضابط الذي أنهى حكم الأسرة الهاشمية فى العراق وأطاح بالملكية وأقام النظام الجمهوري عام 1958.

وكانت آلاف علامات الاستفهام والتعجب والسؤال تدور في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات حول علاقة صدام بالمخابرات الأمريكية خلال فترة حكم عبدالكريم قاسم حيث يتهمه الكثيرون بأنه كان عميلاً نشطاً للمخابرات المركزية الأمريكية التي لم تكن تستسيغ الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم في ذلك الوقت وكانت تستغل البعثيين أسوأ استغلال في تحقيق مطالبها في العراق وتردد كثيراً أن علاقته بالمخابرات الأمريكية استمرت حتى بعد ذهاب صدام حسين إلى القاهرة ..

وكان صدام حسين قد فر إلى مصر بعد فشل محاولة الاغتيال التي استهدفت حياة الزعيم عبد الكريم قاسم فعاش هناك لاجئا سياسيا وخلال تلك الفترة التي قضاها في القاهرة كان يقضي معظم وقته في شقته منشغلاً بالقراءة واكتساب العلم والمعرفة أو يجلس على مقهى مجاور وقيل أنه كان انطوائياً انعزالياً لا يكلم سوى القليلين إلى أن حدث انقلاب عسكري في العراق و عاد صدام إلى بغداد….

العــودة من القــاهرة بعد اغتيــال عبدالكريم قاســم
عاد صدام إلى العراق بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في فبراير من عام 1963 إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بالزعيم العراقي عبدالكريم قاسم والذي رتبته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وقاد الانقلاب الجنرال العراقي أحمد حسن البكر وهو المعلم الروحي لصدام حسين وحدث الانقلاب العسكري على عبدالكريم قاسم مثلما أرد أعدائه داخل العراق وخارجها واستمرت المواجهة يومين غلى أن استسلم وبعد محاكمة قصيرة أعدم قاسم رميا بالرصاص واستغرقت عملية استسلامه دون شروط وإعدامه ساعة واحدة فقط ولطمأنة العراقيين المتشككين بأن الرئيس قد انتهى ، تم عرض جثة قاسم التي يمزقها الرصاص على التلفزيون العراقي، وأظهر التلفزيون العراقي صوراً بشعة لمقتل عبدالكريم قاسم ليطمئن الشعب والبعثيين أن عبدالكريم قاسم قد ولى إلى غير رجعة !!

تولى بعدها زمام الأمور في العراق الزعيم العراقي عبدالسلام عارف وهو أحد الضباط الذين أطاحوا بالنظام الملكي في 14-7-1958 وهو معروف بميوله القومية والوطنية وعرف بولائه للزعيم المصري جمال عبد الناصر وعرف بمعارضته لسياسة عبد الكريم قاسم المعارضة للسياسات القومية الوحدوية العربية والتي كان من أهدافها إقامة دولة عربية كبرى .. و







عبدالســلام عارف


وصل عارف للسلطة بانقلاب دموي وبدأت فور نجاح الانقلاب سلسلة من الأعمال الثأرية كرد فعل لما جرى أيام قاسم حيث تم تشكيل ما يسمى بالحرس القومي الذي مارس أعمال فوضوية مسلحة ضد الشعب وعلى أثر هذه الأعمال تم إبعاد البعثيين من السلطة في نوفمبر 1963 حيث أدى تدخل الرئيس عارف إلى إنهاء أول تلاعب بعثي في السلطة وعزل الوزراء الـ «12» من الحكومة، واستبدلهم بضباط عسكريين من الموالين للرئيس وطرد البكر من منصبه كرئيس للوزراء، وأصبح العراق يحكم من قبل حكومة عسكرية .. وزج عارف بعدد كبير من الضباط والبعثيين في السجون وكان منهم صدام حسين وخاله خير الله طلفاح وانتهت الفترة الثانية لسجن صدام يوم 23 يوليو 1966 عندما تمكن مع اثنين من رفاقه من الهرب وكان من ضمن رفاقة الشيخلي وتعددت الروايات في هرب صدام فمنها أنه أقنع حراسه بتناول الغداء أثناء إعادته من المحكمة إلى السجن بعد أن كون علاقة صداقة معهم والثانية أنه هرب مع الشيخلي بعد الهروب من باب خلفي في السجن ومنها أنه هرب بمساعدة حراس السجن بمساعدة سعدون شاكر بعد أن تظاهر هو والشيخلي بالمرض !!

خلال فترة حكم عبدالسلام عارف حاول الانضمام للمشروع الوحدوي بين العراق وسوريا ومصر الا أن أحلامه لم تستمر طويلاً وقتل عبدالسلام عارف في حادث طائرة مروحية عام 1966 والكثير من الروايات تؤكد أن الحادث مدبر من قبل البعثيين ..!

وبعد عبدالسلام عارف تولى شقيقه عبدالرحمن عارف مقاليد الحكم في العراق وهو أحد الضباط الذين شاركوا في انقلاب تموز1958 وتسلم السلطة بعد وفاة أخيه عبد السلام محمد عارف وكان قليل الخبرة في الشؤون السياسية ولم تكن خلال فترة حكمه أي سياسة مميزة أو واضحة وتم إقصاؤه من الحكم على يد البعثيين إثر انقلاب عسكري في 17-7-1968 شارك به مجموعة من الضباط العراقيين إلى القصر الرئاسي وأجبروا الرئيس عبدالرحمن عارف ( الضعيف ) على التنحي عن الحكم مقابل ضمان سلامته فوافق وكان مطلبه الوحيد أن يضمن الانقلابيون سلامة ابنه الذي كان ضابطا في الجيش !

تم إبعاد الرئيس عبدالرحمن عارف إلى اسطنبول وبقى منفيا هناك حتى عاد لبغداد في أوائل الثمانينات بعد أن أذن له صدام بالعودة ..

حـــزب البعــث يستولي على السلطــة
أعلن راديو بغداد صباح 17 تموز 1968م سقوط حكم عبد الرحمن عارف ونجاح الانقلاب العسكري لحزب البعث وتم الاتفاق بين العقيد عبد الرزاق النايف الذي كان رئيساً للاستخبارات العسكرية، والعقيد عبد الرحمن الداود الذي كان قائداً للحرس الجمهوري قبيل الانقلاب أن يتولى احمد حسن البكر رئاسة الجمهورية فيما يشغل النايف رئاسة الوزراء وعلى هذا كان لهما ما أرادا ونجحت خطة الانقلاب وتشكل بعدها مجلس قيادة الثورة والتي نفذت الانقلاب من سبعة أعضاء بينهم ثلاثة بعثيين هم :

1. اللواء احمد حسن البكر.
2. اللواء حردان التكريتي.
3. الفريق صالح مهدي عماش.

بالإضافة إلى أربعة آخرين هم :

4. العقيد عبد الرزاق النايف
5. العقيد عبد الرحمن الداود
6. العقيد حمّاد شهاب
7. العقيد سعدون غيدان

وضمت الوزارة العراقية 12 بعثياً من أصل خمسة وعشرين وزيراً عراقياً ولم يعطى البعثيون سوى وزارة الداخلية وبعض الوزارات الشكلية من ضمن الحقيبة الوزارية وطموحات البعثتين في ذلك الوقت كانت كبيرة وعظيمة وهي السيطرة الكاملة المطلقة على السلطة في العراق ولذلك دبر البعثيون مؤامرة سرية للتخلص من عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن الداود بعد 13 يوماً فقط من الانقلاب وتم إبعادهما خارج العراق وأعقب ذلك تمت حملة اعتقالات لمخالفي ومناهضي حزب البعث ومن يعادي أو يخالف الأفكار والسياسات البعثية فتم تشكيل وزارة جديدة برئاسة أحمد حسن البكر إضافة إلى توليه منصب رئاسة الجمهورية وبذلك أحكم حزب البعث سيطرته التامة على الحكم في الجمهورية العراقية ..

أصبح اللواء أحمد حسن البكر، وهو من تكريت أيضا ومن أقارب صدام حسين، رئيسا للجمهورية وكان عمر صدام آنذاك 31 عاما ( لكنه كان لا يزال في القاهرة ) ولذلك سرعان ما عاد صدام وبصحبته عبدالكريم الشيخلي وبعض البعثيين المنفيين إلى بغداد بعد تنصيب النظام الجديد واستقبلوا في مطار بغداد من قبل بعثيين وأفراد العائلة والأصدقاء ..







أحمد حسن البكــر


كانت الكثير من المناصب المهمة في الحكومة الجديدة التي شكلها البكر من نصيب التكريتيين حيث تم تعيين حردان التكريتي وزيرا للدفاع وعبد الكريم الشيخلي ( توأم صدام وصاحبه ) والذي شارك معه في المحاولة الفاشلة لاغتيال قاسم سنة 1959 أصبح وزيرا للخارجية، وحتى خير الله خال صدام الذي لم يكن بعثيا عين رئيسا لبلدية بغداد، والذي كان في كل مناسبة يعدد للبكر مزايا ابن شقيقته، ويقول : ( صدام هو ابنك ) اعتمد عليه، أنت بحاجة إلى العائلة لحمايتك وليس جيشا أو حزبا، لأن الجيوش والأحزاب تغير اتجاهاتها في هذا البلد !

وتزوج صدام حسين من ابنة خاله ( خير الله طلفاح ) الذي كان صديقاً للرئيس البكر الذي كافأه على مساعدته للبعثيين بتعيينه مدير ا عاما في وزارة التعليم وبذلك ازداد تقرب صدام من البكر لأن المثل يقول ( صديق صديقي هو أيضاً صديقي )..

تقرب صدام من البكر كثيراً وكان البكر سياسي بارع ولكنه كان من أهل ( الورقة والقلم ) بينما استغل البكر صدام ليكون رجل المهمات الصعبة الذي يحقق المطاليب على أرض الواقع واستمرت ملازمة صدام للرئيس البكر حتى عينه نائباً للرئيس وازدادت ثقة البكر به وكونه من أقربائه ومن نفس بلدته ( تكريت ) كان يعتقد بان صدام سيظل وفياً ومخلصاً لله وللأبد فأعطاه صلاحيات كبيرة ومسؤوليات واسعة، وهكذا تمكن صدام من استغلال البكر لتعزيز موقعه في الحزب وفي الدولة .

نائب رئيس الجمهورية العراقية الذي أصبح رئيساً لهــا
عمل البكر وصدام معا وأصبحا القوة المهيمنة على حزب البعث، إلا أن زعامة صدام أخذت في التفوق على زعامة الرئيس البكر وصار نفوذ صدام حسين أقوى وأبلغ من البكر ..

أجرى صدام حسين، بصفته نائبا للرئيس أحمد حسن البكر، إصلاحات واسعة النطاق وأقام أجهزة أمنية صارمة ليحفظ بذلك الأمن في العراق ويحقق للعراق الأمان والاستقرار الذي افتقدته لسنوات طويلة.

وقد أثارت سياسات كل من صدام والبكر قلقا في الغرب ففي عام 1972، وفي أوج ذروة الحرب الباردة، عقد العراق معاهدة تعاون وصداقة لمدة 15 عاماً مع الاتحاد السوفيتي كما أمم شركة النفط الوطنية، التي تأسست في ظل الإدارة البريطانية، والتي كانت تصدر النفط الرخيص إلى الغرب.

وقد استثمرت بعض أموال النفط عقب العـــوائد النفطية الضخمــة التي أعقبت أزمة عام 1973، في الصناعة والتعليم والعناية الصحية، مما رفع المستوى المعيشي في العراق إلى أعلى مستوى في العالم العربي.

وفي عام 1974، ثار الأكراد في الشمال بدعم من شاه إيران الذي تؤيده الإدارة الأمريكية وقد دفع الصراع الحكومة العراقية إلى طاولة المفاوضات مع إيران، إذ وافقت على تقاسم السيطرة على شط العرب ـ الممر المائي الواقع جنوبي العراق وجنوب غربي إيران مقابل ذلك أوقف شاه إيران تقديم الدعم المادي للأكراد في شمال العراق مما مكّن النظام العراقي من إخماد الانتفاضة الكردية.

وقد تعزز تحالف صدام مع البكر بصورة أكبر بعد المصاهرة حيث تزوج أحد أبناء البكر من شقيقة لساجدة ( زوجة صدام ) وتزوجت إحدى بنات البكر من شقيق لساجدة وحتى هذه اللحظة المبكرة من عمر البعث، كان التكريتيون يستثمرون الروابط التقليدية في المصاهرة والقرابة لتأمين قاعدة نفوذهم في بغداد.

وقد تمكن صدام حسين من إحكام قبضته على السلطة واستفاد كثيراً من الأحداث والانقلابات السابقة التي كانت في العراق والتي كان سببها عدم وجود وفاء وموالاة حقيقية للرؤوس الكبيرة الممسكة بنظام الحكم والإدارة في البلاد ولذلك قام بتعيين أقاربه وحلفائه في المناصب الحكومية المهمة القيادية بالإضافة إلى مراكز التجارة والأعمال.

في عام 1978 أصبح الانتماء إلى أي من أحزاب المعارضة جريمة يعاقب عليها القانون العراقي بالإعدام وفي العام التالي أجبر صدام حسين وبطريقة ( إنسانية ) أحمد حسن البكر على الاستقالة حيث كان السبب الرسمي للاستقالة هو ( الأسباب الصحية ) وتولى بعدها صدام حسين رئاسة البلاد.







صدام حسين يصبح رئيساً لجمهورية العراق


وقد أقدم صدام على إعدام العشرات من منافسيه في قيادة الحزب والدولة خلال أيام من وصوله إلى الرئاسة مؤيداً للمثل الذي يقول : أتغدى بهم قبل أن يتعشون بي .. ومتمسكاً بالأقوال والتجارب التي تؤكد أن الشعب العراقي لا ينفع معه سوى الحاكم الشديد القاسي الذي لا يتعامل إلا بحد السيف !!

ولم ينس صدام أن يكافئ كل من وقف بجواره خلال السنوات التي سبقت تولي الحكم ابتداء بالعراقيين التكريتيين من الأهل والأقارب وانتهاء بطباخ مصري كان معه في سنوات نفيه في القاهرة فحين تسلم صدام حسين منصب نائب رئيس الجمهورية ثم رئاسة العراق في عام 1979 طلب من السفارة العراقية في القاهرة البحث عن طباخ مصري كان يعمل في شقته في القاهرة وطالبهم بالبحث عن هذا الطباخ فقد أراد مكافئته و إكرامه لخدماته طوال سنوات إقامته في مصر ..

و يروي بأن السفارة العراقية استنفرت واستنفرت معها وزارة الداخلية المصرية بحثا عن هذا الرجل الذي يطلبه رئيس دولة عربية شقيقة لإكرامه و بعد جهد طويل وصلوا إلى الطباخ الذي لم يكن يعلم بأن صدام حسين تسلم رئاسة الجمهورية في العراق كما أن الرجل لم يكن يعرف حقيقة صدام و دوره السياسي نظرا لما عرف عن صدام من تكتم و سرية بالغة في تحركاته و عندما استقبله السفير العراقي في القاهرة قال : إن صدام حسين يريدك في بغداد؟

فقال الطباخ المصري ببراءة : هو صدام بيه لقــى شغل؟

فقد كان الطباخ المصري يعتقد بأن صدام حسين عاطل عن العمل !

AnEgL
10-14-2009, 09:33 AM
لقمان الحكيم



قال تعالى {ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد} لقمان
هو لقمان بن عنقاء بن سدون.
ويقال: لقمان بن ثاران.
قال سفيان الثوري: عن الأشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان عبداً حبشياً نجاراً.
وقال قتادة: عن عبدالله بن الزبير: قلت لجابر بن عبدالله: ما انتهى إليكم في شأن لقمان؟
قال: كان قصيراً من النوبة.
وعن سعيد بن المسيب قال: كان لقمان من سودان مصر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة.
قال عبد الرحمن بن أبي يزيد بن جابر قال : إن الله رفع لقمان الحكيم لحكمته فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال : ألست عبد ابن فلان الذي كنت ترعى غنمي بالأمس ؟ قال : فما بلغ منك ما أرى ؟
قال : قدر الله وأداء الأمانة وصدق الحديث وترك ما لا يعنيني.
قال ابن وهب : وقف رجل على لقمان الحكيم فقال : أنت لقمان أنت عبد بني النحاس ؟
قال : نعم .
قال : فأنت راعي الغنم الأسود ؟
قال : أما سوادي فظاهر فما الذي يعجبك من أمري ؟
قال : وطء الناس بساطك وغشيهم بابك ورضاهم بقولك .
قال : يا ابن أخي إن صنعت ما أقول لك كنت كذلك .
قال : ماهو ؟
قال لقمان : غضي بصري وكف لساني وعفة مطعمي وحفظي فرجي وقيامي بعدتي ووفائي بعهدي وتكرمتي ضيفي وحفظي جاري وتركي مالا يعنيني فذاك الذي صيرني كما ترى .
والمشهور عن الجمهور : أنه كان حكيما وليا ولم يكن نبيا وقد ذكره الله تعالى في القرآن فأثنى عليه (حكى من كلامه فيما وعظ ولده ، فكان من أول ما وعظ أن قال : { يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } سورة لقمان .
قال الإمام أحمد : حدثنا علي بن اسحاق بسنده عن ابن عمر قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إن لقمان الحكيم كان يقول : إن الله إذا استودع شيئا حفظه) ..
وعن القاسم بن مخيمرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (قال لقمان لإبنه : يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك) وعن عون بن عبدالله قال: قال لقمان لإبنه : يا بني إذا أتيت نادي قوم فأدمهم بسهم الإسلام – يعني السلام – ثم اجلس بناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا ، فإن أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك معهم وإن أفاضوا في غير ذلك فحول عنهم الى غيرهم .
قال سفيان بن عيينه : قيل للقمان : أي الناس شر ؟
قال : الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئا .
وعن مالك بن دينار قال : وجدت في بعض الحكمة : يبدد الله عظام الذين يتكلمون بأهواء الناس، فوجدت فيها : لا خير لك في أن تعلم ما لا تعلم ، ولما تعمل بما قد علمت ، فإن مثل ذلك مثل الرجل احتطب حطبا فحزم حزمة ثم ذهب يحملها فعجز عنها فضم اليه أخرى .
وعن أبي قربة قال : قيل للقمان : أي الناس أصبر ؟ قال : صبر لا يتبعه أذى .
قيل : فأي الناس أعلم ؟
قال : من ازداد من علم الناس إلى علمه .
قيل : فأي الناس خير؟
قال: الغني .
قيل الغني من المال ؟
قال :لا، ولكن الغني : الذي إذا التمس عنده خير وجد وإلا أغنى نفسه عن الناس .
وعن قتادة في قوله تعالى : {ولقد آتينا لقمان الحكمة} قال :يعني الفقه والإسلام ولم يكن لقمان نبيا ولم يوح إليه.



*************************************
ياسر عرفات



مقدمة وبداية
أحد أشهر رجالات الانتفاضة الفلسطينية والممثل السياسي للفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي لأراضيهم هو ياسر عرفات وهو ( أبو عمار ) واسمه الحقيقي هو محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني ولكنه اشتهر باسم ياسر عرفات وبلقب أبو عمار، ولا يعرف محل ولادته ولكن على الأرجح أنه ولد في القاهرة في 24 أغسطس عام 1929 وهي السنة التي اشتد فيها القتال بين المقاومين العرب الفلسطينيين من جهة وقوات الاحتلال البريطاني وحلفائها من اليهود من جهة أخري ، وكان والده يعمل في التجارة وكان ياسر عرفات هو الابن السادس له وهاجر والده إلى القاهرة عام 1927 وعاش هناك في حي السكاكيني وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره أرسله والده إلى القدس ليشهد بعينيه أحداث ثورة 1936 علماَ بأن عرفات هو اسم جده، والقدوة هو اسم عائلته، والحسيني هو اسم عشيرته.

عرفات في القاهرة
عاد ياسر عرفات مرة أخرى إلى القاهرة في عام 1937 ليعيش مع عائلته وهناك انضم إلى جامعة الملك فؤاد ( تسمى القاهرة حاليا ) حيث تخصص هناك في دراسة الهندسة المدنية، ليعمل بعد تخرجه في إحدى الشركات المصرية ... وخلال سنوات الدراسة كون ياسر عرفات مع رفاقه رابطة الخريجين الفلسطينيين من قبل وسائل الإعلام المصرية آنذاك، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين واتحاد الطلاب الفلسطيني، حيث كان رئيسا له من عام 1952 إلى عام 1956 وهناك في القاهرة أنشأ ياسر عرفات علاقة وثيقة مع الحاج أمين الحسيني، الذي كان معروفا بمفتي القدس واشترك ياسر عرفات مع الجيش المصري في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.

عرفات والعمل في الكويت
سافر ياسر عرفات بعدها إلى دولة الكويت عام 1957 للعمل مهندساً، والتقى هناك بصديقه ورفيق دربه خليل الوزير (أبو جهاد) الذي كوّن معه خلية ثورية أطلق عليها اسم "فتح" وهي اختصار ل (حركة تحرير فلسطين)، وأصدر هناك مجلة تعبر عن هموم القضية الفلسطينية أطلق عليها اسم "فلسطيننا"، وحاول منذ ذلك الوقت إكساب هذه الحركة صفة شرعية فاتصل بالقيادات العربية للاعتراف بها ودعمها، ونجح بالفعل في ذلك فأسس أول مكتب للحركة في الجزائر عام 1964 مارس عبره نشاطاً دبلوماسياً.

عرفات والمقاومة والعمل الفدائي
برز اسم الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات بقوة عام 1967 حينما قاد بعض العمليات الفدائية ضد إسرائيل عقب عدوان 1967 انطلاقاً من الأراضي الأردنية ففي الثالث والعشرين من يونيو 1967 عقدت قيادة فتح اجتماعاً في دمشق برئاسة عرفات حيث صدر قرار باستئناف الكفاح المسلح من خلال نقل القيادات إلى الأراضي المحتلة، وفي نهاية الصيف تسلل عرفات إلى الضفة الغربية وبقي فيها بضعة أسابيع، ومع أنه لم يكن معروفاً إلا أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية كان يعرفه ويحاول اعتقاله لكنه كان يتنقل من مكان إلى آخر بمساعدة الخلايا السرية التي تشكلت هناك، وفي رام الله ونابلس قضى معظم وقته وأقام شبكة من النشطاء، وفي هذه الأثناء تجلت شجاعته وقدرته على المناورة والتنكر واستخدام بطاقات مزورة «ولم تكن هويات سكان المناطق قد صدرت بعد من قبل الحاكم العسكري».

بعد ذلك برز ياسر عرفات بقوة كممثل للشعب الفلسطيني وقيادي بارز بها واستطاع في العام التالي أن يحصل على اعتراف كبير ومن شخصية عربية بارزة آنذاك حيث اعترف به الرئيس المصري جمال عبد الناصر ممثلاً للشعب الفلسطيني ، وفي عام 1969 انتخب المجلس الوطني الفلسطيني ياسر عرفات رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تأسست عام 1964 خلفاً ليحيى حمودة، وبدأ مرحلة جديدة من الكفاح والقتال الدبلوماسي والعسكري .

خطاب عرفات التاريخي في الأمم المتحدة

من المواقف المشهودة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أنه ألقى خطاباً تاريخياً هاماً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 1974، وأكد عرفات في كلمته أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد، واستعرض الممارسات الإسرائيلية العدوانية والوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد خلال الخطاب ممثلي كل الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بإنشاء دولته المستقلة على ترابه الوطني وناشد مطالباً بحق العودة للفلسطينيين المهاجرين من ديارهم ، وفي ختام كلمته قال عرفات : "إنني جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ، الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين".

عرفات في عمّان ومذبحة أيلول الأسود

وقعت اشتباكات بين قوات المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني عام 1970 أسفرت عن سقوط ضحايا كثر من كلا الجانبين فيما عرف بأحداث "أيلول الأسود" حيث أنه في أوائل شهر سبتمبر من سنة 1970م هزت العالم العربي مأساة هائلة لا ينساها التاريخ العربي حيث وقعت تحت السمع والبصر العربي وفي عاصمة عربية هي عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية مأساة ومذبحة "أيلول الأسود" التي قتل فيها عدد غفير من أبناء فلسطين وفي فترة زمنية قصيرة هي ثلاثة أيام، وبرصاص الجيش الأردني ، وبعد وساطات عربية قررت المقاومة الفلسطينية في العام التالي برئاسة ياسر عرفات الخروج من الأردن لتحط الرحال مؤقتاً في الأراضي اللبنانية.

عرفات في لبنان

شنت إسرائيل هجمات عنيفة وقوية على قواعد المقاومة الفلسطينية في لبنان في الفترة ما بين عامي 1978 و1982، حيث دمرت القوات اليهودية الغاشمة عام 1978 بعض قواعد المقاومة وأقامت شريطاً حدودياً بعمق يتراوح بين أربعة وستة كيلومترات أطلقت عليه اسم ( الحزام الأمني ) ثم كان الاحتلال الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية بيروت والذي دمرت إسرائيل فيه أجزاء كبيرة من بيروت عام 1982، وفرضت حصاراً لمدة عشرة أسابيع على المقاومة الفلسطينية، واضطر ياسر عرفات بعدها على الموافقة على الخروج من لبنان تحت الحماية الدولية بتاريخ 21 أغسطس من نفس العام وانتهت المسألة بخروج عرفات ومعه 12 ألف مقاتل كانوا تابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا وبعض الدول العربية الأخرى وذهب بعدها رئيس المنظمة ياسر عرفات ورفاقه إلى تونس المقر الجديد لمنظمة التحرير الفلسطينية.

عرفات في تونس

كانت المحطة الثالثة للمقاومة الفلسطينية بعد العاصمة الأردنية عمان والعاصمة اللبنانية بيروت في تونس بعيداً عن منطقة الشرق الأوسط الملتهبة وحتى مع هذا البعد ظلت إسرائيل تلاحق عرفات ورفاقه فاغتالت أبرز العناصر المؤثرة في المنظمة، حيث اغتيل خليل الوزير (أبو جهاد) وصلاح خلف (أبو إياد) وتميزت تلك الفترة بمحاولات عرفات الحثيثة لم الشمل الفلسطيني والمحافظة على وحدة منظمة التحرير الفلسطينية وتماسكها وفي الأول من أكتوبر عام 1985 قام الطيران الإسرائيلي بقصف مقر منظمة التحرير في تونس وكأن إسرائيل تريد أن تجعل المنظمة كاللعنة التي تضرب الأرض التي تحل فيها !!

إعلان الدولة الفلسطينية

اتخذ المجلس الوطني الفلسطيني في نوفمبر/ تشرين الثاني 1988 قراراً بقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف استناداً إلى الحقوق التاريخية والجغرافية لفلسطين، وأعلن كذلك في العاصمة الجزائرية عن تشكيل حكومة مؤقتة.

الاعتراف بإسرائيل ومبادرة جديدة

شهد عقد الثمانينيات تغيرات كبيرة في فكر المنظمة، حيث ألقى ياسر عرفات مرة أخرى خطاباً شهيراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1988 أعلن فيه اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود، وأدان الإرهاب بكافة أشكاله، وأعلن عن مبادرة سلام فلسطينية تدعو إلى حق دول الشرق الأوسط بما فيها فلسطين وإسرائيل وجيرانها في العيش بسلام وبعد هذا الإعلان توالت اعترافات العديد من دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة.

عرفات رئيساً للدولة الفلسطينية

وافق المجلس المركزي الفلسطيني على تكليف ياسر عرفات برئاسة الدولة الفلسطينية المستقلة في إبريل/ نيسان من عام 1989، ولدفع عملية السلام أعلن عرفات أوائل عام 1990 أنه يجري اتصالات سرية مع القادة الإسرائيليين بهذا الخصوص.

موقف عرفات في حرب الخليج الثانية

اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية عام 1990 موقفاً غريباً في حرب الخليج الثانية حينما اجتاح صدام حسين دولة الكويت وظهر عرفات في الصورة وكأنه مؤيد للعراق في غزوه للكويت التي وقفت معه وساندته مادياً ومعنوياً وسياسياً فجعل هذا الموقف الكويت تقطع معوناتها ومساعداتها وتتخذ موقفاً أشبه بالمحايد من القضية الفلسطينية بعد أن كانت تدعمها بالمال وتؤوي آلاف الفلسطينيين فيها وهذا اثر بالفعل على سير الانتفاضة الفلسطينية التي كانت في أوج اشتعالها في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1987.

اتفاق أوسلو الشهير

يعتبر اتفاق أوسلو منعطفا مهما في مسار القضية الفلسطينية، فقد أنهى النزاع المسلح بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ورتب لإقامة سلطة وطنية فلسطينية وفي نفس الوقت اعترافاً بالوجود الإسرائيلي كدولة فكان لاتفاق أوسلو الذي وقعه ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين عام 1993 نتائج هامة وخطيرة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وكان بداية حقيقية لما يسمى الآن بالسلطة الوطنية الفلسطينية وهي أشبه بالدولة التي لها حكم وسلطة ولكنها تحت التعنت والجبروت والهيمنة الإسرائيلية ... وقد أرسل ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية إلى إسحق رابين قبل توقيع اتفاق أوسلو خطابا تعترف فيه المنظمة بإسرائيل وحقها في العيش في أمن وسلام، ويؤكد فيه التزام المنظمة بالعمل السلمي لحل الصراع بين الجانبين ونبذ الإرهاب، وإلزام جميع عناصر المنظمة بذلك فيما بعث رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين خطابا إلى السيد ياسر عرفات تعترف فيه إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلةً للشعب الفلسطيني، رداً على رسالة ياسر عرفات التي تعترف فيها المنظمة بإسرائيل، وذلك قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، وأرسل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في نفس الوقت خطابا إلى وزير الخارجية النرويجي يوهان هولست الذي لعبت النرويج فيه دورا رئيسيا في التوصل إلى اتفاق أسلو الشهير بين إسرائيل والمنظمة، وتعهد الرئيس عرفات فيه بمحاربة العنف والإرهاب والتطبيع مع إسرائيل ، وفي القاهرة وقع ياسر عرفات على الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي لتنفيذ الحكم الذاتي الفلسطيني في غزة وأريحا.

الحصول على جائزة نوبل

وفي العام التالي الذي يلي اتفاقية أوسلو الشهيرة (1994) حصل رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق وشمعون بيريز وزير خارجيته فيما مازال الشعب الفلسطيني يقبع تحت وطأة الاحتلال حتى يومنا الحاضر !!

اتفاق طابا

وقع عرفات بمدينة طابا المصرية في 24 سبتمبر/ أيلول 1995 بالأحرف الأولى على اتفاق توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، بعدها انتخب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في 20 يناير/ كانون الثاني 1996 رئيساً لسلطة الحكم الذاتي في أول انتخابات عامة في فلسطين حيث حصل على نسبة 88.1%.

اتفاق واي ريفر

استمر الزعيم الفلسطيني في المسيرة السلمية التي ركز عليها رغم تعنت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واستمرارها في بناء المستوطنات، وكان التوقيع على اتفاقية واي ريفر في الولايات المتحدة الأميركية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1998 ونصت اتفاقية واي ريفر التي وقعت عام 1998 على الانسحاب الإسرائيلي من بعض مناطق الضفة، وعلى اتخاذ تدابير أمنية لمكافحة الإرهاب، وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

كامب ديفد الثانية

ثم جرت مباحثات كامب ديفد الثانية التي عُقدت على أثرها في النصف الثاني من شهر يوليو/ تموز 2000 قمة ثلاثية جمعته ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الأميركي بيل كلينتون في منتجع كامب ديفد لبحث القضايا العالقة مثل القدس والمستوطنات واللاجئين، وانتهت القمة بعد أسبوعين بالفشل لعدم التوصل إلى حل لمشكلة القدس وبعض القضايا الأخرى حيث طالب كلينتون بإعلان إنهاء حالة الحرب مع اليهود والصلح معهم، وولادة الدولة الفلسطينية المصغرة ، وتصفية المجموعات والحركات الفدائية المقاتلة ( حماس وفتح وغيرها )، والتوقيع بالتنازل عن ما يزيد عن 80% من أرض فلسطين لصالح إسرائيل ، وعدم مطالبتها في المستقبل بأية حقوق مهما كان نوعها، وعدم سيادة المسلمين على منطقة الحرم القدسي والاكتفاء بإشراف هيئة الأوقاف على إدارة الأعمال اليومية، والاعتراف بعلاقة لليهود بهذه المنطقة، والتنازل لليهود عن القدس الغربية وإعطاؤهم أجزاءً من القدس الشرقية، وتوطين اللاجئين خارج فلسطين مع عودة عدد رمزيّ منهم، ووجود دوليّ على المعابر مع مصر والأردن، ومرابطة قوات دولية في حوض الأردن، ووجود آلية لتنفيذ المشروع عن طريق مجلس الأمن وأن يصدر بقرار منه.

وبعد أن انتهت كامب ديفيد الثانيلة بالفشل الذريع أعلن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مرة أخرى وفي يوم الاثنين 8/1/2001 رفضه للمقترحات الأميركية التي قدمها الرئيس بيل كلينتون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لتعود حالة الصراع والعمليات الفدائية الفلسطينية والقمع والإذلال الإسرائيلي .

مصيره أن يبقى حياً من أجل الكفاح :

شارف ياسر عرفات علي الموت مرات كثيرة في حياته ولكنه كان ينجو كل مرة منها بقدر ومعجزة إلهيين ، فلا محاولات الاغتيال تمكنت منه برغم أنها حصدت أرواح رفاقه المخلصين من أبي جهاد إلي أبي أياد وأخيراً قائد حماس الشيخ أحمد ياسين، وفي عام 1982 خلال الحرب على لبنان اجتهدت الاستخبارات وسلاح الجو الإسرائيليين للمسّ بعرفات في بيروت المحاصرة ولكن لم يفلح الأمر، على رغم الإصابات القريبة التي تحققت من الجو وعندما انتهت المعارك قرر رئيس الوزراء (آنذاك) مناحيم بيغن عدم الاستمرار في جهود الاغتيال الرامية مباشرة إلى التخلص من عرفات كما أنه قد نجا بأعجوبة في حادث سقوط طائرته في الصحراء الليبية ولم يصب بسوء برغم أنه حادث يندر النجاة منه، وكأن قدر ( أبو عمار ) هو أن يبقى حياً ليكون شاهداً على المعاناة ومكافحاً للخلاص منها !!

دائماً تحت الحصار :

حاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقره الرئاسي في أواخر شهر مارس من عام 2002 في أعقاب الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية، ثم سمحت له لاحقاً بالتحرك في نطاق ضيق داخل الضفة الغربية، ثم عادت مؤخراً وفرضت عليه الحصار مجدداً وها هو عرفات يعيش حتى يومنا الحاضر في نطاق الحاصر الإسرائيلي ومازال يتحدث عن السلام المزعوم !

جوائز وأوسمة وشهادات :

حصل علي عده أوسمة وجوائز للسلام منها وسام جوليت كوري الذهبي- مجلس السلم العالمي عام 1979 وحصل على دكتوراه فخرية من الجامعة الإسلامية في حيدر أباد "الهند" عام 1981 وكذلك دكتوراه من جامعة جوبا في السودان ودكتوراه فخرية من كلية ماسترخت للأعمال والإدارة في هولندا عام 1999 وقاد المعركة البطولية ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان ومعركة الصمود خلال حصار بيروت من قبل القوات الإسرائيلية عام 1982 ومنح في تموز 1994 جائزة فليكس هونيت بوانيه للسلام وفي أكتوبر 1994 منح جائزة نوبل للسلام وفي نوفمبر 1994 منح جائزة الأمير استورياس في أسبانيا .

زواج ياسر عرفات وحياته العائلية :

عاش ياسر عرفات طفولة غير عادية وسرق منه الكفاح والنضال كل سنوات عمره منذ الطفولة وحتى الكهولة ولم يعرف الزواج إلا وهو شيخ تجاوز الستين حيث تزوج من ( سهى الطويل ) ويعيش معهم أبناء جميعهم بالتبني ولديه ابنة واحدة من زوجته سهى الطويل.
المراجع المأخوذة منها المعلومات

AnEgL
10-15-2009, 08:43 AM
اين الردود والله تمنيت تسجيع منكوم لي الاسف

صديق الجميع في تونس والعالم العربي
12-20-2010, 04:51 PM
جبت ليكم اليوم جميع البحوث سخصيات تاريخ........

http://img8.imageshack.us/img8/8715/tunisiacafecom.gif (http://tunisia-cafe.com/vb)

منتديات تونيزيا كافيه التونسية
10-19-2015, 08:50 PM
جبت ليكم اليوم جميع البحوث سخصيات تاريخ........