عروض شغل في تونس - Tunisie Travail concours
01-01-2012, 07:31 PM
بحث شامل عن الإشراف التربوي
تعريف الاشراف التربوي :
لم يتفق علماء التربية على تعريف محددللاشراف ويعود ذلك الى تباين اتجاهتهم ومفاهيمهم حسب نظرتهم اليه وفهمهم له والمامهم بجوانبه وتحليلهم لإطاره ومضمونه فمنهم من جعله يمد المعلم بما يحتاج إليه من مساعدة وهناك من جعله يستهدف تزويد التلاميذ في جميع المراحل بمستوى افضل من الخدمات التربوية وبعض التعريفات نظر إلى الاشراف التربوي نظرة اشمل حيث هو عملية ديناميكية تؤدي إى دراسة وتحسين جميع العوامل المؤثرة في الموقف التعليمي
ومن هذه التعريفات :
تعريف يوردمان حيث عرف الاشراف التربوي ” بانه المجهود الذي يبذل لإستشارة وتنسيق وتوجيه النمو المستمر للمعلمين في المدرسة فرادى وجماعات وذلك لكي يفهموا وظائف التعليم فهماً احسن ويؤدوها بصورة اكثر فاعلية حتى يصبحوا اكثر قدرة على استشارة وتوجيه النمو المستمر بكل تلميذ نحو المشاركة الذكية العميقة فى بناء المجتمع الديمقراطي الحديث”
تعريف يرجز للاشراف هو”الاشراف معناه تنسيق واثارة وتوجيه نحو المعلمين لعرض اثارة وتوجيه نمو كل طفل للمشاركة الذكية في المجتمع والعالم الذي يعيش
فيه”
ويعرفه سيد حسين بانه “عملية تهدف إلى تحسين المواقف التعليمية عن طريق تخطيط المناهج او الطرق التعليمية التي تساعد التلاميذ على التعلم باسهل الطرق وافضلها بحيث تتفق وحاجاتهم وبهذا يصبح المشرف الفني قائداً تربوياً”
وهناك من يذهب إلى ان الاشراف الفني” خدمة غنية تعاونية تهدف إلى دراسة الظروف التي تؤثر في عملية التربية والتعليم والعمل على تحسين هذه الظروف بالطريقة التي تكفل كل تلميذ ان ينمو نمواً مطرداً وفق ما تهدف إليه التربية المنشودة” واستخلص دليل المشرف التربوي تعريف للاشراف التربوي هو ان الاشراف” عملية فنية تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من الطالب والمعلم والمشرف واي شخص آخر له اثر في تحسين العملية التعليمية فنيا كان أم اداريا وهو عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها
أهمية الإشراف التربوي :
يكتسب الاشراف التربوي من كونه عمل تعاوني يركز بمفهومه الشامل على تنمية العملية التعليمية والتربوية بكافة عناصرها وعلى رأسها المعلم الذي يمثل العنصر البشري الفاعل فيها والمشرف التربوي راعي تلك التنمية ،لانه المعايش الحقيقي للعمل التربوي الميداني الملاحظ لجميع العناصر المتصلة بالعملية التربوية المدرك لدور كل عنصر في مساعدة المعلم والمتعلم كالمقررات الدراسية والوسائل التعليمية ، واساليب التقويم ولذلك تم الاهتمام بالاشراف التربوي
اهداف الاشراف التربوي :
الاشراف التربوي له اهداف كثيرة يرغب في تحقيقه والوصول إليه من خلال المعلم الذي يعتبر وسيلة لتحقيق اهداف خاصة ،فالاهداف العامة هي”فهم الاسلام فهماً صحيحاً متكاملاً وغرس العقيدة الاسلامية ونشرها وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الاسلامية والمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة وتطوير المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً
والاهداف الخاصة هي:
1-تحسين مواقف التعليم لصالح التلميذ وهذا التحسين لا يكون عشوائياً،بل لابد
من تخطيطه ولابد من تقويم هذا التحسين المخطط
2-إثارة اهتمام المعلمين وتشويقهم بالعملية التعليمية وتحسينها ،أي ان يكون
هناك استمرارية في التحسين على ان يكون التحسين واستمراره دون هدف
بل يربط بالهدف الذي يحدد 0 بحيث يساعد هذا على نمو المعلمين نمواً مهنياً
مستمراً
3-مساعدة المعلم على ان يرى غايات التعليم الحقيقية في وضوح تام وان يدرك
ما تقوم به المدرسة من دور متميز في تحقيق هذه الغايات
4-مساعدة المعلم على التفريق بين الاهداف والوسائل وعلى رسم صورة
واضحة للاهداف التي تعمل المدرسة على بلوغها
5-مساعدة المعلم على رؤية مادته الدراسية في وضعها الصحيح بين سائر المواد
الدراسية وتمكينه ايضاً من إدراك الصلة التي تربط مدرسته بغيرها من
المدارس
6-مساعدة المعلم على إدراك مشكلات النشىء وحاجاتهم إدراكاً واضحاً
يرفعهم لبذل المزيد من الجهد لاشباع تلك الحاجات وحل تلك المشكلات
7-تحسين الجو المدرسي وتقوية اواصر العلاقة بين المعلمين وبث التعاون بينهم وانمائهم مهنياً وعلمياً
8-بناء قاعدة خلفية صلبة بين جماعات المعلمين بحيث ينظر الواحد منهم انه مكمل للاخر ومعزز له
9-التاكد منالعمل الذي يصلح له كل معلم حتى يمكن وضع الجل المناسب في المكان المناسب ثم تشجيعه على مواصلة التقدم الذي فيه ابراز قدراته واشعاره بالنجاح0
10-اذكاء حماسة المعلم ،وبعث روح التنافس بينه وبين زملائه المعلمين
11-ايجاد جو ملائم للمعلم الجديد وتحسسه في مهنة التدريس وجعله يتعلق بها
12-تقويم النتائج التي ادت إليها جهود المعلمين في اتجاه المباديء والمثل العليا المقبولة
13-مساعدة المعلم في تشخيص ما يلقاه من صعوبات في عملية التعليم وفي رسم الخطة لتلافي تلك الصعوبات والتغلب عليها
خصائص الإشراف التربوي :
يتميز الإشراف التربوي الحديث باخصائص الآتية :
1 ـ انه عملية قيادية تتوافر فيها مقومات الشخصية القوية التي تستطيع التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التربوية وتعمل على تنسيق جهودهم من اجل تحسين تلك العملية وتحقيق أهدافها
2 ـ إنه عملية تفاعلية تتغير ممارستها بتغير الموقف والحاجات التي تقابلها ومتابعة كل جديد في مجال الفكر التربوي والتقدم العلمي
3-انه عملية تعاونية في مراحلها االمختلفة (من تخطيط وتنسيق وتنفيذ وتقويم ومتابعة) ترحب باختلاف وجهات النظر بما يغطي على العلاقة السليمة بين المشرف والمعلم وينظم العلاقة بينهما لمواجهة المشكلات التربوية وإيجاد الحلول المناسبة
4-انه عملية تعني تنمية العلاقات الانسانية والمشاركة الوجدانية في الحقل التربوي بحيث تتحقق الترجمة الفعلية لمباديء الشورى والاخلاص والمحبة والارشاد في العمل والجدية في العطاء والبعد عن استخدام السلطة وكثرة العقوبات وتصيد الاخطاء
5-انه عملية تشجع البحث والتجريب والابداع وتوظف نتائجها لتحسين التعلم وتقوم على السعي لتقيق اهداف واضحة قابلة للملاحظة والقياس
6- انه عملية مرنة متطورة تتحرر من القيود الروتينية، وتشجع المبادرات الايجابية وتعمل على نشر الخبرات الجيدة والتجارب الناجحة ،وتتجه إلى مرونة العمل وتنويع الاساليب
7-انه عملية مستمرة في سيرها نحو الافضل ،لاتبدا عند زيارة مشرف وتنقضي بانقضاء تلك الزيارة بل يتمم المشرف اللاحق مسيرة المشرف السابق
8-انه عملية تعتمد على الواقعية المدعمة بالادلة الميدانية والممارسة العملية وعلى الصراحة التامة في تشخيص نواحي القصور في العملية التربوية
9-انه عملية تحترم الفروق الفردية بين المعلمين وتقدرها فتقبل المعلم الضعيف او المتذمر،كما تقبل المعلم المبدع والنشيط
نشاة وتطوير الاشراف التربوي في المملكة العربية السعودية:
الاشراف التربوي في المملكة العربية السعودية لاتختلف مسيرته التطورية عن مسيرة الاشراف التربوي في الدول الاخرى فقد نشا صغيراً او بسيطاً إلى ان اصبح كبيرأ متطوراً
وسيسلط الباحث الضوء باختصار على مراحل نموه وتطور مفهومه
1- المرحلة الاولى
هذه المرحلة صاحبت التعليم النظامي في المملكة أي منذ إنشاء مديرية المعارف العامة 1343 هـ حيث نص النظام الاساسي لمديرية المعارف العامة على تشكيل هيئة للتفتيش وتتكون من المفتش الاول ومفتشين آخرين يساعدونه، وعددهم قابل للزيادة عند الحاجة وكان دورهم يكون في قيامهم بجولات على المدارس او المناطق في العام مرة واحدة ولم يقتصر مهام المفتش على الجوانب الفنية ،بل يقوم إضافة إلى ذلك بالتفتيش الاداري الخاص بالجوانب الادارية ، والمشاكل التنظيمية بين العاملين في المدرسة وهو بهذا يزاول عمل المشرف التربوي وقسم المتابعة ويمكن عد هذه المرحلة مرحلة ما قبل التنظيم الواضح للاشراف
التربوي الذي لم يبدا إلا مع عام 77/1373هـ
2-المرحلة الثانية (التفتيش)
في عام 1377 /1378هـ انشات الوزارة نظاماً اطلقت عليه لفظ (التفتيش، واتبعت ذلك بتعيين عدد من المفتشين في كل منطقة يتناسب وحجم المنطقة، وكانت مهمة المفتش هي الاشراف الفني على المدارس ،فالزيارة الاولى مهمتها توجيه المعلم والثانية للوقوف على اعمال المعلم وتقويمه، والثالثة لمعرفة مدى اثر المعلم في تحصيل طلابه
ومع تطور المفهوم انشات وزارة المعارف في عام1378 /1397 هـ قسماً خاص بالتفتيش العام، واسندت الاشراف عليه إلى إدارات التعليم الابتدائي، وكان الهدفف من انشاء هذا القسم هو تقويم عملية التفتيش ميدانياً ومعرفة ما إذا كانت الوزارة قد حققت الغرض منها وكذلك معرفة مدى تنفيذ التعليمات الصادرة من الوزارة ثم كتابة تقرير عن ذلك في ضوء ما انطوت عليه الزيارات الميدانية
2- المرحلة الثالثة: هـ(التفتيش الفني)
بحلول عام 1384هـ تطورت عملية التفنيش حيث انشات وزارة المعارف اربعة اقسام متخصصة للمواد الدراسية (الغة العربية الغات الاجنبية،المواد الاجتماعيةوالرياضيات والعلوم،واطلق عليها عمادة التفتيش الفني ولقد اكملت مهام المفتش بدراسة المناهج،ومراجعة المقررات الدراسية، وحصر الزيادة والعجز في المعلمين والكتب والادوات والاحتياجات في المعامل وغيرها وفي عام 1387 هـ تم ربط التفتيش بإدارات متخصصة كالتعلم الثانوي والتعليم المتوسط ومعاهد المعلمين وغيرها وتكوين هيئة فنية كل إدارة من الادارات التي اسندت إليها مهمة التفتيش لرسم خطط مفتشي المواد وإعداد الدراسات الفنية ، كما تم إصدار تعليمات لمفتشي المواد باعتماد الدراسات الفنية ،كما تم إصدار تعليمات لمفتشي المواد في المناطق التعليمية باعتماد تقاريرهم وإرسالها إلى إدارات التفتيش المتخصصة في الوزارة، وتلقى التعليمات منها
وفي مجال التطوير المستمر وإدراكاً من الوزارة ان كلمة تفتيش تعني المباغتة والبحث عن الاخطاء فقد صدرت تعليمات وزارية في عام 1387هـ تنص على ما ياتي:
1-تسمية المفتش الفني بالموجه التربوي
2-تقوية العلاقة بين الموجه والمعلم،وارتكازها على الجانب الانساني والمصلحة العامة
3-تقديم المشورة الادارية والفنية لادارات المدارس التي يزورها الموجه
4-دراسة المناهج والكتب الدراسية ،والاسهام في اعمال الامتحانات وفي عام 1394هـ صدرت تعليمات تنظم زيارات الموجه للمدارس وفق ضوابط تعتمد على مدى الحاجة لهذه الزيارة
المرحلة الخامسة:- إنشاء الادارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب:
إدراكاً من الوزارة لاهمية تنظيم عملية التوجيه فقد صدر قرار معالي الوزير رقم 1674/48 في 10/6/1401هـ يقضي بمايلي
1 ـ إنشاء ادارة عامة جديدة في جهاز الوزارة تسمى ( الادارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب ) وتكون تحت إشراف الوكيل المساعد لشئون المعلمين
2 ـ نقل الموجهين التربويين القائمين على راس العمل في قطاعات التعليم المختلفة وفي جهاز الوزارة إليه
3 ـ نقل اختصاصات وصلاحيات إدارات التدريب التربوي إليها
ويلاحظ ان هذه الترتيبات هدفت إلى تنظيم إدارة التوجيه،مما يترك اثره في عمل الموجهين ،ويظهر حرص الوزارة على تطوير التوجيه التربوي ،وإن من شان هذه التعديلات ان تعين على اداء العمل بصورة مركزة من حيث الجوانب التخطيطية والتنفيذية
المرحلة السادسة:ـ الاشراف التربوي
تمشياً من القرار رقم4/3/1494 في 22/9/1416 هـ والقاضي باعتماد مسمى الاشراف التربوي بدلاً عن التوجيه التربوي تغير مسمى الإدارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب إلى (الإدارة العامة للإشراف التربوي والتدريب) ثم إلي المسمى الحالي (الإدارة العامة للإشراف التربوي) وتتبعها شعب للإشراف التربوي في مختلف التخصصات هذه الشعب تتعاون مع مديري الإشراف التربوي في المناطق والمحافظات التعليمية وذلك فيما يتعلق برسم خطط زيارات المدارس بكافة مراحلها من قبل المشرفين، وتزويده بما تحتاج إليه من إشراف تربوي، وتعرف ما يتعرض سير العملية التعليمية والتربوية من مشكلات سواء لدى المشرفين في المناطق والمحافظات ا
التعليمية او في الميدان والمشاركة في بحث وسائل للتغلب على تلك المشكلات وإيجاد حلول لها
مهام الإشراف التربوي
اولاً : تطوير المناهج
إن تطوير المنهج ينبغي ان يعتبر متسلسلاً يعتني به مجموعات مختلفة من العاملين في المدارس تسير بالعمل عبر مراحله المختلفة بينما يقوم كل منهم بدور مختلف في تغطية مختلفة من ذلك التسلسل كما ان دور المشرف التربوي في عملية التطوير والتحسين للمنهاج دور تشاركي، فهو من المعلمين والمتخصصين واولياء الامور والمجتمع في تطوير المناهج
ثانياً :ـ الإشراف على الموقف التعليمي وتنظيمه
لا تقتصر عملية التعليم على وضع المنهج المتطور ،بل لابد إذا اريد لهذا المنهج من ان يحقق اهدافه بالصورة المرجوة من ان ينظم الموقف التعليمي بصورة عامة فالمشرف التربوي يمكن ان يساعد المعلمين على وضع قواعد لتصنيف التلاميذ إلى مجموعات حسب العمر او الاستعداد العام او المقابلات الخاصة او غير ذلك من الاسس وحسب ما يتطلبه الموقف التعليمي
ثالثاً :ـ الإشراف على النمو المهني للمعلمين:ـ
يقوم برنامج الإشراف الناجح على اساسا من مراعاة حاجات المعلمين كما ان المتغيرات السريعة في مجالات الحياة وفي التربية بشكل خاص يتطلب ان يتابع المعلم ما يجد من إنجازات في ميدان التربية ومن هنا تبرز الحاجة إلى النمو المهني للمعلم ويتضح دور المشرف التربوي في إثارة المعلمين على الإهتمام بالإنجازات الحديثة في التربية
رابعاً :ـ الإشراف على طرق التعليم واساليبه:ـ
ليس من شك في ان تحسين نوعية التعليم الصفي هو من المهام الرئيسية المنوطة بالمشرف التربوي ،حيث يرغب المعلم على وجه العموم في ان يسترشد مشرفه في الجوانب الفنية من عمله وينطبق هذا القول بصفة خاصة على المستجدين من المعلمين الشباب الذين يتوقعون زيارة مشرفيهم التربويين خلال الاسابيع الاولى من عملهم ليتسنى لهم الاطمئنان إلى صحة اساليبهم ووسائلهم في التعليم والاسترشاد براي هؤلاء المشرفين بهذا الخصوص
خامساً :ـ الاهتمام بالمعلم المبتديء في التدريس:ـ
على المشرف التربوي ان يتعامل مع المعلم المبتديء ويشعره بانه اخ له وصديق درس اكثر منه ومر بخبرات وصعوبات اكثر وعالجها وإنه يستطيع ان يساعده في تذليل العقبات والسيطرة على المشكلات التي قد تواجهه
سادساً :ـ تقويم العملية التعليمية:ـ
إن جهاز الإشراف التربوي وبحكم علاقة المباشرة بالعملية التعليمية مسؤول مسؤولية مباشرة عن تقويم جوانب هذه العملية 0 إن عملية التقويم التي يقوم بها جهاز الإشراف التربوي لا تقتصر على بيان مدى كفاية المؤسسة التربوية من تحقيق اهدافها بصورة عامة فحسب بل هي عملية متكاملة تشتمل كل جانب من جوانب هذه المؤسسة وكل بعد من ابعاد نشاطاتها هذا ويجب ملاحظة ان المقصود بعملية التقويم في هذا المجال،ليست مقتصرة على إصدار حكم عابر بل هو إعطاء قرار زمني على دراسة متعمقة للمجال المراد تقويمه
الضرورة الحتمية للإشراف التربوي
يرى معظم التربويين ان الإشراف التربوي ضرورة حتمية لعدة اسباب هي:ـ
اولاً :ـ التطور في مجال التربية نظراً لتطور المعارف بصفة عامة
إن المعارف التربوية معارف متطورة بفضل البحث الدائب في مجال التربية ذاتها،وكذلك بفضل التقدم في ميادين المعرفة التي تعد رواق للتربية مثل علم النفس وعلم الإجتماع وعلم الإدارة 0 والإحاطة بهذه المعارف المتجددة امر غير متاح للاغلبية الساحقة لمن يمارسون التعليم في كافة البلاد النامية،ومن بينها المملكة العربية السعودية وذلك بسبب عوامل كثيرة منها طبيعة الإعداد المسبق للمعلمين القدماء وطبيعة المسؤوليات المناطة بالمعلم ولذلك فإنه يتحتم وجود هيئة متفرعة لمتابعة تطور المعارف والممارسات التربوية الحديثة وضمان إحاطة المعلمين والإداريين بمستجدات التربية
ثانياً :ـ المساهمة في تطوير التعليم :
يجتاز مجتمعنا مرحلة من اهم مراحل الإصلاح والتطور والنمو في مختلف المجالات الإقتصادية والصناعية والإجتماعية ولاشك في ان التربية هي الوسيلة الاساسية للإصلاح والتقدم إذ ان تحسين نوع التربية من اهم ما يسهم في هذا الإصلاح والتطور والنمو اسهاماً فعالاً0وتخسين نوع التعليم يقوم على رفع مستويات المعلمين والعاملين في التعليم بصفة عامة وذلك يطور ثقافتهم العلمية والمهنية والعامة لجعلهم اكثر اتصالاً بالحياة المعاصرة ،واقدر على تفهم ظروفها ومواجهة تحدياتها0
ويكاد الفكر التربوي المعاصر يتفق على ان عملية تربية المعلمين وإعدادهم للتدريس تمثل مرحتين متكاملتين اولاهما تربيتهم قبل ممارسة الخدمة في دور إعداد المعلمين على اختلاف مستوياتهم وثانيهما استمرار تربيتهم في اثناء ممارستهم لها عن طريق التوجيه ويجمع المربون على اهمية المرحلة الثانية على اساس ان اهميتها تكمن في انها تاتي بعد احتكاك المعلم بالمشكلات الميدانية الواقعية وعندئذ يقترن ما يتعلمه من حقائق تربوية بالواقع العملي
ثالثاً :ـ صعوبة متابعة جميع النواحي الفنية والإدارية من قبل مدير المدرسة
المهام الملقاة على كاهل مدير المدرسة كبيرة لا يستطيع متابعة جميع النواحي الفنية والإدارية بكل دقة ،بسبب كثرة الاعمال الملقلة على كاهله، بالاضافة إلى عدم تمكنه من جميع التخصصات فمن الممكن لمدير المرحلة الإبتدائية متابعة معظم التخصصات واكن يستحيل ذلك في المرحلة المتوسطة او الثانوية لذلك فالمعلم بحاجة ماسة لشحص متخصص يشرف على عمله وينقل له خبرة زملائه ليحل الكثير من المشاكل التي تواجهه
رابعاً :ـ تفاوت مستويات المعلمين:
المعلمين ليسوا سواء في خلفياتهم التعليمية ، وأعني بذلك مستوى اعدادهم الثقافي والمهني قبل ممارسة التعليم ولذا فانه يتحتم وجود هيئة متفرغة للاشراف تكون مهمتها معاونة المعلمين على اداء العملية التعليمية في افضل صورة ممكنة ، وبهذا يمكن أن تكون عمليات اعداد المعلمين للخدمة وتدريبهم اثناء الخدمة عملية متصلة الحلقات من شأنها أ، تعاون في نمو العاملين في المهنة
خامساً : احتياج العاملين في أي مجال من مجالات للتوجية :
في مجال السياسة والصناعة وفي جميع المؤسسات الخاصة والعامة نجد التطلع والضرورة الملحة إلى نوع من الاشراف يرعى الحاجات النفسية والاجتماعية للافراد ويهيء لهم فرص النمو وكتساب الخبرات والتقدم الوظيفي امام العاملين والمدرس الذي يباشر مهنة التدريس يحتاج هو الآخر إلى من يوجهه ويشرف عليه حتى يتقن اساليب التعامل مع الطلاب ويزداد خبرة بمهنته وحتى يستطيع ان يحقق الاهداف التي تعمل الوزارة على بلوغها
سادساً :ـ الإشراف التربوي وسيلة لتبادل الخبرات
من الصعوبة بما كان على المعلم تبادل الخبرة مع زملائه في نفس التخصص على نطاق واسع وذلك لقلة المعلمين المتخصصين في مجال واحد في المدرسة الواحدة في اغلب الاحيان 0لذلك فالإشراف التربوي في معظم اساليبه يعتمد على تبادل الخبرات بين المعلمين في مجال التخصص وبين المعلمين بصفة عامة 0
سابعاً :ـ تحديد احتياج الهيئات التعليمية بالمدارس0
إن تحديد احتياج الهيئات التعليمية بالمدارس إلى دورات تدريبية او ندوات مصغرة لا ياتي إلا بعد دراسة ميدانية داخل المدارس يقوم المشرف التربوي بها بحكم طبيعة عمله الميداني وتلمسه للمشكلات التي تعيشها المدارس
ثامناً :ـ عدم إعداد عدد كبير من المعلمين تربوياً0
وجود عدد كبير من المعلمين غير مؤهلين تربوياً لمهنة التدريس حيث ان الوعي باهمية التعليم دفع إلى التوسع في افتتاح المدارس دون إعداد عدد كافي من المعلمين فكان من الضروري الإستعانة بمعلمين لم يؤهلوا اصلاً لمهنة التدريس، وقد مارست هذه الفئة عملها دون إلمام بكثير من طرق التريس والعلوم التربوية والنفسية،ولا يمكن ان تكون هذه الفئة على مستوى الكفاية إلا إذا اقيمت لها برامج تدريبية من جهة اخرى فالتدريب وحده لا يكفي حيث لابد من الإشراف المباشر على ثمرات التدريب حتى يكون هؤلاء المعلمون من خيرة المعلمين 0
تاسعاً :ـ انعدام الصلة بين اساتذة كليات التربية وطلابهم بعد التخرج 0
انعدام الصلة بين اساتذة كليات التربية وطلابهم بعد التخرج يجعل الاساتذة لا يقفون على حقيقة المشكلات الميدانية للمعلمين في ضوء الواقع الميداني وتزويدهم بكل التوجيهات والارشادات اللازمة التي تمكنهم من السير قدماً في عملهم وتقيهم عثرات المهنة0
عاشرا ً :ـ عدم إلمام المعلمين الجدد إلماماً كافياً بالمعلومات اللازمة في عملية التدريس0
وكذلك عدم إلمامهم بتكنيك وفنية التدريس التي تحتاج إلى الوقت والخبرة0 بالاضافة إلى ذلك فإن المعلم لا يكون على علم تام بالفروق الفردية بين التلاميذ الامر الذى يحتاج إلى خبرة طويلة في مجال التدريس كذلك الفروق الفردية بين المعلمين في قدراتهم واحتياجاتهم ، الامر الذي يحتم ضرورة وجود المشرفين
الحادي عشر :ـ المعلم المنقول0
إن المعلم المنقول من بيئة مدرسية إلى بيئة مدرسية جديدة يحتاج لان يتاقلم ويتكيف مع الوضع الجديد ليتلائم مع الامكانات والفروق الجديدة وهذا يحتاج للتوجيه من المشرف التربوي الخبير
تعريف الاشراف التربوي :
لم يتفق علماء التربية على تعريف محددللاشراف ويعود ذلك الى تباين اتجاهتهم ومفاهيمهم حسب نظرتهم اليه وفهمهم له والمامهم بجوانبه وتحليلهم لإطاره ومضمونه فمنهم من جعله يمد المعلم بما يحتاج إليه من مساعدة وهناك من جعله يستهدف تزويد التلاميذ في جميع المراحل بمستوى افضل من الخدمات التربوية وبعض التعريفات نظر إلى الاشراف التربوي نظرة اشمل حيث هو عملية ديناميكية تؤدي إى دراسة وتحسين جميع العوامل المؤثرة في الموقف التعليمي
ومن هذه التعريفات :
تعريف يوردمان حيث عرف الاشراف التربوي ” بانه المجهود الذي يبذل لإستشارة وتنسيق وتوجيه النمو المستمر للمعلمين في المدرسة فرادى وجماعات وذلك لكي يفهموا وظائف التعليم فهماً احسن ويؤدوها بصورة اكثر فاعلية حتى يصبحوا اكثر قدرة على استشارة وتوجيه النمو المستمر بكل تلميذ نحو المشاركة الذكية العميقة فى بناء المجتمع الديمقراطي الحديث”
تعريف يرجز للاشراف هو”الاشراف معناه تنسيق واثارة وتوجيه نحو المعلمين لعرض اثارة وتوجيه نمو كل طفل للمشاركة الذكية في المجتمع والعالم الذي يعيش
فيه”
ويعرفه سيد حسين بانه “عملية تهدف إلى تحسين المواقف التعليمية عن طريق تخطيط المناهج او الطرق التعليمية التي تساعد التلاميذ على التعلم باسهل الطرق وافضلها بحيث تتفق وحاجاتهم وبهذا يصبح المشرف الفني قائداً تربوياً”
وهناك من يذهب إلى ان الاشراف الفني” خدمة غنية تعاونية تهدف إلى دراسة الظروف التي تؤثر في عملية التربية والتعليم والعمل على تحسين هذه الظروف بالطريقة التي تكفل كل تلميذ ان ينمو نمواً مطرداً وفق ما تهدف إليه التربية المنشودة” واستخلص دليل المشرف التربوي تعريف للاشراف التربوي هو ان الاشراف” عملية فنية تهدف إلى تحسين التعليم والتعلم من خلال رعاية وتوجيه وتنشيط النمو المستمر لكل من الطالب والمعلم والمشرف واي شخص آخر له اثر في تحسين العملية التعليمية فنيا كان أم اداريا وهو عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها
أهمية الإشراف التربوي :
يكتسب الاشراف التربوي من كونه عمل تعاوني يركز بمفهومه الشامل على تنمية العملية التعليمية والتربوية بكافة عناصرها وعلى رأسها المعلم الذي يمثل العنصر البشري الفاعل فيها والمشرف التربوي راعي تلك التنمية ،لانه المعايش الحقيقي للعمل التربوي الميداني الملاحظ لجميع العناصر المتصلة بالعملية التربوية المدرك لدور كل عنصر في مساعدة المعلم والمتعلم كالمقررات الدراسية والوسائل التعليمية ، واساليب التقويم ولذلك تم الاهتمام بالاشراف التربوي
اهداف الاشراف التربوي :
الاشراف التربوي له اهداف كثيرة يرغب في تحقيقه والوصول إليه من خلال المعلم الذي يعتبر وسيلة لتحقيق اهداف خاصة ،فالاهداف العامة هي”فهم الاسلام فهماً صحيحاً متكاملاً وغرس العقيدة الاسلامية ونشرها وتزويد الطالب بالقيم والتعاليم الاسلامية والمثل العليا وإكسابه المعارف والمهارات المختلفة وتنمية الاتجاهات السلوكية البناءة وتطوير المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً
والاهداف الخاصة هي:
1-تحسين مواقف التعليم لصالح التلميذ وهذا التحسين لا يكون عشوائياً،بل لابد
من تخطيطه ولابد من تقويم هذا التحسين المخطط
2-إثارة اهتمام المعلمين وتشويقهم بالعملية التعليمية وتحسينها ،أي ان يكون
هناك استمرارية في التحسين على ان يكون التحسين واستمراره دون هدف
بل يربط بالهدف الذي يحدد 0 بحيث يساعد هذا على نمو المعلمين نمواً مهنياً
مستمراً
3-مساعدة المعلم على ان يرى غايات التعليم الحقيقية في وضوح تام وان يدرك
ما تقوم به المدرسة من دور متميز في تحقيق هذه الغايات
4-مساعدة المعلم على التفريق بين الاهداف والوسائل وعلى رسم صورة
واضحة للاهداف التي تعمل المدرسة على بلوغها
5-مساعدة المعلم على رؤية مادته الدراسية في وضعها الصحيح بين سائر المواد
الدراسية وتمكينه ايضاً من إدراك الصلة التي تربط مدرسته بغيرها من
المدارس
6-مساعدة المعلم على إدراك مشكلات النشىء وحاجاتهم إدراكاً واضحاً
يرفعهم لبذل المزيد من الجهد لاشباع تلك الحاجات وحل تلك المشكلات
7-تحسين الجو المدرسي وتقوية اواصر العلاقة بين المعلمين وبث التعاون بينهم وانمائهم مهنياً وعلمياً
8-بناء قاعدة خلفية صلبة بين جماعات المعلمين بحيث ينظر الواحد منهم انه مكمل للاخر ومعزز له
9-التاكد منالعمل الذي يصلح له كل معلم حتى يمكن وضع الجل المناسب في المكان المناسب ثم تشجيعه على مواصلة التقدم الذي فيه ابراز قدراته واشعاره بالنجاح0
10-اذكاء حماسة المعلم ،وبعث روح التنافس بينه وبين زملائه المعلمين
11-ايجاد جو ملائم للمعلم الجديد وتحسسه في مهنة التدريس وجعله يتعلق بها
12-تقويم النتائج التي ادت إليها جهود المعلمين في اتجاه المباديء والمثل العليا المقبولة
13-مساعدة المعلم في تشخيص ما يلقاه من صعوبات في عملية التعليم وفي رسم الخطة لتلافي تلك الصعوبات والتغلب عليها
خصائص الإشراف التربوي :
يتميز الإشراف التربوي الحديث باخصائص الآتية :
1 ـ انه عملية قيادية تتوافر فيها مقومات الشخصية القوية التي تستطيع التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التربوية وتعمل على تنسيق جهودهم من اجل تحسين تلك العملية وتحقيق أهدافها
2 ـ إنه عملية تفاعلية تتغير ممارستها بتغير الموقف والحاجات التي تقابلها ومتابعة كل جديد في مجال الفكر التربوي والتقدم العلمي
3-انه عملية تعاونية في مراحلها االمختلفة (من تخطيط وتنسيق وتنفيذ وتقويم ومتابعة) ترحب باختلاف وجهات النظر بما يغطي على العلاقة السليمة بين المشرف والمعلم وينظم العلاقة بينهما لمواجهة المشكلات التربوية وإيجاد الحلول المناسبة
4-انه عملية تعني تنمية العلاقات الانسانية والمشاركة الوجدانية في الحقل التربوي بحيث تتحقق الترجمة الفعلية لمباديء الشورى والاخلاص والمحبة والارشاد في العمل والجدية في العطاء والبعد عن استخدام السلطة وكثرة العقوبات وتصيد الاخطاء
5-انه عملية تشجع البحث والتجريب والابداع وتوظف نتائجها لتحسين التعلم وتقوم على السعي لتقيق اهداف واضحة قابلة للملاحظة والقياس
6- انه عملية مرنة متطورة تتحرر من القيود الروتينية، وتشجع المبادرات الايجابية وتعمل على نشر الخبرات الجيدة والتجارب الناجحة ،وتتجه إلى مرونة العمل وتنويع الاساليب
7-انه عملية مستمرة في سيرها نحو الافضل ،لاتبدا عند زيارة مشرف وتنقضي بانقضاء تلك الزيارة بل يتمم المشرف اللاحق مسيرة المشرف السابق
8-انه عملية تعتمد على الواقعية المدعمة بالادلة الميدانية والممارسة العملية وعلى الصراحة التامة في تشخيص نواحي القصور في العملية التربوية
9-انه عملية تحترم الفروق الفردية بين المعلمين وتقدرها فتقبل المعلم الضعيف او المتذمر،كما تقبل المعلم المبدع والنشيط
نشاة وتطوير الاشراف التربوي في المملكة العربية السعودية:
الاشراف التربوي في المملكة العربية السعودية لاتختلف مسيرته التطورية عن مسيرة الاشراف التربوي في الدول الاخرى فقد نشا صغيراً او بسيطاً إلى ان اصبح كبيرأ متطوراً
وسيسلط الباحث الضوء باختصار على مراحل نموه وتطور مفهومه
1- المرحلة الاولى
هذه المرحلة صاحبت التعليم النظامي في المملكة أي منذ إنشاء مديرية المعارف العامة 1343 هـ حيث نص النظام الاساسي لمديرية المعارف العامة على تشكيل هيئة للتفتيش وتتكون من المفتش الاول ومفتشين آخرين يساعدونه، وعددهم قابل للزيادة عند الحاجة وكان دورهم يكون في قيامهم بجولات على المدارس او المناطق في العام مرة واحدة ولم يقتصر مهام المفتش على الجوانب الفنية ،بل يقوم إضافة إلى ذلك بالتفتيش الاداري الخاص بالجوانب الادارية ، والمشاكل التنظيمية بين العاملين في المدرسة وهو بهذا يزاول عمل المشرف التربوي وقسم المتابعة ويمكن عد هذه المرحلة مرحلة ما قبل التنظيم الواضح للاشراف
التربوي الذي لم يبدا إلا مع عام 77/1373هـ
2-المرحلة الثانية (التفتيش)
في عام 1377 /1378هـ انشات الوزارة نظاماً اطلقت عليه لفظ (التفتيش، واتبعت ذلك بتعيين عدد من المفتشين في كل منطقة يتناسب وحجم المنطقة، وكانت مهمة المفتش هي الاشراف الفني على المدارس ،فالزيارة الاولى مهمتها توجيه المعلم والثانية للوقوف على اعمال المعلم وتقويمه، والثالثة لمعرفة مدى اثر المعلم في تحصيل طلابه
ومع تطور المفهوم انشات وزارة المعارف في عام1378 /1397 هـ قسماً خاص بالتفتيش العام، واسندت الاشراف عليه إلى إدارات التعليم الابتدائي، وكان الهدفف من انشاء هذا القسم هو تقويم عملية التفتيش ميدانياً ومعرفة ما إذا كانت الوزارة قد حققت الغرض منها وكذلك معرفة مدى تنفيذ التعليمات الصادرة من الوزارة ثم كتابة تقرير عن ذلك في ضوء ما انطوت عليه الزيارات الميدانية
2- المرحلة الثالثة: هـ(التفتيش الفني)
بحلول عام 1384هـ تطورت عملية التفنيش حيث انشات وزارة المعارف اربعة اقسام متخصصة للمواد الدراسية (الغة العربية الغات الاجنبية،المواد الاجتماعيةوالرياضيات والعلوم،واطلق عليها عمادة التفتيش الفني ولقد اكملت مهام المفتش بدراسة المناهج،ومراجعة المقررات الدراسية، وحصر الزيادة والعجز في المعلمين والكتب والادوات والاحتياجات في المعامل وغيرها وفي عام 1387 هـ تم ربط التفتيش بإدارات متخصصة كالتعلم الثانوي والتعليم المتوسط ومعاهد المعلمين وغيرها وتكوين هيئة فنية كل إدارة من الادارات التي اسندت إليها مهمة التفتيش لرسم خطط مفتشي المواد وإعداد الدراسات الفنية ، كما تم إصدار تعليمات لمفتشي المواد باعتماد الدراسات الفنية ،كما تم إصدار تعليمات لمفتشي المواد في المناطق التعليمية باعتماد تقاريرهم وإرسالها إلى إدارات التفتيش المتخصصة في الوزارة، وتلقى التعليمات منها
وفي مجال التطوير المستمر وإدراكاً من الوزارة ان كلمة تفتيش تعني المباغتة والبحث عن الاخطاء فقد صدرت تعليمات وزارية في عام 1387هـ تنص على ما ياتي:
1-تسمية المفتش الفني بالموجه التربوي
2-تقوية العلاقة بين الموجه والمعلم،وارتكازها على الجانب الانساني والمصلحة العامة
3-تقديم المشورة الادارية والفنية لادارات المدارس التي يزورها الموجه
4-دراسة المناهج والكتب الدراسية ،والاسهام في اعمال الامتحانات وفي عام 1394هـ صدرت تعليمات تنظم زيارات الموجه للمدارس وفق ضوابط تعتمد على مدى الحاجة لهذه الزيارة
المرحلة الخامسة:- إنشاء الادارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب:
إدراكاً من الوزارة لاهمية تنظيم عملية التوجيه فقد صدر قرار معالي الوزير رقم 1674/48 في 10/6/1401هـ يقضي بمايلي
1 ـ إنشاء ادارة عامة جديدة في جهاز الوزارة تسمى ( الادارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب ) وتكون تحت إشراف الوكيل المساعد لشئون المعلمين
2 ـ نقل الموجهين التربويين القائمين على راس العمل في قطاعات التعليم المختلفة وفي جهاز الوزارة إليه
3 ـ نقل اختصاصات وصلاحيات إدارات التدريب التربوي إليها
ويلاحظ ان هذه الترتيبات هدفت إلى تنظيم إدارة التوجيه،مما يترك اثره في عمل الموجهين ،ويظهر حرص الوزارة على تطوير التوجيه التربوي ،وإن من شان هذه التعديلات ان تعين على اداء العمل بصورة مركزة من حيث الجوانب التخطيطية والتنفيذية
المرحلة السادسة:ـ الاشراف التربوي
تمشياً من القرار رقم4/3/1494 في 22/9/1416 هـ والقاضي باعتماد مسمى الاشراف التربوي بدلاً عن التوجيه التربوي تغير مسمى الإدارة العامة للتوجيه التربوي والتدريب إلى (الإدارة العامة للإشراف التربوي والتدريب) ثم إلي المسمى الحالي (الإدارة العامة للإشراف التربوي) وتتبعها شعب للإشراف التربوي في مختلف التخصصات هذه الشعب تتعاون مع مديري الإشراف التربوي في المناطق والمحافظات التعليمية وذلك فيما يتعلق برسم خطط زيارات المدارس بكافة مراحلها من قبل المشرفين، وتزويده بما تحتاج إليه من إشراف تربوي، وتعرف ما يتعرض سير العملية التعليمية والتربوية من مشكلات سواء لدى المشرفين في المناطق والمحافظات ا
التعليمية او في الميدان والمشاركة في بحث وسائل للتغلب على تلك المشكلات وإيجاد حلول لها
مهام الإشراف التربوي
اولاً : تطوير المناهج
إن تطوير المنهج ينبغي ان يعتبر متسلسلاً يعتني به مجموعات مختلفة من العاملين في المدارس تسير بالعمل عبر مراحله المختلفة بينما يقوم كل منهم بدور مختلف في تغطية مختلفة من ذلك التسلسل كما ان دور المشرف التربوي في عملية التطوير والتحسين للمنهاج دور تشاركي، فهو من المعلمين والمتخصصين واولياء الامور والمجتمع في تطوير المناهج
ثانياً :ـ الإشراف على الموقف التعليمي وتنظيمه
لا تقتصر عملية التعليم على وضع المنهج المتطور ،بل لابد إذا اريد لهذا المنهج من ان يحقق اهدافه بالصورة المرجوة من ان ينظم الموقف التعليمي بصورة عامة فالمشرف التربوي يمكن ان يساعد المعلمين على وضع قواعد لتصنيف التلاميذ إلى مجموعات حسب العمر او الاستعداد العام او المقابلات الخاصة او غير ذلك من الاسس وحسب ما يتطلبه الموقف التعليمي
ثالثاً :ـ الإشراف على النمو المهني للمعلمين:ـ
يقوم برنامج الإشراف الناجح على اساسا من مراعاة حاجات المعلمين كما ان المتغيرات السريعة في مجالات الحياة وفي التربية بشكل خاص يتطلب ان يتابع المعلم ما يجد من إنجازات في ميدان التربية ومن هنا تبرز الحاجة إلى النمو المهني للمعلم ويتضح دور المشرف التربوي في إثارة المعلمين على الإهتمام بالإنجازات الحديثة في التربية
رابعاً :ـ الإشراف على طرق التعليم واساليبه:ـ
ليس من شك في ان تحسين نوعية التعليم الصفي هو من المهام الرئيسية المنوطة بالمشرف التربوي ،حيث يرغب المعلم على وجه العموم في ان يسترشد مشرفه في الجوانب الفنية من عمله وينطبق هذا القول بصفة خاصة على المستجدين من المعلمين الشباب الذين يتوقعون زيارة مشرفيهم التربويين خلال الاسابيع الاولى من عملهم ليتسنى لهم الاطمئنان إلى صحة اساليبهم ووسائلهم في التعليم والاسترشاد براي هؤلاء المشرفين بهذا الخصوص
خامساً :ـ الاهتمام بالمعلم المبتديء في التدريس:ـ
على المشرف التربوي ان يتعامل مع المعلم المبتديء ويشعره بانه اخ له وصديق درس اكثر منه ومر بخبرات وصعوبات اكثر وعالجها وإنه يستطيع ان يساعده في تذليل العقبات والسيطرة على المشكلات التي قد تواجهه
سادساً :ـ تقويم العملية التعليمية:ـ
إن جهاز الإشراف التربوي وبحكم علاقة المباشرة بالعملية التعليمية مسؤول مسؤولية مباشرة عن تقويم جوانب هذه العملية 0 إن عملية التقويم التي يقوم بها جهاز الإشراف التربوي لا تقتصر على بيان مدى كفاية المؤسسة التربوية من تحقيق اهدافها بصورة عامة فحسب بل هي عملية متكاملة تشتمل كل جانب من جوانب هذه المؤسسة وكل بعد من ابعاد نشاطاتها هذا ويجب ملاحظة ان المقصود بعملية التقويم في هذا المجال،ليست مقتصرة على إصدار حكم عابر بل هو إعطاء قرار زمني على دراسة متعمقة للمجال المراد تقويمه
الضرورة الحتمية للإشراف التربوي
يرى معظم التربويين ان الإشراف التربوي ضرورة حتمية لعدة اسباب هي:ـ
اولاً :ـ التطور في مجال التربية نظراً لتطور المعارف بصفة عامة
إن المعارف التربوية معارف متطورة بفضل البحث الدائب في مجال التربية ذاتها،وكذلك بفضل التقدم في ميادين المعرفة التي تعد رواق للتربية مثل علم النفس وعلم الإجتماع وعلم الإدارة 0 والإحاطة بهذه المعارف المتجددة امر غير متاح للاغلبية الساحقة لمن يمارسون التعليم في كافة البلاد النامية،ومن بينها المملكة العربية السعودية وذلك بسبب عوامل كثيرة منها طبيعة الإعداد المسبق للمعلمين القدماء وطبيعة المسؤوليات المناطة بالمعلم ولذلك فإنه يتحتم وجود هيئة متفرعة لمتابعة تطور المعارف والممارسات التربوية الحديثة وضمان إحاطة المعلمين والإداريين بمستجدات التربية
ثانياً :ـ المساهمة في تطوير التعليم :
يجتاز مجتمعنا مرحلة من اهم مراحل الإصلاح والتطور والنمو في مختلف المجالات الإقتصادية والصناعية والإجتماعية ولاشك في ان التربية هي الوسيلة الاساسية للإصلاح والتقدم إذ ان تحسين نوع التربية من اهم ما يسهم في هذا الإصلاح والتطور والنمو اسهاماً فعالاً0وتخسين نوع التعليم يقوم على رفع مستويات المعلمين والعاملين في التعليم بصفة عامة وذلك يطور ثقافتهم العلمية والمهنية والعامة لجعلهم اكثر اتصالاً بالحياة المعاصرة ،واقدر على تفهم ظروفها ومواجهة تحدياتها0
ويكاد الفكر التربوي المعاصر يتفق على ان عملية تربية المعلمين وإعدادهم للتدريس تمثل مرحتين متكاملتين اولاهما تربيتهم قبل ممارسة الخدمة في دور إعداد المعلمين على اختلاف مستوياتهم وثانيهما استمرار تربيتهم في اثناء ممارستهم لها عن طريق التوجيه ويجمع المربون على اهمية المرحلة الثانية على اساس ان اهميتها تكمن في انها تاتي بعد احتكاك المعلم بالمشكلات الميدانية الواقعية وعندئذ يقترن ما يتعلمه من حقائق تربوية بالواقع العملي
ثالثاً :ـ صعوبة متابعة جميع النواحي الفنية والإدارية من قبل مدير المدرسة
المهام الملقاة على كاهل مدير المدرسة كبيرة لا يستطيع متابعة جميع النواحي الفنية والإدارية بكل دقة ،بسبب كثرة الاعمال الملقلة على كاهله، بالاضافة إلى عدم تمكنه من جميع التخصصات فمن الممكن لمدير المرحلة الإبتدائية متابعة معظم التخصصات واكن يستحيل ذلك في المرحلة المتوسطة او الثانوية لذلك فالمعلم بحاجة ماسة لشحص متخصص يشرف على عمله وينقل له خبرة زملائه ليحل الكثير من المشاكل التي تواجهه
رابعاً :ـ تفاوت مستويات المعلمين:
المعلمين ليسوا سواء في خلفياتهم التعليمية ، وأعني بذلك مستوى اعدادهم الثقافي والمهني قبل ممارسة التعليم ولذا فانه يتحتم وجود هيئة متفرغة للاشراف تكون مهمتها معاونة المعلمين على اداء العملية التعليمية في افضل صورة ممكنة ، وبهذا يمكن أن تكون عمليات اعداد المعلمين للخدمة وتدريبهم اثناء الخدمة عملية متصلة الحلقات من شأنها أ، تعاون في نمو العاملين في المهنة
خامساً : احتياج العاملين في أي مجال من مجالات للتوجية :
في مجال السياسة والصناعة وفي جميع المؤسسات الخاصة والعامة نجد التطلع والضرورة الملحة إلى نوع من الاشراف يرعى الحاجات النفسية والاجتماعية للافراد ويهيء لهم فرص النمو وكتساب الخبرات والتقدم الوظيفي امام العاملين والمدرس الذي يباشر مهنة التدريس يحتاج هو الآخر إلى من يوجهه ويشرف عليه حتى يتقن اساليب التعامل مع الطلاب ويزداد خبرة بمهنته وحتى يستطيع ان يحقق الاهداف التي تعمل الوزارة على بلوغها
سادساً :ـ الإشراف التربوي وسيلة لتبادل الخبرات
من الصعوبة بما كان على المعلم تبادل الخبرة مع زملائه في نفس التخصص على نطاق واسع وذلك لقلة المعلمين المتخصصين في مجال واحد في المدرسة الواحدة في اغلب الاحيان 0لذلك فالإشراف التربوي في معظم اساليبه يعتمد على تبادل الخبرات بين المعلمين في مجال التخصص وبين المعلمين بصفة عامة 0
سابعاً :ـ تحديد احتياج الهيئات التعليمية بالمدارس0
إن تحديد احتياج الهيئات التعليمية بالمدارس إلى دورات تدريبية او ندوات مصغرة لا ياتي إلا بعد دراسة ميدانية داخل المدارس يقوم المشرف التربوي بها بحكم طبيعة عمله الميداني وتلمسه للمشكلات التي تعيشها المدارس
ثامناً :ـ عدم إعداد عدد كبير من المعلمين تربوياً0
وجود عدد كبير من المعلمين غير مؤهلين تربوياً لمهنة التدريس حيث ان الوعي باهمية التعليم دفع إلى التوسع في افتتاح المدارس دون إعداد عدد كافي من المعلمين فكان من الضروري الإستعانة بمعلمين لم يؤهلوا اصلاً لمهنة التدريس، وقد مارست هذه الفئة عملها دون إلمام بكثير من طرق التريس والعلوم التربوية والنفسية،ولا يمكن ان تكون هذه الفئة على مستوى الكفاية إلا إذا اقيمت لها برامج تدريبية من جهة اخرى فالتدريب وحده لا يكفي حيث لابد من الإشراف المباشر على ثمرات التدريب حتى يكون هؤلاء المعلمون من خيرة المعلمين 0
تاسعاً :ـ انعدام الصلة بين اساتذة كليات التربية وطلابهم بعد التخرج 0
انعدام الصلة بين اساتذة كليات التربية وطلابهم بعد التخرج يجعل الاساتذة لا يقفون على حقيقة المشكلات الميدانية للمعلمين في ضوء الواقع الميداني وتزويدهم بكل التوجيهات والارشادات اللازمة التي تمكنهم من السير قدماً في عملهم وتقيهم عثرات المهنة0
عاشرا ً :ـ عدم إلمام المعلمين الجدد إلماماً كافياً بالمعلومات اللازمة في عملية التدريس0
وكذلك عدم إلمامهم بتكنيك وفنية التدريس التي تحتاج إلى الوقت والخبرة0 بالاضافة إلى ذلك فإن المعلم لا يكون على علم تام بالفروق الفردية بين التلاميذ الامر الذى يحتاج إلى خبرة طويلة في مجال التدريس كذلك الفروق الفردية بين المعلمين في قدراتهم واحتياجاتهم ، الامر الذي يحتم ضرورة وجود المشرفين
الحادي عشر :ـ المعلم المنقول0
إن المعلم المنقول من بيئة مدرسية إلى بيئة مدرسية جديدة يحتاج لان يتاقلم ويتكيف مع الوضع الجديد ليتلائم مع الامكانات والفروق الجديدة وهذا يحتاج للتوجيه من المشرف التربوي الخبير