rayyani
05-13-2009, 04:41 PM
http://img134.imageshack.us/img134/89/05tunisiacafe.gif
اسرة ومجتمع: مفردات الحوار في بيوتنا
http://www.alsabaah.com/sitepicture/2-1675.jpg
صراخ وعصبية وركلات أحياناً
بغداد ـ سعد صاحب
غالباً ما يسود الصراخ والشتائم في حوارات البيوت... ونادرا ماتكون لغة هذا الحوار تفاهما.. وكلاماً هادئاً والنتائج غالباً ايضاً ماتكون وخيمة تصل لحدود العزلة.. والهروب من البيوت.. والانتحار احياناً. هل ان هذه الحالة هي القاعدة.. وما عداها استثناء؟.. الاجابة يمكن معرفتها من خلال تتبع هذه القصص التي تدور بين جدران بيوتنا..
وتحت مظلة حراسة التقاليد الاجتماعية المحافظة منها والمتحررة...
علاقة صداقة
شيماء محمد طالبة في الثالث علوم سياسية، تعيش حالة مساواة وتكافؤ في بيتها، والدها بكلوريوس آداب انكليزي وامها موظفة، واخوتها الاصغر منها مازالو طلاباً، علاقتها بابيها علاقة صداقة، تبوح له بكل اسرارها، وهو مسرور بهذه الصداقة مع ابنته التي تحترم الحرية وتصونها ولاتفرط بها ولا تستغلها استغلالا غير مرض.
حوار مفتوح
ايمان سرمد فتاة تنعم بالحرية في علاقاتها لكون والدها مثقفا ويؤمن بحرية المرأة بشكل حقيقي وليس من باب الادعاء، فهي تذهب الى الحفلات الوطنية التي تقام وتلبس ماتحب من الثياب الشبابية ولايمانع من لبس البنطال، وردها الجميل لوالدها بعدم الاساءة اليه والتزامها العالي بالاخلاق، ورأيها: الاخلاق والحفاظ على الشرف ليس بالثياب وانما بالتربية والثقة بالنفس والمتابعة، والبنت بوجهة نظرها حبيبة ابيها والولد قريب الى امه، ولهذا انها في كل يوم تقص على ابيها ماشاهدت وما صادفت في الطريق، وتحكي له مواصفات فارس احلامها المنتظر.
تصرفات عشوائية
هذا جانب ايجابي ومشرق من علاقات البنات بابائهن، وتوجد صور سوداء يسببها ذكورة ابوية صارمة تنجم عنها ضغوط قاسية ضد ابنائهم من البنات والذكور، ولايحصدون غير الندم من هذه التصرفات العشوائية التي توارثوها عن آبائهم، زمن الابناء الحالي يختلف بايقاعه وعاداته عن زمن الآباء، بعض الاباء ادرك هذه الحقيقة وتعامل معها بشكل حسن، والبعض الاخر مازال يلوح بعصاه وصيحاته العالية التي ترعب الاطفال.
ايام الحب الجميلة
النساء يتحسرن على ايام الحب الجميلة الحافلة بالرسائل الغرامية والمكالمات والمواعيد والهدايا، وتستمر هذه الاشواق الى فترة الخطوبة التي تكثر فيها المقابلات والاحاديث الرومانسية الطويلة، وحينما يدخلن عش الزوجية تفتر العلاقة الزوجية الى حد التلاشي واستفحال المشاكل التي تؤدي في بعض الاحيان الى الطلاق.
السكوت
سلوى حسين ترى ان حالة الخرس الزوجي حالة سلبية تنعكس اثارها على البيت والاطفال وتصبح الحياة جامدة ورتيبة وبلا تجديد، فالزوج منهمك في عمله منذ الصباح الى المساء وحين يعود ينام وحين ينهض يفكر باليوم الثاني تاركا زوجته بلامداعبة او كلمة جميلة تعيد ذكريات الايام الخوالي لدى الزوجة المتعطشة الى الحب والحنان.
الحوار الهادئ
الحياة وصعوبتها والمطاليب التي تربك رب العائلة، تجعله منشغلاً طوال الوقت بالتفكير، ومن دون ان يدري يبتعد عن زوجته، وهي بالمقابل كلما تزايد عدد اطفالها تصبح مسؤوليتها اكثر وهذا يتطلب منها جهداً مضاعفاً في التربية ورعاية صغارها، فيغيب الحوار الهادئ الحميم وتصبح العلاقة الزوجية علاقة روتينية باردة خالية من الانسجام والملاطفات ويشعر الزوجان بانهما غريبان عن بعضهما ومجبران على تأدية الواجبات الرسمية كما يطبقها الانسان الالي بلاروح ولامشاعر.
غياب الاحاديث المنزلية
مراحل من الصمت ومستوياته تمر بها العلاقة الزوجية كما تقول شهباء علي: الصمت بين الازواج مر بمراحل كثيرة الى ان وصل ذروته في السكوت المطبق، اول الاشياء الابتعاد عن الاحاديث التي تخص شؤون المنزل، حيث بسببها يكون التنافر بين الزوجين وعدم الاحترام والصراخ هي ابرز السمات لهذا الغضب فيلوذ كل واحد بغرفة تحاشياً للمتاعب.
المبادرة
الحوار لا ينتهي ويتجدد دائماً عند الناس الاذكياء والعقلاء الذين يحلمون بحياة هادئة، وحينما نرغب باعادته بعد يباس الافكار وموت الرغبة لانحتاج سوى المبادرة، عندما نتحاور ننتصر على خيباتنا واحزاننا والناس التي تمارس الحوار في بيوتها تتمتع بالصحة والاستقرار والهدوء، على العكس من الصامتة فهي تعاني من الامراض والاضطرابات المرضية والنفسية.
المرأة بحاجة للكلام
الشابة نسرين مؤيد تؤكد على اهمية المبادرة من قبل الزوج في فتح الحوار لا لكي يتحدث ويملي شروطه وانما ليصغي الى هواجس زوجته والمرأة بحاجة الى الكلام اكثر من الرجل، والذي يسعد الزوجة اصغاء الرجل اليها بكل جوارحه وبصدق وعاطفة وبلاتمثيل، وبالمقابل على المرأة اختيار الوقت المناسب للحوار حين يكون الرجل مستعداً لذلك، وعليها ان لاتنفعل لو كان غير راغب في الحديث، فالحوار مهارة وفن وذوق رفيع.
الصراخ
الصراخ السمة السائدة في بيوتنا بدل عن الحوار، والصراخ يحول الحياة الى هموم ومنغصات، الطفل يصرخ بوجه امه طلباً لحاجات، وجميعنا يظن انتزاع حقوقنا لايتم الا عن طريق الصراخ، في حين ان لغة الحوار الهادئة المهذبة ترغم الاخر على الاعتراف باخطائه وتصحح الالتباس الحاصل بين افراد العائلة الواحدة.
دور الثقافة في الحوار
الدكتور في علم النفس محمود شمال يعتقد: هناك حوارات في داخل البيوت، الحوار الهادئ المستقر بين افراد الاسرة، وهذا الحوار يشيع بين الاسر التي يتمتع افرادها بخلفية ثقافية، والحوار الاخر الصاخب المضطرب بين العوائل التي تكون ذات مستويات ثقافية متدنية، والصراخ نتاج ثقافة تتسم بالقهر والاستبداد ومصادرة حق الاخر في الحوار، وبما ان المجتمع يمارس على الفرد القهر والاستبداد، يأتي الفرد الى اسرته متعباً منهكاً يمارس عليهم القهر والاستبداد من خلال الصراخ والحوار المضطرب.
اسباب النفور يتحملها الطرفان الزوج والزوجة، الزوج يتحمل قسم من العبء لانه لايلبي مقتضيات الحياة الاسرية ما يؤدي الى الخلافات والمشاحنات، والعبء المتبقي تتحمله الزوجة لكونها تحولت الى كائن مطلبي، تريد اشباع وتحقيق كل رغباتها بغض النظر عن مورد الزوج، ويؤكد شمال: الفقر يعد الآفة في كل هذه المشاكل، لابد من معالجـة مسألة الفقر لان الكثير من الازمات ناشئة من جراء الفقر ولتوفير المنـاخ المناسب لتكوين الحوار العقلاني تـوفير الحياة الكريمـة للانسـان.
احترام الرأي
بامكاننا ان ندرب انفسنا على الحوار، فالقطيعة لاتجلب لنا سوى الافتراق والهواجس والظنون، والابنـاء يسيـرون على خطى الاباء ويتعلمون منهـم، وعلينا ان نبـدأ بانفسنا بتقبل الاخر والانصات اليه واحترام رأيه، وهذا هو طريق السعادة الذي لايكلفنا سوى كلمة لطيفة ولمسة على شعر طفل صغيـر، ومهما كـانت ظروف الحياة صعبة ولامجال لدينا للحوارات من الواجب ان نفعل هذا الجانب الحيوي في حياتنا وكما نحب ان يسمعونا فلنسمع الاخرين ولانقاطعهم.
http://img232.imageshack.us/img232/89/05tunisiacafe.gif
اسرة ومجتمع: مفردات الحوار في بيوتنا
http://www.alsabaah.com/sitepicture/2-1675.jpg
صراخ وعصبية وركلات أحياناً
بغداد ـ سعد صاحب
غالباً ما يسود الصراخ والشتائم في حوارات البيوت... ونادرا ماتكون لغة هذا الحوار تفاهما.. وكلاماً هادئاً والنتائج غالباً ايضاً ماتكون وخيمة تصل لحدود العزلة.. والهروب من البيوت.. والانتحار احياناً. هل ان هذه الحالة هي القاعدة.. وما عداها استثناء؟.. الاجابة يمكن معرفتها من خلال تتبع هذه القصص التي تدور بين جدران بيوتنا..
وتحت مظلة حراسة التقاليد الاجتماعية المحافظة منها والمتحررة...
علاقة صداقة
شيماء محمد طالبة في الثالث علوم سياسية، تعيش حالة مساواة وتكافؤ في بيتها، والدها بكلوريوس آداب انكليزي وامها موظفة، واخوتها الاصغر منها مازالو طلاباً، علاقتها بابيها علاقة صداقة، تبوح له بكل اسرارها، وهو مسرور بهذه الصداقة مع ابنته التي تحترم الحرية وتصونها ولاتفرط بها ولا تستغلها استغلالا غير مرض.
حوار مفتوح
ايمان سرمد فتاة تنعم بالحرية في علاقاتها لكون والدها مثقفا ويؤمن بحرية المرأة بشكل حقيقي وليس من باب الادعاء، فهي تذهب الى الحفلات الوطنية التي تقام وتلبس ماتحب من الثياب الشبابية ولايمانع من لبس البنطال، وردها الجميل لوالدها بعدم الاساءة اليه والتزامها العالي بالاخلاق، ورأيها: الاخلاق والحفاظ على الشرف ليس بالثياب وانما بالتربية والثقة بالنفس والمتابعة، والبنت بوجهة نظرها حبيبة ابيها والولد قريب الى امه، ولهذا انها في كل يوم تقص على ابيها ماشاهدت وما صادفت في الطريق، وتحكي له مواصفات فارس احلامها المنتظر.
تصرفات عشوائية
هذا جانب ايجابي ومشرق من علاقات البنات بابائهن، وتوجد صور سوداء يسببها ذكورة ابوية صارمة تنجم عنها ضغوط قاسية ضد ابنائهم من البنات والذكور، ولايحصدون غير الندم من هذه التصرفات العشوائية التي توارثوها عن آبائهم، زمن الابناء الحالي يختلف بايقاعه وعاداته عن زمن الآباء، بعض الاباء ادرك هذه الحقيقة وتعامل معها بشكل حسن، والبعض الاخر مازال يلوح بعصاه وصيحاته العالية التي ترعب الاطفال.
ايام الحب الجميلة
النساء يتحسرن على ايام الحب الجميلة الحافلة بالرسائل الغرامية والمكالمات والمواعيد والهدايا، وتستمر هذه الاشواق الى فترة الخطوبة التي تكثر فيها المقابلات والاحاديث الرومانسية الطويلة، وحينما يدخلن عش الزوجية تفتر العلاقة الزوجية الى حد التلاشي واستفحال المشاكل التي تؤدي في بعض الاحيان الى الطلاق.
السكوت
سلوى حسين ترى ان حالة الخرس الزوجي حالة سلبية تنعكس اثارها على البيت والاطفال وتصبح الحياة جامدة ورتيبة وبلا تجديد، فالزوج منهمك في عمله منذ الصباح الى المساء وحين يعود ينام وحين ينهض يفكر باليوم الثاني تاركا زوجته بلامداعبة او كلمة جميلة تعيد ذكريات الايام الخوالي لدى الزوجة المتعطشة الى الحب والحنان.
الحوار الهادئ
الحياة وصعوبتها والمطاليب التي تربك رب العائلة، تجعله منشغلاً طوال الوقت بالتفكير، ومن دون ان يدري يبتعد عن زوجته، وهي بالمقابل كلما تزايد عدد اطفالها تصبح مسؤوليتها اكثر وهذا يتطلب منها جهداً مضاعفاً في التربية ورعاية صغارها، فيغيب الحوار الهادئ الحميم وتصبح العلاقة الزوجية علاقة روتينية باردة خالية من الانسجام والملاطفات ويشعر الزوجان بانهما غريبان عن بعضهما ومجبران على تأدية الواجبات الرسمية كما يطبقها الانسان الالي بلاروح ولامشاعر.
غياب الاحاديث المنزلية
مراحل من الصمت ومستوياته تمر بها العلاقة الزوجية كما تقول شهباء علي: الصمت بين الازواج مر بمراحل كثيرة الى ان وصل ذروته في السكوت المطبق، اول الاشياء الابتعاد عن الاحاديث التي تخص شؤون المنزل، حيث بسببها يكون التنافر بين الزوجين وعدم الاحترام والصراخ هي ابرز السمات لهذا الغضب فيلوذ كل واحد بغرفة تحاشياً للمتاعب.
المبادرة
الحوار لا ينتهي ويتجدد دائماً عند الناس الاذكياء والعقلاء الذين يحلمون بحياة هادئة، وحينما نرغب باعادته بعد يباس الافكار وموت الرغبة لانحتاج سوى المبادرة، عندما نتحاور ننتصر على خيباتنا واحزاننا والناس التي تمارس الحوار في بيوتها تتمتع بالصحة والاستقرار والهدوء، على العكس من الصامتة فهي تعاني من الامراض والاضطرابات المرضية والنفسية.
المرأة بحاجة للكلام
الشابة نسرين مؤيد تؤكد على اهمية المبادرة من قبل الزوج في فتح الحوار لا لكي يتحدث ويملي شروطه وانما ليصغي الى هواجس زوجته والمرأة بحاجة الى الكلام اكثر من الرجل، والذي يسعد الزوجة اصغاء الرجل اليها بكل جوارحه وبصدق وعاطفة وبلاتمثيل، وبالمقابل على المرأة اختيار الوقت المناسب للحوار حين يكون الرجل مستعداً لذلك، وعليها ان لاتنفعل لو كان غير راغب في الحديث، فالحوار مهارة وفن وذوق رفيع.
الصراخ
الصراخ السمة السائدة في بيوتنا بدل عن الحوار، والصراخ يحول الحياة الى هموم ومنغصات، الطفل يصرخ بوجه امه طلباً لحاجات، وجميعنا يظن انتزاع حقوقنا لايتم الا عن طريق الصراخ، في حين ان لغة الحوار الهادئة المهذبة ترغم الاخر على الاعتراف باخطائه وتصحح الالتباس الحاصل بين افراد العائلة الواحدة.
دور الثقافة في الحوار
الدكتور في علم النفس محمود شمال يعتقد: هناك حوارات في داخل البيوت، الحوار الهادئ المستقر بين افراد الاسرة، وهذا الحوار يشيع بين الاسر التي يتمتع افرادها بخلفية ثقافية، والحوار الاخر الصاخب المضطرب بين العوائل التي تكون ذات مستويات ثقافية متدنية، والصراخ نتاج ثقافة تتسم بالقهر والاستبداد ومصادرة حق الاخر في الحوار، وبما ان المجتمع يمارس على الفرد القهر والاستبداد، يأتي الفرد الى اسرته متعباً منهكاً يمارس عليهم القهر والاستبداد من خلال الصراخ والحوار المضطرب.
اسباب النفور يتحملها الطرفان الزوج والزوجة، الزوج يتحمل قسم من العبء لانه لايلبي مقتضيات الحياة الاسرية ما يؤدي الى الخلافات والمشاحنات، والعبء المتبقي تتحمله الزوجة لكونها تحولت الى كائن مطلبي، تريد اشباع وتحقيق كل رغباتها بغض النظر عن مورد الزوج، ويؤكد شمال: الفقر يعد الآفة في كل هذه المشاكل، لابد من معالجـة مسألة الفقر لان الكثير من الازمات ناشئة من جراء الفقر ولتوفير المنـاخ المناسب لتكوين الحوار العقلاني تـوفير الحياة الكريمـة للانسـان.
احترام الرأي
بامكاننا ان ندرب انفسنا على الحوار، فالقطيعة لاتجلب لنا سوى الافتراق والهواجس والظنون، والابنـاء يسيـرون على خطى الاباء ويتعلمون منهـم، وعلينا ان نبـدأ بانفسنا بتقبل الاخر والانصات اليه واحترام رأيه، وهذا هو طريق السعادة الذي لايكلفنا سوى كلمة لطيفة ولمسة على شعر طفل صغيـر، ومهما كـانت ظروف الحياة صعبة ولامجال لدينا للحوارات من الواجب ان نفعل هذا الجانب الحيوي في حياتنا وكما نحب ان يسمعونا فلنسمع الاخرين ولانقاطعهم.
http://img232.imageshack.us/img232/89/05tunisiacafe.gif