AnEgL
10-07-2009, 09:14 AM
مرحله شباب النبي
لقد امتاز النبي في شبابه بالحيوية والفاعلية، فكان رجلا يعمل في التجارة، ويشارك الرجال في أعمال الخير ويتعاون مع الناس في حفظ أماناتهم حتى عرف بـ(الأمين).
فلم يكن في شبابه منعزلا عن مجتمعه، بل كان دائم التفكير في إنقاذ الناس مما هم فيه من الوثنية والظلم والفساد.
فكان ينقطع في شهر رمضان في غار حراء وهو أحد جبال مكة يعبد الله ويوحده ويواصل التفكير في إصلاح المجتمع.
وبالفعل فقد شارك في حلف الفضول الذي عقد بين زعماء القبائل العربية، وكان الهدف من هذا الحلف هو نصرة المظلومين.
وتجلت قوة شخصيته أيضا في بناء الكعبة بعد أن تعرضت لسيل جارف وبعد حريق أصابها، فرأت قريش أن تعيد بنائها، وبالفعل فقد تم بناؤها من قبل جميع قبائل قريش، فلما أرادوا وضع الحجر الأسود في موضعه حدث النزاع بين العشائر حول من ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، وودت كل طائفة ذلك وتخاصموا عليه واشتد نزاعهم حتى اقترح أحدهم أن يحكموا بينهم أول من يدخل من باب بني شيبة فقبلوا رأيه.
وانتظروا طلعة المنقذ وإذا المصطفى محمد(صلى الله عليه وآله) فلما رأوه قالوا: هذا الأمين رضينا به، فلما انته إليهم وأخبروه بالأمر قال: (اجلبوا ثوبا) فبسطه على الأرض ثم وضع الحجر فيه وقال: (لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب ثم ارفعوه جميعا) ففعلوا حتى إذا بلغوا موضعه حمله بيده الشريفة ووضعه في مكانه، وانتهى الأمر.
كان الشباب في مكة يلهون ويعبثون، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان يعمل ولايتكاسل؛ يرعى الأغنام طوال النهار، ويتأمل الكون ويفكر في خلق الله، وقد ذكر النبيصلى الله عليه وسلم -بعد أن أوتي النبوة- ذلك العمل، فقال: (ما بعث الله نبيًّا إلارعى الغنم) فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة) [البخاري] وكان الله -سبحانه- يحرسه ويرعاه على الدوام؛ فذات يوم فكر أن يلهو كمايلهو الشباب، فطلب من صاحب له أن يحرس أغنامه، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب فيلهوهم، وعندما وصل إليها وجد حفل زواج، فوقف عنده، فسلط الله عليه النوم، ولميستيقظ إلا في صباح اليوم التالي.
وعندما كانت قريش تجدد بناء الكعبة، كان محمدصلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، ففعل، فخر إلى الأرض، وجعل ينظر بعينيهإلى
السماء، ويقول: إزاري.. إزاري، فشد عليه، فما رؤى بعد ذلكعريانًا.
التاجر الأمين:
وحين جاوز النبي صلى الله عليه وسلم العشرين من عمرهأُتيحت له فرصة السفر مع قافلة التجارة إلى الشام، ففي مكة كان الناس يستعدون لرحلةالصيف التجارية إلى الشام، وكل منهم يعد راحلته وبضاعته وأمواله، وكانت السيدةخديجة بنت خويلد -وهي من أشرف نساء قريش، وأكرمهن أخلاقًا، وأكثرهن مالا- تبحث عنرجل أمين يتاجر لها في مالها ويخرج به مع القوم، فسمعت عن محمد وأخلاقه العظيمة،ومكانته عند أهل مكة جميعًا ، واحترامهم له؛ لأنه صادق أمين، فاتفقت معه أن يتاجرلها مقابل مبلغ من المال، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم وخرج مع غلام لها اسمهميسرة إلى الشام.
تحركت القافلة في طريقها إلى الشام، وبعد أن قطع القومالمسافات
الطويلة نزلوا ليستريحوا بعض الوقت، وجلس محمد صلى الله عليه وسلم تحتشجرة، وعلى مقربة منه صومعة راهب، وما إن رأى الراهب محمدًا صلى الله عليه وسلم حتىأخذ ينظر إليه ويطيل النظر، ثم سأل ميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من
أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرةإلا نبي، وباعت القافلة كل تجارتها، واشترت ما تريد من البضائع، وكان ميسرة ينظرإلى محمد ويتعجب من سماحته وأخلاقه والربح الكبير الذي حققه في مال السيدةخديجة.
وفي طريق العودة حدث أمر عجيب، فقد كانت هناك غمامة في السماء تظل محمدًاوتقيه الحر، وكان ميسرة ينظر إلى ذلك المشهد، وقد بدت على وجهه علامات الدهشةوالتعجب، وأخيرًا وصلت القافلة إلى مكة فخرج الناس لاستقبالها مشتاقين؛ كل منهميريد الاطمئنان على أمواله، وما تحقق له
من ربح، وحكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأىمن أمر محمد، فقد أخبرها بما قاله الراهب، وبالغمامة التي كانت تظل محمدًا فيالطريق؛ لتقيه من الحر دون سائر أفراد القافلة.
زواج محمد صلى الله عليه وسلم منالسيدة خديجة:
استمعت السيدة خديجة إلى ميسرة في دهشة، وقد تأكدت من أمانةمحمد
صلى الله عليه وسلم وحسن أخلاقه، فتمنت أن تتزوجه، فأرسلت السيدة خديجةصديقتها نفيسة بنت منبه؛ لتعرض على محمد الزواج، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم علىهذا الزواج، وكلم أعمامه، الذين رحبوا ووافقوا على هذا
الزواج، وساروا إلىالسيدة خديجة يريدون خطبتها؛ فلما انتهوا إلى دار خويلد قام أبو طالب عم النبيوكفيله يخطُب خُطبة العرس، فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرعإسماعيل، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا
آمنًا، وجعلنا أمناء بيته، وسُوَّاسحرمه، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجلشرفًا ونبلاً وفضلاً، وإن كان في المال قلا، فإن المال ظل زائل، وقد خطب خديجة بنتخويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا لهنبأ
عظيم، وخطر جليل) وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة، وعاشا معًاحياة طيبة موفقة، ورزقهما الله تعالى البنين والبنات، فأنجبت له ستة أولاد هم: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبدالله، والقاسم، وبه يكنى الرسول فيقال: أبوالقاسم.
بناء الكعبة وقصة الحجر الأسود:
اجتمعت قريش لإعادة بناء الكعبة،وأثناء البناء اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واشتد الخلافبينهم، وكاد أن يتحول إلى حرب بين قبائل قريش، ولكنهم تداركوا أمرهم، وارتضوا أنيُحكِّموا أول داخل عليهم وانتظر القوم، وكل واحد يسأل نفسه: ترى من سيأتي الآن؟ولمن سيحكم؟ وفجأة تهللت وجوههم بالفرحة والسرور عندما رأوا محمدًا يقبل عليهم، فكلواحدٍ منهم يحبه ويثق في عدله وأمانته ورجاحة عقله وسداد رأيه، فهتفوا: هذا الأمينقد رضيناه حَكَما، وعرضوا عليه الأمر وطلبوا منه أن يحكم بينهم، فخلع الرسول صلىالله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر عليه، ثم أمر رؤساء القبائل فرفعوا الثوب حتىأوصلوا الحجر إلى مكانه من الكعبة، عندئذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيدهالشريفة ووضعه مكانه، وهكذا كفاهم الله شر القتال.
اشتغاله صلى الله عليه و سلم برعي الغنم
ولما شب محمد وأصبحفتى أراد أن يعمل و يأكل من عمل يده , فاشتغل برعي الغنم لأعمامه ولغيرهم مقابل أجريأخذه منهم , ويذهب البعض إلى أن حرفة الرعي وقيادة الأغنام علمت الرسول صلى اللهعليه و سلم رعاية المسلمين و قيادة الأمة بعد بعثته وهذا ولا شك مبالغة كبيرة فانكثيرا غيره من الرعاة لم يصبحوا قوادا ولا ساسة كما أن الكثير من القواد والساسة لميعرفوا عن حرفة الرعي شيئا , وهناك فرق كبير بين سياسة الحيوان والإنسان , لكن يمكنالقول أن حرفة الرعي لما كانت تتم في الصحراء حيث الفضاء المتناهي والسماء الصافيةوالنجوم المتلألئة في الليل , والشمس المشرقة في الصباح وهذا النظام البديع في حركةالكون استرعى كل ذلك انتباه محمد فأخذ يتأمل ويتفكر ويتدبر في الكون العجيب
اشتغاله صلى الله عليه و سلم بالتجارة
وزاول محمد مهنةالتجارة وهو في الثانية عشرة من عمرة (وقيل في التاسعة) وانتهز فرصة خروج عمه أبىطالب بتجارة إلى الشام فخرج معه وفى الطريق قابلهما راهب مسيحي رأى في محمد علاماتالنبوة فنصح عمه أن يعود به إلى مكة مخافة أن يعرفه الروم ويقتلوه
وعلى الرغم من ذكر المؤرخين لقصة الراهب بحيرا إلا أنة لا يمكن تصديقها بسهولة, لأن محمد صلى الله عليه و سلم نفسه لم يكن يعرف أنه نبي إلا بعد أخبره جبريل بذلكفي الغار , وكل ما يعرفه رجال الدين اليهودي والمسيحي عن الرسالة المحمدية زمانهالا شخص صاحبها, وقد أفادت هذه الرحلة محمدا كثيرا, فعودته الصبر وتحمل المشاقةوفتحت عينية على أقوام ومجتمعات تختلف كثيرا عن قومه ومجتمعة , ومر في الطريقالذهاب والعودة على أطلال مدن عرف أنها ديار ثمود ومدين ووادي القرى وسمع عنأخبارهم الكثير
ولم تنقطع صلة محمد بالتجارة بعد عودته من الشام بل كان يتاجر بالسواق مكة اوبالأسواق القريبة منها كسوق عكاظ ومجنه وذي المجاز لكنه لم يجعل التجارة كل همهواكتفى منها بما يوفر له حياة متزنة سعيدة وكان كلما تقدم به العمر ازداد تفكيراوتأملا وقضى الكثير من وقته يتدبر هذا الكون العجيب
وصف الرسول
وصف الرسول صلى الله عليه و سلم
الحقيقة انى قد حزنت حزناً شديداً عندما سمعت أية فى القرأن الكريم يقول تعالى { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون َ} (146) سورة البقرة و تفسير هذة الأية ان اليهود يعرفون الرسول و صفاته كما يعرفون ابنائهم او اشد من ذلك و نحن أمة محمد لا نعرف شكلة ولا صفاته و لا نسبة , فقررت ان اضع هذا الموضوع لعل الجميع يستفيد و لأن رسول الله قال : (( من رأنى فى المنام فقد رأنى حقاً )) فيجب علينا ان نعرف شكل الرسول و نسبه لكى نكون على نور و هداية من الله تعالى لعل الله تعالى يبشرنا به فى منامنا او يبشرنا بقدومه لنا يوم القيامه ليدخلنا الجنه إن شاء الله , نبدأ بأسم النبى :(( الإسم بالكامل )) (( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام )) , و لم يكن محمد هو الأسم الوحيد للرسول فقد قال فى حديث يروية البخارى (( إن لى أسماء انا محمد و انا احمد و انا الماحى و انا الحاشر و انا العاقب )) , محمد : من صفة الحمد أى هو ما يُحمد على أفعالة فيحُمد فيحُمد اكثر و اكثر فصار محمداً , أحمد : هى صفة تفضيل أى احمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد كأحمد , الماحى : هو الذى يمحو الله به الكفر فمن أتبع سنه النبى محا الله له كفرة و سيئاتة , الحاشر : هو الذى يُحشر الناس خلفه يوم القيامة و هو اول من يتقدم من الناس و اول من يشفع للناس و اول من يفتح له ابواب الجنه و اول من يدخل الجنه فيكون جميع الناس ورائه , العاقب : أى هو النبى الذى لا نبى بعده . (( تاريخ المولد )) 12 ربيع الأول و كان يوم الأثنين و هو بعد سيدنا عيسى ب 570 عام وولد الرسول فى عام الفيل بعد يوم الفيل ب 50 يوم (( شكل النبى صلى الله عليه و سلم )) نبدأ بمنطقة الشعر لا خش و لا ناعم إنما أشبة بشعر المصريين وذلك اللفظ و الوصف من كتب السيرة و هو شعر اسود شديد السواد اما اللحية عريضة تملأ صدرة سوداء خفيفة الجانبين ولا تغطى على الأذنين أما الشارب فهو دقيق أى ليس بغليظ الشعر و لا يلتحم شاربة مع لحيته خفيف شعر الشارب عند أرنبه الأنف اما شعر الصدر فهو غزير شعر الصدر ثم يبدأ ينزل خط شعر خفيف حتى السُرة وهو أملس البطن , أما خاتم النبوة فهو خلف رأس النبى عند أخر فقرة من فقرات العمود الفقرى و هو وحمة سوداء فى حجم الزيتونة يخرج منها ثلاث شعرات سوداء اما الحاجب فهو ليس بك
لقد امتاز النبي في شبابه بالحيوية والفاعلية، فكان رجلا يعمل في التجارة، ويشارك الرجال في أعمال الخير ويتعاون مع الناس في حفظ أماناتهم حتى عرف بـ(الأمين).
فلم يكن في شبابه منعزلا عن مجتمعه، بل كان دائم التفكير في إنقاذ الناس مما هم فيه من الوثنية والظلم والفساد.
فكان ينقطع في شهر رمضان في غار حراء وهو أحد جبال مكة يعبد الله ويوحده ويواصل التفكير في إصلاح المجتمع.
وبالفعل فقد شارك في حلف الفضول الذي عقد بين زعماء القبائل العربية، وكان الهدف من هذا الحلف هو نصرة المظلومين.
وتجلت قوة شخصيته أيضا في بناء الكعبة بعد أن تعرضت لسيل جارف وبعد حريق أصابها، فرأت قريش أن تعيد بنائها، وبالفعل فقد تم بناؤها من قبل جميع قبائل قريش، فلما أرادوا وضع الحجر الأسود في موضعه حدث النزاع بين العشائر حول من ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، وودت كل طائفة ذلك وتخاصموا عليه واشتد نزاعهم حتى اقترح أحدهم أن يحكموا بينهم أول من يدخل من باب بني شيبة فقبلوا رأيه.
وانتظروا طلعة المنقذ وإذا المصطفى محمد(صلى الله عليه وآله) فلما رأوه قالوا: هذا الأمين رضينا به، فلما انته إليهم وأخبروه بالأمر قال: (اجلبوا ثوبا) فبسطه على الأرض ثم وضع الحجر فيه وقال: (لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب ثم ارفعوه جميعا) ففعلوا حتى إذا بلغوا موضعه حمله بيده الشريفة ووضعه في مكانه، وانتهى الأمر.
كان الشباب في مكة يلهون ويعبثون، أما محمد صلى الله عليه وسلم فكان يعمل ولايتكاسل؛ يرعى الأغنام طوال النهار، ويتأمل الكون ويفكر في خلق الله، وقد ذكر النبيصلى الله عليه وسلم -بعد أن أوتي النبوة- ذلك العمل، فقال: (ما بعث الله نبيًّا إلارعى الغنم) فقال أصحابه: وأنت؟ قال: (نعم، كنتُ أرعاها على قراريط لأهل مكة) [البخاري] وكان الله -سبحانه- يحرسه ويرعاه على الدوام؛ فذات يوم فكر أن يلهو كمايلهو الشباب، فطلب من صاحب له أن يحرس أغنامه، حتى ينزل مكة ويشارك الشباب فيلهوهم، وعندما وصل إليها وجد حفل زواج، فوقف عنده، فسلط الله عليه النوم، ولميستيقظ إلا في صباح اليوم التالي.
وعندما كانت قريش تجدد بناء الكعبة، كان محمدصلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: اجعل إزارك على رقبتك يقيك الحجارة، ففعل، فخر إلى الأرض، وجعل ينظر بعينيهإلى
السماء، ويقول: إزاري.. إزاري، فشد عليه، فما رؤى بعد ذلكعريانًا.
التاجر الأمين:
وحين جاوز النبي صلى الله عليه وسلم العشرين من عمرهأُتيحت له فرصة السفر مع قافلة التجارة إلى الشام، ففي مكة كان الناس يستعدون لرحلةالصيف التجارية إلى الشام، وكل منهم يعد راحلته وبضاعته وأمواله، وكانت السيدةخديجة بنت خويلد -وهي من أشرف نساء قريش، وأكرمهن أخلاقًا، وأكثرهن مالا- تبحث عنرجل أمين يتاجر لها في مالها ويخرج به مع القوم، فسمعت عن محمد وأخلاقه العظيمة،ومكانته عند أهل مكة جميعًا ، واحترامهم له؛ لأنه صادق أمين، فاتفقت معه أن يتاجرلها مقابل مبلغ من المال، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم وخرج مع غلام لها اسمهميسرة إلى الشام.
تحركت القافلة في طريقها إلى الشام، وبعد أن قطع القومالمسافات
الطويلة نزلوا ليستريحوا بعض الوقت، وجلس محمد صلى الله عليه وسلم تحتشجرة، وعلى مقربة منه صومعة راهب، وما إن رأى الراهب محمدًا صلى الله عليه وسلم حتىأخذ ينظر إليه ويطيل النظر، ثم سأل ميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من
أهل الحرم، فقال الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرةإلا نبي، وباعت القافلة كل تجارتها، واشترت ما تريد من البضائع، وكان ميسرة ينظرإلى محمد ويتعجب من سماحته وأخلاقه والربح الكبير الذي حققه في مال السيدةخديجة.
وفي طريق العودة حدث أمر عجيب، فقد كانت هناك غمامة في السماء تظل محمدًاوتقيه الحر، وكان ميسرة ينظر إلى ذلك المشهد، وقد بدت على وجهه علامات الدهشةوالتعجب، وأخيرًا وصلت القافلة إلى مكة فخرج الناس لاستقبالها مشتاقين؛ كل منهميريد الاطمئنان على أمواله، وما تحقق له
من ربح، وحكى ميسرة لسيدته خديجة ما رأىمن أمر محمد، فقد أخبرها بما قاله الراهب، وبالغمامة التي كانت تظل محمدًا فيالطريق؛ لتقيه من الحر دون سائر أفراد القافلة.
زواج محمد صلى الله عليه وسلم منالسيدة خديجة:
استمعت السيدة خديجة إلى ميسرة في دهشة، وقد تأكدت من أمانةمحمد
صلى الله عليه وسلم وحسن أخلاقه، فتمنت أن تتزوجه، فأرسلت السيدة خديجةصديقتها نفيسة بنت منبه؛ لتعرض على محمد الزواج، فوافق محمد صلى الله عليه وسلم علىهذا الزواج، وكلم أعمامه، الذين رحبوا ووافقوا على هذا
الزواج، وساروا إلىالسيدة خديجة يريدون خطبتها؛ فلما انتهوا إلى دار خويلد قام أبو طالب عم النبيوكفيله يخطُب خُطبة العرس، فقال: (الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرعإسماعيل، وجعل لنا بيتًا محجوجًا وحرمًا
آمنًا، وجعلنا أمناء بيته، وسُوَّاسحرمه، وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخي هذا محمد بن عبد الله لا يوزن به رجلشرفًا ونبلاً وفضلاً، وإن كان في المال قلا، فإن المال ظل زائل، وقد خطب خديجة بنتخويلد وبذل لها من الصداق ما عاجله وآجله من مالي كذا وكذا، وهو والله بعد هذا لهنبأ
عظيم، وخطر جليل) وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة خديجة، وعاشا معًاحياة طيبة موفقة، ورزقهما الله تعالى البنين والبنات، فأنجبت له ستة أولاد هم: زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وعبدالله، والقاسم، وبه يكنى الرسول فيقال: أبوالقاسم.
بناء الكعبة وقصة الحجر الأسود:
اجتمعت قريش لإعادة بناء الكعبة،وأثناء البناء اختلفوا فيمن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، واشتد الخلافبينهم، وكاد أن يتحول إلى حرب بين قبائل قريش، ولكنهم تداركوا أمرهم، وارتضوا أنيُحكِّموا أول داخل عليهم وانتظر القوم، وكل واحد يسأل نفسه: ترى من سيأتي الآن؟ولمن سيحكم؟ وفجأة تهللت وجوههم بالفرحة والسرور عندما رأوا محمدًا يقبل عليهم، فكلواحدٍ منهم يحبه ويثق في عدله وأمانته ورجاحة عقله وسداد رأيه، فهتفوا: هذا الأمينقد رضيناه حَكَما، وعرضوا عليه الأمر وطلبوا منه أن يحكم بينهم، فخلع الرسول صلىالله عليه وسلم رداءه ووضع الحجر عليه، ثم أمر رؤساء القبائل فرفعوا الثوب حتىأوصلوا الحجر إلى مكانه من الكعبة، عندئذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم بيدهالشريفة ووضعه مكانه، وهكذا كفاهم الله شر القتال.
اشتغاله صلى الله عليه و سلم برعي الغنم
ولما شب محمد وأصبحفتى أراد أن يعمل و يأكل من عمل يده , فاشتغل برعي الغنم لأعمامه ولغيرهم مقابل أجريأخذه منهم , ويذهب البعض إلى أن حرفة الرعي وقيادة الأغنام علمت الرسول صلى اللهعليه و سلم رعاية المسلمين و قيادة الأمة بعد بعثته وهذا ولا شك مبالغة كبيرة فانكثيرا غيره من الرعاة لم يصبحوا قوادا ولا ساسة كما أن الكثير من القواد والساسة لميعرفوا عن حرفة الرعي شيئا , وهناك فرق كبير بين سياسة الحيوان والإنسان , لكن يمكنالقول أن حرفة الرعي لما كانت تتم في الصحراء حيث الفضاء المتناهي والسماء الصافيةوالنجوم المتلألئة في الليل , والشمس المشرقة في الصباح وهذا النظام البديع في حركةالكون استرعى كل ذلك انتباه محمد فأخذ يتأمل ويتفكر ويتدبر في الكون العجيب
اشتغاله صلى الله عليه و سلم بالتجارة
وزاول محمد مهنةالتجارة وهو في الثانية عشرة من عمرة (وقيل في التاسعة) وانتهز فرصة خروج عمه أبىطالب بتجارة إلى الشام فخرج معه وفى الطريق قابلهما راهب مسيحي رأى في محمد علاماتالنبوة فنصح عمه أن يعود به إلى مكة مخافة أن يعرفه الروم ويقتلوه
وعلى الرغم من ذكر المؤرخين لقصة الراهب بحيرا إلا أنة لا يمكن تصديقها بسهولة, لأن محمد صلى الله عليه و سلم نفسه لم يكن يعرف أنه نبي إلا بعد أخبره جبريل بذلكفي الغار , وكل ما يعرفه رجال الدين اليهودي والمسيحي عن الرسالة المحمدية زمانهالا شخص صاحبها, وقد أفادت هذه الرحلة محمدا كثيرا, فعودته الصبر وتحمل المشاقةوفتحت عينية على أقوام ومجتمعات تختلف كثيرا عن قومه ومجتمعة , ومر في الطريقالذهاب والعودة على أطلال مدن عرف أنها ديار ثمود ومدين ووادي القرى وسمع عنأخبارهم الكثير
ولم تنقطع صلة محمد بالتجارة بعد عودته من الشام بل كان يتاجر بالسواق مكة اوبالأسواق القريبة منها كسوق عكاظ ومجنه وذي المجاز لكنه لم يجعل التجارة كل همهواكتفى منها بما يوفر له حياة متزنة سعيدة وكان كلما تقدم به العمر ازداد تفكيراوتأملا وقضى الكثير من وقته يتدبر هذا الكون العجيب
وصف الرسول
وصف الرسول صلى الله عليه و سلم
الحقيقة انى قد حزنت حزناً شديداً عندما سمعت أية فى القرأن الكريم يقول تعالى { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُون َ} (146) سورة البقرة و تفسير هذة الأية ان اليهود يعرفون الرسول و صفاته كما يعرفون ابنائهم او اشد من ذلك و نحن أمة محمد لا نعرف شكلة ولا صفاته و لا نسبة , فقررت ان اضع هذا الموضوع لعل الجميع يستفيد و لأن رسول الله قال : (( من رأنى فى المنام فقد رأنى حقاً )) فيجب علينا ان نعرف شكل الرسول و نسبه لكى نكون على نور و هداية من الله تعالى لعل الله تعالى يبشرنا به فى منامنا او يبشرنا بقدومه لنا يوم القيامه ليدخلنا الجنه إن شاء الله , نبدأ بأسم النبى :(( الإسم بالكامل )) (( محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن قصى بن كلاب بن مُره بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن عدنان بن اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام )) , و لم يكن محمد هو الأسم الوحيد للرسول فقد قال فى حديث يروية البخارى (( إن لى أسماء انا محمد و انا احمد و انا الماحى و انا الحاشر و انا العاقب )) , محمد : من صفة الحمد أى هو ما يُحمد على أفعالة فيحُمد فيحُمد اكثر و اكثر فصار محمداً , أحمد : هى صفة تفضيل أى احمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد كأحمد , الماحى : هو الذى يمحو الله به الكفر فمن أتبع سنه النبى محا الله له كفرة و سيئاتة , الحاشر : هو الذى يُحشر الناس خلفه يوم القيامة و هو اول من يتقدم من الناس و اول من يشفع للناس و اول من يفتح له ابواب الجنه و اول من يدخل الجنه فيكون جميع الناس ورائه , العاقب : أى هو النبى الذى لا نبى بعده . (( تاريخ المولد )) 12 ربيع الأول و كان يوم الأثنين و هو بعد سيدنا عيسى ب 570 عام وولد الرسول فى عام الفيل بعد يوم الفيل ب 50 يوم (( شكل النبى صلى الله عليه و سلم )) نبدأ بمنطقة الشعر لا خش و لا ناعم إنما أشبة بشعر المصريين وذلك اللفظ و الوصف من كتب السيرة و هو شعر اسود شديد السواد اما اللحية عريضة تملأ صدرة سوداء خفيفة الجانبين ولا تغطى على الأذنين أما الشارب فهو دقيق أى ليس بغليظ الشعر و لا يلتحم شاربة مع لحيته خفيف شعر الشارب عند أرنبه الأنف اما شعر الصدر فهو غزير شعر الصدر ثم يبدأ ينزل خط شعر خفيف حتى السُرة وهو أملس البطن , أما خاتم النبوة فهو خلف رأس النبى عند أخر فقرة من فقرات العمود الفقرى و هو وحمة سوداء فى حجم الزيتونة يخرج منها ثلاث شعرات سوداء اما الحاجب فهو ليس بك