شريف عمر
09-07-2010, 07:31 PM
لماذا يضرب الأزواج زوجاتهم ؟ ولماذا تسكت الزوجات ؟
لقد أباح الله عز وجل للزوج أن يوجه ويؤدب زوجته إذا حصل بينهما خلاف بالموعظة الحسنة ، فإذا لم تستجب يلجأ إلي هجرها في الفراش ، فإذا لم ينفع معها ذلك فعندئذ يضربها بشروط وضوابط تحفظ للمرأة كرامتها وإنسانيتها وفي الوقت نفسه يقومها لاستقرار حياتهما معاً
قال الله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً) [النساء: 34].
أما ما يحدث في بعض البيوت من ضرب الأزواج لزوجاتهم دون أسباب منطقية ، أو حاجة ضرورية فإنه يمثل مشكلة لا بد من حلها بعد معرفة أسبابها ودوافعها النفسية والتربوية ، التي تختلف من شخص لآخر حسب التنشئة الأسرية التي نشأ عليها
فمن الأزواج من عاش بين أبوين ورأى والده وهو يضرب والدته أمامه وهي صامتة صابرة فوقع في نفسه أن هذا حال جميع الأزواج مع زوجاتهم ولا غبار عليه
وصنف عاش في أسرة تتحيز للذكور وترفع من شأنهم ، وتميزهم في كل شيء على الإناث ، وتأمرهم بالتحكم والتسلط على أخواتهم حتى وإن كانوا أكبر منهم ، فغرست في نفسه معاني التسلط والتحكم والعنجهية فنشأ عليها وترعرع ، وهذه المعاني تكبر معه حتى تزوج وانعكست في معاملته لزوجته ، فإذا لم ترضخ الزوجة له ضربها ، لأنه تعوّد طاعة عمياء من أخواته الإناث ، ولن يقبل أن ترد أوامره أو طلباته
أما الصنف الثالث هو الذي رأى من ضرب والده لوالدته أقصر الطرق لرضوخ الزوجة له ، وكبح جماحها، واستجابتها لأوامره ونواهيه رغماً عنها
والصنف الرابع الذي يضرب وهو مضطراً لذلك بسبب تمرد زوجته وعصيانها له وتقصيرها في أداء واجباتها نحوه ونحو أولاده وبيته ، ولم ينفع معها الوعظ أو الهجر أو تدخل الأهل فيلجأ للضرب حتى يستقيم حالها
أما سكوت الزوجة لزوجها فله أسبابه ، فمنها أنها نشأت في أسرة مسيطرة من الأب أو الأخ ، ورأت والدها يضرب والدتها وهي ساكته صابرة ، لا تستطيع الاعتراض على أبيها أو أخيها فنشأت ضعيفة سلبية ، ثم تزوجت واستسلمت لضرب زوجها بسبب ضعفها حتى تستمر حياتها معه
أما الصنف الثاني من النساء فهي المغلوبة على أمرها التي لا أهل لها ، أو أسرتها مفككة الأب في واد والأم في واد آخر ، ولا يريدان تحمل مسؤولية ابنتهم إذا انفصلت عن زوجها ، فيستغل الزوج هذه الظروف فيتسلط عليها بالإهانة والشتم والضرب والتحقير فتضطر الزوجة للسكوت والرضى بحالها في ظل خذلان أهلها أو عدم وجودهم ، أو قد تسكت الزوجة لأنها تحتل مكانة اجتماعية أو علمية عند أسرتها أو في مجتمعها ، فلا تريد أن تفضح نفسها أمامهم
هذه بعض الأسباب من قبل الزوج أو الزوجة
ويكمن حلها في أساليب التنشئة الأسرية التي يتلقاها الطفل في أسرته ، ومدى تقبلهم واهتمامهم به من جميع الجوانب ، ومدى إشباعهم للحاجات النفسية من الحب والاهتمام والتقدير والقبول إلى غير ذلك
فالأسرة هي التي تضع جميع البذور الأساسية لشخصية الرجل والمرأة من طفولته ، لتظهر في سلوكياته وأخلاقياته وتصرفاته في المستقبل
فدور الوالدين مهم جداً في تنشئته على الحب والتقدير والاحترام وتحمل المسؤولية مع شريكة حياته مستقبلاً
__________________________
من موقع الإسلام سؤال و جواب تكملةً للفائدة من الموضوع أعلاه
وكان السؤال عن ضرب الزوجة ؟
1- وقد أمر القرآن بالإحسان إلى الزوجة ، وإكرامها ، ومعاشرتها بالمعروف، حتى عند انتفاء المحبة القلبية ، فقال : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) النساء / 19 .
2- وبين أن للمرأة حقوقا على زوجها ، كما أن له حقوقا عليها ، فقال : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة / 228 ، والآية تدل على أن للرجل حقا زائدا ، نظير قوامته ومسئوليته في الإنفاق وغيره .
3- وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الزوجة وإكرامها ، بل جعل خير الناس من يحسن إلى أهله ، فقال : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي " رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
4- ومن جميل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الإحسان إلى الزوجة ، أن إطعام الزوج لزوجته ، ووضع اللقمة في فمها ، ينال به صدقة ، فقال : " وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك " رواه البخاري 6352 ومسلم 1628
4- وقال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " رواه مسلم 1218
ومعنى " ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه " أي : لا يأذنّ لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلا أجنبيا أو امرأة أو أحدا من محارم الزوجة فالنهى يتناول جميع ذلك . انتهى كلام النووي .
وأفاد الحديث أن للرجل أن يضرب زوجته ضربا غير مبرح إذا وجد ما يدعو لذلك من مخالفتها وعصيانها .
وهذا كقوله تعالى: ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء / 34 .
فإذا تمردت المرأة على زوجها ، وعصت أمره ، سلك معها هذه الطرق الوعظ أو الهجر في المضجع ، أو الضرب ويشترط في الضرب أن يكون غير مبرح . قال الحسن البصري : يعني غير مؤثر.
وقال عطاء : قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه .
فليس الغرض إيذاء المرأة ولا إهانتها ، ولكن إشعارها بأنها مخطئة في حق زوجها ، وأن لزوجها الحق في إصلاحها وتقويمها .
والله أعلم
عميق تحياتى لأعضاء وزوار منتديات توينزيا كافيه
شريف عمر
أبو مروان
لقد أباح الله عز وجل للزوج أن يوجه ويؤدب زوجته إذا حصل بينهما خلاف بالموعظة الحسنة ، فإذا لم تستجب يلجأ إلي هجرها في الفراش ، فإذا لم ينفع معها ذلك فعندئذ يضربها بشروط وضوابط تحفظ للمرأة كرامتها وإنسانيتها وفي الوقت نفسه يقومها لاستقرار حياتهما معاً
قال الله تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً) [النساء: 34].
أما ما يحدث في بعض البيوت من ضرب الأزواج لزوجاتهم دون أسباب منطقية ، أو حاجة ضرورية فإنه يمثل مشكلة لا بد من حلها بعد معرفة أسبابها ودوافعها النفسية والتربوية ، التي تختلف من شخص لآخر حسب التنشئة الأسرية التي نشأ عليها
فمن الأزواج من عاش بين أبوين ورأى والده وهو يضرب والدته أمامه وهي صامتة صابرة فوقع في نفسه أن هذا حال جميع الأزواج مع زوجاتهم ولا غبار عليه
وصنف عاش في أسرة تتحيز للذكور وترفع من شأنهم ، وتميزهم في كل شيء على الإناث ، وتأمرهم بالتحكم والتسلط على أخواتهم حتى وإن كانوا أكبر منهم ، فغرست في نفسه معاني التسلط والتحكم والعنجهية فنشأ عليها وترعرع ، وهذه المعاني تكبر معه حتى تزوج وانعكست في معاملته لزوجته ، فإذا لم ترضخ الزوجة له ضربها ، لأنه تعوّد طاعة عمياء من أخواته الإناث ، ولن يقبل أن ترد أوامره أو طلباته
أما الصنف الثالث هو الذي رأى من ضرب والده لوالدته أقصر الطرق لرضوخ الزوجة له ، وكبح جماحها، واستجابتها لأوامره ونواهيه رغماً عنها
والصنف الرابع الذي يضرب وهو مضطراً لذلك بسبب تمرد زوجته وعصيانها له وتقصيرها في أداء واجباتها نحوه ونحو أولاده وبيته ، ولم ينفع معها الوعظ أو الهجر أو تدخل الأهل فيلجأ للضرب حتى يستقيم حالها
أما سكوت الزوجة لزوجها فله أسبابه ، فمنها أنها نشأت في أسرة مسيطرة من الأب أو الأخ ، ورأت والدها يضرب والدتها وهي ساكته صابرة ، لا تستطيع الاعتراض على أبيها أو أخيها فنشأت ضعيفة سلبية ، ثم تزوجت واستسلمت لضرب زوجها بسبب ضعفها حتى تستمر حياتها معه
أما الصنف الثاني من النساء فهي المغلوبة على أمرها التي لا أهل لها ، أو أسرتها مفككة الأب في واد والأم في واد آخر ، ولا يريدان تحمل مسؤولية ابنتهم إذا انفصلت عن زوجها ، فيستغل الزوج هذه الظروف فيتسلط عليها بالإهانة والشتم والضرب والتحقير فتضطر الزوجة للسكوت والرضى بحالها في ظل خذلان أهلها أو عدم وجودهم ، أو قد تسكت الزوجة لأنها تحتل مكانة اجتماعية أو علمية عند أسرتها أو في مجتمعها ، فلا تريد أن تفضح نفسها أمامهم
هذه بعض الأسباب من قبل الزوج أو الزوجة
ويكمن حلها في أساليب التنشئة الأسرية التي يتلقاها الطفل في أسرته ، ومدى تقبلهم واهتمامهم به من جميع الجوانب ، ومدى إشباعهم للحاجات النفسية من الحب والاهتمام والتقدير والقبول إلى غير ذلك
فالأسرة هي التي تضع جميع البذور الأساسية لشخصية الرجل والمرأة من طفولته ، لتظهر في سلوكياته وأخلاقياته وتصرفاته في المستقبل
فدور الوالدين مهم جداً في تنشئته على الحب والتقدير والاحترام وتحمل المسؤولية مع شريكة حياته مستقبلاً
__________________________
من موقع الإسلام سؤال و جواب تكملةً للفائدة من الموضوع أعلاه
وكان السؤال عن ضرب الزوجة ؟
1- وقد أمر القرآن بالإحسان إلى الزوجة ، وإكرامها ، ومعاشرتها بالمعروف، حتى عند انتفاء المحبة القلبية ، فقال : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) النساء / 19 .
2- وبين أن للمرأة حقوقا على زوجها ، كما أن له حقوقا عليها ، فقال : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة / 228 ، والآية تدل على أن للرجل حقا زائدا ، نظير قوامته ومسئوليته في الإنفاق وغيره .
3- وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الزوجة وإكرامها ، بل جعل خير الناس من يحسن إلى أهله ، فقال : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي " رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
4- ومن جميل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الإحسان إلى الزوجة ، أن إطعام الزوج لزوجته ، ووضع اللقمة في فمها ، ينال به صدقة ، فقال : " وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك " رواه البخاري 6352 ومسلم 1628
4- وقال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " رواه مسلم 1218
ومعنى " ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه " أي : لا يأذنّ لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان المأذون له رجلا أجنبيا أو امرأة أو أحدا من محارم الزوجة فالنهى يتناول جميع ذلك . انتهى كلام النووي .
وأفاد الحديث أن للرجل أن يضرب زوجته ضربا غير مبرح إذا وجد ما يدعو لذلك من مخالفتها وعصيانها .
وهذا كقوله تعالى: ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء / 34 .
فإذا تمردت المرأة على زوجها ، وعصت أمره ، سلك معها هذه الطرق الوعظ أو الهجر في المضجع ، أو الضرب ويشترط في الضرب أن يكون غير مبرح . قال الحسن البصري : يعني غير مؤثر.
وقال عطاء : قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه .
فليس الغرض إيذاء المرأة ولا إهانتها ، ولكن إشعارها بأنها مخطئة في حق زوجها ، وأن لزوجها الحق في إصلاحها وتقويمها .
والله أعلم
عميق تحياتى لأعضاء وزوار منتديات توينزيا كافيه
شريف عمر
أبو مروان