شريف عمر
09-06-2010, 06:51 PM
إليليا أبو ماضي
1889 - 1958
لبناني
لقبة : شاعر الأمل والتفاؤل
فلسفة الحياة
للشاعر إيليا أبو ماضي
أيّها الشّاكي وما بك داء . . . كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس . . . تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود، وتعمى . . . أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيلٌ . . . من يظنّ الحياة عبئاً ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال . . . لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مراً . . . ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس . . . عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه . . . لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ . . . قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي . . . فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها والحقل ملك سواها . . . اتخذت فيه مسرحاً ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ . . . عليها، والصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأيت بعضها يؤخذ . . . حيّاً والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى، وعمرها بعض عام . . . أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو . . . سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طوراً على الثرى واقعات . . . تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون . . . صفّقت الغصون حتى تميلا
فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي . . . وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار . . . عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها . . . واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى . . . كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا . . . كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ . . . فلماذا تراود المستحيلا ؟
..
كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ . . . آفة النّجم أن يخاف الأقولا
غاية الورد في الرّياض ذبول . . . كن حكيماً و اسبق إليه الذبولا
و إذا ما وجدت في الأرض ظلاّ . . . فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع، إذا السّماء اكفهرّت . . . مطراً في السّهول
قل لقوم يستنزفون المآقي . . . هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى . . . فأريحوا، أهل العقول، العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه . . . أخذته الهموم أخذاً وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى . . . ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غراباً يطارد الدّود في الأرض . . . ويوماً في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا . . . فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى . . . كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى . . . تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار . . . شمّا وتارة تقبيلا
لا سموما من السّوافي اللّواتي . . . تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات . . . والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس . . . فيلقي على الجميع سدولا
أيّهذا الشّاكي وما بك داء . . . كن جميلا تر الوجود جميلا
1889 - 1958
لبناني
لقبة : شاعر الأمل والتفاؤل
فلسفة الحياة
للشاعر إيليا أبو ماضي
أيّها الشّاكي وما بك داء . . . كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟
انّ شرّ الجناة في الأرض نفس . . . تتوقّى، قبل الرّحيل، الرّحيلا
وترى الشّوك في الورود، وتعمى . . . أن ترى فوقها النّدى إكليلا
هو عبء على الحياة ثقيلٌ . . . من يظنّ الحياة عبئاً ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال . . . لا يرى في الوجود شيئاً جميلا
ليس أشقى مّمن يرى العيش مراً . . . ويظنّ اللّذات فيه فضولا
أحكم النّاس في الحياة أناس . . . عللّوها فأحسنوا التّعليلا
فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه . . . لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظلّ رأسك همّ . . . قصّر البحث فيه كيلا يطولا
أدركت كنهها طيور الرّوابي . . . فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها والحقل ملك سواها . . . اتخذت فيه مسرحاً ومقيلا
تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ . . . عليها، والصائدون السّبيلا
تتغنّى، وقد رأيت بعضها يؤخذ . . . حيّاً والبعض يقضي قتيلا
تتغنّى، وعمرها بعض عام . . . أفتبكي وقد تعيش طويلا؟
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو . . . سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طوراً على الثرى واقعات . . . تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا
كلّما أمسك الغصون سكون . . . صفّقت الغصون حتى تميلا
فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي . . . وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار . . . عند الهجير ظلاّ ظليلا
وتعلّم حبّ الطلّيعة منها . . . واترك القال للورى والقيلا
فالذي يتّقي العواذل يلقى . . . كلّ حين في كلّ شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخيرا . . . كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
لا خلود تحت السّماء لحيّ . . . فلماذا تراود المستحيلا ؟
..
كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ . . . آفة النّجم أن يخاف الأقولا
غاية الورد في الرّياض ذبول . . . كن حكيماً و اسبق إليه الذبولا
و إذا ما وجدت في الأرض ظلاّ . . . فتفيّأ به إلى أن يحولا
وتوقّع، إذا السّماء اكفهرّت . . . مطراً في السّهول
قل لقوم يستنزفون المآقي . . . هل شفيتم مع البكاء غليلا؟
ما أتينا إلى الحياة لنشقى . . . فأريحوا، أهل العقول، العقولا
كلّ من يجمع الهموم عليه . . . أخذته الهموم أخذاً وبيلا
كن هزارا في عشّه يتغنّى . . . ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غراباً يطارد الدّود في الأرض . . . ويوماً في اللّيل يبكي الطّلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا . . . فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النّجوم فيه ويلقى . . . كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا
لا وعاء يقيّد الماء حتى . . . تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار . . . شمّا وتارة تقبيلا
لا سموما من السّوافي اللّواتي . . . تملأ الأرض في الظّلام عويلا
ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات . . . والنّهر والرّبى والسّهولا
لا دجى يكره العوالم والنّاس . . . فيلقي على الجميع سدولا
أيّهذا الشّاكي وما بك داء . . . كن جميلا تر الوجود جميلا