aflam
05-11-2009, 02:02 PM
السلام عليكم
بكالوريا اداب عربية "رسالة الغفران"bac tunisienne
رسالة ,الغفران ,بكالوريا ,آداب,عربية,
بكالوريا ,آداب,عربية,رسالة ,الغفران,برنامج,التعليم,في تونس,للبكالوريا,
بكالوريا اداب عربية"رسالة الغفران"bac tunisienne
رسالة ,الغفران ,بكالوريا ,آداب,عربية,
الرحلة الى العالم الآخر
اختارت الباحثة بنت الشاطئ مصطلح «الرحلة الى العالم الآخر» لسببين:
أولهما: اتساع معاني ألفاظه في المعجم العربي بما يتيح انطباقها على معاني هذا الادب، كما تمثل في مختلف مصادره الثقافية، والثاني: صلاحية هذا المصطلح لاحتواء التنوع الشكلي لهذه النصوص وبعبارة أوضح يستدعي لفظ «الرحلة » في لغتنا العربية معاني: الموت، والنهاية، والمغايرة والارجاء والخروج من حدود الذات، وهذه كلها معان يستوعبها الحقل الدلالي الواسع لنصوص هذا النوع الادبي. فمن هذه الرحلات ما يتم أثناء الحياة كرحلة «اخنوخ » في الاسفار الخفية، او ملحمة جلجامش، او حديث الاسراء والمعراج، ومنها ما يتم بعد الموت، كما هو الحال في «كتاب الموتى» عند المصريين القدماء، كما يشمل هذا المصطلح انواعا عدة من الأدب الاخروي، كالرحلة الدورية الى العالم الآخر في النصوص المصرية القديمة، او الرحلات الفردية في الاساطير اليونانية التي لم تعرف فكرة البعث الجماعي او كوارث نهاية العالم، أو تلك التي تبشر بيوم القيامة كرؤيا يوحنا في الانجيل. والرحلة الى العالم الآخر - في اطارها المجرد- هي انتقال من عالم الاحياء الى عالم ما بعد الموت، وسواء كان هذا الانتقال وحيا او رؤيا او خيالا او واقعا، بالروح او الجسد. وتتميز نصوص هذا الادب الاخروي بتركيبها لعدة موتيفات تنتقل دوما من دين الى آخر ومن عصر الى آخر، كما تتميز نصوص هذا الادب بتنوع أشكالها، كما تفرض علينا معظم هذه النصوص استحالة تعيين النص الاصلي «وذلك لتعقد عملية نقل الرواية، ولتعدد نماذجها المحتملة، ومصادر النص، وتعدد نسخها واختلافها، وكثرة الايجازات المقدمة لها، والتعديلات المدخلة عليها، واعادة صياغتها، اي كل ما يشكل تطور النص وتحولاته على مر القرون» لقد ازدهر أدب الرحلة الى العالم الآخر في العصور الوسطى، فهو كما يرى بعض الباحثين يظهر في فترات الازمات التي تمر بها الشعوب، كما يرجع ازدهاره باحثون آخرون الى فترات الرخاء مثلما حدث في ايطاليا في بدايات العصور الوسطى «فالأدب الاخروي في هذا الاطار يعد تعبيرا عن الرغبة في طفرة جماعية جديدة، في سماء جديدة وارض جديدة، كما انه يشكل نوعا من المعارضة للتقاليد الكنسية الصارمة».
وتلاحظ الباحثة ان ثقافتنا العربية قد خلت من الدراسات التي تتبعت هذا النوع الادبي. ورغم اعترافها بصعوبة القيام بالاحصاء والدرس الشامل لهذه النصوص، الا انها تلقي نظرة مجملة على هذا الادب في تراثنا مرجعة ازدهاره الى فترة متأخرة عن عمر النبوة، عندما انقسم المسلمون الى فرق ومدارس متنافسة، وملل ونحل كل منها يلقي بالفرق الاخرى الى النار «كما تزايدت اخبار الاخرويات في كب التفاسير.المتأخرة عن عصر النبوة. حول الآيات الخاصة بالجنة والنار في القرآن الكريم» حتى أطلق عليها بعض المفسرين "الاسرائيليات"، لما انطوت عليه من مبالغات قد تعزى الى الاخرويات اليهودية بأكثر مما تعزى الى التفسير اللغوي للآيات القرآنية او حديث الاسراء والمعراج. وفي كتب الاحاديث نجد نسخا مختلفة لحديث الاسراء والمعراج، حتى ان حديث ابن عباس الذي يعد من اوائل الرواة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تضخم ليصل الى ست واربعين صفحة في النسخة التي يتداولها العامة في مصر. ثم تشير الباحثة الى بعض نصوص هذا الادب الاخروي في الثقافة العربية في العصر الوسيط، لتخلص الى نتيجة هي ان هذا الادب كان لازما للفقهاء لتحديد مصائر الناس ثوابا او عقابا، كما اتخذه المتصوفة مادة لاعلاء شأن العلم اللدني في مقابل العلم الشرعي. وجعل منه الفلاسفة مادة لاعلاء شأن العقل في مقابل النقل. ووجد الوعاظ فيه مادة تعليمية، كما وجد القصاص فيه مادة ترفيهية، ولعل ابا العلاء قد اراد ان ينقل بهذا التراث المتعدد الاوجه نقلة جديدة في "رسالة الغفران" حيث جعل الخطيئة ميراثا مشتركا بين الجميع. وأدب الرحلة الى العالم الآخر ليس وقفا على ثقافة انسانية دون اخري، كما انه ليس وقفا على فترات الازمات دون فترات الازدهار. ولكنه يتخذ شكلا مختلفا من عصر لآخر، فاذا كانت الكوميديا الالهية لدانتي في القرن الرابع عشر، ورسالة الغفران للمعري في القرن الحادي عشر هما أروع ما وصل اليه هذا الادب في العصور الوسطى، وان كانت النصوص الاخروية الاخري في تلك العصور قد التزمت بهذا السياق، فان الاعمال الادبية التي استلهمت موتيفات العالم الآخر في العصر الحديث، اتخذت ابعادا نفسية جديدة، مثل: الفردوس المفقود لملتون، وفاوست لجوته، وترجمة الشيطان للعقاد، وملحمة شاطىء الاعراف للهمشري، ولم يعد العالم الآخر في عصرنا الحديث رمزا شعريا بل واقعا لغويا. فالآخرة بالنسبة لانسان العصر الحديث - كما يقول جاك فرنون -هي الحرب النووية "وفي هذا الاطار لم يعد الانسان معتمدا على نار الله ليحرق العالم. ولكن يمكنه ان يعتمد على نفسه ليفعل ذلك" وهناك فروق هامة يختلف فيها ظرفنا الاخروي الراهن عن اخرويات التراث «ومنها اننا اذا كنا نعتمد على رحمة الله من قبل، فمن المجازفة المراهنة على حكمة الانسان الآن. ومنها ان الاخرويات الادبية لها ميزة تخيل أرض جديدة وسماء جديدة، وهذا ما لا ننتظره الآن من هذه الحرب التي تتربص بنا لتفنينا جميعا، كما اننا لن نستطيع بموجب هذه الحرب ان نميز بين الصالحين والآثمين، او بين الخير والشر، فالعذاب والموت مآل الجميع، والقاتل والقتيل كلاهما في النار. ولم تعد سياسة الردع الاخلاقي-التي كانت تهدف اليها الاساطير - تجدي في ظرفنا الراهن». ان مطاردة القمل العبثي للانسان ما زالت مستمرة منذ جريمة القتل الأولى وحتى الحروب الحديثة، وازاء هذه الدراما البشرية يحاول الانسان الخروج التام من الكرة الارضية ! اما بتدميرها نوويا، او بالسفر الى كواكب اخري، وفي هذا الاطار نشأت قصص التصور العلمي، استجابة للوضع الاجتماعي القائم من ناحية، وتحررا منه من ناحية اخرى. «وهكذا نرى أن الخيال الادبي والخيال العلمي يتضافران على تصور نهاية للكون ولمستقبل الانسان فيما بعد النهاية. وفيها تتخذ موتيفات أدب الرحلة للعالم الآخر ابعادا متعددة. فتدمير الكون قد يتم بارادة الله تعالى. او بيد الانسان، او وفق كارثه طبيعية. وآمال البقاء تتمثل طورا في الصلاح الديني، وطورا في ضرورة الاتفاق بين الامم، او الرحيل الى الكواكب الاخرى، او دعم التقدم البيولوجي والتكنولوجي حتى يتمكن الانسان من استبقاء نسخة دائمة من شخصه لا تفنى بفناء مادة الكون. وفي كل الاحوال يعتمد البقاء على نوع من المعرفة: معرفة الخير من الشر في القصص الادبي، والمعرفة العلمية في قصص الخيال العلمي. ولكن بقاء الفاضل في الادب قد يصبح بقاء مالك التكنولوجيا في مجال الخيال العلمي».
وتقسم الباحثة أدب الرحلة الى العالم الآخر الى ادب اسطوري وديني وانساني، غير مهملة الجانب التاريخي لهذا النوع الادبي، لكنها تولي اللغة وعلاقتها بالرمز الاهمية الاولى.. والنصوص الاسطورية هي النصوص المصادر بالنسبة لرسالة الغفران، ورحلة القديسى براندان. وتتمثل هذه النصوص في الادب الجنائزي المصري القديم، وملحمة جلجامش في الادب الاشوري البابلي، وبعض الاساطير اليونانية».
اما النصوص الدينية وهي ما تعده الباحثة نصوصا عليا لرسالة الغفران ورحلة القديس براندان، اذ ان علاقة النصين بالنصوص الدينية علاقة مباشرة، بينما علاقتهما بالنصوص الاسطورية علاقة غير مباشرة. وتتمثل النصوص الدينية في القرآن الكريم وحديث الاسراء والمعراج كنصين رئيسيين يشكلان مفهوم العالم الآخر في الاسلام. وفي المسيحية تعد رؤيا القديسى يوحنا هي المصدر الاساسي لتصور العالم الآخر. اما في اليهودية فتشكل اسفار الانبياء حزقيال ودانيال واخنوخ العلامات الرئيسية لتصور العالم الآخر.. أما النصوص الانسانية التي ينتمي اليها نص الغفران لأبي العلاء ونص القديس براندان، فهي نصوص تنسب الى مؤلف بعينه، كما تستلهم النصوص السابقة عليها او المعاصرة لها.
.
تحياتي
,بكالوريا ,آداب,عربية,
بكالوريا اداب عربية "رسالة الغفران"bac tunisienne
رسالة ,الغفران ,بكالوريا ,آداب,عربية,
بكالوريا ,آداب,عربية,رسالة ,الغفران,برنامج,التعليم,في تونس,للبكالوريا,
بكالوريا اداب عربية"رسالة الغفران"bac tunisienne
رسالة ,الغفران ,بكالوريا ,آداب,عربية,
الرحلة الى العالم الآخر
اختارت الباحثة بنت الشاطئ مصطلح «الرحلة الى العالم الآخر» لسببين:
أولهما: اتساع معاني ألفاظه في المعجم العربي بما يتيح انطباقها على معاني هذا الادب، كما تمثل في مختلف مصادره الثقافية، والثاني: صلاحية هذا المصطلح لاحتواء التنوع الشكلي لهذه النصوص وبعبارة أوضح يستدعي لفظ «الرحلة » في لغتنا العربية معاني: الموت، والنهاية، والمغايرة والارجاء والخروج من حدود الذات، وهذه كلها معان يستوعبها الحقل الدلالي الواسع لنصوص هذا النوع الادبي. فمن هذه الرحلات ما يتم أثناء الحياة كرحلة «اخنوخ » في الاسفار الخفية، او ملحمة جلجامش، او حديث الاسراء والمعراج، ومنها ما يتم بعد الموت، كما هو الحال في «كتاب الموتى» عند المصريين القدماء، كما يشمل هذا المصطلح انواعا عدة من الأدب الاخروي، كالرحلة الدورية الى العالم الآخر في النصوص المصرية القديمة، او الرحلات الفردية في الاساطير اليونانية التي لم تعرف فكرة البعث الجماعي او كوارث نهاية العالم، أو تلك التي تبشر بيوم القيامة كرؤيا يوحنا في الانجيل. والرحلة الى العالم الآخر - في اطارها المجرد- هي انتقال من عالم الاحياء الى عالم ما بعد الموت، وسواء كان هذا الانتقال وحيا او رؤيا او خيالا او واقعا، بالروح او الجسد. وتتميز نصوص هذا الادب الاخروي بتركيبها لعدة موتيفات تنتقل دوما من دين الى آخر ومن عصر الى آخر، كما تتميز نصوص هذا الادب بتنوع أشكالها، كما تفرض علينا معظم هذه النصوص استحالة تعيين النص الاصلي «وذلك لتعقد عملية نقل الرواية، ولتعدد نماذجها المحتملة، ومصادر النص، وتعدد نسخها واختلافها، وكثرة الايجازات المقدمة لها، والتعديلات المدخلة عليها، واعادة صياغتها، اي كل ما يشكل تطور النص وتحولاته على مر القرون» لقد ازدهر أدب الرحلة الى العالم الآخر في العصور الوسطى، فهو كما يرى بعض الباحثين يظهر في فترات الازمات التي تمر بها الشعوب، كما يرجع ازدهاره باحثون آخرون الى فترات الرخاء مثلما حدث في ايطاليا في بدايات العصور الوسطى «فالأدب الاخروي في هذا الاطار يعد تعبيرا عن الرغبة في طفرة جماعية جديدة، في سماء جديدة وارض جديدة، كما انه يشكل نوعا من المعارضة للتقاليد الكنسية الصارمة».
وتلاحظ الباحثة ان ثقافتنا العربية قد خلت من الدراسات التي تتبعت هذا النوع الادبي. ورغم اعترافها بصعوبة القيام بالاحصاء والدرس الشامل لهذه النصوص، الا انها تلقي نظرة مجملة على هذا الادب في تراثنا مرجعة ازدهاره الى فترة متأخرة عن عمر النبوة، عندما انقسم المسلمون الى فرق ومدارس متنافسة، وملل ونحل كل منها يلقي بالفرق الاخرى الى النار «كما تزايدت اخبار الاخرويات في كب التفاسير.المتأخرة عن عصر النبوة. حول الآيات الخاصة بالجنة والنار في القرآن الكريم» حتى أطلق عليها بعض المفسرين "الاسرائيليات"، لما انطوت عليه من مبالغات قد تعزى الى الاخرويات اليهودية بأكثر مما تعزى الى التفسير اللغوي للآيات القرآنية او حديث الاسراء والمعراج. وفي كتب الاحاديث نجد نسخا مختلفة لحديث الاسراء والمعراج، حتى ان حديث ابن عباس الذي يعد من اوائل الرواة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تضخم ليصل الى ست واربعين صفحة في النسخة التي يتداولها العامة في مصر. ثم تشير الباحثة الى بعض نصوص هذا الادب الاخروي في الثقافة العربية في العصر الوسيط، لتخلص الى نتيجة هي ان هذا الادب كان لازما للفقهاء لتحديد مصائر الناس ثوابا او عقابا، كما اتخذه المتصوفة مادة لاعلاء شأن العلم اللدني في مقابل العلم الشرعي. وجعل منه الفلاسفة مادة لاعلاء شأن العقل في مقابل النقل. ووجد الوعاظ فيه مادة تعليمية، كما وجد القصاص فيه مادة ترفيهية، ولعل ابا العلاء قد اراد ان ينقل بهذا التراث المتعدد الاوجه نقلة جديدة في "رسالة الغفران" حيث جعل الخطيئة ميراثا مشتركا بين الجميع. وأدب الرحلة الى العالم الآخر ليس وقفا على ثقافة انسانية دون اخري، كما انه ليس وقفا على فترات الازمات دون فترات الازدهار. ولكنه يتخذ شكلا مختلفا من عصر لآخر، فاذا كانت الكوميديا الالهية لدانتي في القرن الرابع عشر، ورسالة الغفران للمعري في القرن الحادي عشر هما أروع ما وصل اليه هذا الادب في العصور الوسطى، وان كانت النصوص الاخروية الاخري في تلك العصور قد التزمت بهذا السياق، فان الاعمال الادبية التي استلهمت موتيفات العالم الآخر في العصر الحديث، اتخذت ابعادا نفسية جديدة، مثل: الفردوس المفقود لملتون، وفاوست لجوته، وترجمة الشيطان للعقاد، وملحمة شاطىء الاعراف للهمشري، ولم يعد العالم الآخر في عصرنا الحديث رمزا شعريا بل واقعا لغويا. فالآخرة بالنسبة لانسان العصر الحديث - كما يقول جاك فرنون -هي الحرب النووية "وفي هذا الاطار لم يعد الانسان معتمدا على نار الله ليحرق العالم. ولكن يمكنه ان يعتمد على نفسه ليفعل ذلك" وهناك فروق هامة يختلف فيها ظرفنا الاخروي الراهن عن اخرويات التراث «ومنها اننا اذا كنا نعتمد على رحمة الله من قبل، فمن المجازفة المراهنة على حكمة الانسان الآن. ومنها ان الاخرويات الادبية لها ميزة تخيل أرض جديدة وسماء جديدة، وهذا ما لا ننتظره الآن من هذه الحرب التي تتربص بنا لتفنينا جميعا، كما اننا لن نستطيع بموجب هذه الحرب ان نميز بين الصالحين والآثمين، او بين الخير والشر، فالعذاب والموت مآل الجميع، والقاتل والقتيل كلاهما في النار. ولم تعد سياسة الردع الاخلاقي-التي كانت تهدف اليها الاساطير - تجدي في ظرفنا الراهن». ان مطاردة القمل العبثي للانسان ما زالت مستمرة منذ جريمة القتل الأولى وحتى الحروب الحديثة، وازاء هذه الدراما البشرية يحاول الانسان الخروج التام من الكرة الارضية ! اما بتدميرها نوويا، او بالسفر الى كواكب اخري، وفي هذا الاطار نشأت قصص التصور العلمي، استجابة للوضع الاجتماعي القائم من ناحية، وتحررا منه من ناحية اخرى. «وهكذا نرى أن الخيال الادبي والخيال العلمي يتضافران على تصور نهاية للكون ولمستقبل الانسان فيما بعد النهاية. وفيها تتخذ موتيفات أدب الرحلة للعالم الآخر ابعادا متعددة. فتدمير الكون قد يتم بارادة الله تعالى. او بيد الانسان، او وفق كارثه طبيعية. وآمال البقاء تتمثل طورا في الصلاح الديني، وطورا في ضرورة الاتفاق بين الامم، او الرحيل الى الكواكب الاخرى، او دعم التقدم البيولوجي والتكنولوجي حتى يتمكن الانسان من استبقاء نسخة دائمة من شخصه لا تفنى بفناء مادة الكون. وفي كل الاحوال يعتمد البقاء على نوع من المعرفة: معرفة الخير من الشر في القصص الادبي، والمعرفة العلمية في قصص الخيال العلمي. ولكن بقاء الفاضل في الادب قد يصبح بقاء مالك التكنولوجيا في مجال الخيال العلمي».
وتقسم الباحثة أدب الرحلة الى العالم الآخر الى ادب اسطوري وديني وانساني، غير مهملة الجانب التاريخي لهذا النوع الادبي، لكنها تولي اللغة وعلاقتها بالرمز الاهمية الاولى.. والنصوص الاسطورية هي النصوص المصادر بالنسبة لرسالة الغفران، ورحلة القديسى براندان. وتتمثل هذه النصوص في الادب الجنائزي المصري القديم، وملحمة جلجامش في الادب الاشوري البابلي، وبعض الاساطير اليونانية».
اما النصوص الدينية وهي ما تعده الباحثة نصوصا عليا لرسالة الغفران ورحلة القديس براندان، اذ ان علاقة النصين بالنصوص الدينية علاقة مباشرة، بينما علاقتهما بالنصوص الاسطورية علاقة غير مباشرة. وتتمثل النصوص الدينية في القرآن الكريم وحديث الاسراء والمعراج كنصين رئيسيين يشكلان مفهوم العالم الآخر في الاسلام. وفي المسيحية تعد رؤيا القديسى يوحنا هي المصدر الاساسي لتصور العالم الآخر. اما في اليهودية فتشكل اسفار الانبياء حزقيال ودانيال واخنوخ العلامات الرئيسية لتصور العالم الآخر.. أما النصوص الانسانية التي ينتمي اليها نص الغفران لأبي العلاء ونص القديس براندان، فهي نصوص تنسب الى مؤلف بعينه، كما تستلهم النصوص السابقة عليها او المعاصرة لها.
.
تحياتي
,بكالوريا ,آداب,عربية,