tunisiacafe
11-27-2012, 03:20 AM
تفعيل دور المدرسة القرآنية والرفع من أدائها
http://img267.imageshack.us/img267/5619/recherched.jpg
إن بناء تلميذ اليوم والذي هو إطار الغد يمر عبر التوازن في التكوين بين: العلوم الدينية، العلوم الدنيوية. وتقسيم العلم إلى هذين القسمين فيه شيء من المغالطة، لأن العلم في الأصل هو شيء واحد، وهو كل معرفة يكتسبها الإنسان يستطيع من خلالها تحسين أدائه وتضيف قيمة إيجابية لإنجاز العمل، من هذا المنطلق نجد أن كل ما يتعلمه الإنسان؛ سواء ما كان من علوم الدين أو العلوم الدنيوية فهو يهدف إلى الرفع من قيمة الأداء في العمل.
فإذا كانت علوم الدين ترفع من قيمة الأعمال التعبدية (إن جاز التعبير) التي تقرب الفرد من ربه... فإن العلوم الدنيوية سترفع من قيمة الأعمال اليومية للفرد؛ والتي يبغي من خلالها تلبية حاجاته الأساسية...
ولكن إذا تأملنا هذيْن القسميْن من العلم نلاحظ أنه لا يمكن الاستغناء بواحد منهما عن الآخر؛ لأنهما يتكاملان ويؤديان دورًا واحدًا هو الرفع من قيمة الإدراك المعرفي لدى الإنسان لتحسين أدائه، فالأول يرتبط بعالم الغيب فهو يوضِّح هذا الجزء، ويقود إلى معرفة حقيقية عن الله، تيسِّر للإنسان فهم رسالته ودوره في هذه الحياة.
والثاني يقود إلى فهم سنن الله في الكون... أي (فهم عالم المادة وظواهره الفيزيائية)؛ وبالتالي استغلالها في الحياة اليومية مما يلبي طموح الإنسان في الكسب وحب التملُّك... هذا الطموح الذي لم يعارضه ولن يعارضه الدين يوما ما؛ ولكن كل المطلوب من الإنسان أن لا يكون هذا الطموح على حساب غيره فيظلم ويتعدى على كل من اعترض طريقه... ولنا في القرآن شواهد تثبت هذا المعنى في دعاء سيدنا سليمان عليه السلام ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِـأحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [سورة ص: 35].
ولقد استجيبت دعوته ولم يؤنَّب على هذا الطموح، لأنه طموح إلى ملك يخدم رسالة الإنسان وهي "عبادة الله" والتي تتمثل في "الإيمان والعمل الصالح " وهو المطلوب منا في هذه الحياة.
إذن فتقسيمنا للعلم إلى قسميْن ثم تفضيل أحدها على الآخر -مهما كان نوعه- هو مغالطة ستقودنا إلى التيه... فوحدة المصدر في العلم -وهو الله تعالى- يستوجب منا النظر إلى العلم على أنه كلٌّ لا يتجزأ، فبالتالي لا يمكننا حمل قسم وترك القسم الآخر - مهما خيِّل إلينا أن المأخوذ سواء كان (علم الدين أو علم الدنيا) هو الأصلح لنا- لأن المتروك سيؤثر سلبا على أدائنا... وهو ما نشكو منه اليوم.
وبالعودة إلى القرآن نجد أمثلة عديدة تخدم هذا المعنى أي وجوب امتلاك ناصية العلم بشقيه تتمثل في:
سيدنا نوح عليه السلام الذي بنى السفينة، وسيدنا داود عليه السلام الذي أوتي صناعة الحديد، وذي القرنين الذي بنى السَّد...كما نجد بالمقابل مثال عن السامري الذي أخرج لقومه عجلا جسدا له خوار فأضلَّ قومه.... إن الأمثلة الأولى تمثل امتلاك ناصية العلم في أبهى صورها... والمثال الأخير يجسد حالة الغرب اليوم الذي فُتن بعلمه عن خالقه.
إن ما نحتاج اليوم إليه هو وعي الأمثلة الأولى ثم استنساخها وإعادة تجسيدها، فهو السبيل الوحيد إلى التمكين في الأرض... إذن فالبناء المعرفي لدى الطفل يجب أن ينطلق من التزاوج بين العلمين. وبما أن المناهج التربوية المتوفرة حاليا تعاني نقصا في قضية الجمع بين قسميْ العلم، وجب علينا إعادة تأهيل المدرسة القرآنية وتفعيل عملها لتقوم بهذا الدور على أكمل وجه...
فالعَالِم الحق هو الذي يدرك سنن الكون ويسخرها في حياته اليومية وفق مبدأ وحدة الخالق وهو الله تعالى... هذا المبدأ سيضبط ويوجِّه عمل العَالِم وفق ما يصلح للبشرية، وهو بكل اختصار "العدل والإحسان". ولبلوغ هذا المبتغى يجب أن نحرص في العملية التربوية على مفاهيم أساسية:
1) تقريب مفهوم عالم الغيب وعالم الشهادة من التلميذ ليترسَّخ لديه مفهوم صحيح عنهما.
2) إدراك حقيقة عظمة الله.
3) علينا أن نرسّخ في مفهوم الطفل أن الكون يسير وفق سنن؛ فهو مطالب بفهمها ثم الاستفادة منها... أي نزرع فيه حب العلم والبحث والتعلّم، ليتحول إلى محرك داخلي يدفعه للحركة.
4) تحويل العلم من مجرد نظريات وقوانين مطالب بحفظها ليتمكن من حل التمارين إلى آليات يستعملها لفك الرموز المعقدة في حياته الخاصة (فكما جُعل القلم للكتابة؛ جُعل القانون لفهم ظاهرة معينة بغية الاستفادة منها).
5) بما أن غالبية العلوم باللغات الأجنبية يجب الحرص على إعطاء المعلومات مزدوجة اللغة للطالب، وهذا لتذليل العقبات أمامه وتسهيل عملية البحث والاستفادة من المراجع العالمية.
ويمكن أن نضع هذه المفاهيم في سياق عناوين عامة هي:
1) ترسيخ الفهم عن طريق تنويع وسائل التعليم.
2) تبسيط المعلومة (يجب مراعاة المستوى الإدراكي للطفل).
3) كسر الحواجز أمام المتعلم؛ كاللغة، وعدم الانتفاع بالتجربة تطبيقيا...
ويتم هذا باستغلال الحواس التي تقود إلى المعرفة ( السمع، البصر، الفؤاد)، أي سنعلِّم التلميذ كيف يسمع، كيف ينظر، كيف يستنتج... بعد أن نكون قد هيأنا الفؤاد . (http://tunisia-cafe.com/vb/index.php)وبنيناه بالطريقة الصحيحة التي تقود إلى الاستنتاج الصحيح...
هذه بعض الخطوط العريضة التي ستوجه عملنا في إطار تفعيل المدرسة القرآنية والتفاصيل ستحتاج إلى تفكير وجهد وعمل لكن النتائج ستكون مضمونة بإذن الله نسأله الهداية والتوفيق.*
http://img267.imageshack.us/img267/5619/recherched.jpg
إن بناء تلميذ اليوم والذي هو إطار الغد يمر عبر التوازن في التكوين بين: العلوم الدينية، العلوم الدنيوية. وتقسيم العلم إلى هذين القسمين فيه شيء من المغالطة، لأن العلم في الأصل هو شيء واحد، وهو كل معرفة يكتسبها الإنسان يستطيع من خلالها تحسين أدائه وتضيف قيمة إيجابية لإنجاز العمل، من هذا المنطلق نجد أن كل ما يتعلمه الإنسان؛ سواء ما كان من علوم الدين أو العلوم الدنيوية فهو يهدف إلى الرفع من قيمة الأداء في العمل.
فإذا كانت علوم الدين ترفع من قيمة الأعمال التعبدية (إن جاز التعبير) التي تقرب الفرد من ربه... فإن العلوم الدنيوية سترفع من قيمة الأعمال اليومية للفرد؛ والتي يبغي من خلالها تلبية حاجاته الأساسية...
ولكن إذا تأملنا هذيْن القسميْن من العلم نلاحظ أنه لا يمكن الاستغناء بواحد منهما عن الآخر؛ لأنهما يتكاملان ويؤديان دورًا واحدًا هو الرفع من قيمة الإدراك المعرفي لدى الإنسان لتحسين أدائه، فالأول يرتبط بعالم الغيب فهو يوضِّح هذا الجزء، ويقود إلى معرفة حقيقية عن الله، تيسِّر للإنسان فهم رسالته ودوره في هذه الحياة.
والثاني يقود إلى فهم سنن الله في الكون... أي (فهم عالم المادة وظواهره الفيزيائية)؛ وبالتالي استغلالها في الحياة اليومية مما يلبي طموح الإنسان في الكسب وحب التملُّك... هذا الطموح الذي لم يعارضه ولن يعارضه الدين يوما ما؛ ولكن كل المطلوب من الإنسان أن لا يكون هذا الطموح على حساب غيره فيظلم ويتعدى على كل من اعترض طريقه... ولنا في القرآن شواهد تثبت هذا المعنى في دعاء سيدنا سليمان عليه السلام ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِـأحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [سورة ص: 35].
ولقد استجيبت دعوته ولم يؤنَّب على هذا الطموح، لأنه طموح إلى ملك يخدم رسالة الإنسان وهي "عبادة الله" والتي تتمثل في "الإيمان والعمل الصالح " وهو المطلوب منا في هذه الحياة.
إذن فتقسيمنا للعلم إلى قسميْن ثم تفضيل أحدها على الآخر -مهما كان نوعه- هو مغالطة ستقودنا إلى التيه... فوحدة المصدر في العلم -وهو الله تعالى- يستوجب منا النظر إلى العلم على أنه كلٌّ لا يتجزأ، فبالتالي لا يمكننا حمل قسم وترك القسم الآخر - مهما خيِّل إلينا أن المأخوذ سواء كان (علم الدين أو علم الدنيا) هو الأصلح لنا- لأن المتروك سيؤثر سلبا على أدائنا... وهو ما نشكو منه اليوم.
وبالعودة إلى القرآن نجد أمثلة عديدة تخدم هذا المعنى أي وجوب امتلاك ناصية العلم بشقيه تتمثل في:
سيدنا نوح عليه السلام الذي بنى السفينة، وسيدنا داود عليه السلام الذي أوتي صناعة الحديد، وذي القرنين الذي بنى السَّد...كما نجد بالمقابل مثال عن السامري الذي أخرج لقومه عجلا جسدا له خوار فأضلَّ قومه.... إن الأمثلة الأولى تمثل امتلاك ناصية العلم في أبهى صورها... والمثال الأخير يجسد حالة الغرب اليوم الذي فُتن بعلمه عن خالقه.
إن ما نحتاج اليوم إليه هو وعي الأمثلة الأولى ثم استنساخها وإعادة تجسيدها، فهو السبيل الوحيد إلى التمكين في الأرض... إذن فالبناء المعرفي لدى الطفل يجب أن ينطلق من التزاوج بين العلمين. وبما أن المناهج التربوية المتوفرة حاليا تعاني نقصا في قضية الجمع بين قسميْ العلم، وجب علينا إعادة تأهيل المدرسة القرآنية وتفعيل عملها لتقوم بهذا الدور على أكمل وجه...
فالعَالِم الحق هو الذي يدرك سنن الكون ويسخرها في حياته اليومية وفق مبدأ وحدة الخالق وهو الله تعالى... هذا المبدأ سيضبط ويوجِّه عمل العَالِم وفق ما يصلح للبشرية، وهو بكل اختصار "العدل والإحسان". ولبلوغ هذا المبتغى يجب أن نحرص في العملية التربوية على مفاهيم أساسية:
1) تقريب مفهوم عالم الغيب وعالم الشهادة من التلميذ ليترسَّخ لديه مفهوم صحيح عنهما.
2) إدراك حقيقة عظمة الله.
3) علينا أن نرسّخ في مفهوم الطفل أن الكون يسير وفق سنن؛ فهو مطالب بفهمها ثم الاستفادة منها... أي نزرع فيه حب العلم والبحث والتعلّم، ليتحول إلى محرك داخلي يدفعه للحركة.
4) تحويل العلم من مجرد نظريات وقوانين مطالب بحفظها ليتمكن من حل التمارين إلى آليات يستعملها لفك الرموز المعقدة في حياته الخاصة (فكما جُعل القلم للكتابة؛ جُعل القانون لفهم ظاهرة معينة بغية الاستفادة منها).
5) بما أن غالبية العلوم باللغات الأجنبية يجب الحرص على إعطاء المعلومات مزدوجة اللغة للطالب، وهذا لتذليل العقبات أمامه وتسهيل عملية البحث والاستفادة من المراجع العالمية.
ويمكن أن نضع هذه المفاهيم في سياق عناوين عامة هي:
1) ترسيخ الفهم عن طريق تنويع وسائل التعليم.
2) تبسيط المعلومة (يجب مراعاة المستوى الإدراكي للطفل).
3) كسر الحواجز أمام المتعلم؛ كاللغة، وعدم الانتفاع بالتجربة تطبيقيا...
ويتم هذا باستغلال الحواس التي تقود إلى المعرفة ( السمع، البصر، الفؤاد)، أي سنعلِّم التلميذ كيف يسمع، كيف ينظر، كيف يستنتج... بعد أن نكون قد هيأنا الفؤاد . (http://tunisia-cafe.com/vb/index.php)وبنيناه بالطريقة الصحيحة التي تقود إلى الاستنتاج الصحيح...
هذه بعض الخطوط العريضة التي ستوجه عملنا في إطار تفعيل المدرسة القرآنية والتفاصيل ستحتاج إلى تفكير وجهد وعمل لكن النتائج ستكون مضمونة بإذن الله نسأله الهداية والتوفيق.*