المعهد العالي للموسيقى
10-14-2011, 02:50 PM
بحث شامل ومعمق أعلام الموسيقى الاندلسية - أعلام الموسيقى الاندلسية بحث شامل و معمق
الفنان أحمد الزيتوني
احد الحصون الشامخة للصنعة الأندلسية المغربية
ولد الفنان أحمد الزيتوني بمدينة طنجة سنة 1929 ،وقد كان منذ حداثة سنه مولعا بالموسيقى والغناء ، لكنه اظهر ميلا خاصا للموسيقى الأندلسية ،فكان وهو ما زال شابا يلازم رجالاتها من أبناء طنجة ولا يتخلف عن أية تظاهرة فنية تنظم في هذه المدينة. لكن المدرسة الأولى للفنان أحمد الزيتوني كانت هي "دار الضمانة " بالدار البارود بالمدينة القديمة في منزل مولاي أحمد اليملاحي الوزاني( 1876 – 1965) الذي كان بيته مجمعا لهواة طرب الآلة والذي تلقى فيه أحمد الزيتوني المبادئ الأولى في الموسيقى الأندلسية.
بالموازاة مع تردده على"دار الضمانة " كان الشيخ الزيتوني ينهل من معين كبار رواد الموسيقى الأندلسية بطنجة في ذالك الوقت أمثال، العربي السيار، محمد المؤذن ، محمد المرشاني و أحمد الرايس، حيث كان يستغل مخالطته لهم لحفظ الصنعة الأندلسية(محمد المؤذن) ويتعلم العزف على بعض الآلات الموسيقية، كالكمان و العود الرباعي.
وعندما اشتد عود هذا الفنان الكبير في مجال الموسيقى الأندلسية كان لزاما عليه أن يتقرب من الأساتذة الكبار في تلك المرحلة ويتعلق الأمر على الخصوص بالفنانين مولاي أحمد الوكيلي حين إقامته في مدينتي طنجة وتطوان ،ومحمد العربي التمسماني الذي يعتبر من أهم مراجعه في رواية الصنعة .وقد كان لتقرب الشيخ الزيتوني من هذين الهرمين الوقع الكبير على حياته الفنية حيث عمل بذلك على صقل موهبته الفنية و تعميق معارفه في الموسيقى الأندلسية.
وقد كان نبوغه في هذا الميدان عاملا أساسيا في تعيينه سنة 1962 أستاذا بالمعهد الموسيقي بطنجة وعمل هناك حتى بعد سن تقاعده ، حيث درس هنالك الصنعة الأندلسية وآلتي العود و الكمان . وفي نفس السنة استدعاه المرحوم مولاي احمد الوكيلي ليكون ضمن أفراد جوق الإذاعة إلا أن ظروفا عائلية قاهرة جعلت مقامه في هذا الجوق لم يتعدى العشرة أيام .
وفي فترة تواجد الأستاذ المرحوم محمد الرايسي على رأس إدارة المعهد الموسيقي الطنجي تم تأسيس جوق" معهد طنجة" سنة 1981 كجوق ثاني للمدينة بعد جوق العربي السيار الذي كان يرأسه المرحوم محمد العربي المرابط ،حيث أسندت رئاسة هذا الجوق الجديد للفنان المقتدر الشيخ احمد الزيتوني .
وبعد سنوات قليلة من تأسيسه , فرض جوق معهد طنجة نفسه كأحد الأجواق العتيدة بعد الأجواق الثلاثة، حيث أصبح يستدعى للمشاركة في العديد من المهرجانات والملتقيات الفنية سواء داخل أو خارج الوطن كان آخرها مشاركة الجوق في احتفالات زمن المغرب في فرنسا حيث قدمت الفرقة عروضا متميزة بقاعة العالم العربي بباريس . وقد حصد الجوق من خلال مشاركاته العديدة هذه ،مجموعة من الجوائز التقديرية توجت سنة 1992 بتوشيح الفنان الزيتوني من طرف جلالة الملك محمد السادس ( حينما كان جلالته وليا للعهد) بوسام العرش من درجة فارس.
بالإضافة إلى كون الفنان الشيخ الزيتوني يعد من العازفين المهرة على آلة الكمان الجهير "الالطو" حيث يعزف عليها بطريقة خاصة تميزه عند السماع عن باقي عازفي هذه الالة، فانه يعتبر كذلك أول من إقتع بفوائد تدوين الموسيقي الأندلسية تدوينا علميا حسب ما نقله لنا الأستاذ يونس الشامي. فدون معه نوبة رمل الماية خلال إقامته بطنجة سنة 1977 والتي نشرت سنة 1982 من طرف مؤسسة النشر بالدار البيضاء،كما يحتفظ الفنان الزيتوني في خزانته بالتدوين الكامل لنوبتي الاصبهان والحجاز المشرقي في انتظار الدعم المادي لنشرهما .
وفي سنة 1990 ساهم جوق معهد طنجة برئاسة الفنان أحمد الزيتوني بتسجيل ثلاث نوبات هي : نوبة الماية – نوبة الرصد – نوبة عراق العجم ضمن أنطلوجية الآلة الأندلسية حيث أدرج في هذه الميازين بعض الصنائع النادرة.
ومن المزايا الفنية الكبرى التي تطبع مسيرة الشيخ الزيتوني ، الاجتهاد والبحث والابتكار حيث عمل بفضل هذه المزايا على تلحين بعض التواشي المفقودة وإتمام بعض الصنائع الناقصة أو إخراج بعض الميازين الناذرة فكان من أهم ما أبدعه في هذا المجال :
1- تلحينه مشاركة مع الأستاذ العلمي لميزان قائم ونصف الناهوند بتنسيق مولاي العربي اليملاحي الوزاني الطنجاوي إبن مولاي أحمد ،حيث قدمه بمهرجان فاس سنة 2006.
2- تلحينه لميزان قائم ونصف الحسين والذي يتضمن المشالية ثم التوشية واثنا عشر صنعة . وهو عمل مهم جدا كان الجوق يتدرب عليه سابقا وتوقف نتمنى أن يرى النور قريبا
3- جمعه لميزان قائم ونصف الرصد وهو من تلحين الفنان العربي السيار الطنجاوي
4- تلحينه لتوشية نوبة الرصد فقدمها في مهرجان شفشاون 1984،وتوشية الدرج منه قدمها مؤخرا في سهرة نسائم الأندلس بمدينة طنجة
5- أضافته مقاطع على توشية نوبة رصد الذيل للفنان محمد العربي التمسماني
6- تحويله لصنعة " قم وانظر الى مداد العذار "من قدام اغريبة الحسين من صنعة ثلاثية الى خماسية مع تلحين كرسيها
7- تلحينه لكرسي صنعة "يارسول الله يابحر الوفا"من بسيط عرق العجم
8- تلحينه لتوشية القائم ونصف اغريبة الحسين
9- تلحينه لتوشية درج الاستهلال
10- تقديمه لميزاني درج الرصد وقدام العشاق في المديح
11- إهتمامه بجمع التواشي وإخراجها في حلل صامتة جميلة , مثل توشيات نوبة رمل الماية , وتوشيات ميازين القدام في عمل رائع يستحق التنويه ,دون أن ننسى رائعته الجميلة المتمثلة في بسيط الحجاز المشرقي التي قدمت بجمعية هواة الموسيقى الأندلسية
الشريف مولاي العربي العمراوي
ينتسب الشريف مولاي العربي العمراوي رحمه الله إلى أسرة العمراويين وهي أسرة نبيلة من شرفاء مدينة فاس
تأتي شهرته من كونه شكل مع إخوته الخمسة (مولاي أحمد، سي محمد، سي حميد، سي الطاهر وسي قاسم رحمهم الله ) باقة جميلة في فن السماع اشتهرت بها مدينة فاس وازدانت بالمرحومين سي عمر ازويتن والسيد أحمد المزوري. حيث شكلت الفرقة واجهة فن المديح والسماع بمدينة فاس والمغرب. ويقال أن والد الإخوة العمراويين كان محبا للسماع، وتمنى أن يكون من صنوه من يجيد هذا الفن الجميل، ولعل هذا سر توجه أبنائه نحو هذا الفن.
ولد مولاي العربي بمدينة فاس سنة 1920 ،و تتلمذ على جيل من كبار المادحين بفاس أمثال: سي علال بلفقيه، مولاي علي المنصوري سي أحمد ازويتن وسي أحمد العلمي بالإضافة لأخويه سي امحمد وسي حميد ، حيث كانت مدرسته الأولى هو وإخوته ضريح المولى إدريس، بالإضافة لكل من الزاوية الحراقية بالمخفية والزاوية الصقلية.
لمع نجمه في سماء الموسيقى الأندلسية بعد تخلي المرحوم الحاج محمد لخصاصي سنة 1971 حيت اقترح الحاج عبد الكريم عليه الالتحاق بالجوق إذ كان معجبا بصوته وبحفظه للإنشادات والصنائع، . وقد عرف الجمهور العريض صوت مولاي العربي عن طريق أسطوانة لإنصراف قدام الجديد(أمشي يا رسول)،وهكذا رافق هذا الجوق ما يفوق العشرين سنة، حيث شكل ثنائيا جميلا رفقة الفنان محمد بجدوب .
تميز المرحوم مولاي العربي بفخامة صوته وبنفسه الطويل وارتياده للطبقات الصوتية العليا وبشساعة مساحة أدائه الصوتي، غنائه والمتواصل في الصنائع الكبرى
اشتغل مولاي العربي أستاذا بالمعهد الوطني الموسيقي بفاس بالإضافة إلى مهنة بائع الكتب،وقد عمل أيضا كعضو بجوق امرحوم المطيري برآسة الحاج محمد مصانو كما أشرف رحمه الله ابتداء من سنة 1983 وطيلة ثلاث سنوات وتحت إشراف جمعية البعث على دروس لحفظ وتعليم الإنشادات، حيث تخرج على يده عدد كبير من الشباب (عزيز العلمي، نور الدين الطاهري، مولاي الحسن الوزاني، سعيد الشرايبي...)، وظل طيلة حياته رحمه الله مؤطرا ومرجعا لهم. توفي رحمه الله سنة 1993 بمدينة فاس وعمره 73سنة
الحاج عبدالكريم الرايس
ولد بمدينة فاس العريقة سنة 1912، التحق منذ سنوات شبابه الأولى إلى جوق الأستاذ الكبير والمتبث للموسيقى الأندلسية بالمدينة الأمبريالية : محمد البريهي. وقد كان أبوه بدوره من رواد الطرب الأندلسي، وفي هذا الوسط المتعمق بالمجال ترعرع الفنان واكتسب كل ماينقصه من خبرات وتجارب.
بعد وفاة الأستاذ سيدي محمد البريهي، كان هو من أمسك المشعل بين يديه مؤسسا جوقا مختارا سماه تيمنا بمعلمه الراحل.
و سنة 1984 أقام الجوق ذاته حفلا موسيقيا بفرنسا أكسبه سمعة محترمة وأحاطه بمجموعة من المعجبين والمعجبات رغم تعدد أجناسهم واختلاف لغاتهم. وشارك الحاج بصفته رائدا من رواد المجال في ملتقى الموسيقى العربية بفاس سنة 1969 والتي عُيّنَ خلالها مستشارا ضمن لجنة القياسات والإيفاعات للموسيقى الأندلسية المغربية.
و بعد عقد من الزمن قامت هاته اللجنة عينها بإزالة القيود المعهودة-التي وجب على الفنانين اتقيد بها- بغيا في تبسيطها وتسهيلها على الأجيال الصاعدة، حتى تجني نتائج جيدة جيدة وكثيفة أكثر مما عهد.
عُيّنَ بعد ذلك مديرا للمعهد الموسيقي لفاس، وبقي رغم ذلك وفيا لجوقه كما أنه كثف من محاولاته إصلاحه وإكسابه أمثل صورة ممكنة.
توفي الحاج عبد الكريم الرايس سنة 1996 بفاس وعمره يناهز84خريفا، ليأخد بعد ذلك تلميذه محمد بريول المشعل ليكمل ما بدأه الراحل.
الفنان الدي أعطى الكثير في هدا الميدان أزيد من أربعين سنة
مثل سفير في هدا الميدان في عدة دول كسويسرا إيطاليا فرنسا والولاياة المتحدة
أول أسطوانة له من 33 في سنوات السبعينات
دون كتاب للموشحات وأجزال الموسيقى الأندلسية سماه من وحي الرباب
أخرج كتاب للنوطة لنوبة غريبة الحسين بتعاون مع تلميذه الأستاذ محمد ابريول
المدير حاليا لمعهد الموسيقى
سجل أنطولوجيا الآلة 4 نوبات مع وزارة الثقافة
أحرز على ميدالية بدرجة فارس كعميد الموسيقى الأندلسية من طرف صاحب
الجلالة محمد السادس ولي العهد آنداك
أحرز على ميدالية بدرجة فارس من طرف السفير الفرنسي بالقنصلية الفرنسية
بفاس
الفنان عبد الصادق شقارة
هو الفنان عبد الصادق شقارة الذي كان يعتبر هذه الموهبة الهام من السماء ، حيث ترعرع بالزاوية بطرقها المعروفة بمدينة تطوان، تتلمذ عن شيوخ هذه الزاوية التي كانت تشتهر بطرقها الصوفية حتى تشبع بألون المنطقة وهي الالوان الغنائية الجبلية نظرا لاوزانها من نغمة الطقطوقة كما في الشرق
ولكن نجد طبيعة الغناء عند الفنان عبد الصادق شقارة يجمع بين الالوان الغنائية الجبلية وفن الالة، استهل الموهبة في البداية بحفظ الموشحات والنشاد وكان يلازم الزاوية الحراقية ، فهو من مواليد مدينة تطوان سنة 1931
كانت حياته زاخرة بشتى الالوان من الفنون الغنائية وكان يعمل على توسيع المعرفة وتلقينها للشباب، حيث كان مدرسا بالمعهد الموسيقي بتطوان، وقد احتك بعدة اقطاب من اقطاب الموسيقى الاندلسية كسيدي محمد العربي التمسماني و الحاج عبد الكريم الرايس ومولاي احمد الوكيلي رحمة الله عليهم جميعا.
كان المرحوم عبد الصادق شقارة يكتنز الكثير من التراث المغربي والاسباني والالة، كالبراويل والحضرة والغناء الجبلي وقد سجل العديد من الاغاني (http://www.tunisia-cafe.com/vb/showthread.php?t=17427) ذات طابع خاص به
توفي الفنان عبد الصادق شقارة يوم 31/10/1998 تاركا ارثا ثمينا من الاعمال
مولاي أحمد الوكيلي
ولد أحمد الوكيلي الحسني سنة 1909بمدينة فاس، ينحدر من أسرة شريفة تتوارث هواية الموسيقى عن ولع بالنوبة الأندلسية، كان والده يحفظ الكثير من النوبات الإحدى عشر، وعلى إلمام بالعزف على آلة البيانو، لم يكن يعلم أن ولده هذا سيصير فنانا ممارسا يقام له بين أنداده، فبالأحرى أن يحترف الموسيقى والغناء نهائيا إلى أن يرتبط اسمه بطريقة متميزة، وكسائر الأسر المغربية في ذلك الوقت ألحقته بالكتاب ثم بجامع القرويين.
في القرويين حفظ الأشعار الأولى ومن ضمنها نصوص يتغنى بها في صنائع النوبات الأندلسية كان قد سمع بعضها مغناة في بيت أسرته، وكان من بين تلك الأشعار نصوص لليوسي والششتري وابن الفرض والحلبي وابن الخطيب في المديح والتصوف، فكانت تلك الأشعار وهي ملحنة مما يسهل حفظها أكثر من تلك التي بدون لحن.
ومن هناك كانت البداية فتولدت الرغبة في المزيد، ثم تطورت إلى اندماج فكان المنعطف، وتحول فقيه المستقبل إلى فنان أصيل مجيد ومجدد ورائد في طريقته وكانت لحظة تاريخية، تقبلت حياته رحمه الله بين ثلاثة مراكز من أهم المراكز التي تعطي للفن مكانته.
ففي فاس نشأ وتكون إلى أن أصبح في عداد الشيوخ، ولأسباب عائلية صرفة ثم أسباب غامضة لعل من ضمنها مضايقة سلطة الحماية له بفاس أو شعوره بذلك جعله يغادر مدينة فاس باتجاه مدينة طنجة سنة 1937 التي شهدت معركة ماء بوفكران بمكناس ونفي الزعيمين علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني.
وكان قد قرر اعتزال الموسيقى لما استقر بطنجة ففتح دكانا وبدأ يمارس عمله بعيدا عن أجواء الفن، إلا أن مكانته كانت معروفة عند الهواة والفنانين بطنجة فاقترحوا عليه استئناف نشاطه الفني، ثم أسندوا إليه رئاسة جوق ( إخوان الفن ) فعاد لنشاطه الفني منذ ذلك العهد.
وكانت مناسبة زار فيها الحسن بن المهدي الخليفة السلطاني بالشمال آنذاك مدينة طنجة ، فتقدم بعض الوجهاء وأعضاء الجوق بملتمس من سموه من أجل تكريم الفنان أحمد الوكيلي فعينه أستاذ بالمعهد الموسيقي بتطوان، وظل مقيما بطنجة يتردد على تطوان أسبوعيا، حيث كانت مهمة الإشراف على قسم الموسيقى العربية بيد المرحوم العياشي الواركلي وهو فنان من أكبر حفاظ تطوان في ذلك الوقت، وقد تبادلا مستعملات من النوبة الأندلسية، وهناك من ينسب صنائع بسيط الحسين للواركلي الذي رواها للوكيلي، وهي صنائع لم تكن دارجة بين الحفاظ قبل أي يسجلها الوكيلي للإذاعة بإلحاح من الأستاذ عبد اللطيف خالص مدير الإذاعة آنذاك.
وتعود أسباب مغادرته إلى طنجة عوامل موضوعية، ذلك أنه بعد وفاة البريهي سنة1945 ووفاة المطيري 1946 وقع شعور بالحاجة إلى من يخلف أحدهما، وحيث أن الوكيلي هو المجاز من الإثنين بكيفية موثقة فكر بعض المهتمين في إرجاعه إلى فاس فتكون جوق فاس سنة1947 وكانت نية الوكيلي أن يظل مقيما في طنجة ومحتفظا بمهمته مع جوق ( إخوان الفن ) إلا أن البعض دس له مع أفراد الجوق وهو غائب في فاس يرتب أمره في التوفيق لمهمته المزدوجة بين طنجة وفاس، وحين عودته وجد الجو قد تغير فحزم أمره وانتقل نهائيا إلى فاس، إلا أنه يبدو أن إقامته بفاس لم تستمر طويلا لأسباب غامضة لم يكن يبيح بها.
ومنذ سنة 1953 حط الرحال بمدينة الرباط هو وأسرته فأسندت إليه مهمة جوق الطرب الأندلسي بالإذاعة إلى يوم وفاته في 25 نونبر 1988.
الفنانة الزهرة أبطيو بطيوة
هي الفنانة زهرة بنت عبدالسلام ابطيو من مواليد حي القصبة بتطوان سنة 1932,كانت في بدابة حياتها الفنية تهوى الغناء والعزف (http://www.tunisia-cafe.com/vb/showthread.php?t=17427) على ألة العود حيث تأثرت وتعلمت العزف على يد المعلم محمد المرشاني .
إلتحقت سنة 1957 بالمعهد الموسيقي بتطوان وأخذت الكثير من الصنائع على يد الأستاذ محمد العربي التمسماني خاصة في الموسيقى الأندلسية.
وقد كونت جوقا تحت رئاستها, الفنانة زهرة أبطيو شاركت في عدة مناسبات والحفلات وقد غشتهرت بإسم ( الزهرة القائد ميمون )
أنجبت خمسة بتات وولد واحد وكلهم يهتمون بالفن, توفيت الفنانة الزهرة أبطيو في 13 أبريل 1992 ودفنت بتطوان.
يتميز صوت الزهرة ابطيو كونه صوت رخيم به مسحة حزينة " وبالوقوف على تسجيلات الإذاعة لجوق المعهد التطواني نسجل مايلي
1_ الزهرة ابطيو أدت أكثر من 20 صنعة منفردة موزعة على مجموعة من النوبات وهذا العدد من الصنائع لم يؤده اي منشد ( رجل أو امرأة).
2- الزهرة ابطيو ادت جميع أنواع الصنائع مابين شعر فصيح وموشح وزجل أو برولة
3- الزهرة أدت بإقتدار كبير كما سنرى صنائع كبيرة مشغلولة وصعبة الأداء منفردة, الشيئ الذي يبرهن على إمكانياتها العالية
مثال على ذلك:
* صنعة خير البشر من ميزان بسيط رمل الماية
* صنعة ابتليت بعشقا من القائم ونف الإصبهان
* برولة محبوب القلب
4- الزهرة ابطيو كانت تؤدي حتى البيتين بشكل جيد كما هو مسجل من ميزان القائم ونصف غريبة الحسين.
وختاما يمكن الجزم بالقول أن هذا التنوع في الأداء الذي إتسم به اسلوب الزهرة ابطيو يوضح بالملموس أنها لم تكن منشدة ويدل على علو كعبها حيث أنها تركت بصمات واضحة في الأسلوب الأدائي للمدرسة التطوانية
الفنان أحمد الزيتوني
احد الحصون الشامخة للصنعة الأندلسية المغربية
ولد الفنان أحمد الزيتوني بمدينة طنجة سنة 1929 ،وقد كان منذ حداثة سنه مولعا بالموسيقى والغناء ، لكنه اظهر ميلا خاصا للموسيقى الأندلسية ،فكان وهو ما زال شابا يلازم رجالاتها من أبناء طنجة ولا يتخلف عن أية تظاهرة فنية تنظم في هذه المدينة. لكن المدرسة الأولى للفنان أحمد الزيتوني كانت هي "دار الضمانة " بالدار البارود بالمدينة القديمة في منزل مولاي أحمد اليملاحي الوزاني( 1876 – 1965) الذي كان بيته مجمعا لهواة طرب الآلة والذي تلقى فيه أحمد الزيتوني المبادئ الأولى في الموسيقى الأندلسية.
بالموازاة مع تردده على"دار الضمانة " كان الشيخ الزيتوني ينهل من معين كبار رواد الموسيقى الأندلسية بطنجة في ذالك الوقت أمثال، العربي السيار، محمد المؤذن ، محمد المرشاني و أحمد الرايس، حيث كان يستغل مخالطته لهم لحفظ الصنعة الأندلسية(محمد المؤذن) ويتعلم العزف على بعض الآلات الموسيقية، كالكمان و العود الرباعي.
وعندما اشتد عود هذا الفنان الكبير في مجال الموسيقى الأندلسية كان لزاما عليه أن يتقرب من الأساتذة الكبار في تلك المرحلة ويتعلق الأمر على الخصوص بالفنانين مولاي أحمد الوكيلي حين إقامته في مدينتي طنجة وتطوان ،ومحمد العربي التمسماني الذي يعتبر من أهم مراجعه في رواية الصنعة .وقد كان لتقرب الشيخ الزيتوني من هذين الهرمين الوقع الكبير على حياته الفنية حيث عمل بذلك على صقل موهبته الفنية و تعميق معارفه في الموسيقى الأندلسية.
وقد كان نبوغه في هذا الميدان عاملا أساسيا في تعيينه سنة 1962 أستاذا بالمعهد الموسيقي بطنجة وعمل هناك حتى بعد سن تقاعده ، حيث درس هنالك الصنعة الأندلسية وآلتي العود و الكمان . وفي نفس السنة استدعاه المرحوم مولاي احمد الوكيلي ليكون ضمن أفراد جوق الإذاعة إلا أن ظروفا عائلية قاهرة جعلت مقامه في هذا الجوق لم يتعدى العشرة أيام .
وفي فترة تواجد الأستاذ المرحوم محمد الرايسي على رأس إدارة المعهد الموسيقي الطنجي تم تأسيس جوق" معهد طنجة" سنة 1981 كجوق ثاني للمدينة بعد جوق العربي السيار الذي كان يرأسه المرحوم محمد العربي المرابط ،حيث أسندت رئاسة هذا الجوق الجديد للفنان المقتدر الشيخ احمد الزيتوني .
وبعد سنوات قليلة من تأسيسه , فرض جوق معهد طنجة نفسه كأحد الأجواق العتيدة بعد الأجواق الثلاثة، حيث أصبح يستدعى للمشاركة في العديد من المهرجانات والملتقيات الفنية سواء داخل أو خارج الوطن كان آخرها مشاركة الجوق في احتفالات زمن المغرب في فرنسا حيث قدمت الفرقة عروضا متميزة بقاعة العالم العربي بباريس . وقد حصد الجوق من خلال مشاركاته العديدة هذه ،مجموعة من الجوائز التقديرية توجت سنة 1992 بتوشيح الفنان الزيتوني من طرف جلالة الملك محمد السادس ( حينما كان جلالته وليا للعهد) بوسام العرش من درجة فارس.
بالإضافة إلى كون الفنان الشيخ الزيتوني يعد من العازفين المهرة على آلة الكمان الجهير "الالطو" حيث يعزف عليها بطريقة خاصة تميزه عند السماع عن باقي عازفي هذه الالة، فانه يعتبر كذلك أول من إقتع بفوائد تدوين الموسيقي الأندلسية تدوينا علميا حسب ما نقله لنا الأستاذ يونس الشامي. فدون معه نوبة رمل الماية خلال إقامته بطنجة سنة 1977 والتي نشرت سنة 1982 من طرف مؤسسة النشر بالدار البيضاء،كما يحتفظ الفنان الزيتوني في خزانته بالتدوين الكامل لنوبتي الاصبهان والحجاز المشرقي في انتظار الدعم المادي لنشرهما .
وفي سنة 1990 ساهم جوق معهد طنجة برئاسة الفنان أحمد الزيتوني بتسجيل ثلاث نوبات هي : نوبة الماية – نوبة الرصد – نوبة عراق العجم ضمن أنطلوجية الآلة الأندلسية حيث أدرج في هذه الميازين بعض الصنائع النادرة.
ومن المزايا الفنية الكبرى التي تطبع مسيرة الشيخ الزيتوني ، الاجتهاد والبحث والابتكار حيث عمل بفضل هذه المزايا على تلحين بعض التواشي المفقودة وإتمام بعض الصنائع الناقصة أو إخراج بعض الميازين الناذرة فكان من أهم ما أبدعه في هذا المجال :
1- تلحينه مشاركة مع الأستاذ العلمي لميزان قائم ونصف الناهوند بتنسيق مولاي العربي اليملاحي الوزاني الطنجاوي إبن مولاي أحمد ،حيث قدمه بمهرجان فاس سنة 2006.
2- تلحينه لميزان قائم ونصف الحسين والذي يتضمن المشالية ثم التوشية واثنا عشر صنعة . وهو عمل مهم جدا كان الجوق يتدرب عليه سابقا وتوقف نتمنى أن يرى النور قريبا
3- جمعه لميزان قائم ونصف الرصد وهو من تلحين الفنان العربي السيار الطنجاوي
4- تلحينه لتوشية نوبة الرصد فقدمها في مهرجان شفشاون 1984،وتوشية الدرج منه قدمها مؤخرا في سهرة نسائم الأندلس بمدينة طنجة
5- أضافته مقاطع على توشية نوبة رصد الذيل للفنان محمد العربي التمسماني
6- تحويله لصنعة " قم وانظر الى مداد العذار "من قدام اغريبة الحسين من صنعة ثلاثية الى خماسية مع تلحين كرسيها
7- تلحينه لكرسي صنعة "يارسول الله يابحر الوفا"من بسيط عرق العجم
8- تلحينه لتوشية القائم ونصف اغريبة الحسين
9- تلحينه لتوشية درج الاستهلال
10- تقديمه لميزاني درج الرصد وقدام العشاق في المديح
11- إهتمامه بجمع التواشي وإخراجها في حلل صامتة جميلة , مثل توشيات نوبة رمل الماية , وتوشيات ميازين القدام في عمل رائع يستحق التنويه ,دون أن ننسى رائعته الجميلة المتمثلة في بسيط الحجاز المشرقي التي قدمت بجمعية هواة الموسيقى الأندلسية
الشريف مولاي العربي العمراوي
ينتسب الشريف مولاي العربي العمراوي رحمه الله إلى أسرة العمراويين وهي أسرة نبيلة من شرفاء مدينة فاس
تأتي شهرته من كونه شكل مع إخوته الخمسة (مولاي أحمد، سي محمد، سي حميد، سي الطاهر وسي قاسم رحمهم الله ) باقة جميلة في فن السماع اشتهرت بها مدينة فاس وازدانت بالمرحومين سي عمر ازويتن والسيد أحمد المزوري. حيث شكلت الفرقة واجهة فن المديح والسماع بمدينة فاس والمغرب. ويقال أن والد الإخوة العمراويين كان محبا للسماع، وتمنى أن يكون من صنوه من يجيد هذا الفن الجميل، ولعل هذا سر توجه أبنائه نحو هذا الفن.
ولد مولاي العربي بمدينة فاس سنة 1920 ،و تتلمذ على جيل من كبار المادحين بفاس أمثال: سي علال بلفقيه، مولاي علي المنصوري سي أحمد ازويتن وسي أحمد العلمي بالإضافة لأخويه سي امحمد وسي حميد ، حيث كانت مدرسته الأولى هو وإخوته ضريح المولى إدريس، بالإضافة لكل من الزاوية الحراقية بالمخفية والزاوية الصقلية.
لمع نجمه في سماء الموسيقى الأندلسية بعد تخلي المرحوم الحاج محمد لخصاصي سنة 1971 حيت اقترح الحاج عبد الكريم عليه الالتحاق بالجوق إذ كان معجبا بصوته وبحفظه للإنشادات والصنائع، . وقد عرف الجمهور العريض صوت مولاي العربي عن طريق أسطوانة لإنصراف قدام الجديد(أمشي يا رسول)،وهكذا رافق هذا الجوق ما يفوق العشرين سنة، حيث شكل ثنائيا جميلا رفقة الفنان محمد بجدوب .
تميز المرحوم مولاي العربي بفخامة صوته وبنفسه الطويل وارتياده للطبقات الصوتية العليا وبشساعة مساحة أدائه الصوتي، غنائه والمتواصل في الصنائع الكبرى
اشتغل مولاي العربي أستاذا بالمعهد الوطني الموسيقي بفاس بالإضافة إلى مهنة بائع الكتب،وقد عمل أيضا كعضو بجوق امرحوم المطيري برآسة الحاج محمد مصانو كما أشرف رحمه الله ابتداء من سنة 1983 وطيلة ثلاث سنوات وتحت إشراف جمعية البعث على دروس لحفظ وتعليم الإنشادات، حيث تخرج على يده عدد كبير من الشباب (عزيز العلمي، نور الدين الطاهري، مولاي الحسن الوزاني، سعيد الشرايبي...)، وظل طيلة حياته رحمه الله مؤطرا ومرجعا لهم. توفي رحمه الله سنة 1993 بمدينة فاس وعمره 73سنة
الحاج عبدالكريم الرايس
ولد بمدينة فاس العريقة سنة 1912، التحق منذ سنوات شبابه الأولى إلى جوق الأستاذ الكبير والمتبث للموسيقى الأندلسية بالمدينة الأمبريالية : محمد البريهي. وقد كان أبوه بدوره من رواد الطرب الأندلسي، وفي هذا الوسط المتعمق بالمجال ترعرع الفنان واكتسب كل ماينقصه من خبرات وتجارب.
بعد وفاة الأستاذ سيدي محمد البريهي، كان هو من أمسك المشعل بين يديه مؤسسا جوقا مختارا سماه تيمنا بمعلمه الراحل.
و سنة 1984 أقام الجوق ذاته حفلا موسيقيا بفرنسا أكسبه سمعة محترمة وأحاطه بمجموعة من المعجبين والمعجبات رغم تعدد أجناسهم واختلاف لغاتهم. وشارك الحاج بصفته رائدا من رواد المجال في ملتقى الموسيقى العربية بفاس سنة 1969 والتي عُيّنَ خلالها مستشارا ضمن لجنة القياسات والإيفاعات للموسيقى الأندلسية المغربية.
و بعد عقد من الزمن قامت هاته اللجنة عينها بإزالة القيود المعهودة-التي وجب على الفنانين اتقيد بها- بغيا في تبسيطها وتسهيلها على الأجيال الصاعدة، حتى تجني نتائج جيدة جيدة وكثيفة أكثر مما عهد.
عُيّنَ بعد ذلك مديرا للمعهد الموسيقي لفاس، وبقي رغم ذلك وفيا لجوقه كما أنه كثف من محاولاته إصلاحه وإكسابه أمثل صورة ممكنة.
توفي الحاج عبد الكريم الرايس سنة 1996 بفاس وعمره يناهز84خريفا، ليأخد بعد ذلك تلميذه محمد بريول المشعل ليكمل ما بدأه الراحل.
الفنان الدي أعطى الكثير في هدا الميدان أزيد من أربعين سنة
مثل سفير في هدا الميدان في عدة دول كسويسرا إيطاليا فرنسا والولاياة المتحدة
أول أسطوانة له من 33 في سنوات السبعينات
دون كتاب للموشحات وأجزال الموسيقى الأندلسية سماه من وحي الرباب
أخرج كتاب للنوطة لنوبة غريبة الحسين بتعاون مع تلميذه الأستاذ محمد ابريول
المدير حاليا لمعهد الموسيقى
سجل أنطولوجيا الآلة 4 نوبات مع وزارة الثقافة
أحرز على ميدالية بدرجة فارس كعميد الموسيقى الأندلسية من طرف صاحب
الجلالة محمد السادس ولي العهد آنداك
أحرز على ميدالية بدرجة فارس من طرف السفير الفرنسي بالقنصلية الفرنسية
بفاس
الفنان عبد الصادق شقارة
هو الفنان عبد الصادق شقارة الذي كان يعتبر هذه الموهبة الهام من السماء ، حيث ترعرع بالزاوية بطرقها المعروفة بمدينة تطوان، تتلمذ عن شيوخ هذه الزاوية التي كانت تشتهر بطرقها الصوفية حتى تشبع بألون المنطقة وهي الالوان الغنائية الجبلية نظرا لاوزانها من نغمة الطقطوقة كما في الشرق
ولكن نجد طبيعة الغناء عند الفنان عبد الصادق شقارة يجمع بين الالوان الغنائية الجبلية وفن الالة، استهل الموهبة في البداية بحفظ الموشحات والنشاد وكان يلازم الزاوية الحراقية ، فهو من مواليد مدينة تطوان سنة 1931
كانت حياته زاخرة بشتى الالوان من الفنون الغنائية وكان يعمل على توسيع المعرفة وتلقينها للشباب، حيث كان مدرسا بالمعهد الموسيقي بتطوان، وقد احتك بعدة اقطاب من اقطاب الموسيقى الاندلسية كسيدي محمد العربي التمسماني و الحاج عبد الكريم الرايس ومولاي احمد الوكيلي رحمة الله عليهم جميعا.
كان المرحوم عبد الصادق شقارة يكتنز الكثير من التراث المغربي والاسباني والالة، كالبراويل والحضرة والغناء الجبلي وقد سجل العديد من الاغاني (http://www.tunisia-cafe.com/vb/showthread.php?t=17427) ذات طابع خاص به
توفي الفنان عبد الصادق شقارة يوم 31/10/1998 تاركا ارثا ثمينا من الاعمال
مولاي أحمد الوكيلي
ولد أحمد الوكيلي الحسني سنة 1909بمدينة فاس، ينحدر من أسرة شريفة تتوارث هواية الموسيقى عن ولع بالنوبة الأندلسية، كان والده يحفظ الكثير من النوبات الإحدى عشر، وعلى إلمام بالعزف على آلة البيانو، لم يكن يعلم أن ولده هذا سيصير فنانا ممارسا يقام له بين أنداده، فبالأحرى أن يحترف الموسيقى والغناء نهائيا إلى أن يرتبط اسمه بطريقة متميزة، وكسائر الأسر المغربية في ذلك الوقت ألحقته بالكتاب ثم بجامع القرويين.
في القرويين حفظ الأشعار الأولى ومن ضمنها نصوص يتغنى بها في صنائع النوبات الأندلسية كان قد سمع بعضها مغناة في بيت أسرته، وكان من بين تلك الأشعار نصوص لليوسي والششتري وابن الفرض والحلبي وابن الخطيب في المديح والتصوف، فكانت تلك الأشعار وهي ملحنة مما يسهل حفظها أكثر من تلك التي بدون لحن.
ومن هناك كانت البداية فتولدت الرغبة في المزيد، ثم تطورت إلى اندماج فكان المنعطف، وتحول فقيه المستقبل إلى فنان أصيل مجيد ومجدد ورائد في طريقته وكانت لحظة تاريخية، تقبلت حياته رحمه الله بين ثلاثة مراكز من أهم المراكز التي تعطي للفن مكانته.
ففي فاس نشأ وتكون إلى أن أصبح في عداد الشيوخ، ولأسباب عائلية صرفة ثم أسباب غامضة لعل من ضمنها مضايقة سلطة الحماية له بفاس أو شعوره بذلك جعله يغادر مدينة فاس باتجاه مدينة طنجة سنة 1937 التي شهدت معركة ماء بوفكران بمكناس ونفي الزعيمين علال الفاسي ومحمد بن الحسن الوزاني.
وكان قد قرر اعتزال الموسيقى لما استقر بطنجة ففتح دكانا وبدأ يمارس عمله بعيدا عن أجواء الفن، إلا أن مكانته كانت معروفة عند الهواة والفنانين بطنجة فاقترحوا عليه استئناف نشاطه الفني، ثم أسندوا إليه رئاسة جوق ( إخوان الفن ) فعاد لنشاطه الفني منذ ذلك العهد.
وكانت مناسبة زار فيها الحسن بن المهدي الخليفة السلطاني بالشمال آنذاك مدينة طنجة ، فتقدم بعض الوجهاء وأعضاء الجوق بملتمس من سموه من أجل تكريم الفنان أحمد الوكيلي فعينه أستاذ بالمعهد الموسيقي بتطوان، وظل مقيما بطنجة يتردد على تطوان أسبوعيا، حيث كانت مهمة الإشراف على قسم الموسيقى العربية بيد المرحوم العياشي الواركلي وهو فنان من أكبر حفاظ تطوان في ذلك الوقت، وقد تبادلا مستعملات من النوبة الأندلسية، وهناك من ينسب صنائع بسيط الحسين للواركلي الذي رواها للوكيلي، وهي صنائع لم تكن دارجة بين الحفاظ قبل أي يسجلها الوكيلي للإذاعة بإلحاح من الأستاذ عبد اللطيف خالص مدير الإذاعة آنذاك.
وتعود أسباب مغادرته إلى طنجة عوامل موضوعية، ذلك أنه بعد وفاة البريهي سنة1945 ووفاة المطيري 1946 وقع شعور بالحاجة إلى من يخلف أحدهما، وحيث أن الوكيلي هو المجاز من الإثنين بكيفية موثقة فكر بعض المهتمين في إرجاعه إلى فاس فتكون جوق فاس سنة1947 وكانت نية الوكيلي أن يظل مقيما في طنجة ومحتفظا بمهمته مع جوق ( إخوان الفن ) إلا أن البعض دس له مع أفراد الجوق وهو غائب في فاس يرتب أمره في التوفيق لمهمته المزدوجة بين طنجة وفاس، وحين عودته وجد الجو قد تغير فحزم أمره وانتقل نهائيا إلى فاس، إلا أنه يبدو أن إقامته بفاس لم تستمر طويلا لأسباب غامضة لم يكن يبيح بها.
ومنذ سنة 1953 حط الرحال بمدينة الرباط هو وأسرته فأسندت إليه مهمة جوق الطرب الأندلسي بالإذاعة إلى يوم وفاته في 25 نونبر 1988.
الفنانة الزهرة أبطيو بطيوة
هي الفنانة زهرة بنت عبدالسلام ابطيو من مواليد حي القصبة بتطوان سنة 1932,كانت في بدابة حياتها الفنية تهوى الغناء والعزف (http://www.tunisia-cafe.com/vb/showthread.php?t=17427) على ألة العود حيث تأثرت وتعلمت العزف على يد المعلم محمد المرشاني .
إلتحقت سنة 1957 بالمعهد الموسيقي بتطوان وأخذت الكثير من الصنائع على يد الأستاذ محمد العربي التمسماني خاصة في الموسيقى الأندلسية.
وقد كونت جوقا تحت رئاستها, الفنانة زهرة أبطيو شاركت في عدة مناسبات والحفلات وقد غشتهرت بإسم ( الزهرة القائد ميمون )
أنجبت خمسة بتات وولد واحد وكلهم يهتمون بالفن, توفيت الفنانة الزهرة أبطيو في 13 أبريل 1992 ودفنت بتطوان.
يتميز صوت الزهرة ابطيو كونه صوت رخيم به مسحة حزينة " وبالوقوف على تسجيلات الإذاعة لجوق المعهد التطواني نسجل مايلي
1_ الزهرة ابطيو أدت أكثر من 20 صنعة منفردة موزعة على مجموعة من النوبات وهذا العدد من الصنائع لم يؤده اي منشد ( رجل أو امرأة).
2- الزهرة ابطيو ادت جميع أنواع الصنائع مابين شعر فصيح وموشح وزجل أو برولة
3- الزهرة أدت بإقتدار كبير كما سنرى صنائع كبيرة مشغلولة وصعبة الأداء منفردة, الشيئ الذي يبرهن على إمكانياتها العالية
مثال على ذلك:
* صنعة خير البشر من ميزان بسيط رمل الماية
* صنعة ابتليت بعشقا من القائم ونف الإصبهان
* برولة محبوب القلب
4- الزهرة ابطيو كانت تؤدي حتى البيتين بشكل جيد كما هو مسجل من ميزان القائم ونصف غريبة الحسين.
وختاما يمكن الجزم بالقول أن هذا التنوع في الأداء الذي إتسم به اسلوب الزهرة ابطيو يوضح بالملموس أنها لم تكن منشدة ويدل على علو كعبها حيث أنها تركت بصمات واضحة في الأسلوب الأدائي للمدرسة التطوانية